كبسولة : (1)
البرهان : خطابك في الأمم المتحدة وصلهم عن طريق الإسلاموكوز
"الأنصرافي" ستقوله عنه في القاعة "أنتم جميعكم تحت جزمتي" .
البرهان : خطابك في الأمم المتحدة وصلهم عن طريق الجنجوكوز
"الربيع" ستقوله عنه في القاعة الزرعنا اليجي "يقلع دولة حزمتي" .
كبسولة : (2)
الإسلاموكوز : ضربني بكى سبقني إشتكى يطالب العالم بادراج الجنجوكوز في قائمة المنظمات الإرهابية
الجنجوكوز :ضربني بكى سبقني إشتكى يطالب العالم بإدراج الإسلاموكوز في قائمة المنظمات الإرهابية
***
أمس بتاريخ 19 سبتمبر ، أي قبل إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بيوم واحد ، أي قبل خطابيّ طرفيّ الحرب في السودان ، خطاب البرهان المصمم إسلاموياً ، وخطاب حميدتي المفاجئ والدراماتيكوز .


قررت أن أختبر نفسي ، أختباراً ذاتياً ، مثل ذلك الذي توصي به منظمة الصحة العالمية ، وجميع وزارات الصحة في العالم ، كما توصي به ، كل السابقات الشافيات ، من مرضى سرطان الثدي الناجيات منه ، بإجراء هذا الفحص الذاتي ، غير المكلف ، وإكتشاف المرض قبل استفحاله ، خاصة وأنني وعائلتنا ، قد نكبنا ،في فرع من فروعها ، وفقدنا فيه عدد من خيرة نوارات العائلة بهذا المرض الخبيث ، وأنا هنا أوصي بناتنا وأخواتنا وحتى أمهاتنا ، بأجراء هذا الفحص الذاتي ، لمصلحتهن الصحية ، وهي نصيحة لوجه الله ، أريد بها خيراً لهن وأسرهن ، ولا علاقة لها بالسياسة الرعناء ، ولكن ولأن الحكمة ضالة المؤمن ، فقد قررت أن أطبق هذه الحكمة ، في السياسة ، ولم لا فقد ، ترشدني إلى الموقف الصحيح والسليم ، في توجهي السياسي ، رغم عدم إحترافي للعمل في السياسة ، فقط أجبرني حلم الثورة الدائم داخلي ، إلى الدخول في عرصاتها الواهيات الواهنات ، وحتى لا أكون ظالماً لآخرين دون وجه حق ، فأنا ياسادة أَعرِف نفسي وأُعَّرِفها بأنني احد المتهمين من الآخرين ومن نفسي ، الضالعين الوالغين ، في الإصابة بداء الإسلاموفوبيا ، واعترف بإصابتي بهذا المرض اللعين ، منذ باكورة شبابي أو بالأصح باكورة صباي ، فقد لاحظت منذ ظهور الراحل الشيخ حسن الترابي وحزبه الإسلاموي ، وتفتحي على السياسة ، وبعض من خباياها ، إبان ثورة أكتوبر وما بعدها ، أن هذا الشيخ وتنظيمه ، قطعاً ، هو الحاكم بأمر الله ، لهذه البلاد ، الذي يظن الجميع أنه إستلم أمرها ، ووضعها داخل عباءته ، وتطور أمره ، إلى أن أصبح السودان والعالم تحت جزمته ، (تعبيرهم المضمر زماناً طويلاً ، إلى حين أخرجه رئيسهم لإستخدامه علناً ، لحظة زنقة دولية ، كما كانت زنقة زنقة القذافية ) .
كان الجميع يظن أن ذلك التنظيم ، بقيادة شيخه الراحل ، أنهم استولوا على الحكم فقط عند إنقلابهم في 89 من القرن الماضي ، ولكن الحقيقة ، بسبب شلاقتي السياسية ، ودون حصافة مني ، منذ ذلك الزمان البعيد ، شككت أن هذا الشيخ هو الذي يحكم السودان ، منذ ما بعد ظهوره ، في القرن الماضي وبالتحديد ، بعد ثورة اكتوبر مباشرة ، ورغماً عن عين كل الثورات المجيدات ، ونحن نطلق عليها هكذا فرحين ، هذه التسميات المشرقات إلى حين ، ونظل نردد شعاراتها ، عن الحرية والسلام والعدالة ، وما يليها من عناوين ضرورية وهامة ، لحل مشكلتنا المزمنة في السودان ، من رفض للعنصرية ، ونردد ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور كل البلد سودان ، يظل هو ويتبعه شيعته من الغاوون ، ينادون بدوام العنصرية . تنادي الثورات بالسلام ، ويظلون هم الداعين للحروب ، أينما إشتعلت يزيدونها حطباً ، لتزداد لهباً . الثورات تنادي بالحرية ولكن يأتوا هم ويجعلونها بكائية على القدر من الحرية السابقة المكتسبة بدماء الثوار والثائرات ، وهكذا تظل وتتواصل الدعوات والرغبات ، في غضون تلك الثورات ، بالتوزيع العادل للثروة والسلطة ، ويظلوا هم الذين يحتكرونها ، تظل كل الشعارات حبر على ورق أحمر ، مضرج بدماء أهل السودان ويظلوا هم بذلك الريموت الإسلاموي السحري يحكمون السودان شاء من شاء وأبى من أبى ، فليشرب من البحر. وبقدرة قادر ، يعود ويقود دفتها فكر الشيخ "القادر أو عبد القادر" ، فقد سخر له ، جهاز الريموت كنترول "الواحد ده" الحداثوي الذي ، اسستخدمه قبل أن يخترعه ذلك الخواجة الكافر ، فكان تحت إمرته بهذا الريموت الإسلاموي السحري وطاعته ، قادة وزعماء أهل السودان ، الطائفيين والقبليين والمتدينين والإنتهازيين والجهلاء الجاهليين وحتى الوسطيين ، وتحول بهم جميعهم لجهلهم ، إلى النخبة التي اتسمت بإدمان الفشل ، يسوقهم نحو إسلامويته مرفوقة بعروبيتهم ، بهذا الريموت الإسلاموي وهم صاغرون ، ويحركهم به حتى يوم الناس هذا ، ولا أحد غيره يستطيع تحريكه ، فسّرِه في بطن شاعره ، يضغط عليه ، فيقول له الأخرون سمعاً وطاعة ،
يقول لهم حلوا مثلاً الحزب الشيوعي الملحد فيحلوه . يأمرهم لا تعترفوا بقرار المحكمة الدستورية فيطيعوه ، وضربتين في الراس المكشوف توجع . ضربة في رأس التشريع ، ولم تقم له قائمة ، وأخرى في النظام القضائي ولم يقف بعدها ، حتى على أربعاته ، أجيزوا الدستور الإسلامي ، فيجيزوه ، حتى لو أخَّرَّه غيرهم إلى حين ، ويوقف مشروعهم كالنميري إلى حين ، إلا أنه وبذات إسمه وأصله وفصله ، ياتي ويجيزه ويطبقه ، وحين لم يقنعهم التطبيق بعد الهجوم الكاسح عليه ، و بدعوى أنهم لم يكونوا صانعيه ، فاذا به يأتي بإنقلابهم في 89 بدعوى فشل التطبيق ، وبعبارة أخف ، لإحسان التطبيق ، وكانت النتيجة إغراق التطبيق بالعدمية الإسلاموية ، وجاءت ديسمبر وظلت تحت مظلة ورحمة هذا الريموت الإسلاموي المشرعة ، رغم أن مبدعه أخذه معه الى قبره ، إلا أن الجديد في الأمر هم تلاميذه ، من كل حدب وصوب يتنازعونه ، ففيه سرهم الباتع ، فها هم ، وقد أوصلا التنازع حد الحرب التي لا تبقي ولا تذر ، وكل منهما يسعي لإمتلاك ذلك الريموت الإسلاموي ، الموصل للسلطة باسهلها وسيلة ، يجللان حربهما بكل لزوميات امتلاكه ، بداءً من شعاره الأوليّ المشترك باستدعاء المقدس غطاءاً ، بصيحة الحرب التي ابتدعوها ستاراً لرغبتهم المتمكنة من تنظيمهم في الدمار الشامل باستخدام شعار التكبير الذي سارت به الركبان ، بتهليلاتهم الكذوبة ، وحتى لزوم ما لا يلزم من النداءات ، الذي يحركان به الريموت الإسلاموي ، الذي لا يعلوا غيره صوت ، فوق صوت المعركة ، وما يستتبعه من أهوال آتية حتى تتم أشراط ذاك الريموت السحرية ، ومنها القتل والنهب والإغتصاب ، ودعوات فصل السودان وتشتيت سكانه ، وكل يسير بخطى حثيثة نحو هذا التدمير الشامل للبلاد والعباد ، الأول الجنجوكوز بحثاً عن ذاك الريموت الإسلاموي ، بدعوى تطبيق الديمقراطية والحكم المدني وهو كذب وهراء ، والآخر الإسلاموكوز ، بدعوى دعم الوطنية العسكرية ، ومن خلفهما ومن كليهما المقصود هو شعار الدين عبر ريموت العودة للاسلاموية الضائعة ومفقودة ، بفعل الثورة المجيدة .

