عنوان الكتاب يقول : في رحاب الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الأخيار المنتجين لمؤلفه العميد القاضس حسن حسين الرصابي..
الكتاب فيه جهد المحب وفيه صدق التناول الحريص الحصيف الذي اجتهد ليقدم لنا قراءة اخرى لمضامين الموضوع في الحديث على رسوله الصادق الأمين ..
ولان الحديث في هذا المضمون وهذا المحتوى لا يمل ولا يطغى عليه موضوع آخر فان صفحاته التي تقترب من ثلاثمائة وثلاثين صفحة تنوعت عن الحديث عن الرسول الأعظم .
ومن هذا المنطلق فان الاقدام على الكتابة حول السيرة العطرة للرسول الأكرم .. ليست بسهولة وإنما هي توفيق من الله وتسهيل من المولى لان الكتابة على حبيب الله محمد صلى الله عليه وعلى آله من الأمور المحببة ومن الأعمال التي تنال مثوبة من الخالق .. وفيها اجلال وحب لنبي ورسول أحبه الله وقرن أسمه باسمه في الاذان وفي الشهادة والتشهد .. فسبحان العزيز الحكيم وهذا الكتاب للقاضي الدكتور حسن حسين الرصابي وصدوره في هذا الشهر المبجل المكرم شهر ربيع الأول .. شهر الخير ولد فيه المصطفى .. فيه دلالات تكاد تتحدث بنوره الأفاق والكتاب بفصوله وأبوابه ينضح بالأنوار المحمدية وفيه قراءة على هامش قراءات سابقة ومعلومات تتجلى بأنوار ربانية يحسب للموجه والقيادي القاضي والدكتور العميد حسن الرصابي أن استعاد أثرها ومعناها واصطفها لتكون واسطة عقد الحديث والقول عن رسول كريم عظيم ..
والكتاب الذي كتب مقدمته رجل قامة ثقافية عظيمة بمستوى وزير الثقافة الاستاذ عبدالله أحمد الكبسي من المؤكد ان أهمية كبيرة تتعزز وتتقوى وتنساب إلى النفوس حيث كتب يقول :
لعل محاولة جادة ومثمرة عقد العزم على بلوغها وجنى ثمارها اليانعة القاضي الدكتور حسن حسين الرصابي مؤلف هذا الكتاب المعنون: (( في رحاب الحبيب المصطفى )) قد أحسن صنعاً وهو يخوض غمار الحديث عن سجايا ومزايا الرسالة المحمدية , ويمخر عباب صفات الرسول الأعظم ليأتي مؤلفه الذي بين أيدينا على هذه الشاكلة الفريدة وعلى هذا النحو البديع الجامع لكل ما يطلبه القارئ والمثقف والباحث والمفكر وطالب العلم من المعلومات الصحيحة والنافعة بعيداً عن التصحيف والمبالغة والتهويل , ولعل التمكن اللغوي الذي يمتاز به المؤلف بالإضافة قدرته على تطويع المفردات , مكن ذلك من تبسيط الطرح وايصال الرسالة بكل وضوح وشفافية وبساطة تجعل المتلقي يغترف من بحر المعلومات الزاخر بهذا الكتاب بكل سهولة ويسر ودون أي عناء أو تكلف ..
ذلك كان قول وزير الثقافة في الكتاب وفي الكاتب والمؤلف , وهي شهادة قل ان يتحدث بها من هو في مكانة ومستوى الاستاذ عبدالله أحمد الكبسي.. ومن حق المؤلف ان يشعر بالإطراء ان سمع مثل هذا القول لان وزير الثقافة لا يعرف المحاباة وينفر كثيراً من المجاملات التي لا تأتي في غير محلها ..
وفي ذات المضمار والمعنى جاء ت مساهمة المثقف والباحث والكاتب الاستاذ عبد الرحمن مراد لتضيف الكثير من خلال الكتابة على هامش المتن فهو يقول مقدمة اخرى .. يأتي هذا المصنف في رحاب المصطفى للقاضي الدكتور حسن الرصابي كحلقة في سلسلة الوعي بضرورات الاصلاح .. فالإصلاح نسق فكري وثقافي حضاري تقوم عليه الأمم لا نجازه في خطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على شروطه الموضوعية وقادرة على فرض طابعها الخاص الذي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث .. ويضيف الاستاذ عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب في هذه المقدمة ويقول :
(( وما يميز كتاب الدكتور حسن حسين الرصابي هو الاجتهاد واستخلاص الفكر التي يمكن من خلالها البناء عليها في صياغة واقع جديد )).
