دمشق-سانا

أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب دراسة جديدة ضمن سلسلة الدراسات الفكرية الفلسفية لعام 2023 بعنوان “موجز تاريخ علم النفس المعاصر”، تأليف الدكتور بدر الدين عامود.

انطلق الكتاب من ظهور الحاجات الثقافية الروحية عند الإنسان القديم لتغيير معطيات الطبيعة من حوله وتحويلها لوسائل تستخدم في النشاط الجمعي والتعرف على العالمين الداخلي والخارجي، وإيضاح حقيقة أن علم النفس رغم استقلاله كعلم قائم بذاته إلا أنه بقي مادة خلاف بين أهل الاختصاص، لكن الاختلافات بوجهات النظر جعلت من هذا العلم بنية حاضنة للخبرات المتراكمة.

وتمحور الكتاب حول رسم صورة لمسار حركة الفكر البشري، وتعريف القارئ بأهم الأفكار السيكولوجية عبر محطات المسار زمنياً بدءاً من الحضارات القديمة وصولاً لأوساط القرن التاسع عشر والتطورات التي طرأت ومكنّت روّاد علم النفس من صياغة نظرياتهم في مطلع القرن العشرين، ومدى محاولة الأجيال المتعاقبة تخفيف الثغرات ومكامن الضعف وتجاوزها من خلال تصويب بعض الأفكار وتعزيز الإيجابيات في مستجدات الحياة الفكرية ومعطيات الممارسة العملية.

وضمّ الكتاب بين دفتيه ستة أقسام احتوت على العديد من الفصول، وذلك بمتعة السرد وفائدة المحتوى، حيث يتعرف القارئ على الفكر السيكولوجي في الفلسفة بالحضارات اليونانية والرومانية، والعربية الإسلامية، والأوروبية إبان عصر النهضة، ثم ينتقل نحو مقدمات استقلال علم النفس ونشوء الظواهر النفسية وتطورها ووظائف الجملة العصبية، ويستطيع أن يدرك ميادين علم النفس بعد الاستقلالية كعلم النفس التجريبي، والنمائي والتربوي والصناعي.

وبعد ذلك يتعمق القارئ بمدارس هذا العلم ويتبحر بتياراته التي من بينها التيار السيكو ثقافي والاقتصادي والاجتماعي، ليصل بالقسمين الأخيرين من الكتاب إلى روسيا، حيث يجد ظهور علم النفس واستقلاله فيها والاتحاد السوفييتي سابقاً والنظريات التي وضعت في هذا العلم (فيغوتسكي، ليونتيف، لوريا، روبنشتين، وتيبلوف).

يذكر أن الكتاب جاء عبر 359 صفحة، واعتمد على مراجع اختصاصية غنية عربية وروسية وأجنبية، أما الدكتور بدر الدين عامود، فهو من مواليد سلمية 1944، حاصل على دكتوراه فلسفة في علم النفس، وله نشاطات علمية حافلة من بينها عضويته في مديرية البحوث في وزارة التربية السورية، وعمله في التدريس الجامعي بمرتبة أستاذ في جامعات عربية عدة في الجزائر وليبيا، وإشرافه على العديد من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه، ومشاركاته في العديد من المؤتمرات المحلية والعربية والدولية، وله العديد من المساهمات الإنتاجية السابقة في تأليف بعض الكتب وترجمة بعضها الآخر للعربية، والكثير من المقالات كله في ميدان علم النفس.

الياس أبو جراب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: علم النفس العدید من

إقرأ أيضاً:

الكوابيس المستمرة.. أسبابها وكيفية التعامل معها

روسيا – تشير الدكتورة يوليا رومانينكو، أخصائية علم النفس، إلى أن الكوابيس ليست تجربة ممتعة، خاصة إذا تكررت بانتظام. وتوضح الأسباب الكامنة وراء حدوثها، بالإضافة إلى طرق التخلص منها.
ووفقا للدكتورة، يُعتبر النوم دائما فرصة لاكتشاف أشياء جديدة عن اللاوعي. ففي كثير من الأحيان، لا تقتصر الكوابيس على كونها أحلاما مزعجة فقط، بل تتحول إلى تجارب حية ومخيفة تجعلك تستيقظ متصببا عرقا، مع تسارع في ضربات القلب وشعور بالقلق.

وتقول الدكتورة: “إذا كان الشخص يعاني من الكوابيس بشكل مستمر، فهذه إشارة إلى وجود شيء ما في داخله يسبب قلقا مزمنا. وقد يكون لهذا أثر فعلي، إذ أن السبب غالبا يكون خارج نطاق الوعي، ما يعني أنه قد يظهر في أي لحظة، ليس فقط أثناء النوم، بل خلال النهار أيضا، مثل نوبات الهلع المفاجئة التي تحدث بدون سبب واضح”.

