إتغيَّرْنا واتحيَّرْنا !!! يكون من شنو يا ربي؟ يكون لأسباب قاهرة وللا لعيوب نمت بمرور الزمن في غفلةٍ مِنَّا وللا أصلاً بعضنا كان كده بس كان فيهم حياء يمنعهم من الجهر بها، والحياء شعبة من الإيمان وإذا لم تستح فاصنع ما تشاء، ولما ما استحوا صنعوا ما شاءوا؟؟!!
حألقي فلاش خاطف كده على بعض السلبيات ونسأل الله أن يعافينا ويصلح حالنا ونكون زي ما بنتنبَّر وأحسن.
• صدَق المتنبي حين قال:
كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
حالتو دي ما شاف غير الخيل والسيف والرمح والقرطاس والقلم!!! أومال لو شافنا نحن عبَرنا كيف ووصلنا وين كان قال شنو؟
المخترع المسيكين يتعب ويساهر ويشقى عشان يخترع لينا حاجة جميلة نستفيد منها، (فجأتن) يطلع ليك واحد أو (واحدين) يقلبوا الشغلانة رأساً على عقب ويطلِّعوا عين الاختراع ويندّموا الزول علي اليوم الفكّر فيه في الاختراع زاتو.
التكنولوجيا صارت عملة ذات وجهين. وسائل الإعلام سلاح ذو حدين وأقرب مثال مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت كالنار في الهشيم (وللا ما بقولوا كدى؟) وصارت هوس لبعض الناس.
أصبح لا هَم لبعض الناس إلا نشر تفاصيل حياتهم، أشياء تافهة: أكلنا، شربنا، اتفسحنا، إلخ... ومالنا نحن؟ ودا كله كوم والكلام غير اللائق كوم، كلمات فاحشة وبذيئة، ملابس وحركات غير محتشمة، رجال مخنثين، نساء متبرجات، وغيره من المحن والعجائب والغرائب وفي النهاية الواحد يقول ليك: "دي حرية شخصية وأنا حر في ما أنشره ودا موضوع خاص." نعم ... أنت حر، ولكن من غير أن تضر ومن غير أن تتجاوز حدود حرية الآخرين. والضرر ليس مادياَ أو جسدياَ فقط قد يكون أخلاقياَ أو نفسياً. أنت لست حُرَّاً في جرح سمع إنسان أو التسبب في أذى لبصره.
ونعم ... قد يكون موضوع خاص، لكن بمجرد نشره يصبح عام وإذا (عام) ومحتواه سيء (تعوم) معاه وعكس التيار وشيل شيلتك.
كل واحد أو واحدة يردم الآخر والشاطر والفائز الأطول لساناً.
"وهل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوههم أو على مَناخِرِهم إلا حَصائدُ ألسنتهم؟" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول الله تعالى) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
عَوِّد لِسانك قولَ الصدق تحظ به إن اللسان لما عودت معتاد
عَوِّد لِسانك قولَ الخيرِ تَنْجُ به مِن زَلَّةِ اللفظ بل من زَلَّةِ القدمِ
البعض يسيء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. يكون من شنو؟
لست عالمة نفس لأحلل نفسيات كل من يُقدِّم محتوى غير لائق أو يخدش الحياء أو يظهر بمظهر غير لائق سواء في ملبسه أو سلوكه، ولكني أحاول أن أجد أو أقتبس بعض الأسباب أو المبررات لهذه التصرفات الغريبة على مجتمعنا وهذا مجرد رأي فلكل فردٍ أسبابه ورأيه.
ما أعرفه أن الشخص لا يُقْدِم على تقديم عرض في التيك توك أو اليوتيوب او انستقرام أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي إلا وله رأي أو هدف محدد من المحتوى الذي يقَدِّمه كإبداء وجهة نظر أو نقد موقفٍ ما أو ظاهرة معينة يراها سلبية أو الرد على موضوع أو شخص معين أو شرح درس، تعليم مهارة، طبخ، علاج، إلخ...