وأخيراً نأتي إلى مقدمة الشيخ العلامة جبري إبراهيم حسن حيث كتب يقول:
الحمد لله الذي من خلقه الظلمات والنور نعوذ بالله من ظلمات الجهل وعمى الجاهلية وصلاة الله وسلامه على خير البريه ومنقذ البشرية وعلى آله الأكرمين الآمرين بالمعروف والمجاهدين للكفار والمنافقين والسائرين على نهج القرآن المبين والمتبعين سبيل النبي الأمين وصحابته المتبعين له بكل الميادين .
وبعد الاهتمام بسيرة النبي الأمين ومناقبه أمر من الدين بأعلى أهبة كيف لا وهو خير وسر الحياة السعيدة الآمنة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (من الآية 24الانفال) وهو امان الأمة من الهلاك قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (33) الانفال وهو نور وربه نور وكتابه نور ودينه نور قال تعالى : (جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) (15) المائدة وفي القرآن " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (52) الشورى وفي آية " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ " من الآية 207البقرة وربه جل جلاله (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) " 35 النور"
وذكر الله الانبياء بأسمائهم لكن الله لم يذكر محمداً ويناديه باسمه وانما يا ايها النبي يا أيها الرسول تكريماً له ولم يقسم بأحد من انبياءه سواه قال الله تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (72) الحجر) وفي خضم الاحتفال بالمولد النبوي لهذا العام 1444هجرية
قام الأخ حسن حسين محمد الرصابي بتأليف كتاب في رحاب الحبيب المصطفى الهادي وهذا الجهد المشكور والعمل البار هذا ليس غريباً ممن جمع الحسنين الأحسنين باسمه وهو بسيط ونشيط ومبارك ونسال المولى أن يزيده علماً وفهماً وعملاً مباركاً وان ينتفع بالكتاب طلاب العلم والمثقفين والباحثين من مناقب المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله والشكر موصول لكل من أعان على طبعه وارشده على هذه الفكرة بهذه المناسبة ومن نشره والله ولي الهداية والتوفيق.
واجمالاً .. قراءة أولى لكتاب مبارك ومهم واختار ان يتحدث عن توجه وخط ومسار اختطه رسول الامة صلوات الله وسلامه عليه .. وبالطبع سوف تتوالى الكتابات حوله بإذن الله تعالى
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الدکتور حسن وعلى آله فی رحاب
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر «كل النهايات حزينة» لـ عزمي عبد الوهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر حديثا عن وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «كل النهايات حزينة» للكاتب عزمي عبد الوهاب.
يتناول الكتاب، اللحظات الأخيرة في حياة أبرز الكتاب والمبدعين في الأدب الإنساني، من بينهم دانتي أليجييري، أنطونيو جرامشي، وفولتير، ولودفيك فتجنشتاين، وصادق هدايت، وأوسكار ويلد، وراينر نعمت مختار، وجويس منصور، وجورجيا آمادو، وثيربانتس، وغيرهم.
ويقول عزمي عبد الوهاب في تقديمه للكتاب: «ظللت مشغولاً بالنهايات لسنوات طويلة، لكن بداية أو مستهل كتاب "مذاهب غريبة" للكاتب الكبير كامل زهيري كان لها شأن آخر معي، فحين قرأت الفقرة الأولى في هذا الكتاب، تركته جانبا، لم أجرؤ على الاقتراب منه مرة أخرى، وكأن هذه الفقرة كانت كفيلة بإشباع رغبتي في القراءة آنذاك، أو كأنها تمتلك مفاتيح السحر، للدرجة التي جعلتني أتمنى أن أكتب كتابا شبيها بـ"مذاهب غريبة".
