فحص أول عينة جمعتها "ناسا" من كويكب "بينو"
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
هبطت الكبسولة التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا"، مخترقة الغلاف الجوي للأرض بصحراء ولاية يوتاه الأميركية، أمس الأحد، حاملة على متنها أكبر عينة للتربة على الإطلاق جمعت من كويكب "بينو" ليستفيد منها العلماء، وانفصلت الكبسولة عن المركبة الروبوتية أوسيريس-ريكس، بينما كانت الأخيرة تمر على ارتفاع 67 ألف ميل من الأرض، لتضع رحالها داخل منطقة هبوط محددة غرب سولت ليك سيتي في منطقة الاختبار والتدريب التابعة للجيش الأميركي بولاية يوتاه.
وبحسب موقع “سكاي نيوز”، فهذه العينة هي الثالثة التي تُنقل من كويكب إلى الأرض لتحليلها وذلك بعد مهمتين مماثلتين لوكالة الفضاء اليابانية سابقتين في العامين 2010 و2020، لكن هذه العينة هي الأكبر على الإطلاق.
كما جمعت أوسيريس-ريكس عينتها قبل 3 سنوات من كويكب "بينو"، وهو كويكب صغير غني بمركبات الكربون اكتشف في 1999 ويصنف على أنه "جسم قريب من الأرض"، لأنه يمر بالقرب نسبيا من كوكبنا كل 6 سنوات إلا أن احتمالات الاصطدام بعيدة.
وكانت المركبة أوسيريس-ريكس قد انطلقت في سبتمبر 2016 ووصلت إلى بينو في 2018، ثم قضت نحو عامين تدور حول الكويكب قبل أن تقترب بدرجة كافية لانتزاع عينة من سطحه بواسطة ذراعها الآلية في 20 أكتوبر 2020.
وشرعت المركبة الفضائية في رحلة للعودة إلى الأرض مسافتها 1.2 مليار ميل في مايو 2021 شملت الدوران حول الشمس مرتين.
وتقدر عينة بينو بنحو 250 جراما وهو ما يتجاوز بكثير العينة المنقولة من كويكب ريوجو عام 2020 وبلغت 5 جرامات والعينة الضئيلة التي جاءت من كويكب إيتوكاوا في 2010.
وبمجرد تأمين الكبسولة، ستنقل العينة إلى "غرفة نظيفة" بمنطقة الاختبار والتدريب في يوتاه للفحص الأولي قبل نقلها إلى مركز جونسون للفضاء التابع لناسا في هيوستون لتقسم إلى عينات أصغر كي يستفيد بها نحو 200 عالم في 60 مختبرًا حول العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإصطدام الروبوت الغلاف الجوي المركبة الفضائية حول الشمس كويكب صغير كويكب بينو مركبة الفضاء وكالة الفضاء اليابانية ناسا من کویکب
إقرأ أيضاً:
دراسة تلمّح إلى إمكانية وجود حياة على قمر "تيتان"
نقضت دراسة جديدة النظريات السابقة حول تعذر وجود حياة على "قمر تيتان" التابع له بسبب وجود طبقة غازية سامة على سطحه.
وفقاً للدراسة التي أعدّها "فريق البحث العلمي في جامعة هاواي"، ونشرها على موقعه الإلكتروني، فإنّ غاز الميثان المحصور في الجليد وغير المنتشر في أجواء تيتان، يشكل قشرة تصل سمكها إلى 7.5 كلم.
هذه القشرة الجليدية ونتيجة احتكاكها بسطح القمر المكون من طبقات جليدية تتسبب بارتفاع درجة حرارة السطح، ما يؤدي إلى ذوبان الجليد وظهور مياه متدفقة تؤدي بدورها إلى عامل من عوامل الحياة على "قمر زحل الأكبر".
شبيه بكوكب الأرضيعتبر "تيتان" أكبر أقمار كوكب زحل، والمكان الوحيد غير كوكب الأرض المعروف بغلافه الجوي واحتوائه على سوائل على شكل أنهار وبحيرات وبحار على سطحه.
لكن بسبب جوائه شديدة البرودة التي تصل إلى -179 درجة مئوية، فإن السوائل المؤلفة من هيدروكربونات مثل الميثان تتحول إلى جليد، وتشكل طبقة جديدة فوق طبقة الجليد الأساسية التي تغطي سطح القمر.
ميزات سطح القمرلاحظ فريق البحث، الذي يقوده الباحث المشارك لورين شورماير أنّ فوهات البراكين الخامدة على سطح تيتان، والتي قُدّر عددها بـ90 فوهة، أقل عمقاً بمئات الأمتار مما هو متوقع، وتتلاشى مع الوقت.
فأعرب شورماير عن استغراب العلماء لهذا الاستنتاج، استناداً إلى أن فوهات براكين الأقمار الأخرى تكون وأعمق ولا مجال لوجود حياة ولو تدفق مياه فيها، وهذا ما يميز تيتان بأن فوهاته سطحية تختفي بسرعة زمنية.
نموذج حاسوبينظراً إلى تعذر وصول مركبات فضائية مأهولة إلى سطح الكوكب أو قمره تيتان، أجرى الباحثون نموذجاً حاسوبياً ثلاثي الأبعاد للقمر وافترضوا تدفق المياه وذوبان الجليد في ظل الاحتاكات بالطبقات الجليدية.
تمكن العلماء من تقدير سماكة قشرة الميثان الجليدية ما بين 5 إلى 10 كيلومترات، في حين فوهات البراكين 9 كيلومترات، ما يجعل طبقة الميثان الجليدية توفر لها الحرارة اللازمة للكائنات، حسب ما أوضح الباحث شورماير.
تطبيق الخلاصة على الأرضيعد تقدير سماكة قشرة الميثان أمراً مهماً لأنه قد يفسر أصل الغلاف الجوي الغني بالميثان في تيتان، كما يساعد الباحثين على فهم دورة الكربون في القمر.
من هنا، وصف شورماير القمر "تيتان" بأنّه مختبر طبيعي لدراسة كيفية ارتفاع درجة حرارة غاز الميثان ودوراته عبر الغلاف الجوي في كوكب زحل، وتطبيقها على غارات الميثان الموجودة على الأرض في التربة الصقيعية بسيبيريا أو تحت قاع البحر في القطب الشمالي.