بالصور.. افتتاح مواقع الغوص الجديدة في الغردقة
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
افتتح اللواء محمد البندارى السكرتير العام لمحافظة البحر الأحمر ، مواقع الغوص الجديدة في الغردقة رسمياً. بالتعاون مع جمعية المحافظة على البيئة في الغردقة (هيبكا)، و محميات البحر الأحمر .
حضر الافتتاح المستشار العلمي لمحافظ البحر الأحمر وجمعية هيبكا الأستاذ د. محمود حنفي ود. تامر كمال مدير محميات البحر الأحمر ومحمد نور الدين فريد مدير عام جمعية هيبكا.
نقل اللواء محمد البندارى تحية اللواء عمرو حنفى لجميع الحضور، مشيرًا إلى اهتمامه البالغ بهذا الحدث المميز على أرض المحافظة، كما أكد البندارى على أهمية هذا الحدث على المستوى العلمي والعملى، وتحقيق أهم الأهداف التي تسعى لها المحافظة بالحفاظ على البيئة البحرية والشعاب المرجانية، وجذب انتباه السائحين بصناعة أماكن غطس جديدة تؤثر إيجابياً على زيادة نسبة السائحين بالبحر الأحمر.
أوضح المستشار العلمي لمحافظ البحر الأحمر وجمعية هيبكا الأستاذ الدكتور محمود حنفي أنه تم إنشاء هذه المواقع الجديدة للغوص بعد سنوات من المراقبة والمتابعة لحالة الشعاب المرجانية من قبل فريق هيبكا ومحميات البحر الأحمر. حيث زادت معدلات التنمية وتدفق السياح بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى ازدياد معدلات الغوص على الشعاب المرجانية الطبيعية بشكل كبير.
وأضاف أنه نظرًا للحاجة الملحة للحد من الاستخدام المفرط لهذه الموارد، قامت جمعية هيبكا بالتعاون مع محميات البحر الأحمر والجهات الحكومية بمبادرة لإيجاد حلاً. حيث تم وضع رؤية لإنشاء شعاب مرجانية صناعية من خلال إغراق معدات حربية وإنشاء 7 مواقع جديدة للغوص أمام سواحل مدينة الغردقة برعاية وزارة البيئة ومحافظة البحر الأحمر.
وأشار الدكتور تامر كمال مدير محميات البحر الأحمر إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى زيادة عدد مواقع الغوص، وحماية الشعاب المرجانية الطبيعية، وتقديم تجربة غوص جديدة وفريدة تحت الماء، وتعزيز السياحة المستدامة للمحافظة على البيئة والشعاب المرجانية الرائعة في الغردقة.
وعرض الدكتور أحمد غلاب أنه أثناء الغوص في المياه الصافية المحيطة بالقطع العسكرية، يمكن للزائرين اكتشاف الكنوز المخفية والكائنات البحرية التي ستجتذبها تلك المعدات الحربية، والاستمتاع بمشاهدة اندماج التاريخ مع الطبيعة، بالإضافة إلى الأهمية التاريخية التي ستمكن هواة الغوص من استكشاف مجموعة من المعدات العسكرية التي لعبت دورًا حاسمًا في تاريخ مصر الحربي. حيث تروي كل قطعة قصة مؤثرة عن الشجاعة والتضحية.
FB_IMG_1695646991986 FB_IMG_1695646986555 FB_IMG_1695646976762 FB_IMG_1695646974380 FB_IMG_1695646971845 FB_IMG_1695646969317 FB_IMG_1695646965802المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشعاب المرجانية محميات البحر الاحمر محمیات البحر الأحمر فی الغردقة
إقرأ أيضاً:
عاصفة واحدة أغرقت سفننا
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قبل 100 عام، وعلى وجه التحديد في عام 1925 كان حوض الخليج العربي مسرحاً مأساوياً لفاجعة بحرية أغرقت السفن الخشبية التي كانت تعمل هناك، حيث بسطت العاصفة مخالبها على المسطحات المائية الممتدة من رأس البيشة في البصرة وحتى رأس مسندم في سلطنة عمان. .
