بيان من حركة 27 نوفمبر: فلتتوحد الصفوف في جبهة عريضة من اجل إيقاف الحرب والسعي نحو انجاز التحول المدني الديمقراطي
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بيان من حركة 27 نوفمبر.
ظلت حركة 27 نوفمبر تنبه لخطورة تكوين المليشيات على بنية الدولة السودانية الهشة أساسا، ونادت بحل مليشيا الجنجويد، وكانت حينها اللجنة الأمنية تمكن المليشيا من المواقع الاستراتيجية وتتمسك بقوة بوجودها.
الحرب التي دارت رحاها منذ منتصف ابريل الماضي هي حرب صراع على السلطة بين جنرالات الجيش تدعمهم الحركة الإسلامية وجنرالات المليشيا المدعومة إقليميا ودوليا من عدد من الدول التي ترتبط مصالحها معها في نهب ثروات البلاد، هذه الحرب تضرر منها المواطن السوداني ضررا بليغا من الصعب جدا تعويضه وحولت اعداد كبيرة من السودانيين الى معدمين وقضت على البنية التحتية الهشة المتخلفة أصلا.
تدين حركة 27 نوفمبر الاعتقالات التي تقوم بها الاستخبارات العسكرية من ناحية ومليشيا الجنجويد من ناحية أخرى لنشطاء لجان المقاومة والشباب والنقابيين وتطالب بإطلاق سراح كل معتقلي الرأي والضمير
أفادت تقارير منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) التابعة للأمم المتحدة ان أكثر من 20 مليون مواطن يمثلون أكثر من 42% من سكان السودان يعانون من مستويات عالية من انعدام الامن الغذائي بسبب هذه الحرب والتي أجبرت أكثر من 4 ملايين مواطن على النزوح داخل وخارج البلاد.
الحرب الحالية التي اندلعت في ابريل الماضي (وكانت مؤجلة)، أوضح تعبير عن غياب المشروع الوطني والذي ظل يميز كل فترات الحكم منذ الاستقلال، كذلك عدم وضوح مناهج الحكم، وضعف الانتماء الوطني للسودان والصراع على كراسي السلطة لمجرد الاستحواذ على النفوذ والمال واستهتار الحكومات السودانية المتعاقبة بمطالب الشعب.
على القوى السياسية السودانية تحمل مسئوليتها الوطنية و عقد الاجتماعات المشتركة في اتجاه الانتظام في جبهة واسعة من اجل إيقاف الحرب و العمل على انفاذ التحول الديمقراطي، هذا العمل يتطلب جهدا كبيرا و تأجيلا للخلافات ، والبرامج الحزبية من اجل المصلحة العامة ، يجب على القوى السياسية مراجعة كل تحالفاتها الماضية و دراستها و استكشاف مكامن الأخطاء فيها وأسباب فشلها، وبناء جبهة عريضة على أسس متينة ، والاستعانة بالمتخصصين في مختلف مجالات الإدارة والاقتصاد و الصحة و التعليم في الداخل و الخارج و الاتفاق على مشروع وطني لإعادة بناء السودان على أسس علمية متينة تعنى بحياة المواطن وبتنميته ومساواته و تعمل على بناء الأسس التي يمكن ان تنتج رفاهيته.
يجب ان تشمل الجبهة العريضة الثوار في المعارضة الرسمية (الأحزاب و القوى السياسية و الحركات المسلحة و النقابات ) و المعارضة الشعبية ( لجان المقاومة وممثلي النازحين في الداخل و الخارج ، و المنظمات الجهوية التي ساهمت في الصراع مع سلطة الإسلاميين)، وعلى الجميع بعد تنظيم الصفوف داخليا و انجاز المشروع الوطني على المستوى النظري الاتجاه بصورة منظمة لمطالبة المجتمع الإقليمي و الدولي في المساعدة بإيقاف الحرب و انجاز التحول الديمقراطي.
المكتب السياسي
حركة 27 نوفمبر
24 سبتمبر 2023
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إعلام القوى الثورية مقابل إعلام الكيزان
صلاح شعيب
برغم القدرات التنظيمية للمؤتمر الوطني في توظيف الإعلام المضاد للقوى الثورية التي ساهمت في إسقاط مشروعه الإجرامي، إلا أنها لم تنجح تماماً في تشويه الحقائق بعد الحرب. فالفرق الوحيد بين إعلام المنادين للحرب واستمرارها وبين الرافضين لها هو المال فقط. فما نهبه المؤتمر الوطني من أموال الدولة طوال ثلاثة عقود توظف الآن عبر فضائيات، ومنصات في وسائل التواصل الاجتماعي، ومنظمات متخصصة في “الآي تي” لاختراق منصات المعارضين، وتنظيم حملات مؤسسة لشكاوى كاذبة ترسل يومياً لإدارة هذه المنصات ضد نشطاء ينادون بإيقاف الحرب.
