اختتم الفنان والمدرب المسرحي دانيال أربازويسكي، فعاليات ورشة "الحكي وحركة الجسد"، اليوم الإثنين، ضمن فعاليات الدورة الـ13 لمهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي.

جلس المشاركون في دائرة مستديرة لطرح عدد من الأسئلة على المدرب حول التمثيل والتدريب المسرحي، بعد التحدث عن مشواره الفني في المسرح منذ البداية.
وتحدث دانيال عن فكرة التفضيلات الشخصية في اختيار العمل الفني، فليس من الضروري أن يشارك الممثل في كل أنواع العمل المسرحي بل يستطيع أن يختار ما يناسبه من أدوار ومن قصة يحكيها.


وفيما يخص دوره كعضو لجنة تحكيم، فهو يحكم من وجهة نظره إذا ما كان العرض جيد ام لا، لكن ذلك لا يعبر بالضرورة عن إذا ما كان العرض جيد أو سئ بشكل عام.
وبالنسبة لتمثيل دور لم نعيشه أو نعرفه من قبل مثل تمثيل دور ملكة بريطانيا أو دور شبح، أوضح دانيال، أن دور الممثل ايجاد طريقة إبداعية لنقل هذه التجربة للجمهور.

كما بدأ تمرين ثنائي بين المشاركين بحيث يصافح كل شخص شريكه ويتحدث معه في محاولة منه لبناء علاقة حميمة، ثم يتبدل الشركاء بشكل مستمر بطريقة عشوائية، ويهدف هذا التمرين إلى تدريب المشاركين على بناء علاقات مع الجمهور ومع زملاء العمل أثناء العرض المسرحي.
وبعد ذلك بدأ المشاركون في تمرين ارتجالي ثلاثي، بحيث يحدد الشخص الأول أن يلعب دور شخصية معينة دون الإفصاح عنها، وينضم إليه الآخرون لتمثيل نفس الشخصية بالتزامن معه، ولكن دون استخدام نفس الجمل التعبيرية، ثم يتبدل المشاركون بشكل عشوائي الواحد تلو الآخر، لاستكمال السلسلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدورة ال13 مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي

إقرأ أيضاً:

حياة كاملة .. تفتح طرق الحكي والتخييل وبناء الشخصيات

في تجربة تعد الأولى من نوعها في سلطنة عمان، جمعت ورشة "حياة كاملة" التي نظّمها النادي الثقافي وقدّمتها الكاتبة هدى حمد، ستة كتّاب ومسوداتهم الروائية في مساحة حميمة من التأمل والتعلم والكتابة ومشاركة العوالم الداخلية على الورق، في سعي للاقتراب أكثر من مشروع إبداعي متكامل، فتح خلاله أبواب كثيرة من تقنيات السرد وتطوير الشخصيات، وبناء الحبكة وطرائق الكتابة.

قالت هدى حمد عن الروايات التي عُرضت واصفة إياها بالـ"متنوعة": هناك رواية ذات بعد سياسي، وأخرى تاريخية، وثالثة تستمد شرارتها من الميثولوجيا العُمانية أو من قصص التراث الشفهي العُماني القديم. وهناك أيضًا رواية تقترب من الأوبئة، مثل أمراض الدم، وتحاول أن تقدم الحالة الإنسانية سرديا".

وعن الورشة التي تراقبُ عن كثب نمو ست روايات من لحظة تخلق أفكارها مرورا بالشخصيات والأحداث وصولا إلى ذروة الحدث والتأزم الذي يفتح بابا لرسم خطوط النهاية، قالت: "نحن في المرحلة ما قبل الأخيرة، بدأت الأعمال تكبر، وصارت تحتوي على تفاصيل كثيرة، فقررنا أن نناقش كل عمل على حدة، لكن في البداية كان النقاش مفتوحًا والجميع يُشارك في نقد أعمال الجميع".

وأضافت: "أتمنى أن تأخذ هذه التجربة حيزها من الاهتمام، وأن يثابر النادي الثقافي والجهات المعنية لدعمها، لأن هناك عددا كبيرا من الشباب لديهم الرغبة في الانتماء إلى جهة رسمية تتابع ما يكتبونه، ليعرفوا مواطن قوتهم وضعفهم وهشاشتهم، فالكتابة الفردية -رغم أهميتها- لا تمنحُ الكاتب الشاب فسحة التعرض للأفكار والنقد".

وفي حوارات متفرقة رصدنا التحولات الإبداعية والفكرية للمشاركين في علاقتهم بمشروعاتهم السردية. ووقفنا مع شريفة الرحبية وسالمة الراسبية وفاطمة حسن ووفاء المصلحية وأحمد المقبالي وحمد المخيني عند هذه التجربة التي صنعت الفرق في علاقتهم مع النص.

انطباعات أولى تتجدد بالعمق

جاءت الانطباعات الأولى للمشاركين مشحونة بالحماسة والتوق لما هو مختلف. شريفة الرحبي أدركت منذ اليوم الأول "مدى أهمية الورشة" بالنسبة لها، رغم دراستها السابقة للأدب الروائي. بينما وصفت سالمة الراسبية سعادتها بأنها "بالغة" لما وجدته من فرصة فريدة لتجويد روايتها، واعتبرتها "مبادرة هي الأولى من نوعها". فاطمة حسن شعرت منذ البداية بأنها أمام "فرصة لا تعوض"، لكنها لاحظت لاحقًا أهمية المتابعة المنتظمة لتعميق الأثر.

أما أحمد المقبالي، فدخل الورشة بتساؤلات كثيرة، قبل أن تتبدد شيئاً فشيئاً حين لمس أن الجهد المطلوب هو لمصلحة تطوير العمل الأدبي. حمد المخيني استقبل الورشة بحماسة بوصفها "أول ورشة روائية في السلطنة معنية بتطوير الأعمال الروائية من الصفر"، ولم تتراجع تلك الحماسة بفضل الدعم المستمر من المدربة. ووفاء المصلحية، التي طالما تأملت فرصة مماثلة، وجدت الورشة تجربة "مثرية ومفيدة"، مفعمة بالتوقعات العالية التي أثبتت حضورها مع الأيام.

بوصلة التوجيه .. من السرد إلى الحكاية المحكمة

لم تكن الورشة فقط محطة تدريب، بل كانت موجِّهاً حقيقياً لكل مشروع روائي. بالنسبة لشريفة الرحبية، فإن التعليقات الفنية طالت المضمون واللغة والأسلوب، وفتحت أمامها أبواب التخطيط السردي. وأشارت سالمة الراسبية إلى أن التوجيهات ساعدتها على "تجويد السرد الروائي" وتكثيف قراءاتها بما يخدم حبكة أكثر رصانة.

فاطمة حسن رأت أن الورشة علمتها "مواكبة الأحداث بأسلوب يُعطي لكل عنصر حقه"، فيما وصف أحمد المقبالي تحوّل روايته بأنه "بداية من جديد"، عبر إعادة صياغة الحوارات والشخصيات. حمد المخيني تخلص من تأثير القصة القصيرة على أسلوبه، متبنياً تدريجياً سرداً يتسع ويتنامى. ووفاء المصلحية اعتبرت أن العصف الذهني الجماعي وتعدد السيناريوهات وسّع رؤيتها للحبكة وأثْراها.

روايات تتشكل من جديد

أجمعت جميع التجارب على أن الروايات خرجت من الورشة بشكل جديد. شريفة الرحبية وصفت عملها بأنه أصبح "في حلة جديدة"، متجاوزاً الأساليب التقريرية، ومكرّساً لوصف المشاهد. الراسبية لاحظت الفرق في أسلوب السرد، بينما رأت فاطمة حسن أن التغييرات طالت "الحدث والأسلوب وكثافة اللغة".