ولتنفيذ الإختبار الذاتي الذي قررت به أن أضع حداً لهذا الإفتراء الذي يلازمني في اصابتي المزمنة بداء مرض الإسلاموفوبيا ، وأجعل منه شفاءاً عاجلاً وتاماً ، وما حدث أني ، سبقت بيوم كامل ، السيد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش المعين ديمقراطياً ، وليس بانقلاب عسكري ، منذ 13 أكتوبر 2016 ، ليرأس هذا الأجتماع السنوي الهام ، حيث به ، يراس هذا المدعو غوتيريش كل رؤساء العالم ، من أدناه إلى أقصاه ، وقلت له فيما معناه ، وقد استعرتها بلغة إسفاف الفصيلين المتحاربين ، أن البرهان سيقول لك أن العالم كله تحت جزمتي وقوله مثلاً لفصيل الإسلموكوز ، وسيطلب منك ، وأنت في هذه اللحظة رئيس كل رؤساء العالم ، أن الطرف الآخر ، تنظيم إرهابي ، وأرسلت له ، وأعني غوتيريش ، تخوفي هذا ليتبين أمره في الكبسولتين أعلاه ونعل الله شيطان مرض الإسلاموفوبيا ، فقد كنت واثقأ أنني ساشفى منه نهائياً ، وأن الطرفين الناطقين بإسم السودان : البرهان وحميدتي ، سيشفياني من هذا المرض اللعين ، وأنهما بصوت العقل والعقلانية والأخلاقية ، والقيم الدينية ، وهما يخاطبان العالم في أهم أيامه ووسط أهم شخصياته ، تخيلتهما جاءا هنا أمام هذا المحفل ، ليعلنا للعالم أجمع ، أنهما بكامل قواهما العقلية ، يعلنان وقف الحرب العبثية ، والحرب سودان سودانية ، وليست حرباً إحتلالية ، روسية أوكرانية ، ولكنهما خذلاني ، ومنعا عني الشفاء من مرضي المزمن الإسلاموفوبيا ، بل زاداه استفحالاً ، فقد قالها الأول البرهان بحذافيرها الصريحة وإن كانت بلغة الإنصرافي الاسلاموكوزية " ياغوتريش " أن كل هؤلاء الروساء وأنت معهم " جميعكم تحت جزمتي ، ورفض طلب السلام ووقف الحرب ، علماً أن المنصة نصبت أمميأً فقط لغرض إعلان السلام وليست مكاناُ لإعلان الحرب . كما طلبا منك بوضوح ، الاسلاموكوز البرهان والجنجوكوز حميدتي ، وقالاها بملء الفم "يا أنا ياهو" ، أحدنا يجب مسحه من وجه البسيطة في رقعتها السودانية المنكوبة بهما سوياً ، لأن الآخر تنظيم إرهابي يجب إجتثاثه .

