موقع 24:
2025-02-12@01:08:23 GMT

هل تتكرر حرب أكتوبر؟

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

هل تتكرر حرب أكتوبر؟

تساءل الصحافي والكاتب آفي ماير رئيس تحرير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن احتمال تكرار حرب أكتوبر، قائلاً: "نحن أكبر سناً، وأكثر حكمة، وأكثر تضرراً من المعارك، وأمة أفضل رسوخاً مما كنا عليه في ذلك الوقت، ولكن علينا أن نبقي غطرستنا بعيدة".

وفي مقال  بصحيفة "جيروزاليم بوست" أكد أن الإسرائيليين الذين تجاوزوا سناً معينة، فإن ذكرى تلك الأسابيع في خريف  1973 التي بدت فيها إسرائيل على وشك الاختفاء، لا تزال حية فيهم إلى حد كبير.

دوي صفارات الإنذار من الغارات الجوية، وتدفق المصلين خارج المعابد اليهودية، واندفاعهم للانضمام إلى وحداتهم في ذروة عيد الغفران، والتقارير الرهيبة من الجبهة، والمقابر الجماعية  في حدائق المدينة، و الفوضى والارتباك بين الجنود  الإسرائيليين والقيادة الحكومية، والخوف الملموس من الدمار الوشيك، ترك كل ذلك انطباعاً لا يمحى من وعي الأمة.

Editor's Notes: Could the Yom Kippur War happen today? https://t.co/HWq4Tv6Orb

— drdivine (@drdivine) September 24, 2023

 

تحطم صورة إسرائيل

وبينما يختلف المؤرخون على حجم  المفاجأة، والمسؤول الأساسي عن فشل إسرائيل في الاستعداد للحرب، هناك شبه إجماع على فكرة أن الحرب حطمت صورة إسرائيل بين مواطنيها والمراقبين حول العالم، باعتبارها معجزة لا تقهر قادرة على صد هجمات "جيرانها المربكين" بسهولة وبشكل متكرر، وتوسيع حدودها.


صدمات نفسية

وأشار الكاتب إلى أن الحرب تسببت في صدمات نفسية وعاطفية دائمة لعدد لا حصر له من الإسرائيليين، من جنود ومدنيين، إلى جانب خسارة المعركة، لافتاً إلى أن العديد من  الذين أصيبوا بصدمات نفسية لا يزالون يعانون تلك الندوب إلى اليوم.


هل تتكرر ؟

وتابع "بينما نعيش الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر، يجب أن نتساءل إذا كان يمكن أن تحدث مرة أخرى؟، فهل تواجه إسرائيل مجدداً إخفاقات متزامنة في الاستعداد العسكري والاستخبارات والقيادة الحكومية  إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على الرد بفعالية على هجوم ضخم ومنسق يعرض وجودها ذاته للخطر؟".
وأجاب أن الموقف العسكري الإسرائيلي مختلف تماماً اليوم عما كان عليه في ذلك الوقت، فالولايات المتحدة تمد إسرائيل بأحدث المعدات العسكرية، بما فيها الطائرات والدبابات وقطع المدفعية والذخيرة، إلى جانب تطوير الصناعات الدفاعية والقدرات المحلية، حتى تحولت إسرائيل إلى واحدة من القوى العسكرية الرائدة في العالم، على حد قوله.
وأشار الكاتب إلى وضع الجيش الإسرائيلي في العالم، حيث صفنته مجلة " يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" رابع أقوى جيش في العالم، خلف الولايات المتحدة، وروسيا، والصين فقط، لافتاً إلى أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية تعد من الأكثر شمولاً وتقدماً في العالم، ويعتمد عليها حلفاء إسرائيل للحصول على معلومات عن التطورات العميقة داخل البلدان البعيدة.


أسباب هزيمة أكتوبر

ووفق الكاتب، كان هناك في حرب أكتوبر ضعف في الاستعدادات، وعجز في قراءة المعلومات الاستخباراتية بشكل صحيح، في ظل قيادة مترددة تتجنب المخاطرة، وشعور سيئ ممزوج بالغطرسة والقهر، موضحاً أن كل ذلك هو الذي أنتج الظروف التي مكنت الجيوش المجاورة من توجيه مثل هذه الضربة المدمرة لإسرائيل.


