أثير – ريما الشيخ

تناول الجزء الأول من موضوع ”التجارة الإلكترونية وتأثيرها على الاقتصاد“ خمسة أسئلة طرحت لتوضيح مفهوم التجارة الإلكترونية وفوائدها وكذلك التحديات والعقبات التي تواجه تطوير التجارة الإلكترونية في بلدنا.

وفي هذا الجزء سنطرح ٥ أسئلة أخرى للدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد.

١- كيف تؤثر التجارة الإلكترونية على الصادرات وواردات الدولة؟

في الواقع التجارة الإلكترونية تفتح آفاقا لعرض السلع والخدمات على مستوى عالمي لسهولة إدراج المواقع والمتاجر والتطبيقات الإلكترونية المحلية على شبكة الإنترنت، وهي فرصة لإيجاد مستهلكين جدد على مستوى عالمي من خلال تحليل احتياجات الأسواق الخارجية والاستجابة لتغير متطلبات المتسوقين مما ينتج عنه زيادة في معدلات نمو الصادرات للدولة. وفي المقابل تفتح التجارة الإلكترونية أيضا سوق للمستهلكين المحليين نظرا لتوفر سلع وخدمات مختلفة بجودة وأسعار تنافسية وبالتالي يعمل ذلك على نمو مستوى الواردات.

٢- ما التأثير المحتمل للتجارة الإلكترونية على التجارة الداخلية والصناعات المحلية؟

لقد أزالت التجارة الإلكترونية الحدود والقيود الجغرافية أمام مختلف الأعمال، وبالتالي تحولت المنافسة إلى المستوى العالمي ووضعت التجارة الداخلية والصناعات المحلية أمام تحديات الجودة العالمية والسعر المنافس، فالمستهلك حاليا يستطيع المقارنة بين مختلف العروض؛ مما يجعل الصناعات المحلية تعاني من مشكلة عدم القدرة على تحقيق عوائد مربحة ومناسبة، بل في بعض الأحيان يؤدي إلى فقدان الكثير من المستهلكين بسبب المنافسة الشرسة. إذ لا بد من الانسجام مع هذه التطورات السريعة في عالم التكنولوجيا والتقنية، باعتبارها فرصة جيدة لاقتناصها، ودخول المنتجات والصناعات المحلية للأسواق العالمية، ويتطلب ذلك الارتقاء بمستوى نوعية المنتجات المحلية وتحسين جودتها وتقديم أفضل عروض البيع للوصول إلى السوق الخارجية عبر التجارة الإلكترونية.

٣- هل يمكن أن تسهم التجارة الإلكترونية في زيادة الإيرادات الحكومية من الضرائب والرسوم؟

بعد تنامي نشاطات التجارة الإلكترونية فقد لجأت العديد من الدول على فرض الضريبة الرقمية أو الضريبة على التعاملات الرقمية على غرار ضرائب الثروة والدخل، ويتم دفع ذلك النوع من الضريبة على المبيعات أو الإيرادات التي تجنيها الشركات من مصادر تقنية عبر شبكة الإنترنت. كما تفرض أغلب الدول ضرائب القيمة المضافة وضرائب أخرى على بيع السلع والخدمات الرقمية، حيث تساهم تلك الضرائب الرقمية في إضافة مصدر جديد للإيرادات العامة للدولة.

٤- ما أهم السياسات والتشريعات التي يجب تطبيقها لتعزيز التجارة الإلكترونية وحماية المستهلكين؟

لتعزيز هذا القطاع لا بد من وضع شروط وقوانين وتشريعات تنظم عمليات التجارة الإلكترونية وتحمي حقوق المستهلكين. إذ تُعَدُّ حماية خصوصية المستخدمين والمعلومات الشخصية أمرًا ضروريا في مجال التجارة الإلكترونية، إذ يتعامل المستهلكون مع شركات إلكترونية ويتم مشاركة معلوماتهم الشخصية معها؛ ولذا لا بد من أنْ تضمن الشركات سرية وأمان المعلومات الشخصية وتحمي المستخدمين من الاستخدام غير المشروع أو التسريب لهذه البيانات. والعامل الآخر هو أهمية الأمان المالي في توفير بيئة مأمونة لعمليات الدفع الإلكترونية. إذ لا بد أن يتخذ تدابير أمان متقدمة لحماية معلومات المستخدمين المالية باستخدام تقنيات التشفير والبروتوكولات الآمنة لنقل البيانات، إذ يعزز الأمان المالي الثقة ويقلل من المخاوف المتعلقة بالاحتيال المالي وسرقة المعلومات الشخصية والمالية.

٥- ما هو تأثير التجارة الإلكترونية على البنية التحتية للاتصالات والتكنولوجيا في الدولة؟

الانتشار السريع للتجارة الإلكترونية أدى إلى إيجاد مناخ ملائم لظهور قطاعات متخصصة في تقنية المعلومات والاتصالات، وأصبح من الأهمية دعم البنية التحتية الإلكترونية لتطبيقات التجارة عبر شبكة الإنترنت، ومع تطور التجارة الإلكترونية ونموها وانتشار استخدامها في التعاملات التجارية، تظهرُ فرصٌ استثمارية لتوجيه رأس المال للاستثمار في تطوير وتحسين وتحديث البنية التحتية الإلكترونية للدولة. كما أنَّ هناك فرص استثمار رائدة في الخدمات المصاحبة لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يؤدي إلى خلق قطاعات تكنولوجية متقدمة تدعم الاقتصاد الوطني.