لم تكن السفن الخليجية العاملة في عرض البحر مزودة في ذلك العام المشؤوم باجهزة التنبؤ بأحوال الطقس، وليست لديها وسيلة التواصل مع المحطات الساحلية، فعلى الرغم من أنشطة المحطات الساحلية في البصرة وفي مسقط وفي بندر عباس التي كانت تدعم السفن التجارية العابرة للمحيطات بتقارير يومية عن الطقس وتقلبات البحر، لكن سفننا الخشبية التقليدية لم تكن على تواصل مع تلك المحطات. كل ما كانوا يمتلكونه وقتذاك هو مخطوطاتهم الموروثة، وقواعدهم الملاحية المحفوظة في كتيبات صغيرة يطلق عليها (رحماني) أو (راهماني) والتي تعود في اصلها إلى المرشد البحري شهاب الدين أحمد بن ماجد، أو سليمان بن أحمد المهري، أو النوخذة جاسم القطامي، وغيرهم. واحيانا تأتي التعاليم على شكل أرجوزات يحفظها العاملون في البحر على ظهر القلب بلغة قريبة من العامية. مثال على ذلك قولهم:
وينبغي معرفة الأرياحي
ومدخل البحر والمفتاحي
فغلقه يمكث ربع عامي
مدة تسعين من الأيامي
فهذه التسعون فيها الغلقا
حقيق من جاز بها أن يشقى
وبالتالي فان العاصفة المشؤومة التي اكتسحت الخليج عام 1925 كانت خارج التوقعات، وكانوا يسمون تلك السنة: (سنة الطبعة)، ومفردة (طبعة) تعني الغرق، من قولهم: طبعت السفينة. أي غرقت. .
تذكر السجلات التاريخية ان العاصفة هبت في ليلة الثاني من أكتوبر في تلك السنة. .
لقد فجعت المدن الخليجية كلها في تلك الليلة بفقدان رجالها وبحارتها، جاءت في البداية على شكل رياح شديدة اجتاحت مناطق الغوص (مغاصات اللؤلؤ)، نذكر من تلك المغاصات: فشت الديبل وداس وحالول وأبو الحنين وجنة وحولي واشتيه وغيرهن. وكانت سفن الغوص حينها تستعد للمغادرة والعودة الى ديارها، فقد كانت السفن متقاربة ومتلاصقة للتعبير عن فرحتها وسعادتها بانتهاء موسم الغوص. كانت الرياح الشديدة مصحوبة بأمطار غزيرة، فقد تعالت الأمواج ثم تلاطمت، فتبعثرت السفن في كل الاتجاهات، وتصادمت مع بعضها البعض، فغرقت أكثرها في غضون ساعات معدودات. يقال إنها كانت مئات السفن، غرق منها ما يقارب 80%، وبعد انتهاء العاصفة وسكون البحر هرعت سفن الإنقاذ بعد أن وصلتها اخبار الكارثة، حاملة معها الطعام والشراب والإسعافات الأولية، وقد ذكر تلك الحادثة الدكتور بندركار الهندي الجنسية، وهو الشاهد على آثار تلك العاصفة، وذكر المؤرخون بأن الذين غرقوا كانوا قرابة 8000 بحارا، وجاء كذلك في مذكرات مستشار حكومة البحرين (تشارلز بلجريف) الذي تحدث عن الحادثة نقلا عن الأهالي في البحرين. وللباحثة الاماراتية (فاطمة حمد بوعيسى الشامسي) كتاب من تأليفها يحمل عنوان: (سنة الطبعة – ملحمة أبطالها الأجداد)، وهو من إصدارات عام 2022. .
ختاماً: يبدو ان النكبات لا تأتي فرادى ففي تلك الليلة بالتمام والكمال من ذلك العام انهار نفق القطار في مدينة تشيرش هيل التابعة لولاية فيرجينيا أسفر عن مقتل معظم العاملين في النفق. .
لا ريب أنها صدفة من العيار الثقيل. . .