المقبالي أكد أنه أحدث "تغييراً كبيراً في بناء الرواية"، أما المخيني، فوجد أن التشجيع على إعادة الكتابة "مرات ومرات" هو ما أظهر ملامح القصة فعلياً. ووفاء المصلحية تحدثت عن "نقلة نوعية" في فهم عناصر النص الأساسية، وضرورة التفكير في مدى ملاءمة الشخصيات مع الأفكار.

تحولات في العناصر الأساسية

لم يكن التغيير مقتصراً على الأسلوب فقط، بل طال البناء الروائي ككل. الرحبية أضافت شخصيات جديدة، وراجعت تفاصيل الزمان والمكان بدقة، حتى يكون "كل عنصر أكثر مصداقية وتأثيرًا". بالمقابل، لم تضف سالمة شخصيات، لكنها عمّقت معالجتها لها. فاطمة حسن أجرت تغييرات على الصراع، ما اعتبرته "إيقاظاً فنياً".

المقبالي بدوره أجرى "تغييرات جذرية" شملت الشخصيات والأماكن والصراع، أما المخيني فاستبعد شخصيات لم تخدم القصة، مما سمح بانسيابية أكبر. ووفاء المصلحية استعادت عناصر الرواية من زاوية نقدية، مخلصةً لما يخدم السياق العام للنص ومتخليةً عن كل ما لا يضيف قيمة.

نهايات أوضح ووجهات أكثر دقة

مع انتهاء الورشة، أصبح لدى المشاركين تصورا أوضح عن وجهات رواياتهم. شريفة ترى أن لديها الآن "مساراً واضحاً"، وكذلك الراسبية التي أجابت بكلمة واحدة: "نعم". فاطمة وصفت علاقتها الجديدة مع روايتها بأنها أكثر وعياً، والمقبالي استمتع بكتابة جديدة كلّياً. أما حمد، فلم يكن يملك تصوراً واضحاً قبل الورشة، لكن الآن بعد رسم الشخصيات ووضع مخطط للأحداث، باتت الأمور أكثر وضوحًا. ووفاء رأت أن تجنب الكليشيهات وتكثيف المشاهد أسهم في توسيع العدسة الروائية.

من التخطيط العفوي إلى البناء المدروس

تنوعت بدايات الروايات: شريفة كتبت سابقاً لكنها تعلمت أشياء لم تعرفها من قبل، وتقول إنها ستعيد صياغة رواية سابقة بعد الورشة. سالمة كانت قد كتبت مسودة سابقة قدمتها لمسابقة النادي الثقافي. فاطمة وضعت تخطيطاً مبدئياً لكن الورشة أضافت أبعاداً جديدة. أما أحمد، فكتب روايته قبل أربع سنوات ووجد نفسه يُجري تغييرات جذرية الآن. حمد بدأ بلا تخطيط واضح، لكنه تعلم أن الرواية "لا تُكتب فقط بالإلهام، بل تحتاج تخطيطاً فنياً". ووفاء اكتشفت الفرق بين أدوات القصة والرواية، وتعلمت أن لكل جنس أدبي أدواته الخاصة.

مهارات وأدوات جديدة

أجمعت الآراء على أن الورشة وفّرت مجموعة كبيرة من المهارات. شريفة تعلمت بناء الحدث، والابتعاد عن اللغة التقريرية، والتعمق في السرد. سالمة تعلمت مهارات الحبكة والانتقال في الزمن. أحمد اكتشف أهمية تحديد "من يروي القصة"، وحوارات الشخصيات. حمد ركّز على رسم الشخصيات "كما لو تراها أمامك"، ووفاء رأت أن التخلص من خصائص القصة القصيرة هو أول خطوة نحو الرواية.

