مسؤولة بالأمم المتحدة: السودان يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
قالت مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان فيكتوريا سايز أوميناكا، أن ما يحدث في السودان يعتبر من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم التي تزداد كارثية يوماً بعد يوم.
الخرطوم _ التغيير
ونوهت فكتوريا إلى أن ملايين الأشخاص يكافحون من أجل البقاء وأن 4.5 مليون شخص نزحوا داخل البلاد وخارجها.
وقالت أوميناكا في حوار مع صحيفة «الاتحاد» الإمارتية، إن هناك العديد من الأشخاص محاصرون وغير قادرين على الفرار من العنف، خاصة في الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان، مشيرة إلى أن القتال قد أودى بحياة الآلاف.
وذكرت أوميناكا أن هناك أكثر من 6 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، ويحتاج حوالي نصف السكان إلى المساعدة والحماية المنقذة للحياة، وأن القتال دمر البنية التحتية المدنية، مشيرةً إلى أن معظم المستشفيات خارج الخدمة، وأن المستشفيات التي لا تزال تعمل تعاني من نقص الإمدادات وتكافح من أجل التعامل مع المرضى والمصابين الجدد الذين يتوافدون عليها. وأشارت المسؤولة الأممية إلى تحمل النساء والفتيات والأطفال وكبار السن والضعفاء وطأة هذا الوضع، واصفة ما يحدث في السودان بأنه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم والتي تزداد كارثية يوما بعد يوم.
وحول جهود الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لدعم السودان في مواجهة آثار الأزمة، أوضحت فيكتوريا سايز أوميناكا، أن الأمم المتحدة تواصل دعم الشركاء المحليين وتوسيع نطاق جهود الإغاثة في جميع أنحاء البلاد، مشيرةً إلى أنه تم الوصول لأكثر من 3 ملايين شخص بشكل من أشكال المساعدة الإنسانية منذ بدء الأزمة، وأنهم يهدفون إلى الوصول إلى عدد أكبر من ذلك.
وتابعت: «لسوء الحظ تواجه الأمم المتحدة تحديات كبيرة فيما يتعلق بالأمن والوصول إلى الفئات المستهدفة»، مطالبة أطراف الأزمة باحترام القانون الإنساني الدولي من أجل تقديم المساعدات المنقذة للحياة بسرعة وأمان، ووقف الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والمرافق والأصول ونهب الإمدادات، من أجل تقديم المساعــدة المنقذة للحياة بالشكل المطلوب.
ولفتت فيكتوريا سايز أوميناكا إلى أن ضمان توافر إمدادات كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة يتطلب المزيد من الدعم من المانحين لعمليات الأمم المتحدة الإنسانية، وفي الوقت الحالي، تم تمويل خطة استجابة الأمم المتحدة لمساعدة ملايين الأشخاص في السودان بما يزيد قليلاً عن الربع.
وحول تداعيات استمرار الوضع الحالي، أشارت المسؤولة الأممية إلى أن العنف يتزايد كل يوم والوضع يزداد سوءاً، محذرةً من أنه إذا لم يتوقف القتال، فإن العواقب ستكون أكثر كارثية.
وشددت أوميناكا على أن الاقتصاد في حالة «سقوط حر»، ويكافح 20.3 مليون شخص من أجل توفير وجبة أساسية يومياً، وأن المنظمة الأممية تلقت تقارير بوفاة مئات الأطفال بسبب سوء التغذية، وإذا استمر الوضع الحالي، فمن الممكن أن ينذر بخطر المجاعة الحقيقي وخاصة إذا امتد الصراع إلى الولايات المجاورة للخرطوم، والتي تعد أكبر المنتجين الزراعيين.
وذكرت مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، أن استمرار التحركات الجماعية للأشخاص سواء داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة، سيشكل ضغطًا إضافيًا على الموارد المحدودة، وقد تتفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، مع ما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية أكثر خطورة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأوضحت أنه «قبل اندلاع الأزمة كان هناك 3.7 مليون شخص نازحين داخلياً في السودان، والعديد منهم في حالة نزوح طويلة الأمد منذ ذروة الصراع في دارفور بين عامي 2003 و2006، ويتأثر الأطفال بذلك بشكل خاص، حيث يحتاج 14 مليون طفل إلى المساعدات الإنسانية، ولا تزال النساء والفتيات يقعن ضحايا للعنف واسع النطاق الذي يتم الإبلاغ عنه على نطاق ينذر بالخطر».