وهكذا سيداتي سادتي ، لا أمل لي في شفائي من داء الإسلاموفوبيا .
ولكي أثبت لكم باستفحال مرضى ، أعيد أدناه ، أربعاً من مقالاتي الأخيرات ، قبل محاولتي النابعة بحق من القلب ، بالشفاء الذاتي والتي كنت سوف أحجبها هذه المقالات بلوقد إعتذر عنها ، اذا نجحت في ذلك الإختبار الذاتي الذي قمت به كمحاولة أخيرة لإنقاذ نفسي من تهمة أو داء الإسلاموفوبيا ولكنكم ترونها أمامكم وقد فشلت ، بفعل فاعل من فعلة الفصيلين الإسلامويين الذين ساهما في تثبيتها ، وأتمنى لكل السودانيات ، نجاحهن في إختبار سرطان الثدي ، واكتشافه مبكراً اذا وجد ، لعلاجه وإنقاذهن قبل استفحاله ، اما في السياسة فلا معالجة إنما الدمار لا غيره ، طالما وجد ريموت إسلاموكوز وجنجوكوز ، والله المستعان .
***
وإلى المقالات وإعتذاري المسبق عن التطويل
وهي تحمل العنوان أدناه .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : إسلاموكوز وجنجوكوز (1)

عند كليهما ، الإسلاموكوز والجنجوكوز ، كل موقف يتخذونه أمَّرَ من علقم لسابقه ، فأكواز فصيل القصر ، يطالبون بمواصلة الحرب إلى نهاياتها حتى ، ولو لم تكن في صالحهم أو بنهاية سعيدة لهم ، المهم الجهاد خلف ستار كتائب ظلهم ، والبراء إبن مالك إبن أمنهم الشعبي إبن استخباراتهم ، إبن جنهم وجهنمهم ، من أجل العودة ، فهم يعرفون بأن وجودهم ، المالي النزقي الترفي البزخي ، حتى وجودهم الجسدي الحسي ، عقاباً سجناً أو حتى مواتاً وموتاً ، بالقذائف القاتلة ، حرباً أو قانوناً بلاهاي الدولية ، كل ذلك مرتبط بالإنتصار في هذه الحرب العبثية ، المأسوية اللعينة ، وهذا لايبدو متيسراً لهم ، في مسار هذه الحرب ، (والتي سوف لن"يسَّقِّط"حجر قيادتها العسكرية والنازيوإسلاموية ، إلا اللايفاتية "تُبعُّها" وخاصة المدعو الإنصرافي ولسانه الفالت بلا لجام ، وبلا حسيب من داخله ، في بذاءة الخلق والأخلاق والأدب وقلته ، ولارقيب عليه من عسكره (الذين يعملون تحت إمرته!!) ، الذي يسئ إليهم صباح مساء في وظيفتهم ومهنتهم وشخوصهم) .
وليعلموا لو كان متنطعيهم الإستراتيجيين وصحفييهم المحللين للجهتين ، السياسية "والمازون شرعية" حرباً نسبة نجاحها صفراً مأسوياً لهم ، إستنفاراً كان ذلك ، أوحتى إستغفاراً كذوباً ، ولا الإنتصار فيها كذلك بطق الحنك ، الملوث بثلاثينية مقبحة ومشينة ، معروضة كذكرى لحظة بلحظة ، على شاشة حدقات عيون الشعب منعكسة على شيبه وشبابه وشاباته وحتى أطفاله ، وذاكرة شعوب العالم وحكوماتهم في سجلاتهم ، ووسائط كمبيوتراتهم ومخابئ إستخباراتهم ، ولبعضهم عرب حتى صلوات إستخاراتهم .. وأين المفر؟؟ .. لا مفر .
أما الجنجوكوز فأمرهم عجب ، وأمَّر من سابقيهم ، لأنهم سوف ينتهون من أمرهم بيدهم لابيد عمرو أو غيرهم ، فبإنشقاقاتهم وإنشطاراتهم ، في توجهاتهم الخلفية ، المرئية وغير المرئية في إختلافات رؤيتهم لحربهم الضروس ، توزعت بين ، الرؤية الأولى المخطط لها من قيادة مستشاريتهم ، طلباً لحياد المجتمع الدولي الذي تعمدوا الحديث بما يرضيه ، من مخدرهم المخبور عنه بعالي الصوت في إدعاء أن هذه الحرب من أجل الديمقراطية والدولة المدنية حتى مرحلة الموافقة على التفاوض ووقف إطلاق النار ، وقد نجحوا في ذلك عكس أؤلئك الأراعن ، الذين لازالوا في محطة فشلهم في ثلاثينيتهم ، وبرنامجهم المرتكز على وضع العالم تحت جزمة رئيسهم الأحمق ، وجيشه الذي أخرجوا من رحمه العاقر الجنجو-كوز ، وفقط التخصص المهني في قتل المواطن وليس العدو الخارجي .
فالجانجوكوز ينتظرهم إنشطارهم الرابع ، كيف يكون ذلك ، وهم يتبجحون ، بإحتلال أكثر من تسعين في المائة من عاصمة البلاد ، هكذا هم ، مستشاريتهم فصيل المنشية ، ترفع شعار الحرب حتى الإنتصار للديمقراطية والدولة المدنية ، وباخ في عقل وقلب المواطن ، هذا الشعار المدَّلس ، مما رآه من ممارسة وإتيان كل الموبقات المدانة في الحروب وغير الحروب ، وكل المحرمات لحقوق الإنسان حتى تلك الإلتزامات التي أجازتها الإنسانية في مسيرتها الممتدة قروناً ، قبل إجازتها من قِبل قوانين الحداثة ، في أروقة الأمم المتحدة ، ولجان حقوق الإنسان العالمية والمحلية ، وسار هذا الفصيل مسيرته الدعائية بربط توجهاته بالديمقراطية والدولة المدنية في الفضائيات الإقليمية والعالمية ، فقط لرفع الحرج عنه ، وقطعاً ليس جاداً في دعواه الباطلة ، ولا الشعب صدقه ولا المحتمع الدولي علناً صدقه ولا يحزنون ، فقط يأخذونه على قدر عقله ، لبعض مصالحهم أولاً وحسن نية لآخرين لوقف الحرب ومآسيها التى تجاوزت الحد والحدود .
وسيذهب بريحهم إنشقاقين آخرين ، لا يخفيان نفسيهما ، الأول يريد الحرب ، من أجل محو دولة 56 من الوجود وحكم السودان كامله ، من قلب عاصمته الخرطوم بواسطتهم ، والشق الآخر الأكثر صراحة يريد حكم دولته المهمشة من دارفور وما تيسر من مهمشين آخرين ، وعاصمتها ما يختارونها على أقل من مهلهم .
أما الإنشطار الأخير ، فهو يعمل بخجل وخفاء مع آخرين من رعاة المسيرة ، والإبل والبقر . ومن رعاة دول عرب الساحل والصحراء . وكل هذه المشاريع تنتظر النصر وهو المستحيل بعينه ، وهذا الإنشقاق الأخير من المشاريع الهلامية ، تساعده وتشد من أذره ، الدعوى المضادة شبيهته ، في الطرح والإفلاس الإنفصالي ، وفي قلة الوعي والوطنية ، وهم منظمة دولة النهر والبحر ، وإن تدثرت ببعض موقف تثاقفي مفتعل وفهلوي ، أما جند هؤلاء وأولئك توجهات الجانجوكوز ، ذخيرتهم في كل معاركهم ، هم جند هاجروا خبط عشواء من مواقعهم ، ومن داخل البلاد ومن خارجها ، ولكل منهم ما نوى ، وهجرته ليست لغير مال يكتسبه بالنهب ، أو نفس ليقتلها بغير حق ، أو لإمرأة وفتاة لينكحها ويغتصبها بغير خلق ، ولكل هذا فهم زائلون ، وفي آخرتهم "ما في مليشيا بتحكم دولة" .
عليه فليناضل كل من هو في معسكر " لا للحرب" ومعسكر "أوقفوا الحرب" ومن هو مع الديمقراطية والحكم المدني النزيه ، كل من موقعه دون إكتفاء وإنما النضال الخالص لخلق واقع جديد ، ووطن جديد ، أو لايكون ، في الخريطة ما إسمه السودان ، وإياك أعني ياجارة الوادي ، صاحبة الإطاري مقطوع الطاري ، سودان لايحكمها لا إسلموكوز ولا جنجوكوز ولا حتى مشروع النهر والبحر البائس اليائس ، ولا إنتهازي خايس .
والثورة مستمرة ، ولامكان لردة ، والعودة لديسمبر وهدف النصر بالضربة المرتدة .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (٢)

