إدراج معتقل للتعذيب في الأرجنتين إلى قائمة التراث العالمي.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي اجتمعت في الرياض مؤخرًا، إدراج مواقع ذات حساسية سياسية في قائمة التراث العالمي.
وتم اختيار موقع "مدرسة الميكانيكا" السابقة، التابعة للبحرية الأرجنتينية (ESMA)، التي تحولت الآن إلى متحف للذاكرة في بوينس آيرس.
معتقل للتعذيبووفقًا لصحيفة "آرت نيوز"، كان المتحف سابقًا مركزًا سريًا للاحتجاز والتعذيب والإبادة خلال فترة الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين من عام 1976 إلى عام 1983، وكان واحدًا من مئات المراكز السرية المستخدمة للاحتجاز والتعذيب في البلاد.
كونك امرأة
أصبحت قصة آنا ماريا سوفيانتيني جزءًا من معرض المتحف الحالي بعنوان "كونك امرأة"، الذي بدأ عام 2019 ولا يزال يتوسع بإضافة المزيد من شهادات الناجين. يتضمن المعرض أفلامًا وصورًا فوتوغرافية وأرشيفًا للشهادات القضائية التي تم جمعها من أكثر من 130 ناجيًا في عام 1985، ويروي قصصًا عن حالات الاغتصاب والانتهاكات الأخرى التي تعرضوا لها.
تعبر سوفيانتيني، التي أدلت بشهادتها لأول مرة خلال محاكمة في عام 1985، عن أهمية الحديث عن ما حدث والدفاع عن الحقيقة والذاكرة والعدالة،وتشير إلى أن المتحف الآن يستقبل زوارًا وشبابًا ومنظمات حقوق الإنسان والفنون، وأن بعض الناجين وأفراد عائلات المفقودين قد عادوا للعمل في المتحف، وأن الحياة تبدأ في التعافي والتقدم بعد مرحلة الموت.
ذكرى صلاح السقا | رائد فن تحريك العرائس.. ومبدع الليلة الكبيرة أمسية ثقافية بالمتحف القبطى احتفالًا بالمولد النبوي 27 سبتمبر قائمة التراث العالميإدراج المتحف في قائمة التراث العالمي لليونسكو يعطيه حماية رمزية ومادية. ويعني ذلك أن الحكومة ستتحمل مسؤولية التأكيد على وقوع هذه الأحداث، وسيكون لدى العالم وعي أكبر بأهمية الحفاظ على الذاكرة الجماعية لمنع تكرار تلك الأحداث.
على الرغم من التوتر السياسي المحيط بهذا الموضوع، فإن هناك اتفاقًا اعلى أن المتحف يجب أن يكون جزءًا من التراث العالمي، مما يعزز الجهود الدولية للتذكير بما حدث في الماضي والعمل على تعزيز حقوق الإنسان والعدالة في المستقبل.
من الجدير بالذكر أن قائمة التراث العالمي لليونسكو تضم مواقع ثقافية وطبيعية ذات قيمة عالمية، وتهدف إلى حماية والحفاظ على تلك المواقع للأجيال الحالية والمستقبلية. يتم اختيار المواقع المدرجة في القائمة بناءً على معايير محددة تتعلق بالقيمة الثقافية والتاريخية والعلمية للموقع.
إدراج موقع مدرسة الميكانيكا في قائمة التراث العالمي يعني أنه سيتم تعزيز الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على الذاكرة ومنع تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المستقبل. كما يعطي الناجين وأفراد عائلات المفقودين والضحايا إحساسًا بالعز والاعتراف بمعاناتهم وبذلك يساعد في عملية التآلف والشفاء.
من المهم أيضًا أن تتعاون الحكومة المحلية والمجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية للحفاظ على الموقع وتوفير الدعم اللازم للمتحف وبرامجه المختلفة. يجب أن يكون هناك جهود مستمرة لتوثيق الشهادات والأدلة والحفاظ على التاريخ المؤلم للموقع وتوثيقه للأجيال القادمة.
تعد إدارة وحماية المواقع التي تحمل تاريخًا حساسًا سياسيًا تحديًا، ولكنها ضرورية للحفاظ على الذاكرة الجماعية وتعزيز العدالة وحقوق الإنسان. من خلال استمرار الحوار والتعاون، يمكن للمجتمع الدولي أن يساهم في تحقيق هذه الأهداف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يونسكو التراث العالمي لليونسكو التراث العالمى قائمة التراث العالمى منظمة الأمم المتحدة للتربية قائمة التراث العالمی
إقرأ أيضاً:
حرفة "الفخار" فيلم وثائقي جديد تصدره مكتبة الإسكندرية
أصدرت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لقطاع التواصل الثقافي، فيلم حرفة "الفخار"، وذلك من خلال السلسلة الوثائقية: "عارف"، يتتبع الفيلم مسيرة الفخار في مصر، بدءًا من عهد المصريين القدماء، مرورًا بمختلف الحقب التاريخية وصولًا إلى يومنا هذا.
بدأت قصة حرفة الفخار في مدينة "نقادة" التاريخية، عندما صُنعت الأواني الفخارية من طمي النيل أو رمال وديان الصحراء الغربية، ومع تعاقب العصور، تطورت هذه الصناعة العريقة لتشمل قطع فخارية ذات رسومات بديعة مستوحاة من وحي الطبيعة، تجسد صورًا للمراكب والحيوانات والطيور، وتعكس نظرة المصري القديم إلى عالمه المحيط. وبعد دخول اليونان والرومان إلى مصر عام 332 قبل الميلاد، شهدت صناعة الفخار تحولًا ملحوظًا، حيث أصبحت المنتجات أخف وزنًا وأكثر لمعانًا وبريقًا. وفي الفترة القبطية، ازدانت الفخاريات برموز مسيحية أصيلة، كعناقيد العنب وأغصان الكرمة، مما يعكس التنوع الثقافي والفني الذي تميزت به مصر. ومع الفتح العربي وانتشار الإسلام عام 641 ميلادية، تطورت صناعة الفخار مرة أخرى، واكتسبت طابعًا فريدًا بفضل البريق المعدني الذي ميزها. وقد حافظت مدينة الفسطاط، أول عاصمة لمصر في العصر الإسلامي، على مكانتها كمركز هام لهذه الصناعة العريقة حتى اليوم.
ويستكشف الفيلم، البعد الاقتصادي والاجتماعي لحرفة الفخار، التي لا تزال حية نابضة في مختلف أنحاء مصر، من خلال مراكزها المنتشرة في قرى تونس والنزلة وفانوس بالفيوم، والفرستق بالغربية، والمجفف بالشرقية، وجريس بالمنوفية، وجراجوس ونقادة بقنا. كما يلقي الضوء على اهتمام الدولة بهذه الحرفة العريقة من خلال إنشاء مراكز متخصصة في الفسطاط، وتنظيم مهرجان "تراثنا" لدعم وتسويق منتجاتها.
جدير بالذكر أن فيلم "حرفة الفخار" هو ثاني أفلام التراث الشعبي المعروضة على منصة عارف بعد فيلم "حرفة النحاس".
الجدير بالذكر أن سلسلة الأفلام الوثائقية "عارف"، هي إحدى مبادرات مكتبة الإسكندرية الرائدة، والتي تهدف إلى توثيق التراث الثقافي والطبيعي المصري الغني والمتنوع. وتعتبر هذه السلسلة بمثابة مرجع هام للأجيال القادمة، حيث تقدم لهم صورة حية عن تاريخ مصر وحضارتها العريقة.