وضع مقلق

أما عن الوضع الحالي في إسرائيل، فقال الكاتب إن اللحظة الحالية تجعل الجميع يتوقف عندها، ففي الصيف الماضي احتدمت الاحتجاجات على خلفية التعديلات القضائية، وأعلن الآلاف من جنود الاحتياط أنهم سيرفضون التطوع للخدمة في عمل احتجاجي غير مسبوق ضد ما يعتبرونه تآكل الديمقراطية.
ومع اتساع هذه الظاهرة، ونشر أعضاء الخدمة من مختلف فروع الجيش الرسائل، وتوقيع الالتماسات  رفصاً للخدمة، بدأ كبار القادة في التعبير عن قلقهم المتزايد من تأثيرها على قدرة الجيش على تنفيذ مهمته الأساسية المتمثلة في حماية البلاد.
واختتم قائلاً: "بينما نتأمل في الصدمة العميقة التي خلفتها تلك الأسابيع المصيرية قبل نصف قرن، من الأفضل لنا أن نبقي غطرستنا بعيدة عنا، نحن أقوياء من الخارج بقدر قوتنا من الداخل، ونحن نعتمد على قادتنا لعمل ما عليهم لضمان استمرارنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني حرب أكتوبر فی العالم

إقرأ أيضاً:

ظاهرة التكويع.. وجهة نظر نفسية

أفرزت الحرب السورية من بدايتها نسقا من الظواهر والمصطلحات المعبّرة عنها، ولعلّ آخر هذه الظواهر ما عُرف اصطلاحا باسم "التكويع". فبُعيد سقوط النظام انتقلت فئة من الناس من تأييد النظام السابق إلى تأييد سلطة الأمر الواقع التي أطاحت به، ممثلة بأحمد الشرع، المعروف سابقا باسم الجولاني، ناهيك عن إظهارها أنّها مع الثورة منذ البداية. فالتكويع هو مصطلح أوجده الشارع السوري لوصف الناس الذين أبدوا تأييدهم للثورة وسلطات الأمر الواقع بعد سقوط النظام وانهياره، متجاوزين حالة التأييد للنظام السابق التي أبدوها في مختلف المناسبات.

تنوع طيف التكويع

ما يثير الانتباه أيضا أنّ مصطلح المكوّع ضم العديد من الأنماط، إذ لم يشمل من يتحولون بسرعة من تمجيد السلطة السابقة إلى تمجيد السلطة الحالية فحسب، بل شمل أيضا من لم يعبّروا عن مواقفهم خوفا من السلطة، ومن يتجنبون السياسة لتحقيق مصالحهم دون مواجهة، أي أنّنا أمام حالة تنميط اجتماعي، فكلّ من لم يظهر سابقا تأييده للحالة الثورية -بصرف النظر عن مبرراته ومخاوفه- هو مكوع، ومرتبط بتنميط اجتماعي محدد.

هذا التنميط الاجتماعي يحمل في طياته أضرارا جمة على النسيج الاجتماعي، فهو يسهم في توحيد الأفراد المختلفين تحت مظلة واحدة، متجاهلا تعقيدات دوافعهم وخلفياتهم، كما أنّ هذا التعميم يضعف الثقة بين أعضاء المجتمع ويعمّق الشقاق والانقسامات
ويبدو أنّ هذا التنميط الاجتماعي يحمل في طياته أضرارا جمة على النسيج الاجتماعي، فهو يسهم في توحيد الأفراد المختلفين تحت مظلة واحدة، متجاهلا تعقيدات دوافعهم وخلفياتهم، كما أنّ هذا التعميم يضعف الثقة بين أعضاء المجتمع ويعمّق الشقاق والانقسامات، ما يزيد من التوتر الاجتماعي. إضافة إلى ذلك، فإنّ هذا التنميط يقوض حرية التعبير ويجعل الأفراد يترددون في الإفصاح عن آرائهم خوفا من الحكم عليهم سلبا. وعلاوة على ذلك، يعزز هذا التصنيف الشعور بالعزلة والانفصال عن المجتمع، ما يؤثر سلبيا في الصحة النفسية والتماسك الاجتماعي. باختصار، التنميط الاجتماعي بهذا الشكل يعوق الفهم الحقيقي والمتبادل بين الأفراد ويكرّس الانقسام في المجتمع.