البرهان حيث هو الآن بين نارين ، وبين أمرين أحلاهما مر ، بعد أن تم إطلاق سراحه من قبضتين ، قبضة الجنجوكوز فصيل المنشية ، طليقه الذي شب عن الطوق والوصاية ، وهو يحاصره في نفقه المظلم ، أو بدرومه وهو به عليم ، أما القبضة الثانية فهي قبضة الإسلاموكوز فصيل القصر ، وهي الممتدة سنوات الإنقاذ ، حيث كان لا أكثر من الخادم المطيع لسيده المخلوع عمر البشير ، وفي ذات الوقت للمفارقة ، إدعائه المرضي الفارغ بأنه (رب الفور) حين أشرف من إلى ، على تنفيذ الإبادة الجماعية ، في إقليم دارفور ، المرصودة والموثقة بمحكمة لاهاي الدولية ، والموعود فيها ببدروم آخر طويل المدى والعمر ، كل ذلك بسبب الإرادة الربوبية المدَّعاة ، مع إضافة الأربعة اللاحقة من السنوات ، وهو فيها رب السودان ، من أصله إلى فصله ، ومن أوله لآخره ، وليس رب الفور فقط !! ، الحاقاً لربوبيتها الأولى ، المسنود فيها بحلم أبيه ، وهو فيها (المسير وماك مخير "المُجْبَر" وعند الله جزاك ) بأمر الآمر الناهي الإسلاموكوز فصيل القصر .
والآن تتجاذبه القبضتان ، والسؤال إلى أين الوجهة ياتُرى ، وحتماً أنت لن تَرى يابرهان ؟؟
فهل إلى جماعة (نعم للحرب) الدعوة الصيحة النجدة ، لإهداء قبلة الحياة للإسلاموكوزية .
أم وجهة(لا للحرب) التي أطلقها الشعب السوداني الأصيل ، المصطلي بنار الحرب وخرابها ودمارها ومآسيها ، ونحن لمنتظرون ، وإن كنا نراك ، وأنت من النمط مشحون ، الجهل والرعونة والضعف ، ستختار موقفك على طريقة ، (يا إيدي شيليني ختيني ..) ، ولا غرابة في ذلك ، على من صادق وصدق حلم أبيه ، وأعتاش به رئيساً بلا أعباء ، حتى أورده موارد تهلكته ، التي يغوص فيها حتى أذنيه ، إلى حين توقظه من نومة أهل الكهف ، التي تمطى وتغطى فيها سنين عددا ، صرخة لا للحرب . ولسان حاله يردد ، "ياحليلك" ياجيشنا المغوار ، الذي بعوار حلم أبي ، أسكنته عميق الأغوار .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (3)
هناك ملاحظة ضرورية لفهم ما يدور حولنا ، من حرب عبثية حقاً ، ولعينة بحق ، وقذرة حقيقة ، فهل لاحظنا أن هناك فجوة واسعة تفصل ما بين جند أو مليشيا الدعم السريع ولا "نقول فصيل جيش تمرد أو جيش بذاته" . فجوة تكاد تفصل فصلاً تاماً ، العلاقة العسكرية بين جند الدعم السريع
وبين مستشارية قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ، بإسمه الثلاثي هكذا !! والمعروف بين قوسين ب"حميدتي" كما يردد الإعلام بأنواعه المسموعة والمرئية والمقرؤة ، وهل ذلك ياترى للتدليل على قمة الزعامة القصوى ، التي تفضلوا بها على هذا الزعيم ، الذي أطل على عالمه وهو صغير ، من بين ناقته وظل شجرة عجفاء صحراوية ، إلى أن أسمعت أحاديثه المتلفزة البدوية ، من به صمم ، ومزيداً من كاريزما ملفقة ، يضيف اليه الناطق الفعلي بإسمه وبإسم مليشياته ، العنصري المغرور عبد المنعم الربيع ، الذي يردد ممجداَ قائده ، كما أمراء الخليج ، دون ثمرة حق أتاها ، فقط تملقاً إنتزعاها" الأمير حفظه الله في حله وترحاله " ، أم أن كل هذا الإنفلات التمجيدي اللفظي ، غرضه صب الزيت على نار الحرب الملتهبة أصلاً ، وغالباً نعم : فهو مقصود ومتعمد ، هذا التمجيد للزعامة ، بخلق كريزما مفتعلة ، فكل حسب هواه ومصالحه وكل لليلاه .. يفتي ويغني .
وحتى نتعرف على منشأ وتكوين مليشيا الجنجويد لنقل في عجالة ، حتى نصل إلى منشأ وتكوين قيادتهم المكونة من الزعيم وإخوته ،ومجموعة مستشاريته الفعلية والفضائية ، التي أتصور أنها ظهرت إلى الوجود بثعلبية ترابية " أنت إلى القصر رئيساُ ، وأنا إلى السجن حبيساً ، "وسوف نتحدث عنها في مقال منفصل" والتيوفقط بينها وقيادة الجنجويد علاقة مصلحة ، ولم يكن قبلها ، بينهما حتى سابق معرفة ، دعك من وحدة هدف ، كل باستخدام الآخر للوصول إلى مبتغاه .
فالجنجويد لهم عملهم الذي إعتادوه وتعلموه وجاءوا به ، لتطبيقه في العاصمة المثلثة ، "المندمج والمنصهر داخلها كل إثنيات وهويات وجنسيات وديانات سكانها" ، وحطوا على سمائها وعملوا على تطبيق كل مفردات ما نشأوا عليه وتعلموه بشراسة بدوية ، رأيتموها بأم أعينكم وكامل وعيكم وأنطبعت على أجسادكم وأطرافكم وممتلكاتكم ، وآذانهم صماء ، لايسمعون ولايعون ما تقول به توجيهات من يقودوهم ، فقط هم ساهون سادرون في غيهم وإنتهاكاتهم . ومستشارية زعيمهم المصنوعة المستجدة ، تنفي ليلاً ونهاراً من فضاءآت "لندنية ، وباريسية وأمريكية" بالصوت والصورة مرة وداخلية الصدى مرات أخرى ، ينفون بأغلظ الإيمان مايقوم به جندهم المفترض ، في الإعلام ، وهم المشغولون ، المروجون المكتفون ، بتجارة جلب الديمقراطية والدولة المدنية التي ستأتي بالسلاح .. ويا عجبي !! ، وهم يصرعون المنطق المألوف عن الديمقراطية والمدنية التي سوف تأتي"بالكاكي ده..كما قال مشيراً إلى بدلته العسكرية" زعيمهم الطموح القائم بجهالة تنظيمه الجنجويدي .
