حذر مسؤول فلسطيني من التداعيات الخطيرة المترتبة على استكمال الجزء المتبقي من جدار الفصل العنصري الاستيطاني في منطقة جبل الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

وتخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو لاستكمال بناء الجدار الأمني الاستيطاني في منطقة جبل الخليل، ما يضمن استمرار الضم والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.



ضم الضفة مستمر
وأكد منسق "اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" شرق يطا وجنوب الخليل راتب الجبور، أن "الاحتلال يسعى إلى إكمال الجزء الأخير من جدار الفصل العنصري الاستيطاني في جنوب منطقة يطا، ويبدأ هذا القسم من الجدار من جنوب منطقة جنبا؛ وهي آخر قرية فلسطينية باتجاه النقب المحتل في منطقة المسافر، ويمتد حتى منطقة خربة ادقيقه".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "إقامة هذا الجزء من الجدار، يهدف إلى ضم المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين والتوسع الاستيطاني، إضافة إلى منع وصول المواطنين إلى أراضيهم، ومحاولته الحد من تحركات العمال الفلسطينيين ودخولهم إلى المناطق في الداخل المحتل من غير تصاريح عمل".

ونبه الجبور إلى أن "الاحتلال يقوم أحيانا باحتجاز سيارات المواطنين في "مسافر يطا"، وهي سيارات رسمية قانونية وتحمل جميع الأوراق الرسمية، وغير مشطوبة (مسروقة) كما يزعم الاحتلال"، مؤكدا أن "الاحتلال يسعى إلى الحد من حرية حركة المواطنين في هذه المناطق، والضغط عليهم وإجبارهم على الرحيل، ومنها منطقة "مسافر يطا" التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من يطا، وتمتد حتى مدينة عراد جنوبا والبحر الميت شرقا، وهذه تقع في نهاية سلسلة جبال الخليل".

وأشار إلى أن "سلطات الاحتلال شيدت نحو 6 كم من الجزء المتبقي من الجدار في جبال الخليل وبقي نحو 7 كم تقريبا حتى منطقة سد البحر الميت"، منوها أن "الاحتلال يسعى من خلال هذا المشروع إلى ربط كل هذه المنطقة بمنطقة الأغوار الشمالية ومنطقة الخان الأحمر، كي يتاح تمدد المستوطنات الإسرائيلية على حساب الأرض الفلسطينية، وكل ذلك يساهم في تمزيق الوحدة الجغرافية لهذه المناطق، حتى يتسنى للجماعات الاستيطانية السيطرة على هذه معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة".

أضرار ومخاطر كبيرة
ومن بين تأثيرات استكمال هذا الجزء من جدار الفصل العنصري منع أصحاب المواشي من الرعي في الأراضي الرعوية بفلسطين المحتلة، والتي كانوا يسرحون فيها وخاصة في فصل الربيع دون اعتراض من أحد، بحسب منسق اللجان الشعبية الذي لفت إلى أن الكثير من أصحاب المواشي أجبر على بيع مواشيهم، لأنه لم يتبق لهم مرعى في هذه المناطق، في المقابل، يسمح لرعاة الأغنام من المستوطنين بالعمل بحرية في تلك المراعي وبناء خيام ووضع كرفانات استيطانية.

وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير أعده مراسلها حنان غرينوود، أن "محافل رفيعة المستوى في الحكومة، تخطط لإقامة قسم إضافي من الجدار الأمني على طول عشرات الكيلومترات، في منطقة جبل الخليل".

وأضافت: "يدور الحديث عن مقطع إضافي في جبل الخليل، سيقام الجدار في تلك المنطقة حسب المخططات، رغم الضرر في الطبيعة الذي سيتسبب به في تلك المنطقة، وهو إشكالي من ناحية أمنية".

ونوهت أنه "عقد لقاء دراماتيكي بمشاركة عدد من المسؤولين الكبار في الحكومة، في إطاره منح ضوء أخضر لإقامة الجدار الجديد، الذي لم يبنَ مثله في المنطقة منذ سنوات طويلة، ويدور الحديث عن إذن مبدئي في هذه المرحلة، ولا يزال لا توجد ميزانية عملية لإقامة الجدار".

وبحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، "هذا هو تفويض آخر تمنحه الحكومة الحالية، لإقامة جدار وفصل فعلي للضفة الغربية عن الجانب الآخر من الخط الأخضر".

وسبق أن كشفت "إسرائيل اليوم" قبل بضعة أشهر، أن "الجيش الإسرائيلي يعتزم البدء في بناء جدار يفصل كتلة "غوش عتصيون" الاستيطانية عن القدس ومنطقة "بيت شيمش" ووسط البلاد، كجزء من استكمال بناء السياج الأمني".

وقال آري أودس، المرشح لرئاسة مجلس مستوطنات جبل الخليل المحتل: "بدلا من تعزيز خط المستوطنات بشكل صحيح في شرق جبل الخليل، ورقابة البناء (الفلسطيني) في المنطقة، والسيطرة على الطرق المؤدية إلى صحراء الضفة، اختارت الحكومة بناء سياج ستبكيه الأجيال"، وفق تعبيره.

وأضاف: "هذا هدم هائل للطبيعة ومناطق التنزه في جداول الصحراء ومس بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، واضح لنا جميعا أنه في غضون بضع سنوات سيجد المتسللون السبيل لتجاوز العائق وخلق ثغرات كثيرة فيه مثلما فعلوا في مناطق أخرى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطيني جدار الفصل الخليل فلسطين الخليل جدار الفصل سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاستیطانی فی الضفة الغربیة جبل الخلیل من الجدار فی منطقة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقيم بؤرا استيطانية عشوائية بهدف محو "الخط الأخضر"

يقيم مستوطنون بؤرا استيطانية عشوائية جديدة في الضفة الغربية، وهي محاذية لجدار الفصل العنصري وقريبة من خط التماس بين الضفة وإسرائيل المعروف بتسمية "الخط الأخضر"، وتتم إقامتها بمساندة الجيش الإسرائيلي.

وقال درور أتكيس، مدير عام منظمة "كيرم نيفوت" التي تراقب أعمال البناء في المستوطنات، إن المستوطنين بدأوا، الأسبوع الماضي، بأعمال إقامة بؤرة استيطانية عشوائية جديدة في جنوب غرب جبل الخليل، بالقرب من قرى فلسطينية بمحاذاة "الخط الأخضر"، وفق ما نقل عنه موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري اليوم، الثلاثاء.

وتفيد معطيات منظمة "كيرم نيفوت" بأن بؤرا استيطانية عشوائية جديدة أقيمت بهذه الطريقة في مناطق B الخاضعة لسيطرة إدارية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، وبينها بؤرة "مكنيه أبراهام" التي أقيمت في محمية طبيعية في برية الخليل، وبؤرة استيطانية أطلق عليها تسمية "حافات هأرمونوت" (عزبة القصور) التي أقيمت في الجبال غرب أريحا، والبؤرة الاستيطانية "تسفي هَعوفاريم" في شمال الأغوار وجنوب بيسان، والبؤرة الاستيطانية "مزرعة شوفال" التي أقيمت قرب سلفيت. كما أقيمت بؤر استيطانية أخرى بهذه الطريقة غرب رام الله .

وباتت إقامة هذه البؤر الاستيطانية الجديدة ظاهرة واسعة منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية، وتتم إقامتها في مناطق لم تكن فيها مستوطنات أو بؤر استيطانية من قبل. "ومن شأن إقامة مستوطنات إسرائيلية مكتظة في هذه المناطق أن تؤدي إلى تواصل جغرافي بين إسرائيل والمستوطنات، ومحو الخط الأخضر ودفع ما يسمى ’الضم الزاحف’ للضفة الغربية".

وأكد أتكيس على أن مخطط الضم هو الهدف من إقامة هذه البؤر الاستيطانية، وأن "المستوطنين يتطلعون إلى طرد السكان الفلسطينيين من هذه المناطق أو جعل حياتهم صعبة ويضطروا إلى مغادرتها".

وشدد أتكيس على أن "الجيش الإسرائيلي يتعاون مع إقامة هذه البؤر الاستيطانية، لأن الجيش معني بوجود بؤر استيطانية وراء الجدار العازل، كي يمنع الفلسطينيين من الاقتراب من الجدار. وينفذ الجيش ما يشبه ’خصخصة’ في حراسة الجدار، ويدحرج العمل والمسؤولية إلى مستوطني البؤر الاستيطانية".

ونقل الموقع الإخباري عن وحدة "الإدارة المدنية" التابعة للجيش الإسرائيلي، أن "أعمال البناء معروفة لوحدتنا وإنفاذ القانون حيال ذلك سيتم بموجب القانون وسلم الأولويات العملياتية ومصادقة المستوى السياسي".

وأشار أتكيس إلى أن "الجدار بمعظمه ليس محاذيا للخط الأخضر، وإنما هو موجود داخل المناطق المحتلة، ولذلك يبعد الجيش الفلسطينيين ليس عن الدخول إلى إسرائيل فقط، وإنما يضم أيضا مناطق كبيرة إلى داخل إسرائيل فعليا".

وأضاف أن "المستوطنين يستغلون صدمة 7 أكتوبر ويستخدمونها من أجل تكثيف البناء وإقامة تواصل جغرافي بين إسرائيل والمستوطنات، ولطرد فلسطينيين أيضا".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأونروا: إسرائيل تستخدم المساعدات "ورقة مساومة" و"سلاح حرب" ضد قطاع غزة هدنة قد تستمر 7 سنوات - تفاصيل مقترح جديد لإنهاء الحرب في غزة بالصور: بلدية جباليا النزلة تعقب على القصف الإسرائيلي للكراج الخاص بها الأكثر قراءة سلطة النقد تطلق خدمة بوابة الدفع الإلكتروني SADAD GATE بالصور: بمشاركة ماكرون.. افتتاح معرض "كنوز غزة" في باريس فصيل فلسطيني يُعقّب على الشرط الإسرائيلي للتهدئة بنزع سلاح المقاومة محدث: نتنياهو يُلغي جلسة مشاورات أمنية اليوم بشأن غزة لهذا السبب! عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تشارك في مؤتمر نزاهة قطاع النقل في المنطقة العربية بالأردن
  • مصرع مواطنة بحادث سير في الخليل
  • استمرار جهود مكافحة الحرائق في بلدية الأصابعة وسط إصابات وأضرار مادية
  • الولايات المتحدة تؤكد سعيها لتعميق التعاون مع دول جزر الهادئ لضمان أمن المنطقة
  • خرافة نهاية الكنيسة الكاثوليكية.. ما حقيقتها؟
  • مقتل نحو 26 شخصا جراء إطلاق نار على سياح في منطقة جامو وكشمير
  • مقتل نحو 26 شخصا جراء إطلاق نار على سياح في منطقة باهالجام بالهند
  • من الوعيد إلى التراجع: ترامب أمام جدار صنعاء الصلب… واليمن يعيد رسم هيبة القوة في البحر الأحمر
  • أمير تبوك يستقبل القنصل العام لجمهورية أفغانستان لدى المملكة
  • إسرائيل تقيم بؤرا استيطانية عشوائية بهدف محو "الخط الأخضر"