الرحمة المهداة.. آمال لا تنقطع!
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بقلم/ حمدي دوبلة
في خضم احتفالات الشعب اليمني بثورتي الـ 21 والـ 26 من سبتمبر تطل على بلد الحكمة والايمان وعلى كل بلاد المسلمين مناسبة عظيمة تطغى بهيبتها وجلالها وسحر ألقها وسمو وعظمة صاحبها على كل ما سواها من المناسبات الوطنية والاجتماعية.
-كان مولد الضياء والنور في زمن ليس فيه غير عتمة الديجور وغياهب الظلم والظلمات وتجبّر وغطرسة الطغاة من بني الإنسان وقهر وانتهاك بعضهم لبعض فكان منّة من الله عز وجل وفضلا منه سبحانه على الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن ضيق وضنك عبادة العباد إلى رحاب ونعيم عبادة رب العباد.
-مثَّل الـ 12 من شهر ربيع الأول من عام الفيل، يوم أن أشرق نور خير البرية محمد بن عبد الله على هذه الدنيا إعلاناً ببدء عصر جديد كان عنوانه ارتقاء البشرية نحو المُثل والقيم الإنسانية الفاضلة، بعد قرون من الظلم والفساد والطغيان وتفسّخ وانهيار المبادئ والأخلاق بين أمم وشعوب تلك الحقب المظلمة في التاريخ الإنساني.
-احتفال اليمنيين بذكرى المولد النبوي الشريف بكل هذا الحماس والزخم والتفاعل لم يكن بدعاً وليس وليد المرحلة وما يشوبها من أحداث وتقلبات ومحاولات التقليل منها ومن أهميتها من قبل البعض، فقط من أجل النكاية بهذا الطرف او ذاك، وإنما ظل عبر العصور سلوكاً متجذّرا في حياة اليمنيين السبّاقين إلى نصرة النبي ودعوته الربانية منذ الأيام الأولى لانطلاقتها المباركة.
-يدرك اليمنيون ويؤمنون بشكل راسخ أن الارتباط بالنبي عليه وآله أفضل الصلاة والسلام وبرسالة الاسلام يمثل أقرب الطرق لبلوغ عالم مثالي تسمو فيه قيم الحق والخير والسلام والعدالة بين البشر وتتزلزل فيه عروش الشيطان وكل ما ينتمي إليه من ممارسات الشرور والتيه والضلال.
– الدعوة المحمدية الخالدة تحارب اليوم بقوة لمواجهة مشاريع وتوجهات الأعداء لطمس الحق والهدى وإيجاد مجتمعات طفيلية مترفة تنمو وتزدهر على أشلاء وآهات مجتمعات أخرى مسحوقة تحت رعاية وتشجيع الطاغوت الأكبر المتربّع على عرشه الشيطاني الذي يمضي قدماً ليتمادى في الانغماس أكثر في مستنقعات الرذيلة والانحلال والسقوط الاخلاقي والاستماتة لمنع أي بوادر للعودة إلى جادة الحق والرشد والهداية.
-منذ أيام وأسابيع اكتست العاصمة صنعاء ومختلف محافظات ومدن اليمن أجمل الحلل وبدت في ابهى صورها وهي تستعد للاحتفاء بمولد خير الورى الذي سيكون بعد غد الأربعاء وقد غمرت مشاعر السرور والابتهاج بالمناسبة كل النفوس والقلوب، لكن الأجمل- كما نؤكد دائماً- هو أن تُترجم هذه العلاقة السامية وهذا الارتباط الروحي المقدس على أرض الواقع من خلال التأسّي الصادق بسيرة وأخلاق النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام في كل شؤون الحياة العامة والخاصة وعلى مستوى الفرد والدولة، والعمل على إنهاء كافة أشكال السلبيات والمظالم، والتوجّه الجاد لرفع المعاناة عن كاهل أمة رسولنا الكريم في هذا البلد الصابر المقاوم الذي يستحق من حكومته الكثير والكثير.