هذا المال المنهوب من القطاعين العام والخاص أثناء سيطرة المؤتمر الوطني على الدولة وُظف بنسبة كبيرة في دعم تلك الفضائيات، والصحف، والمشاريع الإعلامية، ومنابر أخرى، ورشاوى لسياسيين من أجل تغييب الحقائق عن المواطنين. وأكبر دليل على ذلك ما قاله البشير عن قناة الشيخ عبد الحي التي دعمها بخمسة مليون دولار. والحقيقة أننا لا ندري ما إذا كان الأمر قد توقف عند هذا الحد أم أن عبد الحي قبض لاحقاً أموالاً أخرى تخص الدولة. بل ولا ندري هل عادت قناة طيبة للبث من خارج الحدود عبر ميزانية جديدة من مال الدولة المنهوب، أم أن الداعية الديني صار مليونيراً ليصرف على قناته بكل هذا السخاء.
ولأن كل القوى السياسي التي عارضت مشروع الحركة الإسلامية ليس لديها القدرات المالية الضخمة مثل المؤتمر الوطني، فقد عجزت عن إنشاء قناة فضائية واحدة أثناء فترة حمدوك. والآن تعتمد هذه القوى جميعها على وسائط التواصل الاجتماعي دون خطة إعلامية محددة لمواجهة دعاة استمرار الحرب الذين منهم متفرغون ليلاً ونهاراً للمهمة. إذ يبثون الأكاذيب عن الحرب، ويشوهون صورة الأحزاب المنضوية تحت لواء تنسيقية تقدم، ويزورون مواد النت بعشرات الآلاف من الأسماء المستترة.
بخلاف المال المنهوب لأغراض التدجيل، فإن المؤتمر الوطني يختلف عن بقية أحزابنا الوطنية الأخرى في أنه يعتمد على مرجعية إخوانية تبيح له تجاوز القيم، والأعراف الإنسانية، ومعاني الدين الضابطة للصدق حتى. ذلك إذا كان هذا الإجراء السياسي يخدم مصلحة الإخوان المسلمين الذين يعتمدون على البراغماتية، والتدليس، والغش بناءً على فقه الضرورة.
وبهذا النهج الشيطاني تمكنت الحركة الإسلامية قبل انشطارها في التفوق البراغماتي الانتهازي ما جعل البون شاسعاً بينها وبين منافسيها في استثمار الفرص السياسية. فهي قد اعتمدت على مناشط اقتصادية خاصة بها منذ فترة نميري، وبعد سيطرتها على الدولة ملكت الحركة الإسلامية وعضويتها آلاف الشركات في ظل الفساد الإداري الحكومي، واستغلاله وسيلةً لبناء حزب يدخر مليارات الدولارات، والتي تُسجل في البنوك بأسماء شخصيات إخوانية وانتهازية داخل السودان، وخارجه.
وبهذه الكيفية، فإن المؤتمر الوطني الذي فقد السلطة قبل ستة أعوام ما يزال يمول قناتي طيبة، والنيل الأزرق، وصحفاً إليكترونية، ونشاطاً إعلامياً منظماً من خلال منصات الإنترنت، وهناك غيرها من الوسائل المتبعة لتعويق حركة النشطاء المعارضين للحرب.
بغير المضمون التغبيشي للرأي العام عبر “عشرات اللايفات”، ومواد البودكاست، ومنصة “الكلوب هاوس”، وتطبيقات أخرى، فإن إستراتيجية المؤتمر الوطني الإعلامية اعتمدت ملاحقة رموز ثورة ديسمبر يومياً بشتائم تُوجه لأحزابهم، ولآبائهم، وسباب دائم لمواقفهم، وسخرية من أشكالهم حتى، واختلاق أكاذيب عن حيواتهم الشخصية. وهذا النهج مقصود لإفساد مناخ الرأي العام، وإجبار القادة السياسيين على الانزواء دون التعبير عن مواقفهم، وحتى لا تتعرض شخصياتهم المحترمة للحط من مكانتها الاجتماعية.
من ناحية أخرى اعتمد إعلام المؤتمر الوطني منذ بدء الحرب على استراتيجية “اكذب، اكذب، حتى يصدقك الناس”. وظل هذا الإعلام حتى يوم الناس هذا يخدر دعاة الحرب بانتصارات زائفة، بالإضافة إلى تحويل هزائم الجيش إلى نجاح في دحر مزعوم للدعم السريع. ومن ناحية أخرى اعتمد إعلاميو المؤتمر الوطني، وزملاؤهم الانتهازيون، والمغيبون من البسطاء في خلق ربط مستمر وماكر بين تنسيقية تقدم ومعظم المعارضين بخصمهم الذي يقاتل الجيش. ذلك رغم أن ادعاء هذا الرباط السياسي الكاذب لا يقوم على أساس منطقي، أو موضوعي. بل لا يستطيع أي محلل سياسي أمين أن يثبت ما يدعيه الكيزان، والبلابسة، بأن تقدم تمثل الجناح السياسي للدعم السريع. ولكن على كل حال فالكذبة التي جعلت زعيمهم يذهب للسجن حبيساً، والبشير للقصر رئيساً، هي بمثابة البذرة التي قننت الكذب الصراح وسيلة لكل التلاميذ بأن يستتبعوها بكذبات جديدة متى ما رأوا مصلحة للجماعة.
رغم المجهود الضخم لتلفيق الحقائق بهدف تقويض الثورة، والعودة إلى السلطة مجدداً، فإن إعلام المؤتمر الوطني مهزوم مهزوم إن آجلاً أم عاجلا. فالحق أبلج، والباطل لجلج، طال الأمد أم قصر.
الوسومصلاح شعيب