توقعت وسيلتان إعلاميتان مرموقتان في الولايات المتحدة أن يخسر الرئيس الحالي جو بايدن الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إذا كان منافسه من الحزب الجمهوري هو سلفه دونالد ترامب.

وفي مقال بمجلة نيوزويك تحت عنوان "السيد الرئيس: سوف تخسر أمام ترامب.. نحن نتوسل إليك أن تتنحى"، كتب المعلق السياسي الأميركي جنك أويغور يقول إن شعبية بايدن في أدنى مستوياتها كما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، إذ حصل على أقل من 40% من أصوات الأميركيين.

بل إن الرئيس الحالي حصل على نسبة مئوية لا تتجاوز الثلاثينات في 3 من 6 استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا.

ويؤكد الكاتب أن كل من يعرفهم في واشنطن سيرون أن ما ذهبت إليه تلك الاستطلاعات "ليس عدلا"، لأن بايدن أجاز العديد من مشاريع القوانين أكثر من أي رئيس آخر منذ عهد الرئيس غروغر كليفلاند (1885-1889)، "أو شيء من هذا القبيل". كما أنه صادق على مشروع قانون خاص بأشباه الموصلات.

لكن الخبر السيئ لكل من ينتمي للحزب الديمقراطي هو أن لا أحد يكترث بمشروع قانون أشباه الموصلات أو مشاريع القوانين الأخرى التي ساعدت المتبرعين لحملة بايدن الانتخابية كثيرا. ويضيف أويغور "حتى لو كانت مشاريع القوانين تلك، فإنه ما من أميركي يعرف عنها شيئا".

مؤيد لترامب: بايدن "هبة من السماء"، إذ لن يتمكن ترامب من الفوز على أي أحد سواه

أما إذا كنت من مؤيدي الحزب الجمهوري، فإن المعلق السياسي يبشرك بأن بايدن "هبة من السماء"، إذ لن يتمكن ترامب من الفوز على أي أحد سواه.

وأظهر استطلاع آخر أن 59% من الأميركيين يعتقدون أن على ترامب إنهاء حملته الانتخابية على الفور وترك الحياة السياسية. وفي الاستطلاع نفسه، حصل ترامب على 33% في حين جاء أداء بايدن أسوأ منه حاصلا على نقطة أقل أي 32%.

إن على الرئيس الحالي الانسحاب فورا من السباق الرئاسي المقبل، وإعطاء فرصة لشخص آخر يكون قادرا على هزيمة ترامب، حسب مقال نيوزويك.

ورغم أن كاتب المقال يقول إنه غير مغرم جدا بالديمقراطيين القادرين على جمع النصيب الأكبر من التبرعات، ممن يتعين على الناخبين الاختيار من بينهم، فإنهم جميعا سيهزمون ترامب، ليس لأنهم عظماء -كما يقول- بل لأن الرئيس السابق أسوأ منهم بكثير، "والشعب (الأميركي) يعرف ذلك. وأن 6 من كل 10 أميركيين يحتقرونه. ومع ذلك، سيخسر بايدن أمامه".


ويمضي أويغور في انتقاده للرئيس الحالي، فيقول ساخرا: "كان الله في عون الديمقراطيين إذا لم يكن مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. عندها ستكون فرصة بايدن للفوز 0%".

صحيفة أميركية أخرى، هي واشنطن بوست، نشرت مقالا سلك كاتبه منحى مقال نيوزويك نفسه، مستهلا إياه بمأدبة العشاء التي أقامتها الأسبوع الماضي حملة بايدن الانتخابية لعام 2024.

وحضر المأدبة ما يزيد على 100 من الديمقراطيين الأثرياء، وثلة من قادة الحزب، الذين تناوبوا على إظهار التزامهم بإعادة انتخاب رئيس "يقول اثنان من كل 3 ناخبين ديمقراطيين إن عليه أن يتنحى جانبا".

ويلفت كاتب المقال مايكل شيرير إلى أن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير كريستوفر كونز استهزأ -في الحفل- بمقالة كان قد نشرتها صحيفة واشنطن بوست لكاتب العمود ديفيد إغناتيوس، دعا فيها بايدن إلى التنحي بسبب عمره.

وقال كونز إن إغناتيوس كشف له سرا كبيرا في ذلك العمود لم يكن يعرف من قبل، وهو أن "رئيسنا بلغ من العمر 80 عاما".

وبعد مرور ما يقرب من 5 شهور، لا تزال حملة بايدن الانتخابية تقوم بعملها في الغالب، وفق خطة، خلف الكواليس، باستثناء الإعلانات التي تبثها باستمرار ويشاهدها الناس في الولايات المتأرجحة على شاشات التلفزة و قنوات الكيبل الإخبارية.

ولكن بعيدا عن كاميرات التلفزيون، وفي المناسبات الخاصة، في منازل ضواحي واشنطن أو مسرح برودواي، بدأ بايدن وفريقه في طرح حجته لإعادة انتخابه ومواجهة الأسئلة المتعلقة بالعمر التي لاحقت الأشهر الأولى من حملته.


ووفقا لواشنطن بوست، فقد انتقل طاقم حملة بايدن الذي يتزايد عددهم، إلى برج إداري في ديلاوير وطوروا إستراتيجيات للاقتراع والتواصل الرقمي والبيانات وخريطة المجمع الانتخابي التي أطلعوا عليها بشكل خاص المتبرعين خلال اجتماع لجنة المالية الوطنية الذي استمر يومين الأسبوع الماضي في شيكاغو.

