البنك الوطني العماني يعزز ثقافة الادّخار عبر "حساب الأطفال"
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
مسقط- الرؤية
يسعى البنك الوطني العماني إلى دعم جهود الآباء والأمهات في التخطيط لمستقبل أبنائهم على المستوى المادي، وترسيخ ثقافة الادخار لديهم منذ الطفولة، إذ يعي البنك الأهمية الجوهرية لتحقيق الشمول المالي للجيل القادم من الشباب.
ولقد صمم البنك حساب الأطفال لمساعدة الوالدين وأولياء الأمور على الادخار والتخطيط بعناية لمستقبل أطفالهم، وتلبية احتياجاتهم المختلفة، وتزويدهم بالمهارات المالية اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.
وقالت مها بنت سعود الرئيسية مساعدة المدير العام ورئيسة إدارة المنتجات المصرفية للأفراد في البنك الوطني العماني، إن حساب الأطفال تُعد وسيلة مثالية للاستثمار في مستقبل الأبناء، مضيفة: "نؤمن في البنك الوطني العماني بأهمية تزويد العائلات بالموارد اللازمة لإكساب المعرفة المالية للأبناء منذ مقتبل العمر، وعبر غرس ثقافة الادخار والإدارة المالية السليمة لدى الأطفال، فإننا لا نسعى إلى تأمين مستقبلهم فحسب، بل أيضًا الإسهام في إيجاد جيل مثقف ماليًا، ونهدف أيضًا من خلال حساب الأطفال إلى تمكين أجيال المستقبل ومنحهم القدرات المالية اللازمة للتفوق والتعامل مع التحديات المالية والمساهمة بفاعلية في نمو مجتمعنا".
ويمكن للوالد وولي الأمر من المواطنين والمقيمين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا وأكثر فتح حسابات الأطفال، ويجب أن يكون عمر الطفل أقل عن 18 عاما، كما يمنح الحساب الوالدين القدرة على اختيار فتح حساب توفير عادي أو بوديعة شهرية ثابتة وفقاً لإمكاناتهم المالية، كما أن حساب التوفير العادي لا يقدم عوائد ولا يشترط حد أدنى للإيداع عند فتح الحساب بينما يقدم حساب الوديعة الشهرية المتكررة سعر فائدة تنافسي يبلغ 3.5% بالإضافة إلى فائدة مدفوعة عند الاستحقاق، مما يضمن النمو الأمثل للمدخرات مع مرور الوقت.
ويتيح حساب الأطفال للوالد وولي الأمر مجموعة واسعة من المميزات التي صُممت لتلبي متطلباتهم المختلفة، إذ يقدم ميزة التأمين المجاني على الحياة، الذي يغطي إجمالي مبلغ التأمين يصل إلى 100,000 ريال عماني لأربعة أطفال بحد أقصى (أي 25,000 ريال عماني لكل حساب)، مما يوفر حماية إضافية للعائلات.
وعندما يبلغ الطفل 13 عامًا يوفر الحساب بطاقة خصم مجانية مما يعزز حس المسؤولية المالية لدى الأبناء ويكسبهم مهارات الإدارة المالية، كما يتيح الحساب أيضا إمكانية توفير الأموال بالريال العماني أو الدولار الأمريكي وذلك لمنح العملاء المرونة وحرية الاختيار.
ويقدم حساب الأطفال أيضًا العديد من المميزات تشمل عروضا حصرية لدى مجموعة مختارة من المتاجر وهدايا مميزة في المناسبات الخاصة، مثل أعياد الميلاد والمناسبات كعيد الفطر وغيرها.
ونظم البنك مؤخراً سلسلة من الفعاليات تخص حساب الأطفال وذلك في ركنه بمسقط سيتي سنتر، حيث قدم فريق المبيعات المخصص الدعم اللازم لأولياء الأمور لفتح حسابات الأطفال، كما جرى تخصيص ركن خاص للأطفال يحتوي على أنشطة تفاعلية مثل الرسم على الوجه والرسم على الفخار، مما يقدم لهم تجربة تعليمية ممتعة.
ولتعزيز التفاعل مع الجمهور، شارك في الفعالية مقدم برامج محترف قدم العديد من الأنشطة الشيقة والمسابقات للأطفال وأولياء الأمور.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الشعر الشعبي.. وهوية الشاعر العماني
تمر اللغة بتطورات وتحديثات دائمة، إنها الحياة الأكثر تغيّرا، وإذا سكنت اللغة وجمدت فقد ماتت، وكُتب عليها الفناء، لذلك فاللغة كائن حيّ، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها، واللهجات المحلية إنما هي لغات أخرى، بل هي الأكثر تغيرا وحيوية وديمومة، ولذلك تجد أن كل لهجة تمر بالكثير من التحديثات والتراكمات، بشكل شبه يومي، نتيجة التداخل مع لهجات الآخرين، والتعامل مع جنسيات مختلفة، والتأثر والتأثير مع الغير، ولذلك أشكال وأنماط لسنا بصددها حاليا.
وما كان الشعر الشعبي بعيدا عن هذا التلاقح اللغوي، بل كان الأكثر تأثرا برياح التغيير، ودخلت عليه الكثير من المفردات غير المحلية، وتأثر كثيرا بلهجات عربية وغير عربية، وتمازج معها، ونتج عن ذلك «مزيج ثالث» أحيانا من اللهجة، فهي لغة غير مستخدمة اجتماعيا، وغير محلية بشكل كبير، ومع ذلك قد يفهمها العامة من خلال السماع، أو التقارب مع اللهجات الأخرى، وفـي كل الأحوال، فإن هذه اللغة الهجين هي تأثر طبيعي بلغات أقوى، وأكثر انتشارا كاللهجة النجدية، والتي منها بدأت شرارة الشعر الشعبي فـي شبه الجزيرة العربية، ولذلك يستخدم الشعراء العمانيون أحيانا مفردات أو مصطلحات غير موجودة فـي قاموس لهجتهم الدارجة، وذلك يرجع لعاملين: إما لضعف إمكاناتهم اللغوية ولعدم درايتهم بالمقابل المحلي لتلك المفردة، وإما لقصور معين فـي ثقافتهم المحلية، ولذلك يلجؤون إلى «الاستلاف» من لهجات الآخرين، وهذه إشكالية يقع فـيها الكثيرون من خلال التأثر المباشر وغير المباشر مع مجتمعات وأشعار أتت من بيئات أخرى.
إن الشاعر هو «ابن بيئته»، وهو الناطق الرسمي بلسان مجتمعه، ولذلك فهو مطالب بالحفاظ على هويته اللغوية، والقبض عليها دون تهميش لها، أو إهمال لإمكاناتها، فاللهجات العمانية لهجات حية، وفـيها الكثير من الطاقة اللغوية التي تغني عن اللجوء للهجات الآخرين، وتعطي الكثير من الإيحاءات والإشارات التي يحتاجها الشاعر، ولكنها فـي كل الأحوال تحتاج إلى ذلك الشاعر المتمكن، والمتصالح مع لهجته، والمستكشف لها، والقادر على تطويع المفردات، وإرسالها دون أن يبحث فـي قاموس آخر بعيدا عن بيئته، رغم قرب البيئات الخليجية من بعضها، وتشابهها إلى حد كبير، وخاصة لهجات أهل البادية، ولكن تبقى هناك خصوصية على الشاعر الحفاظ عليها دون تفريط بها.
وقد يكون مخرجا للبعض استخدام «اللغة البيضاء» وهي لغة وسط قريبة من الفصحى، ولكنها بعيدة إلى حد ما عن لغة الحياة اليومية، وهذه «حيلة» يلجأ إليها كثير من الشعراء الشعبيين العمانيين وذلك يعود إلى عوامل المناهج الدراسية التي تتيح له الاطلاع على الشعر الفصيح بشكل واسع، وثقافة الأفراد، وقراءاتهم الفصيحة، وهي أيضا ـ أي اللغة البيضاء ـ لغة يمكن فهمها على نطاق واسع فـي أوساط الشعراء فـي الوطن العربي، ولكن يبقى أن هذا النوع من الشعر قد يفقد ميزته الأساسية وهي غياب الخصوصية، وعدم التفاتها إلى «الدارجة المحلية القحة»، ولذلك على الشاعر أن يضمّن قصائده مصطلحات أو مفردات محلية، قدر حاجة النص، حتى تفصح النصوص عن هوية شاعرها، وشخصية بيئتها، وهو ما يفعله بعض الشعراء الذين يفهمون معنى «حداثة الشعر» و«أصالة اللهجة».