في مواجهة التحديات أدوات للتغلب

التحديات لم تغب عن المشهد. شريفة تحدّثت عن صعوبة تخيّل المكان، فلجأت إلى استقصاء من يعيشون فيه. سالمة تغلبت على التقريرية باعتماد اللغة الجمالية. فاطمة رأت أن التحدي الأكبر هو وضع خطة للرواية، واعتبرت المدربة "حضنًا حاميًا للأفكار". أحمد بدأ فعلاً في بناء الرواية بشكل مختلف، والمخيني وجد أن "فقر الأفكار" يمكن تجاوزه بالقراءة والانتباه. ووفاء قالت إن قراءة روايات مشابهة لنمطها أسهم في صقل أدواتها.

ما الرواية الناجحة؟

بعد الورشة، تغيّرت نظرة المشاركين لماهية "الرواية الناجحة". شريفة قالت إنها "ليست مجرد حكاية تُروى بل فن له أدواته"، وفاطمة أضافت أنها يجب أن تكون مثيرة لاهتمام الكاتب نفسه أولاً. أحمد أكد أن "كل شخص لديه حكاية، لكن ليس كل شخص يكتب رواية"، بينما قال المخيني إن الرواية الجيدة "تعبر عن بيئة كاتبها". ووفاء وصفت الرواية الناجحة بأنها "تسكن ذهن القارئ لسنوات".

الإلهام الجماعي

رغم اختلاف طرق النقاش، اتفق المشاركون على أن الورشة كانت ساحة إلهام جماعي. شريفة تحدثت عن أهمية الأسئلة كمفاتيح للتفكير، وسالمة اعتبرت النقاش "مصدرًا لتحسين جودة الرواية". فاطمة قالت إن الملاحظات جنّبتها أخطاء، والمقبالي وجد فيها أفكارًا لأحداث جديدة. أما وفاء فرأت أن تنوع الأنماط الروائية المطروحة أغناها بشكل كبير، بينما المخيني أُعجب بتنوّع المواضيع وإن لم يُناقش النصوص مع الآخرين مباشرة.

أثر القراءة المتبادلة

حتى قراءة نصوص الزملاء كانت محفزًا إضافيًا. شريفة تحدثت عن التنوّع الملهم في الطرح، وسالمة وصفت بصمة كل كاتب بأنها "مؤثرة". فاطمة اعتبرت المشاركة مصدر "إلهام جماعي"، والمقبالي قال إن الاستماع لروايات الآخرين أحدث "نقلة نوعية". أما حمد، فأشار إلى أن اختلاف الأساليب ألهمه لإنتاج عمل متفرد. ووفاء أبدت إعجابها بـ"العمق الإنساني" في كثير من النصوص، مؤكدة أن جلسات النقد كانت دروسًا في حد ذاتها.

مقالات مشابهة

  • الفنان هاني شنودة يدعم زياد ظاظا في العرض الخاص لمسلسل برستيج
  • بعد غياب.. أول ظهور للفنان بسام رجب في العرض الخاص لـ مسلسل برستيج
  • عمرو سلامة والطفل عمر شريف في العرض الخاص لمسلسل برستيج
  • أبطال فيلم Thunderbolts يحتفلون بالعرض الخاص في لندن قبل طرحه رسميا
  • مهرجان المسرح المدرسي العاشر يختتم فعالياته غدًا
  • رئيس جامعة القاهرة يشهد العرض المسرحي "حاجة تخوّف" ويشيد بالفن الهادف
  • 28 ورشة تدريبية يحتضنها ”لقاءات الحدود الشمالية“ لتمكين القوى الوطنية
  • أعلام الفيوم يختتم حملته إلاعلامية لتعزيز الانتماء والقيم الوطنية بمشاركة نائبي رئيس الجامعة
  • حياة كاملة .. تفتح طرق الحكي والتخييل وبناء الشخصيات
  • عرض فني عن فلسطين.. المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب يختتم الدورة التاسعة