تذكرت على الفور أوائل القراءات التي ارتبطت بكتاب محمد حسين هيكل "تراجم مصرية وغربية" وبعدها ظلت قراءة المذكرات والذكريات تلقى هوى كبيرا لدي، كنت في ذلك الوقت لم أصدر كتابًا واحدًا، لكن ظلت تلك الأمنية أو الفكرة هاجسا، يطاردني لسنوات، إلى أن تراكم لدي من أثر القراءة كثير من مواقف النهايات، التي تتوافر فيها شروط درامية ما، وكلها يخص كتابا غربيًا؛ لأن حياة الأغلبية العظمى من كتابنا ومثقفينا تدفع إلى حافة السأم والتكرار والملل.
إنها حياة تخلو من المغامرة التي تصل حد الشطط، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الثقافة العربية، التي تميل إلى التحفظ، وربما أن تلك الثقافة لم تكشف لي غرائب النهايات، هناك استثناءات بالطبع، شأن أية ظواهر في العالم، قد يكون الشاعر والمسرحي نجيب سرور مثالا لتلك الحياة المتوترة لإنسان عاش على حافة الخطر طوال الوقت، حتى وصل إلى ذروة الجنون، لكن دراما "نجيب سرور" مرتبطة بأسماء كبيرة وشخصيات مؤثرة، تنتمي إلى ثقافة: "اذكروا محاسن موتاكم" حتى لو كانت لعنة نجيب سرور ظلت تطارد ابنه من بعده، فقد مات غريبا في الهند مثلما عاش أبوه غريبا في مصر وروسيا والمجر».
ويضيف عبد الوهاب: « يمكن أن أسوق أسماء قديمة مثل "أبي حيان التوحيدي" الذي أحرق كتبه قبل موته، أو ذلك الكاتب الذي أغرق كتبه بالمياه، في إشارة دالة إلى تنصله مما كتب، أو ذلك الكاتب الذي أوصى بأن تدفن كتبه معه، وإذا كان الموت هو أعلى مراحل المأساة، فهناك بالطبع شعراء وكتاب عرب فقدوا حياتهم، بهذه الطريقة المأساوية كالانتحار ، مثل الشاعر السوداني "أبو ذكري" الذي ألقى بجسده من فوق إحدى البنايات، أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، والشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي أطلق الرصاص على رأسه في شرفة منزله، والروائي الأردني "تيسير سبول" الذي مات منتحرا بعد أن عاش فترة حرجة من عام ١٩٣٩ إلى ۱۹۷۳م.
لكن المختفي من جبل الجليد في تلك الحكايات، أكبر مما يبدو لنا على سطح الماء، خذ على سبيل المثال "خليل حاوي" فقد أشيع في البداية أن الرصاصات، التي أطلقها على رأسه، كانت إعلانًا للغضب، ومن ثم الاحتجاج على الصمت العربي المهين، إزاء اقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ومن ثم حصار بيروت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وفيما بعد، حين استفاق البعض من صدمة الحدث، قيل إن ما جرى كان نتاج علاقة حب معقدة، دفعت بالشاعر إلى معانقة يأسه والانتحار، فهل كان انتحار الروائي الأردني "تيسير سبول" صاحب أنت منذ اليوم أيضًا احتجاجا على ما جرى في العام ١٩٦٧ م ؟
ربما يوجد كثير من النماذج، لكن تظل الأسماء الغربية الكبيرة، قادرة على إثارة الدهشة كما يقال، ونحن دائما مشغولون بالحكاية أكثر من المنجز، وكأن هذا من سمات ثقافتنا العربية، فالاسم الكبير تصنعه الحياة الغريبة لا الإنتاج الأدبي.
ومع ذلك يمكننا أن نتوقف أمام اسم كبير مثل "إدجار آلان بو" وكيف كان آخر مشهد له في الحياة، فهو أحد الكتاب الذين غادروا الحياة سريعا، وحين مات وجدوه في حالة مزرية، يرتدي ملابس لا تخصه، وحين تعرف عليه أحد الصحفيين، نقله إلى المستشفى، ومات وحيدا، بعد أربعة أيام، في السابع من أكتوبر عام ١٨٤٩م، ولم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف».