بغداد والخرطوم لي منزلان
عشتهما مدينتان حبيبتان
عظيمتان في الفؤاد تسكنان
أروع جنتان ذوات بهجة وأفنان
ماء وخضرة وفل وأقحوان
طيبة قوم ونضرة غيد حسان
هما كتاب تاريخ حضارات عظام
لا يحتاج مفتاح فك رموز ولا ترجمان
مع كل هذا الشوق والحنين الذي يغمرني للخرطوم "يا عندي أغلى وأحلى مكان" ، أجاهد نفسي أزحزح آكوام الحزن والغيظ والأسي والخيبة لما يجري في وطننا الحبيب السودان ، منذ خمس سنوات تحت حكم بغيض وبليد وأخيرا منذ سبعة اشهر ، لما بلغه من سوء حال وخراب وتدمير بربري لم يوصف مثله من قبل شيء في تاريخ العصور الحديثة او القديمة.
اليوم كل الشعب السوداني الأعزل تحت رحمة جنرالين عجيبين، "يصدقان وهما في نفس الوقت كذوبان". يصدقان عندما يدمران غير آبهان كل شيئ، فلا يعنيهما البنيان والانسان والمال والعرض فكلها كانت السلع المستهدفة وبضاعة دكانهم الشيطاني الخاسر دنيا وأخرى . ويكذبان على المواطنين والعالم "حتي في نيويورك قبل يومين مضت " بأنهما يفعلان كل ذلك من أجل تحقيق اليمقراطية "الاستقرار وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والحرية والمساواة" وحكومة مدنية ، بل أحدهما يقول إن كنتم تبغون تحقيق الديموقراطية فصبرا هذا هو ثمنها "أدفعوه". يكذبان أنهما أصدقاء ويصدقان أنهما خصمان عدوان ولكرسي الحكم يركضان. الذي لا يصدق هذا الكلام عليه مراجعة عقله وذكائه "اللعبة يا قوم دسيسة وكبيييرة وخطيرة"
في رأيي لا تتحقق الديمقراطية ولا تنمو الشعوب والاوطان ولا إقتصادها ولا تتحقق عدالتها ورفاهيتها طالما هذا الكاكي بعقليته وفكره وتفكيره المحدود تجده يبغي فقط الجلوس على كراسي الحكم ويكون هو المسيطر كلية وعنوة بقهر السلاح والتنكيل على إدارة كل الأمور وتصريف شؤن البلاد وشعوبها وتشاهد هكذا لياليك ونهاراتك وجوها كالحة تملأ الطرقات والمكاتب وشاشات التلفزيون فهو تصحر في الحياة غير محتمل، حتي وإن خلع بعضهم ذلك اللبس واستبدلوه بسترات باريس وإيطاليا المشهورة غالية الثمن "كريستيان ديور وآرماني …..إلخ" فلا فرق وسيظل السودان كله وشعوبه في مربع ون ، قهر وفقر وعذاب ومعاناة الموت البطيء وحصيلة الأمر "كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا". هبوا يا شباب أحيوا ثورتكم فالأرض أرضكم والوطن وطنكم ولأجيال ستأتي من بعدكم. لا تتركوا وطنكم وممارسة حقكم المشروع في الحياة وتحقيق الهدف السامي المنشود : "حرية، سلام وعدالة" ليتحكم في تقريره إما أحزاب عافت الأرضة قرض أوراق دفاترها العتيقة البائدة أو شخصيات تريد أن تحكم و بدورها قد هرمت وشاخت شرعيا وهم الآن بلغوا أو تجاوزوا الثمانين "فرفع عنهم القلم". ويا أختصاصيي العلوم السياسية والاقتصاديين والقانونيين ألا يوجد فيكم الرشيد المنقذ من هذا الضلال وفقر العقول وموت وطن بأكمله؟
ختاما ما حدث من قبل لبغداد نتيجة عاصفة الصحراء من تدمير بنية تحتية وسرقة بيوت ومتاحف واستباحة أعراض وتشريد الملايين قد حدث مثله في الخرطوم.لكن ما زاد البشاعة في السودان إحتلال منازل السكان وطردهم منها واغتنام أموالهم وكل ممتلكاتهم أمام أعينهم ، بل قتل بعض سكانها وترويعهم فهو أمر عجيب تشيب له الولدان . وسلامي لكل العراق والسودان طبعا مقدما، ولبغداد والخرطوم للتشابه أهدي من القلب آخر مقطع من قصيدة بغداد للرحبانية:
عَيناكِ يا بغدادُ أُغنيةٌ
يَغْنَى الوُجودُ بِها ويُختَصَرُ
لم يُذكَر الأحرارُ في وطنٍ
إلّا وأهلُوكِ العُلى ذُكِروا
عبدالمنعم
aa76@me.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يؤكد حرص مصر البالغ على تحقيق الاستقرار في السودان الشقيق
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي، حرص مصر البالغ على تحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يؤدي إلى تمكين الشعب السوداني من بناء وطنه وبلوغ طموحاته التي يصبو إليها.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الخارجية في اجتماع الرباعي المعني بالسودان، الذي حضره وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة والسعودية، ووزيرة الدولة الإماراتية لشئون التعاون الدولي، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع "G7" بإيطاليا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير تميم خلاف، اليوم الثلاثاء بأن الوزير عبد العاطي أكد خلال الاجتماع ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، مشيرا إلى ضرورة قيام الدول المانحة بتنفيذ تعهداتها بشأن الاستجابة الإنسانية للسودان، التي تواجه عجزاً يقترب من 75% من احتياجاتها.
وشدد على عدم عدالة ترك دول الجوار أن تتحمل وحدها العبء الأكبر للأزمة الإنسانية بالسودان، مشيرا إلى أهمية التركيز على هدفين رئيسيين وهما التوصل لوقف لإطلاق النار وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية، معرباً عن قلقه من الوضع الإنساني المتدهور بالسودان، والذي أدى إلى النزوح الداخلي لأكثر من 11 مليون سوداني، ولجوء أكثر من 3 ملايين سوداني إلى الدول المجاورة، والذين استقبلت مصر منهم أعداد غفيرة.
واستعرض عبد العاطي - كذلك جهود - مصر للتعامل مع الأزمة في السودان على المستويين السياسي والإنساني، مشيرا إلى التسهيلات التي تقدمها مصر لوكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أجل سرعة توصيل المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء في السودان.
كما أبرز وزير الخارجية، استضافة مصر لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية خلال يوليو 2024، للمساعدة في التوصل لتوافق سوداني دون إقصاء لأي أطراف، بالإضافة إلى ما تبذله من جهود لنفاذ المساعدات الإنسانية للسودان.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية والهجرة يلتقي بنظيره الأوكراني
وزير الخارجية والهجرة يشارك في الجلسة الافتتاحية لمنتدى حوارات روما المتوسطية