وقف النار
قالت فيكتوريا سايز أوميناكا، مديرة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، إن العاملين في المجال الإنساني ملتزمون بتقديم المساعدة ويخاطرون بحياتهم من أجل مساعدة الأشخاص الأكثر احتياجاً خلال أصعب الأوقات، وإنهم بحاجة ماسة إلى الشركاء الدوليين والجهات الفاعلة الإقليمية لزيادة دعمهم للجهود الإنسانية – ليس فقط بالتمويل، ولكن أيضاً بأصواتهم للدعوة إلى توصيل المساعدات الحيوية بشكل آمن ودون عوائق، والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق ملزم لوقف إطلاق النار قبل تفاقم الوضع. الوسومالأوضاع الإنسانية الشؤون الإنسانية العنف الفرار فكتوريا
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأوضاع الإنسانية الشؤون الإنسانية العنف الفرار فكتوريا
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة قلقة لتفشي المجاعة وتدهور الأمن بالسودان
أعلن تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن تفشي المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان..
التغيير: وكالات: الخرطوم
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن القلق إزاء تدهور حالة الأمن الغذائي بسرعة في السودان، حيث يستمر تدهور القدرة على الوصول إلى الغذاء والتغذية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وأعلن تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن تفشي المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان، متوقعا أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025.
وكشف التقرير كذلك الذي صدر اليوم الثلاثاء أن خطر المجاعة يهدد 17 منطقة إضافية.
وفي بيان منسوب للمتحدثة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال غوتيريش إنه بعد أكثر من 20 شهرا من الصراع، يواجه أكثر من 24.6 مليون شخص في السودان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاؤها يعملون على توسيع نطاق تقديم المساعدات الغذائية وغيرها من أشكال الدعم الأساسي للفئات الأكثر ضعفا، لكن القتال المستمر والقيود المفروضة على حركة إمدادات الإغاثة والموظفين لا تزال تعرض عمليات الإغاثة للخطر.
وجدد الأمين العام دعوته للأطراف لتسهيل الوصول السريع والآمن وغير المقيد والمستدام حتى تتمكن المساعدات الإنسانية والعاملون من الوصول إلى المحتاجين أينما كانوا.
وأكد أيضا على الحاجة إلى وقف فوري للأعمال العدائية لإنقاذ الأرواح ومنع الأزمة في السودان وتأثيرها على الدول المجاورة من التصعيد بشكل أكبر في عام 2025.
وناشد تقديم الدعم والتعاون الدوليين العاجلين لتقريب الأطراف من التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال وقف إطلاق نار دائم وزيادة التمويل للعمل الإنساني.
تفاقم واتساع غير مسبوقين
وقال تقرير لجنة مراجعة المجاعة إن ما كشف عنه التقرير يمثل تفاقما واتساعا غير مسبوقين لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعة بالصراع المدمر الذي تسبب في نزوح جماعي غير مسبوق، وانهيار الاقتصاد، وانهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية، والاضطرابات المجتمعية الشديدة، وضعف الوصول الإنساني.
يذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة. ويصنف انعدام الأمن الغذائي إلى خمس مراحل. والمجاعة هي المرحلة الخامسة من التصنيف وتعني أن واحدا على الأقل من بين كل خمسة أشخاص أو عائلة يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.
مجاعة مستمرة
وفقا لتقرير لجنة مراجعة المجاعة، فإن المجاعة التي تم الإعلان عنها في آب/أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، استمرت وامتدت إلى مخيمي السلام وأبو شوك وجبال النوبة الغربية في الفترة من أكتوبر إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وأضاف أنه من المتوقع أن تتوسع المجاعة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 في مناطق شمال دارفور بما في ذلك أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللعيت.
وحذر من أن خطر المجاعة يلوح في جبال النوبة الوسطى، وفي المناطق التي من المرجح أن تشهد تدفقات كبيرة من النازحين داخليا في شمال وجنوب دارفور.
انعدام حاد للأمن الغذائي
وأظهر التقرير أن انعدام الأمن الغذائي عند مستويات أسوأ مما كان متوقعا، حيث من المتوقع في الفترة ما بين ديسمبر 2024 ومايو 2025 أن يواجه 24.6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك.
وأشار إلى أن هذه النتائج تمثل زيادة حادة قدرها 3.5 مليون شخص مقارنة بالعدد المتوقع في الأصل، وتعادل أكثر من نصف سكان السودان.
ويقدم التقرير تحديثا للتوقعات السابقة المنشورة في يونيو 2024 للفترة من أكتوبر 2024 إلى فبراير 2025.