-هناك تفاؤل عام في الشارع اليمني أن يكون احتفال المولد النبوي الشريف هذا العام مباركاً وميموناً لتزامنه مع المعلومات التي تتحدث عن اتفاق سلام وشيك مع العدوان وتحقيق انفراجة في الملف الإنساني وصرف المرتبات، كما يرى اليمنيون في هذه المناسبة محطة انطلاق جديدة لليمن وشعبه في ضوء التغييرات الجذرية التي سيتم الإعلان عنها بعد غد من قبل السيد القائد شخصياً، وهي التغييرات التي يؤمّل منها الكثير على صعيد تحسين المستوى المعيشي وتوسيع وتفعيل الخدمات الأساسية وتوجيه مؤسسات الدولة نحو خدمة المواطنين والقيام بكل ما من شأنه إحياء الأمل- كما يقول السيد القائد- في نفوس الشعب ورفع المعاناة عن كاهله.. وكل عام والجميع بخير وسعادة.
نقلاً عن الثورة
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
«المجلس العالمي للتسامح» يطلق ميثاق السلام
بنوم بنه (وام)
أخبار ذات صلة المجلس العالمي للتسامح والسلام يوقع مذكرة تفاهم مع الجمعية الوطنية الأذرية «المجلس العالمي» يؤكد أهمية تعزيز ثقافة التسامح بالمجتمعاتأطلق المجلس العالمي للتسامح والسلام وبرلمانه الدولي الممثل لأكثر من 100 دولة حـول العالم «ميثاق السلام» وذلك خلال الجلسة الحادية عشرة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام، التي عقدت أمس، في مقر البرلمان الكمبودي بالعاصمة بنوم بنه.
حضر الجلسة معالي هون مانيت رئيس وزراء كمبوديا، ومعالي هون سين، رئيس مجلس الشيوخ، ومعالي خون سوداري، رئيس الجمعية الوطنية في كمبوديا ومعالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، وأكثر من 80 مشاركاً من رؤساء وأعضاء برلمانات وطنية وإقليمية، إلى جانب ممثلي منظمات دولية تعنى بقيم التسامح والسلام من مختلف أنحاء العالم.
وأعرب معالي أحمد بن محمد الجروان في كلمته الافتتاحية عن شكره لمملكة كمبوديا قيادة وشعباً على استضافتها لهذه الجلسة التاريخية، مشيداً بالدور المحوري الذي تقوم به لتعزيز قيم التسامح والسلام العالميين.
كما وجه الشكر إلى معالي سوس يارا، رئيس البرلمان الدولي للتسامح والسلام على جهوده المتميزة في تنظيم هذه الجلسة التي تشهد الإنجاز العالمي المهم المتمثل بإطلاق الميثاق الدولي للسلام.
وأكد الجروان أن العالم يواجه اليوم تحديات كبيرة مما يجعل اعتماد هذا الميثاق ضرورة ملحة لتعزيز الحوار وبناء مستقبل مستدام يعمه السلام والتعاون، موضحاً أن هذا الميثاق يمثل شهادة على قدرة البرلمانيين وممثلي الشعوب على مواجهة هذه التحديات بروح الوحدة والمسؤولية.
وأشار إلى أن إعداد الميثاق استغرق قرابة عام من العمل الدؤوب بالتعاون مع الدول الأعضاء في المجلس، معرباً عن تطلعه لتفعيل بنوده من خلال تشكيل لجنة خبراء دولية، ودعا إلى حل النزاعات سلمياً عبر الحوار والمفاوضات.
وكان معالي هون سين رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي قد استقبل الجروان والوفد المرافق له، وأشاد بجهوده في نشر قيم التسامح والسلام، وإطلاق ميثاق السلام خلال الجلسة الحادية عشر للبرلمان الدولي للتسامح والسلام، وأكد الحاجة الدولية الملحة لمثل هذا الميثاق من أجل تعزيز فرص السلام الدولي.
كما استقبل معالي هون مانيت رئيس وزراء مملكة كمبوديا، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام والوفد المرافق له، شاكراً لهم جهودهم وجهود البرلمانات المشاركة في إطلاق ميثاق السلام، وأكد دعم بلاده للميثاق وتفعيل بنوده حول العالم.
وعلى هامش الجلسة وقع المجلس العالمي للتسامح والسلام مذكرات تفاهم مع عدة منظمات، منها المؤتمر الدولي للأحزاب السياسية (ICPP)، وبرلمان جمهورية تشاد، وبرلمان جمهورية المجر الشعبية، والجمعية البرلمانية الآسيوية (AIPA)، ومنظمة برلمانيون من أجل السلام (IAPP)، والمجلس الاستشاري للمياه للجمعية الوطنية الآسيوية AAWC، بهدف تعزيز التعاون في مجالات التسامح والسلام.