سودانايل:
2025-04-27@05:07:56 GMT

دموع عند الرحيل في ذكري العندليب

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

دموع عند الرحيل ..
في ذكري رحيل العندليب زيدان كتبنا هذا المقال في ٢٥ سبتمبر ٢٠١١م بالصحف والاسافير .
والان تمر علينا الذكري الثانية عشر للرحيل المرير **
** ورحل الذي صدح لنا في زمان جميل مضى: «لو الأماني بإيدي.. كنت أهديك عيوني.. وأسقيك من وريدي»
نعم.. إن العندليب لم يسعفه الوقت، فقد عاندته كل الظروف، صبر على الألم الدفين، وكأنه كان يتمثل بمفردات شاعرنا الراحل مصطفى عبدالرحيم الذي تغنى له الراحل الفنان الذري ابراهيم عوض (جرحي الأليم الشايلو.

. تذكار.. طول حياتي أسى وهموم).. نعم.. فقد رحل العندليب الذي كنا نتوق لعودته معافى مائة في المائة من القاهرة غير أن إرادة الله كانت نافذة، ذلك أن الله جلت قدرته هو الذي يهب الحياة لمن يشاء، ويأخذ إليه من يشاء، فمن أخذه إليه فقد أحبه.. فكان العندليب الأسمر يلبي النداء وتفيض روحه الطاهرة، تتبعه دعوات أهل السودان في الدنيا كلها. وذات الشاعر صاحب التذكار العزيز، كان لا بد من أن يغرد له زيدان في زمان جميل مضى: بقيت ظالم.. نسيت الناس، فيتواصل الإبداع ويغرد العندليب وهو يختتم الأغنية بإيقاعها الأكثر سرعة: (وتمسح من جبيني عناء.. وتقش دمعات.. بحبك آه.. بحبك)، لكننا نظل نردد معه وله في ذات الأغنية الرائعة: (بكيت في حرقة داير.. قلبي ينسى الفات.. لا لا.. بحبك آه.. بحبك). والله يا زيدان.. لا ندري كيف يكون الفن بعدك.. وكيف تكون حركة الغناء، وكيف لهذا الشعب الذي بات يردد معك كل غنائك الطروب الذي يتخلل مسامات الوجدان وخلايا الدم، وهو يتابع مسيرتك التي كانت قد أحدثت أكبر نقلة في تاريخ الأغنية السودانية على إطلاقها. نعزي أنفسنا فيك ياعندليب، ود. عبدالقادرسالم كان صوته مخنوقاً من العبرة حين هاتفته معزيا وهو يؤكد لنا أن الله قد أخذ وديعته، والأستاذ أبوعركي رفيق دربك وصنوك في الإبداع لم يستطع النطق بالكلمات، فتركته وقد كانت العبرة تخنقه، والقائمة تطول من اتصالات أهل الصحافة والشعراء ومريدي زيدان، ولعل ما أحدثته حلقة قناة الشروق في ظلالها الأصيلة قبل يومين من رحيل العندليب وقد كنت ضيفا متحدثا عن العندليب مع الاعلامية الرائعة ريهام عبدالرحمن قد جعلت أهل السودان في كل الدنيا تتابع حالة العندليب.. وها هي الإعلامية ريهام من الشروق تتصل بنا وهي تكاد لا تصدق والعبرة أيضاً تخنق صوتها، فهي التي نقلت لكل الناس من خلال الشروق حالتك الصحية في تلك الحلقة، وأيضاً إبداعاتك في مسيرتك الطويلة الممتدة.. ودكتور مبارك بشير، ذلك الأكاديمي والشاعر المبدع يعيش الحسرة معنا، ويتصل، نعم مبارك صاحب (عويناتك) لمحمد الأمين، و(عرس الفداء) و(نسمة) أيضاً لوردي السودان، فقد كان مبارك يتابع معنا الحالة، حالة مرض زيدان، ككل أهل السودان، ولك العزاء منا ومعنا يا بروف البوني. نعم يا زيدان، لقد خلدت اسمك في سجلات الإبداع السوداني الممتدة والممتلئة بروائع أهل الفن في السودان، ونحن ندرك الآن أن تجاني حاج موسى واجم ويعيش حزمة حزن أليمة بالقاهرة، وعمر الشاعر يعيش أيضا الدهشة الحزينة ويصبر، وهلاوي صاحب (فراش القاش)، وأيضاً (لو تعرف اللهفة)، يكاد قلبه يتقطع، فقد لمحت ذلك في مداخلته بحلقة الشروق على الهواء، وحمد الريح أراد الله له رؤيتك حين طار إليك على عجل بالجمعة الماضية بالقاهرة، وكل أهل الموسيقى ينتحبون، ودار الفنانين الآن كلها قد دخلت بيت الحبس.
نم قرير العين يا عندليب، فدعوات أهل السودان مستجابة بإذنه تعالى، فلك الجنة بإذن الله، وتغطيك الرحمة بإذن الله.. اللهم يا حنان يامنان، ارحم عبدك زيدان، فقد كان نقي السريرة، طاهر القلب، رقيق الوجدان، وكان وكان وكان يحب جداً شعب السودان.