تحسن طفيف
وأشار التقرير إلى أنه رغم تلك الأرقام، فإن هناك تحسنا طفيفا من حيث حجم انعدام الأمن الغذائي الحاد مقارنة بموسم العجاف (يونيو – سبتمبر 2024).
وأوضح أن هطول الأمطار فوق المتوسط أدى إلى دعم الأنشطة الزراعية حيث سمحت الظروف الأمنية للمزارعين بالوصول إلى الحقول والمدخلات الزراعية، وبالتالي تخفيف انعدام الأمن الغذائي. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأشخاص في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى خلال موسم العجاف.
لكنه لفت إلى أن جميع السكان لم يستفيدوا من هذا على قدم المساواة. ففي المناطق ذات الكثافة العالية من الصراع، أدت الأعمال العدائية إلى تعطيل الأنشطة الزراعية بشدة، مما أدى إلى تخلي المزارعين عن محاصيلهم ونهبها وتدمير الماشية.
وقال إنه من غير المرجح أن تستفيد الأسر النازحة، وخاصة تلك التي تعيش في المستوطنات والمباني العامة، بشكل كبير من الحصاد.
دعم اللاجئين السودانيين
وفي تطور آخر، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعزيز الدعم المالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين السودانيين الذين يصلون إلى ليبيا مع زيادة الأعداد وانخفاض درجات الحرارة.
وقالت المفوضية في بيان أصدرته الثلاثاء إنه منذ بداية العام، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الباحثين عن الأمان في ليبيا، مع وصول ما يقدر بنحو 400 لاجئ إلى البلاد يوميا.
وأفادت المفوضية بأنها موجودة في الكفرة، وهي نقطة الدخول الرئيسية من السودان، وتقدم المساعدة المنقذة للحياة للاجئين لدعم السلطات المحلية والمجتمعات المضيفة. ويشمل ذلك تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحسين الظروف المعيشية من خلال توزيع إمدادات الإغاثة، وتعزيز الوصول إلى الوثائق التي تقدمها السلطات المحلية لتحسين حرية التنقل والحماية.
ونبهت إلى أن اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المناطق النائية مثل الكفرة يواجهون ظروفا قاسية بشكل خاص، بما في ذلك أسعار المواد الغذائية في الكفرة التي تعد أعلى بنسبة 19 في المائة من المتوسط الوطني بسبب انقطاع سلاسل التوريد، وارتفاع الطلب ونقص الوقود.
وقالت عسير المضاعين، رئيسة بعثة المفوضية في ليبيا إنه إلى جانب التزام السلطات والمجتمعات الليبية بدعم السودانيين الفارين من الصراع، “هناك حاجة إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي لتعزيز الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والصحة والتعليم”.
وأضافت: “لقد تحمل اللاجئون في ليبيا صعوبات هائلة في رحلتهم إلى هنا. ومع دخولنا عاما جديدا، يجب أن نتحرك بسرعة لمنع المزيد من المعاناة وحماية الأرواح”.
يذكر أن المفوضية تقود الاستجابة المشتركة بين الوكالات للأزمة السودانية في ليبيا. وكجزء من هذه الاستجابة، تسعى المفوضية إلى جمع 22 مليون دولار أمريكي للاستجابة للاحتياجات المقدرة لـ 449 ألف لاجئ ومجتمع مضيف بحلول نهاية عام 2025.
أعلنت حكومة الأمر الواقع في السودان التي يقودها الفريق عبد الفتاح البرهان، عن تعليق مشاركتها في نظام عالمي مخصص لرصد الجوع.
وأقدمت الحكومة السودانية على الخطوة قبيل صدور تقرير من لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي توقع أن يكشف عن تفشي المجاعة في مختلف أنحاء البلاد.
والثلاثاء، أعلن وزير الزراعة السوداني أبوبكر البشرى عن قرار توقف مشاركة السودان في نظام التصنيف متهما اللجنة القائمة على النظام بإصدار تقارير غير موثوقة تقوّض سيادة السودان وكرامته.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من “5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن.
فيما عانى 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين كابد العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 تصاعدًا كبيرًا في أعمال العنف، حيث اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
هذا الصراع الذي بدأ في الخرطوم امتد إلى العديد من الولايات السودانية مثل دارفور وكردفان والجزيرة، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى تهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، في أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد.
الوسومالأمم المتحدة الجوع في السودان حرب الجيش والدعم السريع حكومة الأمر الواقع