فمن هم هؤلاء الجنجويد ومن أين أتوا ، ومن أي نطفة وطينة وجينة خرجوا ، حين نقراءهم ، نجد أن أصل المسمى ، مصطلح درج إستعماله من زمن ليس بالقريب ، كما هو معروف للجميع ، مكون من مقطعين هم (جن) بمعنى جني ، ويقصد بها أن هذا الجني رجلاً ، يحمل مدفعاً رشاشاً من نوع (جيم ٣) المنتشر في دارفور بكثرة و(جويد) معناها الجواد . ومعنى الكلمة بالتالي هو الرجل الذي يركب جواداً ويحمل مدفعاً رشاشاً ، إذن كلمة جنجويد مجتمعة تعني (جن راكب جواد يحمل مدفع جيم 3) ، والكلمة ، وأصل الكلمة تأتي من الفعل (جنجد) حسب الروايات المتداولة في الوسائط الإجتماعية ، وهذه تعني بالمكشوف كده ، (فعل النهب) ومُعَّرَفة هكذا شعبياً في ربوع دارفور . وحتماً فإن النهب يتبعه الغاوون للقتل والإغتصاب ، وهذا الأخير نفسه أنواع ، إغتصاب النساء والببوت وماخف حمله وغلا ثمنه ، وما خَفى وأستخفى ثم أختفى وكان أعظم ، ويتبعها ، كل ماتبقى من موبقات الدنيا والتى كانت سبع في ممارستها العادية ، التي أشار إليها الدين الحنيف ، في نشر أخلاقياته السمحة ، وبفضل الكيزاناوية التي تلبست هؤلاء الجنجويد ، تطورت وفاقت السبعين .إن لم تزد على ذلك كثيراً ، والله أعلم ، وبفضل الكيزناوبة التي تلبستهم اامسحونة إرهاباً ، الذي يلد ارهابياً لا يلد إلا إرهابياً مثله ، إن لم يفقه إرهاباً على إرهاب ، ويزده طغث على إبالة إرهاببة .
فهؤلاء الجنجويد هم أصلاً محترفوا إرهاب ، والنهب المسلح وظيفتهم وأكل عيشهم بمنطقة دارفور .
يحكى عنهم أنهم ينادون بعضهم بعضاً للقيام بغزواتهم بقولهم (نمشي نجنجد) أي ننهب ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد .
وبعدمسيرة طويلة وملتوية ومعوجة تم الإمساك بهم لإستخدامهم ، بعد وضع مقاييس على طريقة "فرق تسد" ، للبحث عن قوات مساعدة ، بمواصفات معينة تشبههم ، فلم تجد أمامها . غير اللجؤ للعصابات المسلحة في الإقليم ، وتم لها إنشاء قوات في أصلها عصابة الجنجويد ، التي تحولت بعد نجاحاتها الإجرامية المشهودة ، إلى قوات دعم سريع ، للإستعانة بها في دحر الحركات المسلحة المناوئة للنظام ، ولم يقفوا عند حد محاربة تلك الحركات المسلحة وإنما قبلهم حاربوا شعب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وارتكبوا ما إرتكبوا من جرائم وفظائع الإبادة الجماعية ومرفقاتها من الإرتكابات البشعة والمنافية لحقوق الإنسان ، التي بموجبها أدان المجتمع الدولي قيادات الإنقاذ واوصلتهم إلى قرار مجلس الأمن الدولي بوجوب المثول أمام محكمة الجنايات الدولية ، والمعلقة حتى تاريخه على رقابهم ، تهمة الإبادة الجماعية ، وجرائم الحرب ضد الحقوق الإنسانية . وسارت الحكومة الإسلاموية بهذه المجموعة الجنجويدية ، حتى مرحلة شرعنة وجودها في برلمانها عام 2017 غير الشرعي ، وهكذا جاء البرهان ، ليجعل منهم جيش موازي لجيشه الكيزاني ، والغريبة بعد كل هذا الكرم العسكري الذي حاول به إقناع العالم الخارجي والإقليمي أن الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة ، إلى أن جاءت لحظة الزنقة والإنكشاف الحالية ، ليقول للعالمين الدولي والإقليمي ، بلغة من يظن أن العالم يؤثرهم على نفسه ، ولو كانت بهم خصاصة ، وهم يعودون إلى نظرتهم القديمة ، التي يلخصونها ، أن الآخرين ما هم إلا تحت جزمتهم ، وقارب أن يقولوا كصَّبيهم صارف الشر حوله ، المدعو الإنصرافي إن العالم كله تحت رحمتي "بالوكالة الربانية التي معه " ، وهذا ما فعلوه مع الإتحاد الإفريقي ومسؤوليه موسى فكي وود اللباد"وبعنجهيتم المعهودة والمتأصلة ، تحولوا من الغزل إلى الجدل ، أن الدعم السريع ما هو إلا تنظيم متمرد على الجيش ، متناسياً كل غنائيته الغزلية في مفاتن الدعم السريع ومحاسنه الجاذبة ، وحمايته بلسان بشيره السابق "حميدتي حمايتي أيضاً" ، متصوراً أن العالم سينصاع لأوامره ، ويصدقه القول بأن الدعم السريع ، فعلاً متمردون على الجيش الذي ينتمون إليه ، ونسي البرهان أنه بنفسه هو الذي أصدر قرار "فرز معيشة الدعم السريع عن الجيش" بالغاء المادة التي تجيز للدعم السريع ، حسب قانونه المجاز إستقلاليته عن قائد الجيش وهو حالياً البرهان نفسه ، وترك مشروعيته تحت قيادة القائد الأعلى للجيش والذي هو في علم الغيب منذ إنقلاب 25 أكتوبر ، حيث سمح البرهان بهذا التعديل ، أن يكون هناك جيشاً آخر ، موازياُ للحيش السوداني إسمه الدعم السريع الذي يحاربه بضراوة الآن .
