الشمال السوري المحرر.. ضربة معلم للفيتو الروسي
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
نجح الشمال السوري المحرر في إدلب أخيراً بتوجيه ضربة معلم لروسيا ونظام الأسد، وكل القوى الإقليمية والدولية الداعمة لنظام الأسد، وذلك حين قبلت الأمم المتحدة إذن دخول من قبل مكتب التنسيق الإنساني في الشمال السوري المحرر لمساعدات إغاثية أممية عبر معبر باب الهوى، بعد أن استخدمت روسيا الفيتو مؤخراً ضد إدخال مساعدات إغاثية أممية لملايين السوريين العالقين والمحتاجين للدعم الإغاثي، مما دفع منظمات إغاثية دولية للتحذير من حصول مجاعة في الشمال المحرر، مسببها هو الفيتو الروسي والصيني.
قبول الأمم المتحدة لهذا الإذن يعني هزيمة ساحقة للفيتو الروسي الذي كان يستخدمه كسيف ديموقليس مسلط على الشعب السوري، ويرفعه في مناسبة وغير مناسبة في وجه المجتمع الدولي، لابتزازه للحصول على مكاسب له في مناطق أخرى على حساب الشعب السوري وآلامه.
قبول الأمم المتحدة لهذا الإذن يعني هزيمة ساحقة للفيتو الروسي الذي كان يستخدمه كسيف ديموقليس مسلط على الشعب السوري، ويرفعه في مناسبة وغير مناسبة في وجه المجتمع الدولي، لابتزازه للحصول على مكاسب له في مناطق أخرى على حساب الشعب السوري وآلامه
وللتذكير فإن هذه الدول التي تستخدم الفيتو ضد إدخال مساعدات إغاثية لا تتعدى مساهمتها الواحد في المائة من مساهمات الدول الأخرى في تمويل هذه القوافل الإغاثية، ومع هذا فلديها حق منح أو حرمان اللاجئين منها.
الإذن الذي اعتمدت عليه الأمم المتحدة والصادر عن مكتب التنسيق الإنساني في الشمال السوري المحرر، يعد النجاح السياسي الأهم في تاريخ الثورة السورية لسنوات، بعد العجز والوهن السياسي الذي أصاب مؤسسات المعارضة السورية كالائتلاف ولجنة التفاوض واللجنة الدستورية، خصوصاً وأن هذا الاعتماد أتى بعد زيارة السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد مع فريق أمريكي وبريطاني إلى إدلب ولقائه مع فعاليات مدنية في المدينة، حيث اطلعوا على الوضع السياسي والمعيشي في الشمال المحرر، وهي زيارة تأتي في سياق زيارات غربية متكررة للشمال المحرر.
وقد سبق هذا زيارات لمسؤولين سابقين غربيين ولمنظمات إغاثة دولية، وكذلك لصحافيين غربيين ومراكز دراسات غربية، وكلها كانت تصب في صالح الشمال السوري المحرر، حيث لم تُخف الوفود الغربية إعجابها بطريقة إدارة الشمال المحرر، والخدمات المتوفرة فيه، مقارنة بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أو للمناطق الأخرى في درع الفرات وغصن الزيتون وغيرها من المناطق الخاضعة لمليشيات سوريا الديمقراطية.
الواقع السوري اليوم في حالة سيولة حقيقية، حاله كحال الواقع الإقليمي والدولي، لا سيما مع الغوص الروسي في المستنقع الأوكراني، واستمرار المواجهة الصامتة والناطقة بين أمريكا والصين، وبالتالي فكل دولة تسعى إلى الإمساك بأكبر عدد ممكن من الأوراق الاقليمية والدولية لمواجهة خصمها
ترافق هذا مع خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، والذي دعا فيه إلى وقف مهزلة منح روسيا حق الفيتو والذي يعد السبب الرئيسي في الآلام والمتاعب والمصاعب في سوريا وأوكرانيا وغيرهما، وبالتالي رأى أنه لا بد من تجريد روسيا من هذا الحق حسب تعبيره. وقد ترافقت دعوته هذه بشكل واضح مع زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الصين، وهي الزيارة الثالثة له لدولة غير عربية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، إذ تسعى الصين إلى ملء الفراغ الذي يمكن أن يحدثه الانشغال الروسي في أوكرانيا، وذلك بالتنسيق مع إيران.
