جانب من الأضرار في الحي اليهودي القديم في مراكش بسبب الزلزال

 

أكثر من أسبوعين على الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق في جبال الأطلس المغربية وخلّف قرابة 3 آلاف قتيل ومئات الجرحى. المآسي الإنسانية كبيرة خصوصاً أن الضرر لم يتوقف فقط عند القتلى والجرحى، بل كذلك من فقدوا منازلهم، إذ تقدر أرقام رسمية عدد المباني المنهارة بحوالي 60 ألفا، سواء المنهارة بشكل تام أو بشكل جزئي، ما تسبب بوصول عدد المتضررين إلى 2.

8 مليون نسمة.

جزء من التاريخ يتضرر

مختارات منها ساحة جامع الفنا..مواقع أثرية لم تسلم من زلزل المغرب علاقات المغرب وفرنسا.. توتر فاقمه "رفض" الدعم بعد الزلزال؟ المغرب.. كيف يمكن بناء منازل مقاومة للزلازل مستقبلا؟

الضرر لم يمس فقط المباني السكنية، بل كذلك المباني التاريخية، خصوصا أن الزلزال تسبب بأضرار في مدن تاريخية كمراكش وتارودانت. منظمة اليونسكو أشارت إلى تضرّر معالم تاريخية مدرجة على قائمة التراث العالمي، ومن ذلك حي المدينة القديمة في مراكش، المجاورة لساحة الفنا الشهيرة، وهي المدينة التي تعود لحوالي ألف عام.

وتحتضن المدينة القديمة العديد من دور الرياض التقليدية التي تحوّل بعضها إلى فنادق يقصدها الزوار عوضا عن الفنادق العصرية، كما تحتضن السوق القديمة للمدينة، حيث توجد محلات متعددة توفر للزوار كل احتياجاتهم. وغير بعيد عن ساحة جامع الفنا، نجد الحي اليهودي القديم، المعروف بالملاح، الذي بدوره تعرض لأضرار.

جانب من الأضرار في المدينة القديمة بمراكش. جزء كبير من هذه المنازل قديمة وتحتفظ بجزء كبير من ذاكرة السكان.

وغير بعيد عن هذا المكان، يوجد جامع الكتبية، الذي يعود بناؤه إلى القرن الـ12، وهو بدوره تعرض لأضرار بسبب الزلزال، ما دفع السلطات إلى إغلاقه بشكل مؤقت. كما تعرض مسجد تينمل التاريخي لأضرار بالغة للغاية، وهو يقع في قرية تينمل بالأطلس الكبير، ويحظى بأهمية كبيرة في توثيق تاريخ المغرب، وكذلك السور التاريخي لمدينة تارودانت، أقدم سور في المغرب، والذي يمتد على ثمانية كيلومترات ويصفه المغاربة بـ"السور العظيم".

الأولوية للإنسان.. دون إهمال التراث

لكن في أوقات الكوارث، الأولوية للإنسان قبل كل شيء. هذا ما يقوله الجميع، بمن فيهم المسؤولون في منظمة اليونيسكو، بحكم أن إنقاذ العالقين وإسعاف الجرحى ضرورة أساسية. لكن ذلك لا يعني إهمال إنقاذ التراث الذي يختزن ذاكرة أمة ويمثل جزءاً من ذاكرة العالم، وخسارته تبقى كبيرة للغاية وإن كانت لا تقارن بخسارة حياة البشر.

انتقل خبراء من اليونيسكو لعين المكان بعد الزلزال للوقوف على حجم الأضرار التي ضربت المآثر التاريخية. أهمية المكان ليست فقط للسياح، بل كذلك لأبناء المدينة، وهو ما توضحه سوزان هاردر، رئيسة اللجنة الدولية للدرع الأزرق، المهتمة بالمواقع الآثرية، إذ تقول لـDW: " الحقوق الثقافية هي من حقوق الإنسان. هذا لا يعني أن يخاطر الناس بحياتهم ويتوجهوا للمباني التي تعرضت للدمار، ولكن من المهم لهم أن يستمروا في طقوسهم خلال الجنائز، وأن يجدوا أماكن للصلاة خارج المساجد التاريخية المدمرة، خصوصاً في هذه الفترة".

الطقوس والعادات وأنماط التدين، هي أشكال من الترابط داخل هذه المجتمعات، وهي أمور مهمة للغاية في هذه الأوقات الصعبة، إذ تعطي الناس إحساساً بالاستقرار، خصوصاً لمن فقدوا كل شيء بسبب الزلزال، تضيف سوزان هاردر، الخبيرة في دراسات الآثار وعلم المصريات، لافتة أنه بعد كل كارثة طبيعية، من المهم أولا إنقاذ الأرواح والاستجابة للحاجيات الضرورية، وبعد هذا يتم الاعتناء بالوضع الثقافي.

ليست مجرد منازل

شهد المغرب حُكم العديد من السلالات، وعرف على مدار تاريخه عدداً من الثقافات، وعدد من مدنه القديمة ليست مجرد أحياء سكنية، بل ركن رئيسي من هوية السكان. "هذه الأماكن ليست مجرد نقاط جذب سياحي، بل هي أولاً مساكن" تقول هاردر. وتضيف: "معرفة الإرث الثقافي مهمة على الدوام، لأن هذه المباني شُيدت على مدار قرون من التعايش اليومي، وتحفل بتجارب من حياة الناس ومن عيشهم وكذلك طرق التسوق والعمل".

