بدء العد التنازلي في واشنطن لتجنب "إغلاق" مؤسسات حكومية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بعد أربعة أشهر من تجنب عجز كارثي على سداد الديون، يبدو أكبر اقتصاد في العالم على حافة أزمة مالية كبرى مع نزاع مرير بين الديموقراطيين بزعامة الرئيس جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس بشأن تصويت على ميزانية الحكومة الفيدرالية.
ويتعين على الكونغرس التصويت على ميزانية لتمويل الحكومة الفيدرالية بحلول منتصف ليل الثلاثين من سبتمبر.
ومن شأن الإغلاق تعريض الشؤون المالية لمئات آلاف من العاملين في المنتزهات الوطنية والمتاحف ومواقع أخرى التي تعمل بتمويل فيدرالي للخطر، وقد ينطوي أيضا على مخاطر سياسية كبيرة على بايدن أثناء ترشحه لإعادة انتخابه في عام 2024.
واتهم بايدن السبت "مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتطرفين" بأنهم يهددون بالتسبب بشل الإدارة الفيدرالية الأسبوع المقبل مع "إغلاق" عدد من مؤسساتها لانقطاع التمويل لها.
وقال بايدن الذي كان يتحدث خلال عشاء في الكونغرس إنه اتفق مع الرئيس الجمهوري لمجلس النواب كيفن مكارثي على مستوى الإنفاق العام للسنة المالية المقبلة التي تبدأ في الأول من أكتوبر.
وتابع "اليوم، ثمة مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتطرفين لا تريد احترام الاتفاق، وقد يدفع جميع الأميركيين الثمن".
وأضاف أن "تمويل الحكومة هو أحد أهم المسؤوليات الأساسية للكونغرس. حان الوقت لكي يبدأ الجمهوريون في إنجاز العمل الذي انتخبتهم أميركا للقيام به. دعونا نفعل ذلك".
والكونغرس منقسم حاليا، إذ يُهيمن الديموقراطيون على مجلس الشيوخ، في حين أن مجلس النواب خاضع لسيطرة المعارضة الجمهورية.
ويريد البيت الأبيض إدراج 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا في الميزانية. ويحظى هذا الإجراء بدعم الديموقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ، لكن بعض أعضاء مجلس النواب يعارضونه بشدة.
وقالت النائبة الجمهورية المقربة من الرئيس السابق دونالد ترامب مارجوري تايلور غرين، في مقطع فيديو نشرته على "إكس": "لن أصوت لفلس واحد ليذهب إلى الحرب في أوكرانيا" مؤكدة "أنا أضع أميركا أولا. أعمل من أجل الولايات المتحدة الأميركية. أنا أعمل من أجل الشعب الأميركي".
وردد الجمهوري في مجلس النواب إيلاي كرين هذا الرأي.
وبحسب كرين في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي "الناس في كل البلاد تعبوا من تمويل الآخرين (..) نواصل الانفاق والانفاق والانفاق بأموال لا نملكها".
ويضع كل هذا مكارثي في مأزق.
وأكد الجمهوري مايك تيرنر ل"اي بي سي نيوز" الأحد في حديث "إنه في موقف صعب للغاية لأن الرافضين يواصل القول لكيفين مكارثي.. لا تطرح مشاريع مقدمة من الحزبين. لا نريد منك استخدام أصوات الديمقراطيين لمحاولة تجنب الإغلاق".
واجهة متكررة
ويتحول التصويت على الميزانية في الكونغرس بانتظام إلى مواجهة بين الحزبين، حيث يستغل كل جانب احتمال حصول إغلاق لانتزاع تنازلات من الطرف الآخر، قبل التوصل إلى حل في اللحظة الأخيرة.
لكن هذا العام، فإن المواجهة تفاقمت بسبب مستويات غير مسبوقة من الاستقطاب.
وفي مجلس الشيوخ، فإن النقاش بقيادة شخصيتين تمتعان بثقل، زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر، ومن الجانب الجمهوري، ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية.
وأكد شومر في حديث ل"سي ان ان" الجمعة أنه وماكونيل "نؤيد بقوة مساعدة أوكرانيا" موضحا "وأعتقد أن غالبية أعضاء الحزبين في مجلس الشيوخ يوافقون على ذلك."
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد يلجأ المشرعون إلى إجراء تمويل قصير الأمد، يعرف باسم القرار المستمر، ما يمنح فترة للمشرعين لإيجاد أرضية مشتركة.
