جهود تنموية للحفاظ على الإنسان وبيئته
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
يأتي بناء الإنسان في أولويَّات الحكومة العُمانيَّة منذ انطلاق عصر النهضة العُمانيَّة المباركة على يد المغفور له بإذن الله جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ، وعلى النهج نَفْسه يسير حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إيمانًا من جلالته بأنَّ النهوض بالمواطن هو السبيل إلى النهوض بالوطن.
ولقَدْ عَبَّرَت سلطنة عُمان عن تلك الرؤية الملهمة في كلمتها أمام الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة، حيث أكَّدت أنَّ التطوير المتواصل للنظام التعليمي بجميع مستوياته وتحسين مخرجاته هو أمْرٌ ضروري لبناء الإنسان وتمكينه في دفع عجلة التنمية الاقتصاديَّة والنهوض بها، والاهتمام بالاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي الذي يواكب تطوُّرات العصر، بالإضافة إلى تأكيد سلطنة عُمان التزامها أمام هذا التجمُّع الأُممي، بترسيخ حقوق الإنسان والالتزام بالمواثيق والاتفاقيَّات الدوليَّة ذات الصِّلة من أجْلِ تطوير مُجتمع عادلٍ يتبنَّى الاحترام المُطْلق لكرامة الإنسان وحقوقه والقِيَم الدينيَّة والثقافيَّة، وهي خطوة تأكيد على تكامليَّة الرؤية العُمانيَّة المعنيَّة ببناء العُماني، فالحفاظ على حقوق الإنسان هي أولى خطوات بنائه وبناء كرامته، لِيكُونَ عضوًا فاعلًا في منظومته الوطنيَّة.
ولَمْ تكتفِ سلطنة عُمان بالمُضي قُدُمًا بالاعتناء بالعُماني عَبْرَ تطوير منظومة تعليميَّة تؤهِّله وتنمِّي لدَيْه القدرات المطلوبة، ولا حتَّى بالمحافظة على حقوقه الإنسانيَّة المشروعة، بل امتدَّت مراحل بناء العُماني وفق الرؤية السَّامية لعاهل البلاد المُفدَّى إلى الاعتناء بصحَّته وبيئته، وذلك وفق التأكيد على التزام سلطنة عُمان بالعمل على تنفيذ العديد من الخطط والبرامج الهادفة إلى التكيُّف مع تغيُّر المناخ والحدِّ من آثاره، كما تعمل على تحفيز الاستثمار في مشاريع الطَّاقة المُتجدِّدة، وفق استراتيجيَّة الحياد الصفري الكربوني 2050، التي تحرص في الأساس على حفظ حقِّ الأجيال العُمانيَّة القادمة في بيئتهم البِكر، والسَّعي إلى إقامة اقتصاد أخضر يواكب بَيْنَ التنمية وتحقيق الاستدامة البيئيَّة المطلوبة.
وتأكيدًا على جديَّة هذا الطرح العُماني يواصل البرنامج الوطني للحياد الصفري أعماله؛ بهدف متابعة وتنفيذ الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للانتقال المنظّم للحياد الصفري، ويتناول البرنامج في الأسبوع الرابع مناقشة خطط قِطاع النفط والغاز، حيث يُمثِّل قِطاع النفط والغاز ما نسبته 26 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة في سلطنة عُمان؛ أي ما يعادل 22.9 مليون طن. ومن المؤمل أن يتمَّ الخفض بمعدَّل 7 بالمئة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى جهود سلطنة عُمان في جذب الاستثمارات الخضراء للبلاد، حيث يُعقد قريبًا منتدى الدقم الاقتصادي الذي يبحث التوجُّهات الجديدة في قِطاع الصِّناعات الخضراء وأبرز المشروعات التي تمَّ استقطابها إلى المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم، والدَّوْر المحوري للدقم بشكلٍ خاصٍّ وسلطنة عُمان بشكلٍ عامٍّ في تهيئة سُبل النجاح لهذا القِطاع الحيوي في ظلِّ التوجُّه المحلِّي والعالَمي بالصِّناعات الخضراء والطَّاقة المُتجدِّدة، حسبما أعلن منظِّمو المنتدى.
إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الع مانی
إقرأ أيضاً:
طالبة تبتكر تقنية "الرؤية المستقبلية" لمرضى العلاج الطبيعي
برز ابتكار جديد من جامعة الجوف، يعتمد على تقنية الواقع الافتراضي «VR»، ليقدم حلاً واعدًا لتحفيز مرضى العلاج الطبيعي وتعزيز التزامهم بخططهم العلاجية.
هذا الابتكار، الذي طورته الطالبة جمانا لاحم عبدالله اللاحم، يهدف إلى تمكين المرضى من تصور تطور حالتهم الصحية المستقبلية، مما يعزز دافعهم للاستمرار في العلاج.
أخبار متعلقة "أم القرى" تدشن المعمل الافتراضي لتطوير المهارات السريرية بكلية الطِبجامعة الملك فيصل تحصد 6 ميداليات بالمعرض الدولي للاختراعات في الكويتطالبات جامعة الملك عبد العزيز يحققن جائزة "GDI" العالمية للابتكاروأفادت الطالبة جمانا اللاحم، لـ ”اليوم“، بأن الفكرة الرئيسية وراء هذا الابتكار تنبع من ملاحظة أن العديد من المرضى يتوقفون عن حضور جلسات العلاج الطبيعي بسبب الشعور بالملل أو عدم رؤية نتائج ملموسة على المدى القصير.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جمانا اللاحم (3)رؤية صحية
أضافت اللاحم أن نظام الواقع الافتراضي الجديد يتيح للمرضى رؤية تطور حالتهم الصحية استنادًا إلى بيانات طبية دقيقة، مما يخلق حافزًا نفسيًا قويًا ويشجعهم على الالتزام بالخطة العلاجية المقررة.
وأوضحت اللاحم أن الهدف من المشروع يتمثل في جعل العلاج الطبيعي تجربة أكثر تفاعلية وفعالية، فمن خلال مشاهدة نسخة رقمية تحاكي مستقبلهم العلاجي، يصبح المرضى أكثر إدراكًا لأهمية كل جلسة، مما يقلل من احتمالية الإحباط والتوقف عن العلاج.
وبينت أن هذا الابتكار يستهدف بشكل رئيسي مراكز العلاج الطبيعي والمستشفيات، حيث يمكن دمج التقنية بسلاسة في برامج التأهيل والعلاج.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جمانا اللاحم (2)نمو سريع
أكدت اللاحم أن استخدام تقنية الواقع الافتراضي في المجال الصحي يشهد نموًا متسارعًا، ويمتلك إمكانات هائلة لتحسين تجربة المرضى والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدمة.
وأضافت اللاحم أن هذه التقنية لا تقتصر على كونها أداة تحفيزية، بل تمتد لتشمل دورًا تعليميًا للأطباء والمعالجين، حيث يمكن استخدامها لشرح مسار العلاج للمرضى بطريقة مرئية ومباشرة.
وكشفت عن أن المرحلة القادمة من المشروع تتضمن إجراء اختبارات للتقنية على مرضى فعليين، وتحليل النتائج بهدف تحسين التجربة وزيادة دقتها وتفاعلها.حالات متنوعة
أعربت اللاحم عن أملها في التعاون مع المستشفيات والمؤسسات الطبية لتبني المشروع وتوسيع نطاقه ليشمل حالات طبية متنوعة، مما يعزز من فعالية العلاج الطبيعي ويمنح المرضى حافزًا إضافيًا للالتزام بجلساتهم.
واختتمت اللاحم حديثها بالتأكيد على أن تقنية الواقع الافتراضي لديها القدرة على إحداث تغيير جذري في تجربة المرضى في العلاج الطبيعي، معربة عن طموحها في تطوير هذه الفكرة وتحويلها إلى أداة أساسية في المراكز الطبية لمساعدة المرضى على استعادة وظائفهم الحركية على النحو الأمثل.