لذلك تمثل الكوارث الطبيعية، وكذلك الحروب، ضررا كبيرا لمناطق مماثلة، إذ يمكنها أن تتسبب بخسارة جزء من الهوية الثقافية، أو جزء من ذاكرتهم الثقافية، وهو ما أكده أحد سكان مراكش صرّح لمراسل من صحيفة "ذا ناشيونال": "ما وقع صدمة، هويتنا تشكلت عبر هذه المواقع (التي ضربها الزلزال)".

أعلنت وزارة الثقافة المغربية مؤخراً أن الدراسات لإعادة ترميم عدد من المباني التاريخية ستبدأ قريبا، وفي الآن ذاته لا تزال عدد من القصور والمعالم التاريخية في مراكش مفتوحة في وجه الزوار، كما أعلنت السلطات عن خطط لإعادة الإعمار، وإعادة بناء المنازل المتضررة ومن ذلك تلك الموجودة في الأحياء القديمة.

 لكن التحدي ليس فقط إعادة الإعمار، فأحيانا يكون تعويض ما انهار صعبا للغية إذا ما كان ضرورييا تشييد بناء جديد لتعويض ما انهار بشكل كامل، أو على الأقل إيجاد صيغة للترميم لا تخدش الهوية التاريخية لمبنى شيد قبل قرون.

زيلكه فونش/إسماعيل عزام

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: زلزال مراكش زلزال المغرب تاريخ المغرب أخبار المغرب المغرب مراكش زلزال الحوز زلزال مراكش زلزال المغرب تاريخ المغرب أخبار المغرب المغرب مراكش زلزال الحوز

إقرأ أيضاً:

بنسعيد يطلع على تقدم أشغال ترميم المواقع والمآثر التاريخية المتضررة جراء زلزال الحوز

زنقة20ا الحوز: محمد المفرك

قام وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الجمعة بإقليمي الحوز و مراكش، بزيارة إلى كل من الموقع الأركيولوجي أغمات، و قصور الباهية والبديع التي تضررت جراء زلزال الحوز.

وقدمت للوزير بنسعيد، شروحات حول مشروع إعادة ترميم وتأهيل الموقع الأثري اغمات الواقع بتراب إقليم الحوز والذي يضم ضريح المعتمد بن عباد، حيث من المرتقب أن يتم تأهيل هذا الموقع، وجعله أكثر جاذبية بالنسبة للسياح المغاربة والأجانب عبر وضع برنامج خاص به، في إطار تنشيط المواقع والمآثر التاريخية.

وقد اطلع الوزير، على تقدم أشغال ترميم المآثر التاريخية بالمدينة الحمراء المتضررة جراء زلزال الحوز، وتشمل قصور الباهية والبديع، وقبور السعديين، وأسوار المدينة القديمة بالخصوص (باب دكالة و باب الخميس) حيث أن الأشغال وصلت نسبة هامة، مع الحرص على تتبعها تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.

جولة المسؤول الحكومي شملت مختلف فضاءات قصري الباهية والبديع، مع الاطلاع على حركية السياح المغاربة والأجانب، حيث تلقى هذه المعالم الأثرية إقبالا هاما من قبل الزوار.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وفي إطار استراتيجيتها الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه وصونه، تكون لجان تتبع خاصة لجميع الأشغال المرتبطة بالترميم وإعادة تأهيل المآثر والمواقع الأثرية التي تضررت بفعل زلزال الحوز.

 

 

قام وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الجمعة بإقليمي الحوز و مراكش، بزيارة إلى كل من الموقع الأركيولوجي أغمات، و قصور الباهية والبديع التي تضررت جراء زلزال الحوز.
وقدمت للوزير بنسعيد، شروحات حول مشروع إعادة ترميم وتأهيل الموقع الأثري اغمات الواقع بتراب إقليم الحوز والذي يضم ضريح المعتمد بن عباد، حيث من المرتقب أن يتم تأهيل هذا الموقع، وجعله أكثر جاذبية بالنسبة للسياح المغاربة والأجانب عبر وضع برنامج خاص به، في إطار تنشيط المواقع والمآثر التاريخية.
وقد اطلع الوزير، على تقدم أشغال ترميم المآثر التاريخية بالمدينة الحمراء المتضررة جراء زلزال الحوز، وتشمل قصور الباهية والبديع، وقبور السعديين، وأسوار المدينة القديمة بالخصوص (باب دكالة و باب الخميس) حيث أن الأشغال وصلت نسبة هامة، مع الحرص على تتبعها تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.
جولة المسؤول الحكومي شملت مختلف فضاءات قصري الباهية والبديع، مع الاطلاع على حركية السياح المغاربة والأجانب، حيث تلقى هذه المعالم الأثرية إقبالا هاما من قبل الزوار.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وفي إطار استراتيجيتها الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه وصونه، تكون لجان تتبع خاصة لجميع الأشغال المرتبطة بالترميم وإعادة تأهيل المآثر والمواقع الأثرية التي تضررت بفعل زلزال الحوز.

مقالات مشابهة

  • زلزال بقوة 5 ريختر يضرب شرق الفلبين اليوم
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق الفلبين
  • زلزال بقوة 5 ريختر يضرب جزر ماريانا الشمالية اليوم
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر ماريانا الشمالية
  • زلزال بقوة 4.8 ريختر يضرب بابوا غينيا الجديدة
  • زلزال بقوة 4.8 درجات يضرب بابوا غينيا الجديدة
  • زلزال بقوة 4.8 درجة يضرب شمال شرقي كولومبيا
  • زلزال بقوة 4.8 درجات يضرب شمال شرقي كولومبيا
  • تجمع مالكي الأبنية المؤجرة دان إنهيار سقف أحد الأبنية في بيروت
  • بنسعيد يطلع على تقدم أشغال ترميم المواقع والمآثر التاريخية المتضررة جراء زلزال الحوز