غير أن الحملة لم تتعرف رسميا على الخصم الجمهوري الذي سينازل المرشح الديمقراطي في الانتخابات المقبلة، إلا أنه كان من الواضح لمن حضروا مأدبة العشاء أن هذه الحملة تهدف إلى إقصاء دونالد ترامب، الذي يسيطر على الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

غير أن شيرير يرى في مقاله أن نقاط ضعف بايدن يتم التطرق إليها في أروقة المباني لكن نادرا ما تثار في الجلسات العامة.

ويعود الكاتب مرة أخرى إلى المقالة التي كتبها إغناتيوس في عموده بواشنطن بوست، الذي دعا فيه بايدن إلى التخلي عن الترشح بسبب عمره.

ويشدد شيرير على أنه لا يوجد خلاف كبير في أوساط الطبقة السياسية العليا للحزب الديمقراطي بشأن مستقبل مسار الحملة الانتخابية رغم مخاوف الجماهير الواسعة النطاق.

وأظهر استطلاع أجرته شبكة سي إن إن أواخر اغسطس/آب أن 28% فقط من الأميركيين يرون أن بايدن "يلهمهم الثقة"، في حين أبدى 67% من الناخبين الديمقراطيين رغبتهم في أن يروا مرشحا آخر غير بايدن.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: ترامب يدق آخر مسمار في نعش القوة الأميركية الناعمة

لطالما كانت القوة الناعمة جزءًا أساسيا في إظهار الولايات المتحدة قدرتها، واستعانت بها في تبرير بنائها قواعد عسكرية في 80 دولة على الأقل من بلدان العالم، وفق مقال بصحيفة واشنطن بوست.

كما أن القوة الناعمة -بحسب كاتب العمود في الصحيفة نفسها ماكس بوت- كان لها الفضل في جعل الدولار العملة الاحتياطية الدولية، والإنجليزية اللغة العالمية للأعمال والدبلوماسية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وزير خارجية بولندا: أوروبا استجابت لطلب ترامب بزيادة النفقات العسكريةlist 2 of 2هآرتس: نتنياهو المتلاعب سيفشل بالتحايل على ترامبend of list

والقوة الناعمة مصطلح صاغه العالم السياسي جوزيف ناي في عام 1990 للدلالة على القدرة على التأثير على الآخرين عن طريق الاستقطاب والإقناع، وليس فقط الإكراه ودفع الأموال.

القوة والنفوذ

وعلى الرغم من أن الصين وروسيا قويتان عسكريا، وأن الصين قوة اقتصادية عظمى، فإنهما لا تمارسان نفوذا عالميا كالذي تبسطه الولايات المتحدة في العالم، مع أنه كان لها نصيب في ارتكاب الجرائم والأخطاء الفادحة، كما يؤكد كاتب المقال.

ويقول الكاتب إنه في وقت استغرقت فيه قوة أميركا الناعمة عقودا من الزمن لتتراكم، يبدو أن الرئيس دونالد ترامب مصمم على تدميرها في غضون أسابيع.

ويسوق مثالا على ذلك بالحرب التجارية التي شنها ترامب في نهاية الأسبوع الماضي على كندا والمكسيك (قبل أن يوقف الرسوم الجمركية لمدة شهر أمس الاثنين)، والتجميد الذي فرضه للتو على برامج المساعدات الخارجية الأميركية، والقرار "القاسي" الذي قد يعيد مئات الآلاف من اللاجئين الفنزويليين إلى بلدهم الذي فروا منه.

إعلان ادعاءات لا سند لها

واعتبر ماكس بوت أن كل إجراء من تلك الإجراءات بمثابة مسمار آخر في نعش القوة الناعمة الأميركية، مضيفا أن مبررات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الصين و25% على المكسيك وكندا غير منطقية.

وأوضح أن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والمكسيك مفيد للجانبين. وفنَّد ادعاء الرئيس الأميركي بأن المكسيك وكندا لا تقومان بما يكفي لوقف تدفق المهاجرين والمخدرات إلى الولايات المتحدة، مؤكدا أن الدولتين تبذلان قصارى جهدهما في هذا الخصوص على ما يبدو.

واسترسل الكاتب في دحض كل الحجج التي استند إليها ترامب في تبرير قراراته تلك. وقال في هذا الصدد إنه بتجميده معظم المساعدات الخارجية الأميركية لمدة 90 يوما، والتحرك لتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فإنه ينفر الكثير من الناس حول العالم الذين يعتمدون على مساعدة الولايات المتحدة للنجاة من أمراض مثل الإيدز والملاريا، أو الحصول على مياه نظيفة، أو درء سوء التغذية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التونسي يقيل وزيرة المالية    
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • الرئيس الأرجنتيني يعتزم سحب بلاده من منظمة الصحة العالمية
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • الرئيس عون يتسلّم أوراق اعتماد السفراء في القصر الجمهوري
  • من الرئاسة للمواهب.. بايدن ينضم إلى «هوليوود» بعد ترك البيت الأبيض
  • واشنطن بوست: ترامب يدق آخر مسمار في نعش القوة الأميركية الناعمة
  • هل بدأت الحرب التجارية بين أوروبا وواشنطن؟
  • قيادة وموظفو مكتب الرئاسة والجهات التابعة له يزورون ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد
  • مدير مكتب الرئاسة وموظفو المكتب والجهات التابعة له يزورون ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد