مالك الحزين والحنين
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
لينا الموسوي
إنِّه طائر طويل رفيع رشيق، صوته عذب رقيق، كنت أراه متبخترا في ثقة وكبرياء بالقرب من بحيرات مدينة أمستردام، قيل لي إنه يسمى بمالك الحزين.
اسم غريب يطلق على طائر جميل مُتفرد مثله يعيش على ضفاف قنوات محاطة بزهور مدينة جميلة مثل أمستردام، إنه الطائر الذي يرتبط ويتملك بداخله، المكان الذي يعيش فيه ويشرب من مائه وإذا جفَّ، حزن عليه وقضى أوقاته مكتئبا، متناسيا جمال جناحيه اللذين يحملانه ليطير بهما إلى أماكن قد تكون أكثر جمالا من مكانه، وصوته الذي يسعد قلوب المحبين بشجونه.
مالك الحزين الذي يعيش بين البحيرات والزهور والأشجار وينعم بالحرية والرشاقة والجمال يطلق العنان للآلام والأوهام فتنسيه المستقبل والأحلام.
وهذا هو حال الإنسان إذا انطفأت شموع روحه وامتلأت بالأحزان ووقف باكيًا على ما مضى من أطلال متجاهلا ما حوله من جمال، زوده فيه الرحمن، غير مدرك أن هناك مستقبلا ورديا وأحلاما تنتظره إلى الأمام.
فنحن البشر إذا فقدنا ما نملك أو من نحب نحزن ونطفئ كل شموع الفرح والسعادة التي تُنير قلوبنا وننسى أننا ما زلنا نمتلك أملاكا وأشخاصا آخرين نحبهم، نحن لا نرى ما حولنا ومن حولنا لأننا أطفأنا أنوار نفوسنا،غير مدركين أننا نمتلك أجنحة الإرادة القوية التي بدورها ترفعنا مهما صعبت ظروفنا نحن نعمى أحيانا عن ما نملك ولا يملكه غيرنا من قدرات وإمكانيات قد ترفع من شأننا.
فما أود قوله أعزائي أنه مهما جار علينا الزمان وازدادت المشكلات أن لا نسمح للأحزان أن تطفئ نور قلوبنا وأن نساعد أنفسنا لنتنعم بما خلق الله لنا من نعم وأن لا نكون كهذا الطائر الحزين الذي يمتلك كل مقومات التغيير من أجنحة ورشاقة ويعيش على ضفاف بحيرات أحلى المدن لكنه يخشى التغيير فقرر أن يبقى حزيناً ليطلق عليه العرب الحزين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حجز 99% من أجنحة معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «أبيض الناشئين» يبدأ معسكر أبوظبي استعداداً لكأس آسيا ملتقى بين جامعتي «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» و«نهضة العلماء» بإندونيسياكشف مركز أبوظبي للغة العربية عن حجز 99% من أجنحة الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وذلك قبل نحو شهر من موعد إغلاق باب التسجيل في 24 يناير المقبل، ما يعكس حرص الناشرين محلياً ودولياً على المشاركة في الحدث الثقافي البارز، ويتوج جهود الترويج والتواصل التي أدارها المركز خلال الفترة الماضية.
وحثت إدارة المعرض الناشرين المهتمين على الإسراع في التسجيل، قبل انقضاء المدة المحددة. وأكدت أن الإقبال الكبير على المشاركة في المعرض يعكس ثقة الناشرين بأهمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثاً ثقافياً رئيساً على المستويين الإقليمي والدولي. ويستعد المعرض، الذي سيقام من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025، لتقديم برنامج غني يشمل أكثر من 2000 فعالية تتضمن ندوات فكرية، وجلسات حوارية، وورش عمل، وفعاليات ترفيهية تستهدف فئات المجتمع كافة.
واعتباراً من الدورة المقبلة من المعرض، يدخل قرار تمديده إلى عشرة أيام حيز التنفيذ، ما يسهم في توسيع نطاق مبادراته، وتطوير برنامجيه الثقافي والمهني بما يتماشى مع دور إمارة أبوظبي المحوري في ازدهار صناعة النشر، وتعزيز حضور اللغة العربية وانتشارها.
ويحظى المعرض بمكانة مرموقة في الأوساط الثقافية على المستويين الإقليمي والدولي، ما يجعله منارة لاستقطاب نخبة دور النشر، وأبرز رواد صناعة الفكر والنشر في العالم، ممن كسب المعرض ثقتهم بوصفه داعماً لاستدامة حركة النشر والثقافة، ووجهة ثقافية تتيح لهم عرض أحدث إصداراتهم، والتواصل مع جمهور كبير ومتنوع.
ونجح المركز في تحفيز الناشرين على المشاركة في المعرض عن طريق تقديم حسم بنسبة 10% على رسوم التسجيل للناشرين الذين أتموا حجزهم منذ فتح باب التسجيل في 29 يوليو حتى 31 أكتوبر الماضيين، وهي الفترة التي تم خلالها حجز 79% من أجنحة المعرض.
وشهدت الدورة السابقة من المعرض مشاركة 1.350 دار نشر من 90 دولة، قدمت أحدث إصداراتها في مختلف المجالات بما يلائم تنوع أذواق القراء، واختلاف فئاتهم العمرية.