bashco1950@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أهل السودان

إقرأ أيضاً:

شكراً ديبلوماسيتنا الأمينة بالرياض

جمال أحمد الحسن – الرياض 23 يوليو 2025م

يُقال أن الشيء من معدنه لا يُستغرب...
فشعب السودان أهل نخوة وفزعة -رغم ما شابهم من إعلام المليشيا التي حاولت جاهدة تغيير هذا الوجه الجميل الذي جعلنا ملوكاً بين شعوب العالم- فبحمد الله وتوفيقه قد تكشَّفت هذه المؤامرة واصطدمت بالقيم والمُثُل العليا التي زرعها السودانيون الأوائل بين شعوب الدنيا...

كثير ما نسمع لهجات الإستغراب والإستهجان من زملائنا العرب ولسان حالهم يقول من أين أتى هؤلاء؟؟؟ معقولة من بين هذا الشعب اللطيف المُسالم من يفعل هذه الطوام من سرقة ونهب وشفشفة وقتل وإغتصاب؟؟؟!!!
وردَّنا لهم أها براااااااااااكم قُلتُو معقول؟؟؟ فهؤلاء عملاً غير صالح وليسوا منا وإن لبسوا جلبابنا وتعمعموا بكدمولنا!!! هؤلاء ذئاب في أشكال بني آدميين!!!

ما إن جاء القرار الوزاري السعودي الذي يسبق كل مناسبة حج بعدم تجديد الزيارات العائلية (لجميع الجنسيات بما فيهم الجنسية السودانية)، إلا وتبارى عيال المُتمرد الهالك الذين إبتلانا الله بهم في الميديا تارةً يشمتون -أي نعم شماتة أبلة ظاظا الواااااااااحدة دي- وتارةً أُخرى يدبِّجُون روايات لدق إسفين بين هذا الشعب العظيم وقيادته الكريمة.. فوصل الحال بأحد أبواقهم الرخيصة أن أشاع بين دجاجه الإليكتروني بأن وشاية صدرت من مكتب رئيس الجمهورية الفريق أول عبد الفتاح البرهان للقيادة السعودية بأن أرجعوا لنا مواطنينا الزائرين لأن السودان أصبح آمناً مطمئناً يأتيه رزقه من السماء.. متناسين بأن قيادة الدولة لم تطلب من نازحي الولايات -حتى كتابة هذا المقال- بالرجوعِ إلى ديارهم وأن معظم رحلات العودة التي إنتظمت البلاد هي من مبادرات شخصية!!!!

وبالمقابل كان الخُلَّص من أبناء بلادي يسهرون الليل لإستثناء مواطنيهم من هذا القرار السنوي.. فكانت المخاطبات الرسمية التي قادها السفير دفع الله الحاج علي ولقائه بالسيد وزير الداخلية السعودي سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وتحرَّك شعبياً ناظر عموم الشايقية الناظر عثمان سيد أحمد بشير أغا والتقى بسفير المملكة العربية السعودية لدى السودان السيد/ علي بن حسن جعفر، إلى أن تكللت هذه الزيارات الماكوكية -صُحبة دعوات آباء وأمهات التلاميذ الممتحنين للشهادة الإبتدائية والمتوسطة- باستثناء أبناء الجالية السودانية (فقطَنْ) من هذا القرار ونزل برداً وسلاماً على العديد من الأُسر التي أعدَّت العُدَّة للعودة إلى ديارها...

صرَّح بهذا القرار الإستثنائي سعادة القُنصل العام لسفارة جمهورية السودان بالمملكة الشريف/ مصطفى الحُسين الشريف (مُرفق الفيديو) داعياً المواطنين الكرام للإلتزام والتقيُّد بضوابط الحج والعُمرة وقوانين ونظم الإقامة بالمملكة...

شكراً المملكة العربية السعودية، مليكها وولي عهده وحكومته وشعبه المِضياف.. شكراً سفارتنا بالرياض، شكراً ناظر عموم الشايقية...
والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين...
ونسأل الله أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وأن يرزق أهله من الثمرات.. وقريباً جداً سترجع الحياة إلى طبيعتها بالسودان ونعود إليه سالمين غانمين...

jamal.trane@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • نوبة صَحَيَانْ، لكافة أهل السودان
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • في ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور / يسلم بن حبتور
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • كلما انهزمت المليشيا وأضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • شكراً ديبلوماسيتنا الأمينة بالرياض