وتشير الطبيبة إلى أنه إذا تكررت الكوابيس عدة مرات في الأسبوع، وتداخلت مع النوم وقللت من جودة الحياة، فقد تكون علامة على اضطراب القلق، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطرابات نفسية أخرى. وترجع أسباب الكوابيس غالبا إلى مشكلات نفسية لم تُعالج بعد.

وتتابع قائلة: “يستمر الدماغ أثناء النوم في معالجة الانفعالات التي حدثت خلال النهار. وإذا كانت هناك صراعات غير محلولة، أو مشاعر مكبوتة، أو أحداث صادمة في الحياة الواقعية، فإن النفس تستمر في معالجتها من خلال الأحلام. والسبب دائما يكمن في عدم اكتمال معالجة هذه الانفعالات. فمثلا، الشخص الذي تعرض لهجوم ولكنه لم يعبر عن خوفه داخليا، قد يرى مشاهد خطر متكررة في أحلامه”.

ووفقا لها، فإن سببا محتملا آخر للكوابيس هو التوتر والقلق المزمنان. عندما يعاني الشخص من توتر مستمر، ينشط الدماغ “وضع التهديد” أثناء النوم، ويتجلى ذلك في مشاهد مثل المطاردة، السقوط، العنف، أو الكوارث. كما يمكن أن تنشأ الكوابيس من مشاهدة أحداث مزعجة قبل النوم، مثل أفلام الرعب، أخبار الكوارث، أو حتى الأحاديث المتوترة.

وتضيف: “يجب مراعاة الخصائص النفسية الفردية، فالأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق، أو يمتلكون تفكيرا إبداعيا وخيالا واسعا، هم أكثر عرضة لتكرار الكوابيس”.

وتقدم الطبيبة عدة نصائح للتخلص من الكوابيس، أولها تحليل المخاوف والتغلب عليها. ومن الأدوات المفيدة الاحتفاظ بـ”مذكرات أحلام”، حيث يتم تدوين الكوابيس بهدف البحث عن الروابط بينها وبين الانفعالات الحقيقية. كما يُساهم العلاج النفسي في تقليل تكرار الكوابيس.

وتنصح الطبيبة باستخدام أسلوب “إعادة كتابة السيناريو”، حيث إذا تكرر الكابوس، يتخيل له نهاية بديلة وإيجابية، ما يساعد على تخفيف العبء العاطفي المرتبط به.

وتشير الطبيبة إلى أهمية اتباع عادات نوم صحية، مثل الخلود للنوم في نفس الوقت يوميا، وتجنب الكافيين والأطعمة الدسمة قبل النوم، وتهوية الغرفة جيدا. كما تؤكد على ضرورة الاسترخاء الجسدي قبل النوم، مثل ممارسة التأمل، أو تمارين التنفس، أو اليوغا الخفيفة، التي تُرخي الجسم وتساعد النفس على التخلص من القلق.

وتختم الطبيبة حديثها قائلة: “الكوابيس إشارة من النفس إلى توتر داخلي. وإذا كانت تزعج الشخص باستمرار، فهي علامة واضحة تستدعي استشارة معالج نفسي في أقرب وقت ممكن”.

المصدر: gazeta.ru

مقالات مشابهة

  • تحدي رياضات الدفاع عن النفس لـ «الجميع» في الشارقة
  • ماذا يحدث حال رفض الجمعية العمومية للهيئة الرياضية اعتماد الميزانية؟
  • بابٌ يُغلق وآخر يُفتح… بن ناصر على أعتاب تجربة جديدة في أوروبا !
  • ربيع بن هادي المدخلي.. ترجل فارس أفنى حياته في خدمة الشرع وتعليم الدين
  • الكوابيس المستمرة.. أسبابها وكيفية التعامل معها
  • البترا تحتفي باليوبيل الذهبي للعلاقات الأردنية المكسيكية بإضاءة الخزنة بألوان العلم المكسيكي
  • موجز
  • العقاب السوري… أول هوية بصرية في تاريخ سوريا الحضاري منذ 10 آلاف عام
  • إعتقال الأمين العام للهيئة المغربية لحقوق الإنسان والبيئة يكشف عن خروقات مالية وتنظيمية جسيمة تخالف القانون
  • الصناعات الغذائية: البحث العلمي أداة حيوية لتطوير الصناعة ودعم الأمن الغذائي