وللإطلاع على الجزء الأول :

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: التجارة الإلکترونیة

إقرأ أيضاً:

قاعدة الكفاءات المتميزة

مصر غنية بثروتها البشرية ولديها قاعدة من الكفاءات المتميزة فى تكنولوجيا المعلومات الأكثر إسهامًا فى خلق فرص العمل الحقيقية وأصبح وجود مثل هذه الكفاءات فى أى مجتمع بمثابة اكتشاف ثروات طبيعية ضخمة مثل مناجم الذهب أو آبار البترول وحقول الغاز وكثير من الدول بنت اقتصاد قوى وعملاق بفضل تفوقها فى مجالات تكنولوجيا المعلومات مثل كوريا الجنوبية واليابان والصين وفنلندا وألمانيا وأخيرًا الهند التى تفوقت كثيرًا خاصة فى صناعة التعهيد  هذه الصناعة العملاقة كثيفة العمالة غزيرة الأرباح 
وفى مصر تسعى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دائمًا إلى إعداد الكوادر البشرية المؤهلة للعمل فى الشركات العالمية المتخصصة فى تكنولوجيا المعلومات وتقدم الوزارة منحًا لكل الأعمار ابتداءً من المرحلة الابتدائية وحتة بعد التخرج وتتيح التدريب التحويلى وتغيير المسار لخريجى الجامعات والمعاهد من التخصصات المختلفة التى ليس لها نصيب فى سوق العمل وما زالت الجامعات تكتظ بمئات الآلاف من الطلاب فى كليات الآداب والحقوق والتجارة والتربية والعلوم والخدمة الاجتماعية والإعلام ويتخرجون لا يجيدون أى مهارات تؤهلهم للعمل ويكتشفون أنهم أضاعوا سنوات من عمرهم فى تعلم مناهج لا تفيد وعليهم أن يبدأوا من جديد فى تلقى تدريب وتأهيل واكتساب مهارات جديدة تؤهلهم لفرص عمل حقيقية يستطيعون من خلالها كسب ما يريدونه من اجل العيشة والزواج وتكاليف الحياة. 
ومنذ أيام عقد فى القاهرة مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى بمشاركة نحو 400 شركة عالمية فى صناعة التعهيد  وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هناك عددًا من المحددات لدى الشركات عند اتخاذها قرار للاستثمار تتمثل فى البنية التحتية والقدرات البشرية والسوق المحلى، بمعنى أن مصر غنية جدا ببنيتها التحتية المعلوماتية ولديها قاعدة كبيرة من الكفاءات المؤهلة للعمل فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث إن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وضعت منذ 6 سنوات استراتيجية لبناء القدرات الرقمية تتضمن عددًا من المبادرات لبناء قدرات كافة فئات المجتمع والمراحل العمرية بدءًا من الطلاب فى الصف الرابع الابتدائى، مضيفًا أن عدد المتدربين ارتفع خلال 5 أعوام 100 مرة باستثمارات بلغت نحو 2.5 مليار دولار منذ 2018 لتطوير البنية التحتية الرقمية؛ وبذلك أصبحت مصر فى المركز الأول على مستوى افريقيا فى متوسط سرعة الانترنت الثابت، ولاستكمال الانجاز يتم تنفيذ مشروع لنشر خدمات الانترنت فائق السرعة بقرى حياة كريمة، حيث يتيح ذلك  فرص العمل  فى مقر الشركة والعمل عن بُعد.
والمعروف أن هناك 400 شركة عالمية تقدم خدمات التعهيد من مصر لمختلف دول العالم،  تتطلب آلاف الوظائف 
وهناك إشادة من هذه الشركات الأجنبية ومن العالم كله بالبنية التحتية الرقمية فى مصر وهناك  فى زيادة الاستثمارات الأوروبية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر خاصة فى مجال الكابلات البحرية فى ظل موقعها الجغرافى المتميز، حيث إن 90% من حجم البيانات المارة بين الشرق والغرب تمر من خلال المياه والأراضى المصرية.

 

مقالات مشابهة

  • 17.47%.. نمو إصدار السجلات التجارية القائمة للتجارة الإلكترونية بنهاية الربع الثاني من 2024
  • اختراق منصة ألعاب الطاولة الافتراضية Roll20
  • الإمارات.. «الأمن السيبراني» يحذر من 5 مخاطر للخصوصية على منصات التواصل
  • الهيئة السعودية للمياه تبدأ تطبيق تقنية متقدمة لإنتاج كربونات الكالسيوم
  • الدكتور بن حبتور يتسلم درع المؤتمر العلمي الرابع لوزارة التعليم العالي
  • وزير الاتصالات: ضاعفنا متوسط سرعة الإنترنت الثابت 13 مرة في آخر 6 أعوام
  • أمير الحدود الشمالية يرأس اجتماع مشروع إعداد استراتيجية تقنية المعلومات والتحول الرقمي بالإمارة
  • "تقنية الدولة" تطلع على مشروع "قانون المعاملات الإلكترونية"
  • شراكة بين «سيدات أعمال أبوظبي» و«سيين» لتعزيز التجارة الرقمية
  • قاعدة الكفاءات المتميزة