جريدة الوطن:
2025-01-31@16:51:06 GMT

أسعار البصل .. والتغيرات المناخية والسياسية

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

أسعار البصل .. والتغيرات المناخية والسياسية

طالما كان البصل رمزًا للبساطة ورقَّة الحال، والذَّاكرة الشَّعبيَّة المصريَّة تحتوي على قدرٍ هائلٍ من الأمثال التي تُدلِّل على ذلك من عيِّنة: «نصوم.. نصوم.. ونفطر على بصلة» و»بصلة المُحب خروف»..إلخ، ولكن فجأة أصبح للبصل وزن، وتدلّل على المائدة المصريَّة، واختفى من عربات الأكل المنتشرة في شوارع القاهرة، وتحوَّل إلى سلعة ترفيهيَّة، رغم أنَّ مصر وصلت في السنوات الأخيرة للاكتفاء الذَّاتي من محصول البصل، وحقِّقت فائضًا مليون طن يتَّجه معظمه للتصدير.

ولكن يبدو أنَّ شهيَّة كبار التجَّار والمصدِّرين المسيطرين على الأسواق متعطشة لاقتناء الدولار، ولَمْ تَعُدْ ترغب في العملة المحلِّيَّة، فراحت تشتري البصل من الفلَّاحين بأيِّ ثَمن، وتقوم بتصديره، مستغلَّةً تعطُّش الأسواق العالَميَّة للبصل المصري، لجودته وأسعاره المناسبة، خصوصًا بعد قرار حكومة الهند أكبر مُصدِّر للبصل في العالَم بفرض ضريبة قدرها 40% على تصدير البصل.
فالبصل من السِّلع التي تتدخل في حَسْم نتائج الانتخابات في الهند، لذلك سارع رئيس الوزراء ناريندرا مودي بفرض رسوم على تصديره، في مسعاه لكبح جماح التضخُّم قَبل الانتخابات العامَّة التي تشهدها الهند مطلع العام القادم، وأكَّد مودي أنَّ الضريبة ستسري بأثَرٍ فوري وتستمرُّ حتَّى نهاية العام، وسط آمال أن يؤدِّيَ هذا القرار لانخفاض أسعار البصل وتوافره محلِّيًّا.
ويُستخدم البصل على نطاق واسع في الأكلات الهنديَّة شأنه شأن التوابل، وبلغت أهمِّيته أنَّه كان سببًا في إسقاط حكومات سابقة، وهو المأزق الذي يحاول مودي تجنُّبه، رغم إنجازاته الهائلة على المستوى السِّياسي والتي تجلَّت مؤخرًا في قمَّة العشرين، والقفزات الواسعة التي حقَّقها الاقتصاد الهندي، ونجاح الهند في عهده في الوصول للقمر.
وقَدْ أدَّت التغيُّرات المناخيَّة إلى هطول أمطار غزيرة؛ تحوَّلت إلى سيول وفيضانات أضرَّت بمحصول البصل الصَّيف الماضي في كُلٍّ من الهند وباكستان المنتِجَيْنِ الرئيسَيْنِ للبصل على مستوى العالَم، الأمْرُ الذي أدَّى إلى زيادة أسعار البصل في الأسواق الهنديَّة قرابة 20%.
والهند دَولة المليار و400 مليون نسمة دَولة ديمقراطيَّة، وأكثر ما تخشاه الحكومات غضب الرأي العامِّ، ودعوات التظاهر وخروج النَّاس إلى الشارع، لذلك سارعت حكومة مودي لاحتواء التضخُّم وكبح زيادة الأسعار، وفرضت حظرًا على صادرات القمح في 2022، وقلَّصت صادرات الأرز الشَّهْرَ الماضي.
في مصر رغم وجود وزارة للتموين وعديد الجهات الرقابيَّة، عجزت الحكومة عن السيطرة على الأسعار، وتوحَّشت نظريَّة اقتصاد السُّوق وسياسة العَرْض والطَّلب وحُريَّة التجارة، واستغلَّ بعض التجَّار والدخلاء الفرصة، لتخزين السِّلع وتعطيش الأسواق، ثمَّ طرحها بأسعار مضاعفة، كما اتَّجه كثير من أصحاب رؤوس الأموال مؤخرًا لِسحْبِ أموالهم من البنوك، خشية تآكل قِيمتها جرَّاء موجات التعويم المتتالية وخفض قِيمة العملة المحلِّيَّة أمام الدولار، واتَّجهوا للمضاربة في السِّلع الاستهلاكيَّة؛ بديلًا عن المضاربة في المعادن الثمينة، حدَثَ ذلك في سلعتَي الأرز والسجائر، فرغم تحقيق مصر إنتاجًا يفوق الاستهلاك المحلِّي ويسمح بالتصدير ـ وفقًا للأرقام والإحصائيَّات الحكوميَّة ـ اختفت السجائر من الأسواق وتضاعفت أسعار الأرز، وجنى المضاربون في السِّلعتَيْنِ أرباحًا تفوق أرباح تجارة المخدرات، في بلد يعيش فيه 110 ملايين نسمة ما بَيْنَ مواطن ووافد، يحتاجون إلى كميَّات هائلة من السِّلع والخدمات، وسُوق ضخمة تحتاج إلى قدرٍ من التنظيم والرقابة لتحقيقِ الانضباط في الأسعار.

محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تتراجع بعد زيادة في المخزونات الأميركية

تعرضت أسواق النفط في تعاملات الأربعاء المبكرة لضغوط، لتتخلى عن بعض مكاسبها التي سجلتها في الجلسة الماضية مع تأثرها بزيادة مخزونات الخام الأميركية وتراجع المخاوف بشأن الإمدادات الليبية، لكن الرسوم الجمركية المحتمل أن تفرضها الولايات المتحدة على الواردات من كندا والمكسيك حدت من الخسائر.

تحرك الأسواق

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا، ما نسبته 0.2 بالمئة، إلى 77.31 دولار للبرميل بحلول الساعة 0548 بتوقيت غرينتش.

ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتا، أي 0.2 بالمئة، إلى 73.62 دولار للبرميل، بحسب بيانات وكالة "رويترز".

وقالت بريانكا ساشديفا محللة الأسواق لدى فيليب نوفا في سنغافورة لوكالة رويترز، "في وقت تتعامل فيه الأسواق مع ضغوط من ناحية الطلب، يؤثر تراجع التوتر من ناحية العرض على أسعار النفط".

وأضافت "تتعرض الأسواق لضغوط بسبب خطط (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) لزيادة إنتاج النفط الأميركي وتنتظر المزيد من الوضوح بشأن سياساته في مجال الطاقة".

بدأ ترامب ولايته الثانية الأسبوع الماضي بإصدار عدة أوامر تنفيذية تسهل إصدار تراخيص إقامة بنية تحتية للطاقة وزيادة إنتاج النفط والغاز الذي ارتفع بالفعل إلى مستويات قياسية.

وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام والبنزين ارتفعت في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير.

ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة، وهي الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، بياناتها الأسبوعية في الساعة 1530 بتوقيت غرينتش الأربعاء.

وقال تشيوكي تشين كبير المحللين لدى صنوارد تريدينج في طوكيو إن تراجع المخاوف بشأن الإمدادات من ليبيا زاد أيضا من ضغوط البيع.

وانحسرت هذه المخاوف بعد أن قالت مؤسسة النفط الوطنية الليبية المملوكة للدولة أمس الثلاثاء إن نشاط التصدير مستمر بشكل طبيعي في جميع حقول وموانئ النفط، وذلك بعد التواصل مع محتجين طالبوا بوقف التحميل في أحد موانئها الرئيسية.

وقال البيت الأبيض أمس الثلاثاء إن ترامب لا يزال يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على كندا والمكسيك اعتبارا من يوم السبت.

ولم يتضح بعد كيف يمكن لأي رسوم جمركية جديدة أن تؤثر على واردات النفط من هاتين الدولتين إلى الولايات المتحدة.

ووفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، زودت كندا الولايات المتحدة بنحو 3.9 مليون برميل يوميا من النفط في عام 2023، أي ما يقرب من نصف إجمالي واردات الولايات المتحدة في ذلك العام، كما زودتها المكسيك بنحو 733 ألف برميل يوميا.

مقالات مشابهة

  • انخفاض أسعار السلع قبل رمضان بنسبة 15%
  • صعود النفط متأثرا بتهديدات ترامب
  • أسعار ياميش رمضان في الأسواق.. قمر الدين بكام؟
  • أسعار البيض اليوم الجمعة 31-1-2025 في الأسواق
  • ارتفاع أسعار النفط وسط تقييم الأسواق لتهديد الرئيس الأمريكي
  • أسعار زينة رمضان 2025 في الأسواق.. تبدأ من 5 جنيهات
  • أسعار النفط تتراجع بعد زيادة في المخزونات الأميركية
  • سعود بن صقر يشهد الاحتفال باليوم الوطني للهند في رأس الخيمة
  • هتشتريها بكام بكرة؟.. أسعار الدواجن في الأسواق
  • سعر الكتكوت الأبيض اليوم