ولعنة الله على الإسلاموكوز الذين جعلونا نبكي حزناً ونموت قهراً ، على جيشنا الوطني ، الذي وضعوه بين فكيّ معادلة خائبة ، ليست ذات جدوى ، النصر أوالهزيمة على يد مليشيا الجنجوكوز
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (4)
من أين أتى هؤلاء الناس الجدد ، من أي نطفة وطينة وجينة ، أتى أيضاً هؤلاء الناس "المقنعين" ، أنا أعني مستشارية الدعم السريع ، ولا أعني مستشارية البرهان "الكرتية" ، فهولاء نعرفهم وقد كشفناهم من ثلاثينيتهم ، إنما أعني اولئك الذين قلت عنهم في المقال السابق ، أن مهمتهم إقتصرت على النكران ، ليس نكران الذات بالطبع ، إنما نكران جرائم الدعم السريع ، وتحسين صورته أمام الراي العام العالمي والإقليمي " أما الداخلي لاعليك منه ، فهو مكشوف الحال بفعائله ذات الصورة والصوت" مهمتهم ظلت نكران كل ما يقوم به جند الدعم السريع ، التي تخطت رائحة أفعالها القذرة كل الحدود ، ووصلت حتى دخلت أروقة الأمم المتحدة ووصلت حتى مجلس الأمن ، وتداولت قذارتها وجرمها كل المنظمات العالمية لحقوق الإنسان ، وحقوق الأطفال والنساء ولا أُللام إن قلت ، لن ينسوا حتى حقوق الحيوان وقد أذوها . وتلاحقت ردود الفعل لهذه الجرائم بالإدانة والشجب ، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب ، من الطرفين ، وطالبوهم بوقف هذه الحرب العبثية العدمية اللعينة ، والعودة إلى التفاوض ، وحل الأزمة سياسياً وسلمياً ، ولكن ما من مجيب أو سميع ، لأنها أصلاً لم تكن حرباً وطنية ، لأنها لو كانت كذلك لكانت حُلت سريعاً وفور قيامها ، ولكان الطرفان جلسا لبعضهما لحلها ، حفاظاً على ضحاياها من المواطنين ، وحفاظاً على وطنهم من الدمار ، طالما هي حرب داخلية بين طرفين سودانيين وطنيين ، المفترض قلبهما على الوطن ، ولكن لأنها حرب أيدلوجية سياسية غبائنية ، بين تنظيمين تصارعا على السلطة حين إختلفا ، أيهما يستأثر بها ، وينتزعها من الآخر المختلف ، ليس في المرجعية العقايدية الدينية ، كما ظلا يعتاشان بها ، وإنما في المصالح الذاتية ، فهما حين تفارقا سابقاً ، ليس من أجل دين وإنما من أجل سلطة ، وأنا لا أقول ذلك من فراغ ، فقط تابعوا منشأ وتكوين هذه المستشارية ، من أين أتوا ، ومتى طلوا على المشهد السياسي ، هل سمع أحدكم عنها شيئاً بتشكيلها الرسمي الحالي ، في الفترة مابين إنقلاب اللجنة الأمنية في 11/4/2019 بإدعاء الإنحياز للثورة وحتى إنقلاب25/10/2021 بإدعاء تصحيح المسار ، وظل الطرفان سمن على عسل . بدون أن نسمع صوتاً لأحد أفراد هذه المستشارية ، وأمامهما الطرفان يمزقان ويتخاطفان ، جسد الثورة السودانية المجيدة ، يميناً ويساراً تحت عباءة النافذين من النظام البائد ، ودولتهم العميقة ، بداية بفض الإعتصام ، مروراً بالضغوط المعيشية والعوائق الإقتصادية التي ظلوا يفتعلونها ، وما تبعها من مؤامرات ، منها الإنقلابات المصنوعة ، وفوضى تسعة طويلة ، التي أطلقوها من مخابئهم الأمنية ، والثورة تحبط مؤامراتهم الواحدة تلو الأخرى ولكن حين ضغطت الثورة عليهم وأغلقت كل منافذهم ، وحين كثرت عليهم فضائحهم التي كشفتها لجنة ازالة أثارهم وتتبعت خطى تمكينهم ، وواصلت جادة في تفكيكهم ، نوارة الثورة بتسميتها "لجنة التفكيك" المرعبة لهم ولوجودهم . وحين جاءت الحظة قاصمة الظهر والطهر الذي يدعونه ، بإستلام المدنيين لرئاسة مجلس السيادة ، وهي الطامة الكبرى لوجودهم ، لجأوا لإستلام السلطة كاملة ، بإنقلابهم المشؤوم والمتعجل والملئ بالثقوب ، فولد ميتاً ولم يستطع إعلان حكومة تتحدث بإسمه حتى اللحظة ، وهذا موضوع آخر ، لأني أتحدث عن مستشارية حميدتي ، وأنا على يقين من أنها خرجت من حواف التكوين الإسلاموي نفسه ، وإن لأسباب محبوسة في جوف أعماقهم ، ربما كان ذلك ، بفعل التنافس على السلطة ، أو بفعل الغبائن التي عشعشت فوق رؤوسهم وزلزلت عروشهم ، فمتى كان ظهور هذه المستشارية التي كانت أقرب إلى فصيل المنشية لأسباب سيرد ذكرها لاحقاً ، ولذلك ومنذ ظللت أردد قولي عن فصيلي الإنقاذ القصر والمنشية : أن من تبعهم البرهان هم من جماعة القصر بعجلتهم المعهودة وغبائهم المتمكن ، للعودة إلى السلطة ، بأي ثمن كان ، بخلاف الفصيل الآخر ، مختزن ثعلبية شيخهم الترابي في إنقلابهم الأول (أذهب أنت إلى القصر رئيساً ، وأنا إلى السجن حبيساً) ، فجعلوها من داخل فكر شيخهم في أيامه الأخيرة بعد عشريته التي مارس فيها بكل حصيلته الفكرية المتوارثة ، أنواعاً من الشرور ، مارسها الفكر الإسلامي ، طيلة وجوده في السلطة ، منذ خلفاء دولة بني أمية والدولة العباسية وليس إنتهاءاً بالدولة العثمانية ، ومابعدها إلى أن تولى تواصلها الأفراد والجماعات الداعشية والقاعدية حتى البراء إبن