الواقع السوري اليوم في حالة سيولة حقيقية، حاله كحال الواقع الإقليمي والدولي، لا سيما مع الغوص الروسي في المستنقع الأوكراني، واستمرار المواجهة الصامتة والناطقة بين أمريكا والصين، وبالتالي فكل دولة تسعى إلى الإمساك بأكبر عدد ممكن من الأوراق الاقليمية والدولية لمواجهة خصمها، ومن هنا ربما يمكن قراءة الواقع السوري وزيارة رئيس النظام السوري إلى الصين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأمم المتحدة روسيا إغاثة سوريا سوريا الأمم المتحدة روسيا معابر إغاثة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة الشعب السوری فی الشمال
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو إلى إبطاء سباق الذكاء الاصطناعي في مجال التسلح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا خبراء نزع السلاح في الأمم المتحدة وقادة شركات "التكنولوجيا الكبرى" إلى تباطؤ سباق الذكاء الاصطناعي وتحديدا في مجال التسلح، وأكدوا أنه يجب على شركات تكنولوجيا المعلومات التركيز على الصورة الأكبر لضمان عدم إساءة استخدام هذه التكنولوجيا في ساحة المعركة.
وقالت جوسيا لوى، نائبة رئيس معهد الأمم المتحدة للأبحاث نزع السلاح (UNIDIR): "إن الانخراط مع مجتمع التكنولوجيا ليس أمرا اختياريا لصانعي السياسات الدفاعية - بل هو أمر ضروري للغاية أن يكون هذا المجتمع مشاركا منذ البداية في تصميم وتطوير واستخدام الأطر التي ستوجه سلامة وأمن أنظمة وقدرات الذكاء الاصطناعي"، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وتحدثت جوسيا في مؤتمر الأمم المتحدة للأمن والأخلاقيات في جنيف، مشيرة إلى أهمية بناء الحواجز الوقائية بينما يتعامل العالم مع ما يسمى "لحظة أوبنهايمر" للذكاء الاصطناعي – في إشارة إلى روبرت أوبنهايمر، الفيزيائي النووي الأمريكي الشهير بدوره الحاسم في إنشاء القنبلة الذرية.
وأكدت مسؤولة معهد الأمم المتحدة للأبحاث نزع السلاح على الحاجة إلى الرقابة لضمان احترام تطورات الذكاء الاصطناعي لحقوق الإنسان والقانون الدولي والأخلاقيات، خصوصا في مجال الأسلحة الموجهة بالذكاء الاصطناعي، لضمان أن تتطور هذه التكنولوجيا القوية بطريقة منضبطة ومسؤولة.
ولفتت إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي خلقت بالفعل معضلة أمنية للحكومات والجيوش حول العالم.
وحسب تحذير أرنو فالّي، رئيس الشؤون العامة في شركة كوماند للذكاء الاصطناعي، أدى الطابع المزدوج لتقنيات الذكاء الاصطناعي – حيث يمكن استخدامها في بيئات مدنية وعسكرية على حد سواء – إلى تحذير المطورين من أنهم قد يفقدون الاتصال بواقعية الظروف في ساحة المعركة، حيث قد تتسبب برمجياتهم في فقدان الأرواح.
وأضاف أن الأدوات لا تزال في مراحلها الأولى لكنها أثارت مخاوف طويلة الأمد من إمكانية استخدامها في اتخاذ قرارات حياة أو موت في بيئة حرب، مما يلغي الحاجة إلى اتخاذ قرارات بشرية وتحمل المسؤولية.. ومن هنا تأتي الدعوات المتزايدة لتنظيم هذه التكنولوجيا، لتجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى عواقب كارثية.
وقال ديفيد سالي، الرئيس التنفيذي لشركة "أدفاي" في لندن: "نرى هذه الأنظمة تفشل طوال الوقت، وهذه التقنيات لا تزال غير موثوقة". وأضاف: "لذلك، جعلها تخطئ ليس بالأمر الصعب كما يعتقد البعض أحيانا".
في مايكروسوفت، تركز الفرق على المبادئ الأساسية للسلامة والأمن والشمولية والعدالة والمساءلة، وفقا لما قاله مايكل كريمين، مدير الدبلوماسية الرقمية.
وأوضح كريمين أن عملاق التكنولوجيا الأمريكي الذي أسسه بيل جيتس يضع قيودا على تكنولوجيا التعرف على الوجوه في الوقت الفعلي التي تستخدمها قوات إنفاذ القانون والتي قد تسبب ضررا نفسيا أو جسديا.
وأضاف أنه يجب وضع ضوابط واضحة ويجب على الشركات التعاون لكسر الحواجز، مشيرا إلى أن الابتكار ليس شيئا يحدث داخل منظمة واحدة فقط، بل هناك مسؤولية في المشاركة.
وقالت سولينا نور عبدالله، رئيسة التخطيط الاستراتيجي والمستشارة الخاصة للأمين العام في الاتحاد الدولي للاتصالات:"إن تطور الذكاء الاصطناعي يتجاوز قدرتنا على إدارة مخاطره العديدة". وأضافت: "يجب أن نعالج مفارقة حوكمة الذكاء الاصطناعي، مع الاعتراف بأن التنظيمات في بعض الأحيان تتأخر عن التكنولوجيا، مما يجعل من الضروري إجراء حوار مستمر بين الخبراء السياسيين والتقنيين لتطوير أدوات للحوكمة الفعالة".