ويأتي هذا بعد أربعة أشهر فقط من أزمة سقف الدين، التي اقتربت فيها واشنطن بشكل خطير من إمكانية التخلف عن السداد، ما كان سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد الأميركي وخارجه.
وفي إطار الاتفاق، وافق الديمقراطيون على تحديد بعض الإنفاق في مسعى للموافقة على الميزانية.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار "الاتفاق اتفاق" وألقت باللوم على الجمهوريين من أجل مخاطرتهم بما وصفته ب "إغلاق غير ضروري".
وفي حال قامت الحكومة بوقف العمليات، لن تحصل العائلات ذات الدخل المنخفض على شيكات المساعدات الغذائية وستتعطل الحركة الجوية وقد يتم إغلاق المتنزهات الوطنية.
وعند الإغلاق، يُطلب من موظفي الخدمة المدنية الذين يعتبرون "غير أساسيين" البقاء في منازلهم، ولن يتلقوا رواتبهم إلا عندما يتم حل المشكلة.
وشهدت الولايات المتحدة أربعة إغلاقات مهمة منذ 1976. كان آخرها في آواخر عام 2018 واستمر لخمسة أسابيع. وكلف الاقتصاد الأميركي 3 مليارات دولار.
ويؤكد نواب معارضتهم لتكرار ذلك لكنه تجنب إغلاق قد يبدو صعبا.
وأكد النائب الجمهوري في مجلس النواب توني غونزاليس في حديث لشبكة "سي بي اس" الأحد "لا أريد أن أرى إغلاقًا"، موضحا "لكن ليس هناك شك لدي بأن البلاد تتجه نحو الإغلاق، ويجب على الجميع الاستعداد".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بايدن البيت الأبيض أميركا الكونغرس بايدن البيت الأبيض اقتصاد مجلس النواب مجلس الشیوخ فی مجلس
إقرأ أيضاً:
الحكومة تتفاعل سريعاً مع خطاب المسيرة لتنزيل الرؤية الملكية حول هيكلة مؤسسات مغاربة العالم
زنقة 20 ا الرباط
في تجاوب سريع مع الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، يوم أمس، بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، والذي دعا فيه جلالته لإعادة هيكلة مجلس الجالية وإحداث المؤسسة المحمدية للمغاربة المقمين بالخارج، أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الخميس، أنه سيتم اليوم عقد أول إجتماع مع القطاعات الوزارية المعنية بشؤون الجالية”.
وكشف رئيس الحكومة، في كلمة له في بداية أشغال المجلس الحكومي، أن “الإجتماع سيخصص لمناقشة السبل والآليات المؤسساتية والقانونية الكفيلة بالتنزيل الأمثل للتعليمات الملكية لجلالته ووضع ببرنامج عمل من أجل هيكلة المؤسسات التي تعنى بشؤون الجالية وفق المنظور الملكي السامي”.
وتابع رئيس الحكومة “وإذ استحضر جلالته في خطابه السامي الدور الهام الذي تلعبه الجالية المغربية المقيمة بالخارج على غرار جميع مكونات المجتمع المغربي في الدفاع عن شرعية مغربية الصحراء ومقدسات الوطن فقط طالب جلالته الحكومة بالعمل من أجل إحداث تحول في تدبير شؤون المغاربة المقمين بالخارج عبر إعادة هيكلة الإطار المؤسساتي لمجلس الجالية المغربية بالخارج وإحداث المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج”.
و أكد أخنوش، أنه “تنفيذا لهذه التعليمات الملكية السامية ستعكف الحكومة بالجدية والسرعة اللازمتين على تنزيل الرؤية الملكية كما أمر بها جلالته بما يضمن تنسيق وإلتقائية الإختصاصات والتجاوب مع الحاجيات الجديدة لجاليتنا في المهجر”.
وتفاعلا مع الخطاب الملكي قال رئيس الحكومة أن “جلالة الملك وضع من خلاله الخطاب السامي المنتظم الدولي والأمم المتحدة أمام المسؤولية التي يجب أن يتحملوها لحسم هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والذي طال أمده”.
وأكد أخنوش، أن “جلالة الملك وضح في الخطاب السامي الفرق الكبير بين العالم الحقيقي الشرعي الذي يمثله المغرب في صحرائه وبين عالم متجمد بعيد عن الواقع وتطوراته الذي يمثله خصوم الوحدة الترابية “.
وأعلن أخنوش “التعبئة الشاملة للحكومة بكل مكوناتها لمواصلة الدفاع عن قضيتنا الوطنية خاصة في هذه الفترة الحاسمة التي يعرفها ملف وحدتنا الترابية”.