مالك . وبعدها بدأ شيخهم الترابي ، يتحدث عن إنتخابات الولاة ٠، ثم احزاب التوالي ، وطعَّمها بالتركيز في الحديث عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وترتيبها أن تكون تحت رئاسته أو مسؤوليته المباشرة ، وجاء الجيل الثاني من تلاميذه ، ومن تحت تعاليمه ، إستنبطوا الفكرة وبدأوا التنفيذ حين وصلوا إلى صاحب الطموح العالي لحكم السودان ، بجنده الفالت ، اللامنتمي لأية قيم ، دينية كانت أو إنسانية أو أخلاقية ، وتلاقت المصالح بين طموحات قائد الجنجويد لرئاسة دولة السودان "مرة واحدة كدة"، مع أعضاء المسشتارية ، الذين لاينكرون جميعهم عضويتهم الفاعلة في التنظيم الإسلاموي في كل مراحله ، وأكثرهم منذ كانوا طلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية وقليلهم المرحلة الجامعية . بعضهم حارب في حرب الجنوب ، بل فيهم من كان من أبطال الميل أربعين ، ما عدا القائد الجديد ، يوسف عزت الماهري ، الذي جاء من موقع المدنية والحداثة ، في شبابه ووصل إلى إنتماءه الجديد الظلامي ، بفعل القبيلة الماهرية التي ينتمي إليها حميدتي ، لا أكثر من ذلك ، وترك خلفه رواياته وقصصه ، التي قيل أنه ألفها ، وقرر أن يكتبها على الواقع بدماء ودموع وشقاء السودانيين .
وهكذا أقنعوا حميدتي أن يعتذر ويبتعد عن إنقلاب 25 أكتوبر ويرفضه ويتخلى عنه وعن فاعليه ، وعليه رفع شعارات الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وهم أعني المستشارية كانت تعلم أن إسلاميو القصر هم الذين دبروا إنقلاب 25 اكتوبر ، وصمتوا حينها ، ولكن والحرب معمعة دائرة ، دونكم تصريح د/ محمد بدرالدين ، عضو المؤتمر الشعبي ، "وأقول هذا ولا أدري أن كان له علاقة بالمستشارية ، وربما هو أقرب إلى تنظيم آخر ، فانقساماتهم أمبيبية " الذي إعترف علناً بتدبير الاسلامويين ، جناح علي كرتي للإنقلاب ، وكانت ضربة تحت الحزام ، جراء الغبائن المتراكمة التي جعلته يعترف عليهم ويورطهم أمام التاريخ .
أسجل كل هذا بحذر وإن كانت كل الوقائع والشواهد تقول بصحة هذا التحليل ، وبذات المنظور أصل لأقول وإن كان حبل خططهم ومؤامراتهم قصير ، ولكن رغماً عن مستقبلهم المجهول العواقب ، إلا أنهم حين شعر بعض أعضاء هذه المستشارية بنديتهم للجيش السوداني ، وارتفع طموحهم حتى إحتمال هزيمته ، فمنهم من عاد لمراجعة كتابهم الأسود بذاكزة الزمن القديم ، وتنزيله ونتائجه القابلة للتطبيق على أرض الواقع ، وتوافرت له الشروط المطلوبة يظنون ، بدأوا يتحدثون عن هدم دولة 56 بمفوهمهم العنصري ، وظهرت دعواتهم الصريحة لحكم السودان بواسطة إقليمهم المهمش يدَّعون ، وكان مدخلهم لهذا ، إيقاظ عنصرية مضادة مرتدة عكسياً ، بتاكيدهم أنهم حُكِموا كل تلك السنين بعنصرية النخبة الشمالية ، ودفع بعض جهاليل عيال النخبة المعنية الشمالية ، ورثة أجدادهم وأبائهم من النخبة التي أدمنت الفشل ، وجدناهم كانوا عوناً لأصحاب هذه العنصرية المرتدة ، بإشعالهم لعنصرية مضادة يقودها ، دعاة مشروع تنظيم "البحر والنهر" الأحمق والأبله والمشاتر ، مما شجع اولئك لرفع شعار إقامة الدولة الممتدة على طول دول الساحل الغربي بقيادة دولتهم الدارفورية .
وفي الختام أقول لهذه المستشارية ، لتحسين أوضاعها في المشهد السياسي السوداني ، إن استطعتم ، أن طالبوا مع الآخرين بحل الدعم السريع بجنده ، فهو خير لكم وللسودان الوطن ، وأعيدوا صياغة هؤلاء الجند من جديد ، وقد جربتم هذه الصياغة من قبل أيام ، صاحب كتائب الظل ، وساعدوهم على الإنصهار داخل المجتمع السوداني . ومن تروا أنه يستحق الإلتحاق بالجيش السوداني ، بعد هيكلته ، وتنظيفه من الفلول كم ندعي وتدعون ، أن يكون إلتحاقهم بصفوف الجيش ، بصورة فردية وعرضهم ، لمعاينة البحث في القدرة والمؤهل وكافة الشروط المطلوبة للإلتحاق بالقوات المسلحة ، أفراد جند كانوا أو ذوي رتب نالوها بجدارة وليست بخلوية ، أما مستشاريتكم ، إذا كنتم في دعوتكم ، للدولة المدنية الديمقراطية صادقة ، فأعلنوها حزباً سياسياً ، يدعوا للتداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن سلاح الجنجويد ومرفقاته الدموية ، ولا مانع أن تكونوا بزعامة حميدتي ذات نفسه ، بعد أن ينظفه القانون من جرائمه ، إذا كان برئياً كما تعتقدون ، أمام المحاكم ، سواءاً أن كانت ، محاكم داخلية أو محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا .
***
لا للحرب : والثورة مستمرة
نعم للتفاوض: والردة مستحيلة
لا للحرب : والعسكر للثكنات
نعم للتفاوض: والمليشيات تنحل
***
omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الدعم السریع هذه الحرب لا للحرب إلى حین من أجل إلى أن کل هذا