هناك كثير ممن يقدمون محتويات مفيدة وإيجابية.
لكن هنالك أناس لا هدف لهم، بس الواحد اشترى جوال وسماعة ونشَّط نت وقعد يبرْطِع في الأسافير لا رقيب ولا حسيب. قلنا ماااشي، ما مشكلة، هم أحرااار وما ضربوا زول على يده ليتابعهم، لكن أن يكون المحتوى ذو مضمون تافه أو عديم موضوع وفوق ذلك الفاظ بذيئة ومظهر غير لائق و... و... فهذا ما يجب الوقوف عنده وإعادة النظر فيه. بصراحة؟ كده أُوفر أوي.
كدي نحاول نطرح بعض الأسباب لأنه إذا ظهر السبب بطل العجب. وللا شنو؟
ربما يكون السبب في ذلك ضغط أُسَري أو اجتماعي أو الاقتداء السلبي بشخص معجب به منشيء المحتوى أو قد يكون نتيجة احباطٍ ما أصابه فأراد أن يعبِّر عما في داخله أو ربما أن هذه الطريقة تعجبه وشايفها (واااو) ولا يرى أنها غير لائقة. وقد يكون السبب الرغبة في تحقيق مكسب مالي، ترند، إكسبلور، ما بعرف شنو أو الشهرة وجذب الانتباه وزيادة المشاهدين أو من أجل اشعال الجدل ولو كان بيزنطياً.
بعضهم لا يلتزم بقواعد سلوك اجتماعية ولا قيود أخلاقية بل همهم أن يُوصِلوا ويصلوا إلى ما يريدونه بأي وسيلة وأنا ومن بعدي الطوفان. أو قد يكون الدافع لذلك هو التمرد على الأعراف والتقاليد بحجة أنها متخلفة ولا تواكب العصر أو لأي سبب آخر فالأسباب والدوافع تختلف من شخص لآخر.
ولا ننسى دور المتابعين أو المطبِّلين لهم فهم من يشجعهم على ذلك حتى وإن كان المحتوى مخزي وطريقة عرضه مخجلة.
علينا أن نتذكر أن كل ما ننشره نُسأل عنه وأن كل شخص مسئول عن تصرفاته.
يا جماعة الخير الأمر يتطلب إنه كل زول يقعد مع نفسه ويحاول يفْهَمها عايزه شنو ويعرف الناس اللي حيبث ليهم المحتوى اللي حيكون جهَّزه وظبَّطه بصورة مفيدة ومحترمة.
• الحرب أيضاً سلاح ذو حدين إيجابي وسلبي، (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، كشفت الخبيثين وخبثهم والطيبين وطيبتهم...البساعدو الناس والبساندو الجيش ويدافعوا عن الوطن مع الجيش. وكشفت الطابور الخامس والجشعين الما بشبعوا من الدنيا، اللي غلُّوا إيجار البيوت والسلع والبنزين والمواصلات و... و... واللي كشّروا في وش أخوانهم المنكوبين دون مراعاة لظروفهم ومشاعرهم حتى أن بعضهم قال: "الدَّانة ولا الإهانة." دا ذكّرني بقول المتنبي:
غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا
• سوق دقلو وسوق قندهار وسوق وين ما بعرف: بيع المسروقات، إستلام المال المسروق جهاااراً نهاراً وعلى عينك يا شرطة. قووولوا الدَّعامة والحرامية هم التجار، ديل معروفين دا كارهم، انتو بتشتروا ليه؟ مافي خوف من الله سبحانه وتعالى؟ مافي ضمائر؟ مافي خجلة ساااكت كدي من الناس اللي حولكم ولا من عيالكم ولا من أفراد الشعب السوداني الأَبِي اللي انسلختوا منه وسلختوه وجرَّدّتوه من الإباء ومرْمَطَّوا سمعته في الطين؟ أليس فيكم رجل رشيد؟ بالمنطق كدى، الأسعار اللي بتشتروا بيها الحاجات دي فييي ذمتكم دي قيمتها؟ ياخ دي شبه مجانية. إنتو عارفيين زي جوع بطونكم إنه الحاجات دي مسروقة فهل ترضون لأنفسكم أن تأكلوا وتأكِّلوا أولادكم الحرام الذي لا يخرج من حيث أتى لوحده بل يكون كإعصار تسونامي يأخذ معه حلالك وحرامك وصحتك وقد يعود عليك في عيالك؟ لكن في النهاية الأمر مرتبط بالوازع الديني فإذا جعلت الله أهون الناظرين إليك فعليك السلام. عدم مخافة الله، انعدام الوازع الديني، وعدم تذكُّر أنه سيأتي يوم تُسألون فيه مصيبة كبيرة.
هسع نقول الجشع والأنانية والعين الزايغة دي يكون من شنو؟
• إنفصام أم نفاق؟ تصرفات القليل من السودانيين بالخارج تناقض تصرفاتهم بالداخل...
هناك ... الانضباط والاحترام والتهذيب والاجتهاد وتحلف بحياتهم وهنا ... حدِّث ولا حرج، فوضى وتسيب وعدم انضباط وقِلّة انتاج وزهج. دا يكون من شنو؟
• التعليقات السلبية المحبطة على أعمال الآخرين أو تصرفاتهم. البعض دائماً ينظر إلى الجزء الفارغ من الكوب، لا بعجبه العجب ولا الصيام في رجب. يكون من شنو؟
• والناس اللي شاعرين بالعظمة ورافعين القزاز المظلل، نزِّلوا القزاز دا شويه فكلكم لآدم وآدم من تراب.
duria2004@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قد یکون
إقرأ أيضاً:
خطيب الحرم المكي: تحسين الصوت بالتلاوة يضيع حدوده ويهمل العمل بما أنزل الله فيه
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال خطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في الحرم المكي الشريف: "حين تستحكم الآفات، وتستشري العِلَل، وتكثر الأدواء، تضطرب عند ذلك الألباب، وتلتاث العقول، وتحار الأفهام، فتنأى بالمرء عن سلوك الجادة، وتحيد به عن الصراط، وتحدث في نظام الحياة فسادًا عريضًا، حيث يشيع الخلل، ويفشو العوج، وتختل الموازين، وتنعكس الأمور، فيقدَّم المؤخر، ويؤخر المقدَّم، وتصغَّر العظائم، وتعظَّم الصغائر، وتحفظ الفروع، وتضيَّع الأصول".
وأضاف الشيخ أسامة إن في دنيا الواقع من صور حفظ الفروع وتضييع الأصول ما لا يكاد يُحصى من الصور، فترى في الناس مَن يجتهد في ألوان القربات ليله ونهاره، ليزدلف بها إلى مولاه، ويحظى عنده بالدرجات العُلا والنعيم المقيم، لكنه يقرن ذلك بما يفسد عليه جده ونصبه، ويحبط عمله واجتهاده، حين يشرك بالله غيره، بدعاء أو باستعانة أو باستغاثة أو بذبح أو بنذر أو بصرف أي نوع من أنواع العبادة التي هي حق خالص لله لا يجوز صرف شيء منها لغيره سبحانه، وحين يأتي كاهنًا أو عرَّافًا فيسأله ويصدِّقه، وحين يعلِّق تميمة أو ودعة يستدفع بزعمه الضرَّ عن نفسه أو أهله وولده، مع أن الله تعالى قد بيَّن لعباده في كتابه بواضح البيان، أن عاقبة ما كان من هذا الإشراك شركًا أكبر هو حبوط العمل وفساده، وعدم انتفاع عامله به في الآخرة، وتحريم الجنة عليه وجعل مأواه النار، فقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى إنه مِنَ الناس مَن يُعنى بإقامة حروف القرآن وتجويدها، وتحسين الصوت بالتلاوة، يضيع حدوده، ويهمل العمل بما أنزل الله فيه، ويغمض الأجفان عن تدبر معانيه، والتأثر بعظاته، والاعتبار بقصصه