الشباب والثقافة تختتم مسابقة "شاعر غزة.. الأسرى والمسرى"
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
اختتمت الهيئة العامة للشباب والثقافة، اليوم الاثنين 25 سبتمبر 2023، مسابقاتها الأدبية "شاعر غزة ، الأسرى والمسرى"، ومسابقة "حكايات من غزة"، والتي نفذتها بالتعاون مع المركز الثقافي الماليزي، ورابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين.
وحضر حفل الاختتام، الذي أقيم في قاعة الأسير نائل البرغوثي بمقر وزارة الأسرى والمحررين بمدينة غزة، رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، والمدير العام للآداب والعمل الأهلي الأستاذ سامي أبو وطفة، ووكيل وزارة الأسرى والمحررين الأستاذ بهاء المدهون، إضافة إلى أعضاء لجان التحكيم، وممثلين عن فصائل العمل الوطني ومؤسسات الأسرى، ولفيف من الشخصيات الاعتبارية والشعراء والمثقفين والمهتمين.
وقال محيسن في كلمة له خلال الحفل: "إن هذه المسابقات الأدبية تأتي في سياق سعي الهيئة المستمر لتعزيز المشهد الثقافي الفلسطيني في قطاع غزة، وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية ونشر ثقافة المقاومة، وتعميق الانتماء للقضايا الوطنية والتمسك بالثوابت والمقدسات".
وأضاف: "المعركة مع الاحتلال تتخذ أبعادًا حضارية وثقافية، ومن المهم تسخير كافة الأدوات المتاحة وكافة أشكال النضال لمواجهة الاحتلال، وحماية الحقوق الفلسطينية، وتعزيز الرواية الفلسطينية على المستوى الدولي"، مشددًا على أن الأسرى في سجون الاحتلال يخوضون معركة حقيقية ضد سياسات الاحتلال التعسفية.
وأشار محيسن إلى أن المسابقات الثقافية الأدبية والفنية تسهم في تعزيز روح الإبداع لدى الشباب الفلسطيني، وتعزيز التنافس فيما بينهم، إضافة الى اكتشاف المواهب الشابة واحتضانها وتطويرها، لافتًا إلى أن مسابقة شاعر غزة الأسرى والمسرى ومسابقة حكايات من غزة شهدت مشاركة واسعة من المبدعين الشباب كان أبرزهم الأسير في سجون الاحتلال يحيى حمد.
من جانبه، قال المدهون: "إن المسابقة تجسد الاهتمام الرسمي والشعبي بقضية الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال".
وأكد المدهون أن هذه الفعاليات تسهم في ترسيخ مفاهيم الانتماء للقضايا الوطنية وقيم الثبات والصمود في وجه الاحتلال الغاشم، إضافة إلى تعزيز صمود الأسرى ودعم نضالهم المستمر ضد حكومة الاحتلال الفاشية.
وشهد الحفل إلقاء عدة قصائد شعرية قدمها الشعراء المتأهلين للمرحلة النهائية من مسابقة "شاعر غزة، الأسرى والمسرى"، وهم، إبراهيم المقادمة بدر، عبد السلام زريد، منتصر أبو عمرة، محمد الشاعر، مي عبد القادر، حمزة الحلبي، أحمد الحطاب، وناصر نصار.
وأعلنت لجنة تحكيم المسابقة خلال الحفل، عن فوز الشاعر منتصر أبو عمرة بالمركز الأول وجائزة قيمتها 700 دولار، وفي المركز الثاني الشاعر محمد الشاعر وجائزة قيمتها 500 دولار، وجاء في المركز الثالث الشاعر إبراهيم المقادمة بدر وحصل على جائزة بقيمة 300 دولار.
وأعلنت اللجنة عن أسماء الفائزين في مسابقة القصة القصيرة "حكايات من غزة" وجاءت على النحو التالي: فوز الكاتب مصطفى الحلبي على المركز الأول وجائزة قيمتها 400 دولار عن قصته "النيزك"، وحصلت الكاتبة ايمان زعرب على المركز الثاني وجائزة بقيمة 300 دولار عن قصتها "وأنا أيضا اشتقتك"، وجاء في المركز الثالث الكاتب يحيى الشولي عن قصته "وعاء طعام ساخن في بيت مهجور" وحصل على جائزة قيمتها 200 دولار.
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟
تشير آخر المعطيات إلى أنّ ثمة تقدما في ملف صفقة الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس. وأعطت الأجواء السياسية والإعلامية الإسرائيلية مؤشرات إيجابية على جهود أكثر جدية في السعي لعقد صفقة قبل استلام ترامب الرئاسة الأمريكية في 20 كانون الثاني/ يناير 2025؛ وأنّ نتنياهو أعطى وفده المفاوض إلى الدوحة صلاحيات موسَّعة للوصول إلى صفقة، كما تناقلت الأخبار ترتيبات لالتحاق رئيس الموساد ديفيد بارنياع بالوفد المفاوض في الدوحة. وأعطى اجتماع نتنياهو بأركان حكومته بمن فيهم بن غفير وسموتريتش للتداول حول الصفقة؛ انطباعا بأن نتنياهو يريد أن يتعامل مع الاستحقاقات المحتملة للصفقة وأن يذلل العقبات المتعلقة باعتراض الصهيونية الدينية على الصفقة.
وتناقلت الأخبار تفاؤلا أمريكيا ومصريا بقرب عقد الصفقة، ونقلت عن بلينكن وزير الخارجية الأمريكي قوله: "إننا قريبون جدا من صفقة الأسرى". وأعطى وصول مستشار بايدن بريت ماكغورك (Brett McGurk) للدوحة انطباعا بوصول المفاوضات إلى مرحلة متقدمة، وبسعي الأمريكان للدفع باتجاه حلّ ما تبقى من مُعوقات.
كذلك، فإنّ موافقة حماس على قائمة من 34 أسيرا قدمها الاحتلال الإسرائيلي ليشملهم اتفاق التبادل في المرحلة الأولى، أعطى مؤشرات إيجابية من طرف حماس للسير قُدما في الاتفاق.
ودخلت المفاوضات في تفصيلات مرتبطة بعدد من سيتم إطلاق سراحهم من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، وبتصنيفهم بين رموز وأصحاب أحكام مؤبدة أو ما دون ذلك؛ واشتراطات الاحتلال بترحيل أعداد منهم وعدم بقائهم في الضفة أو القطاع
ودخلت المفاوضات في تفصيلات مرتبطة بعدد من سيتم إطلاق سراحهم من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، وبتصنيفهم بين رموز وأصحاب أحكام مؤبدة أو ما دون ذلك؛ واشتراطات الاحتلال بترحيل أعداد منهم وعدم بقائهم في الضفة أو القطاع.
تفاؤل حذر ومعوّقات كبيرة:
في المقابل، لا يجب الاطمئنان تماما إلى أن الصفقة ستعقد قبل بداية ولاية ترامب؛ إذ ما زال ثمة فجوات كبيرة، كما أنّ سلوك نتنياهو في تعطيل الصفقات وإفشالها قُبيل التوقيع عليها، قد تكرر أكثر من مرة في الأشهر الماضية.
هناك مُعضلتان كبيرتان يضعهما نتنياهو لعقد الصفقة؛ الأولى عقد هدنة مؤقتة وليس إنهاء الحرب، والثانية بقاء الاحتلال الإسرائيلي في أماكن محددة في القطاع مثل شمال غزة ومحور نتساريم ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا). وهذا من شأنه أن يُفجّر أي صفقة كاملة لتبادل الأسرى، إذ لا يمكن للمقاومة أن ترضى أن يكون حصيلة جهادها وصمودها وتضحياتها بقاء الاحتلال أو استمرار العدوان.
من ناحية ثانية سيسعى نتنياهو، حتى لو وافق على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل، إلى جعل ذلك تدريجيا، ووفق اشتراطات وضمانات تسمح له بآليات رقابة، وبضرب رموز ومواقع للمقاومة عندما يحلو له، تحت ذريعة وجود تهديد محتمل؛ كما سيسعى لفرض آليات حصار بدرجة أو بأخرى بحجة منع دخول أسلحة للمقاومة. وسيرفع نتنياهو سقفه فيما يتعلق بنزع أسلحة المقاومة، وبمنع حماس من حكم غزة بشكل مباشر أو غير مباشر.
يضاف إلى ذلك أن نتنياهو المسكون بنرجسيته الشخصية، وبرغبته في البقاء في الحكم، وبخوفه من إنهاء حياته السياسية وربما ذهابه للسجن، إذا فشل في تحقيق أهدافه المعلنة في حربه على غزة؛ فإنه سيسعى إلى إطالة أمد الحرب ما أمكنه ذلك، طالما أن أهدافه لم تتحقق. فبالرغم من المجازر والفظائع الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها، وبالرغم من الدمار الهائل الذي ألحقه بالقطاع؛ إلا أنه فشل في سحق حماس وقوى المقاومة التي ما زالت تواصل أداءها القوي والفعال. كما فشل في السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وفشل في استرجاع أسراه، وفشل في فرض تصوره عن مستقبل قطاع غزة، كما فشل في توفير الأمان للمستوطنات في "غلاف غزة".
وبناء على ذلك، فمن المرجح أن يسعى نتنياهو هذه الأيام لعقد صفقة جزئية لتبادل الأسرى على أساس هدنة لبضعة أسابيع أو ربما شهرين أو ثلاثة، وانسحاب من مناطق مع البقاء في مناطق أخرى، والسماح بعودة النازحين إلى معظم مناطق غزة، مع السماح بإدخال كميات "معقولة" من احتياجات أبناء القطاع.
وسيحاول نتنياهو أن يُظهر نفسه، وكأنه بذل ما في وسعه لإنجاز الصفقة، ليبدو وكأنّه قدَّم ما عليه قبيل قدوم ترامب؛ وسيحاول إلقاء اللوم على حماس في عدم الوصول إلى صفقة نهائية.
وهو ما سيوفر له مبرر استئناف الحرب في عهد ترامب، والبقاء على كرسي رئاسة الحكومة؛ وعدم دفع أثمان فشله في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفشله في الحرب على غزة، والخسائر التي تسبب بها للكيان الإسرائيلي اقتصاديا وعسكريا وأمنيا وسكانيا، بالإضافة إلى تحوُّل دولة الاحتلال إلى كيان منبوذ عالميا.
ضغوط باتجاه الصفقة:
المقاومة تسعى بكافة الوسائل لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة أهل غزة؛ غير أنها لن ترضى كما لن يرضى الشعب الفلسطيني أن يكون ذلك بمكافأة نتنياهو وجيشه على وحشيتهما، وباستمرار الاحتلال، وباستمرار العدوان، وبارتهان إرادة الشعب الفلسطيني في غزة بمزاج دولة الاحتلال. وما دامت المقاومة مستمرة فستُجبر نتنياهو وفريقه عاجلا أم آجلا إلى النزول على شروطها الأساسية
بشكل عام، فإن البيئة الإسرائيلية صارت أكثر "نُضجا" للقبول بصفقة كاملة حتى لو تضمنت إنهاء الحرب وانسحابا كاملا من القطاع؛ مدعومة برغبة أمريكية وإقليمية ودولية تصب في الاتجاه نفسه.
وقد عادت تقارير مسؤولين كبار في الجيش للتأكيد على الرغبة في الوصول إلى حلٍّ سياسي، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية مؤخرا عن عدد منهم بأن العمليات البرية للجيش وصلت إلى "نقطة استنفاد"، بمعنى أنها استنفدت أغراضها ولم يعد لديها ما تنجزه. بل إن مهندس "خطة الجنرالات" جيورا أيلاند التي استهدفت سحق وتهجير أهل شمال غزة، اعترف بأن العمل العسكري لا يكفي، وأنه لا بدّ من مسارات اقتصادية وسياسية للتعامل الواقعي مع قطاع غزة. هذا، بالإضافة إلى اعترافات كثيرة طوال الفترة الماضية لقادة عسكريين وأمنيين وسياسيين وخبراء متخصصين بعدم إمكانية القضاء على حماس والمقاومة؛ وبضرورة "النزول عن الشجرة" للوصول إلى إنهاء الحرب على غزة.
ويبقى أن حسابات نتنياهو ستظلّ عائقا أمام صفقة كاملة. وبحسب الخبير والكاتب الإسرائيلي المعروف يوسي ميلمان (جريدة هآرتس، 9 كانون الثاني/ يناير 2025) فقد أصبح واضحا لكل شخص يتابع سلوك نتنياهو أنه كلما تم تحقيق تقدُّم، فإنه يطرح طلبا جديدا من أجل تعقيد الأمور، وذلك يقضي على إمكانية تحقيق الصفقة.
* * *
وأخيرا، فإن المقاومة تسعى بكافة الوسائل لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة أهل غزة؛ غير أنها لن ترضى كما لن يرضى الشعب الفلسطيني أن يكون ذلك بمكافأة نتنياهو وجيشه على وحشيتهما، وباستمرار الاحتلال، وباستمرار العدوان، وبارتهان إرادة الشعب الفلسطيني في غزة بمزاج دولة الاحتلال. وما دامت المقاومة مستمرة فستُجبر نتنياهو وفريقه عاجلا أم آجلا إلى النزول على شروطها الأساسية في وقف الحرب والانسحاب الكامل وعودة النازحين وإعادة فتح المعابر (على الأقل ضمن معدلات ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر) وفتح المجال لإعادة الإعمار، مع صفقة مشرفة لتبادل الأسرى.
x.com/mohsenmsaleh1