إقرأ أيضاً:

السودان واستغلال الفرص

تلاحقت المبادرات الإقليمية والدولية خلال الأيام الماضية للمشاركة في وضع تصور لإنهاء الحرب الأهلية في السودان.

ويبدو أن هذا الزخم الإقليمي، والدولي قد جاء عقب إشارة من حاكم العالم في البيت الأبيض الأمريكي فقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان كبار مسؤوليها خاصة وزير الخارجية انتوى بلينكن عن رغبتها في وقف الحرب وإسعاف النازحين والمتضررين منها، وتعاقبت المواقف الدولية التى تبنت هذا الاتجاه حيث أعربت تركيا عن رغبتها في القيام بالوساطة بين السودان والإمارات من ناحية ولعب دور لإنهاء الأزمة بالداخل من ناحية أخرى كما ساندت العديد من الدول الأفريقية ضرورة وقف الحرب، والمشاركة في الجهود الساعية لذلك.

والتزمت دولة الإمارات العربية أمام جلسة مجلس الأمن التى عقدت نهاية الأسبوع الماضي لوقف دعمها العسكري لميليشيا الدعم السريع، وفي وصف بأنه تحرك محسوب لأمريكا، وينفذ أهدافها في السودان.

أعلنت عن تقديم 200 مليون دولار كمساعدات للسودان، وخصصت 30 مليون دولار منها لدعم المجتمع المدني، وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة بدعم مناصريها من التيارات السياسية التى تتبني التدخل الأمريكي والغربى في البلاد، وتتخذ موقفًا معاديًا للحكومة الشرعية، ومجلس السيادة بزعامة عبد الفتاح البرهان، كما يعتبر قادة المجتمع المدني أنفسهم أصحاب الثورة، ومن ثم رفض مشاركة أي تيارات أخرى في إدارة العملية الانتقالية، أو رسم مستقبل السودان.

أمريكا إذن تريد وقف الحرب بالسودان مع استبعاد الجيش، والشكل العسكري للدعم السريع وتسليم السلطة والقرار لمجموعات تقدم التي يقودها عبد الله حمدوك وآخرون ينتسبون إلى المجتمع المدني وتأتي الرغبة الأمريكية في إنهاء الحرب بغرض تبريد المناطق الساخنة في العالم قبل القيام بحرب شاملة ضد روسيا وهو ما كشف عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي قال نهاية الأسبوع الماضي إن الغرب يحضر لهجوم شامل على بلاده.

وانطلاقًا من هذا الأمر قامت أمريكا وحلفاؤها بإنهاء الوجودين الروسي والإيراني من سوريا حتى يصبح استهداف إيران مع روسيا دون أي مشاكل سياسية، أو عسكرية في المنطقة كما أن إنهاء الحرب في السودان بالطريقة الأمريكية التي خططت لها إدارة جو بايدن تمثل انتصارًا كبيرًا لتلك الإدارة لأنها تضمن طرد روسيا من السودان ووضع ممثليها على رأس السلطة في هي مرحلة إحلال وتجديد تقوم بها أمريكا الآن بالسودان وسوريا وفلسطين ويتوقع المراقبون أن تحاول أمريكا وإسرائيل تغيير النظام في إيران بعد تدمير قدراتها النووية والإستراتيجية.

السودان إذن أمام فرصة دولية لأنهاء الحرب يمكن أن يكسبها إذا ما توحدت الإرادتان الشعبية والسياسية مع الإرادة العسكرية في إنهاء هذه الأزمة غير المسبوقة مع الاحتفاظ بوحدته واستقلاله وإزاحة الفرص من أمام العملاء لتولي الحكم في البلاد والحقيقي أن إلقاء كميات من الدولارات الأمريكية في الشارع السوداني يمكن الاستفادة منها بعملية فرز أخيرة تفصل بين أولئك القابلين على حب السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وبين اللاهثين خلف الدولار والذين يستبيحون بيع الوطن قطعة قطعة.

مقالات مشابهة

  • السودان واستغلال الفرص
  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • وزير التعليم العالي يوجه بعدم فتح القبول للمؤسسات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان
  • اليوم نرفع راية استقلالنا (1)
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • مواقف دول الجوار من حرب السودان (1)
  • لجنة أمن ولاية الخرطوم توجه بتنفيذ حملة لازالة مخلفات الحرب في المناطق التي تم تطهيرها ببحري
  • رسالة حادة من واشنطن للدول التي تدعم الأطراف المتحاربة بالسودان عسكريا