وأمثاله، ومِنَ الناس مَن يحترز من رشاش النجاسات أن يصيب ثيابه شيء منها، لكنه لا يتوقَّى من غيبة أو نميمة أو قول زور، ومَن يكثر من الصدقات، لكنه لا يتورَّع عن مال حرام، ومِنَ الناس مَن يصلي بالليل ويصوم النهار، لكنه يؤذي جيرانه ويتعدِّى على حقوقهم، ويستطيل في أعراضهم، حتى تكون جيرته عليهم همًّا ثقيلًا، وشرًّا مستطيرًا، وبلاءً عظيمًا، ومِنَ الناس مَن يَبَرُّ معارفه وعشراءه بإقامة أوثق العلائق معهم، لكنه يعق والديه وإخوانه، ويقطع رحِمه، ويتبرأ من قرابته وأهل بيته، ومِنَ الناس مَن يجود على الفقير البعيد، لكنه يدع أهل بيته عالة يتكففون الناس، أو يضيق عليهم في النفقة الواجبة، فلا يعطيهم ما يكفيهم بالمعروف، ومِنَ الناس مَن يصون لباسه ومركبه وفراشه عن الأدناس والأقذار، لكنه لا يحفظ سمعه وبصره عن التلوث بأرجاس الحرام، ومِنَ الناس مَن يطيع في صغار الأمور دون كبارها، وفيما تخف عليه مؤونته دون ما عليه فيه مشقة.
وأكد الدكتور أسامة على أنه لا ريب أن مبعث هذا الانحراف، ومصدر هذا العِوَج، في تضييع الأصول وحفظ الفروع، إنما هو الخضوع لسلطان العادات، والإذعان لهيمنة الأعراف، بعيدًا عن أنوار الوحيين، قصيًّا عن ضوابط التنزيلين، وكذا اتباع الهوى بغير هدى من الله، وفصول جهل بدين الله، وقلة الناصح وندرة المعين، ألا وإن المخرج من كل أولئك، لا يكون إلا بدواء العلم والعمل، أما العلم فلأنه يقف صاحبه على القواعد والأصول والأسس التي تُبتنى عليها الفروع، وتقوم عليها الجزئيات، وينشئ له فكرًا منظَّمًا منضبطًا يضع الأشياء في مواضعها، ويعرف للأعمال مراتبها ومنازلها، وأما العمل، فلأنه يقع صحيحًا موافقًا لما شرعه الله، ماضيًا على نهج رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، سعيدًا بالقَبول، مُبلِّغًا كل مأمول.
وبين أن مخالفة الهوى، والاجتهاد في ضبط الأعراف والعادات بضوابط الشرع، مما يرجى أن يستصلح به هذا الانحراف، ويُقام به هذا العِوَج، ويثوب به المسلم إلى طريق دينه القويم.
وذكر الشيخ أسامة أن عِظَم الخسارة التي يُمنى بها مَن يحفظ فروعًا ويضيِّع أصولًا، لا سيَّما إذا كانت هذه الأصول توحيدًا وإيمانًا، خليق بأن يحمل أولي الألباب على كمال العناية بهذا الأمر، وشدة الحذر من التردِّي في وهْدَته، وتمام الحرص على التجافي عن كل سبيل يفضي إليه، وكل حامل يحمل عليه، وأي خسارة، وأعظم من أن يحبط عمل العامل، أو يُنتقص من أجره، أو يُضاعف في وزره، محذرًا من تضييع الأصول، واعرفوا لكل شيء قدره، وانزلوه منزلته، تستقم أموركم، وتَطِب حياتكم، وتحظَوا برضوان ربكم.