هل المكوعون هم مكوعون حقا؟

إذا دققنا في مصطلح التكويع، سنرى أنّ فئة من يتحولون بسرعة من تمجيد السلطة السابقة إلى تمجيد السلطة الحالية لا ينطبق عليها اسم "التكويع"، فالتكويع -كما نرى- هو الانتقال من نسق إلى نسق آخر مختلف عنه، بيد أنّ هذه الفئة لم تتجاوز أي نسق، بل بقيت في حالة تأييد للسلطة، أي انتقلت من تأييد النظام السابق إلى تأييد سلطة الأمر الواقع التي أطاحت به.

فإذا اتفقنا على أنّ المراد بالتكويع هو الانتقال من نسق إلى نسق آخر مضاد، فإنّ هذا المصطلح لا ينطبق على المكوعين "مجازا"، وذلك لأنّهم لم يغيروا نسقهم، بل بقوا في حالة التأييد التي كانوا عليها سابقا، بل كلّ ما في الأمر أنّهم غيّروا من يؤيدونه، من دون أي أسس فكرية أو مراجعة نقدية.

لماذا يكوعون؟

لعلّ السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتجه الناس إلى التكويع، أي الانتقال من تأييد سلطة إلى تأييد سلطة أخرى، أو الانتقال من عدم التفاعل مع الثورة إلى تأييدها بعد إطاحتها بالسلطة السابقة؟

قد يتبادر إلى الذهن أنّ هذا التكويع هو بدافع الخوف من أية أعمال انتقامية ضد الموالين للسلطة السابقة، فيُسارع المكوع لإبداء تأييده للسلطة الجديدة والثورة ماحيا مواقفه السابقة اتقاء لأية أعمال انتقامية، بيد أنّ هنالك ما هو أبعد من هذا التفسير السطحي، فهذه الفئة من الناس لا تستطيع العيش من دون أب سلطوي رمزي، وسقوط الأب السلطوي السابق دفعها مباشرة لتعويضه بسلطة الأب السلطوي الجديد الممثل بالمنتصر على الأب السلطوي السابق. فنحن أمام فئة من الناس تختار عبوديتها اختيارا طوعيا من خلال استبدال الأب الرمزي السابق بأب رمزي جديد يهيمن عليها.

ظاهرة "التكويع" تحمل في طياتها تحديات وفرصا على حد سواء. فبينما تُبرز هذه الظاهرة الحاجة إلى فهم أعمق لدوافع الأفراد وسلوكياتهم في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية، فإنها تفتح الباب أمام فرصة للتفكير في طرق إعادة بناء الثقة والتماسك المجتمعي
وما يلفت الانتباه عند هذه الفئة الجديدة التي أطلقنا عليها مصطلح المكوعين مجازا؛ أنّها تقف في وجه أي انتقاد للسلطة الجديدة التي اتخذتها بمثابة أب رمزي لها وترد على هذه الانتقادات بنفس النسق المصطلحي الذي كانت ترد فيه على انتقادات السلطة السابقة، وهذا نابع في أساسه من رغبتها في تأكيد الولاء لأبيها الرمزي.

بل إنّنا في تعاملنا مع المكوع، نجد أنفسنا أمام ما يُدعى بالشخصية التسلطية، وفقا لثيودور أدورنو وإريك فروم، وتتميز هذه الشخصية بالخضوع للسلطة وتمجيد القوة ومعاداة الجماعات المعارضة. وغالبا ما تكون نتيجة تربية قمعية، إذ تجمع الشخصية التسلطية بين الهيمنة والخضوع، وتُعجب بالقوة وتحتقر الضعفاء، ولا تؤمن بالمساواة.

في ضوء ما سبق، يمكن القول: إنّ ظاهرة "التكويع" تحمل في طياتها تحديات وفرصا على حد سواء. فبينما تُبرز هذه الظاهرة الحاجة إلى فهم أعمق لدوافع الأفراد وسلوكياتهم في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية، فإنها تفتح الباب أمام فرصة للتفكير في طرق إعادة بناء الثقة والتماسك المجتمعي. فمن خلال تعزيز الحوار المفتوح والتسامح، يمكننا تحويل هذه الظاهرة من عامل تقسيم إلى فرصة للتواصل والفهم المتبادل، ما يسهم في خلق مجتمع أكثر استقرارا وتعاونا.

مقالات مشابهة

  • الكاتب الصحفي خالد داوود: تصريحات ترامب متناقضة.. واقتراحه بشأن غزة عبثي
  • 3 ملايين إسرائيلي يعانون من اضطرابات نفسية بعد هجوم 7 أكتوبر
  • الشرع: تجربة العراق لن تتكرر في سوريا وأنا ضد الطائفية
  • بدء محاكمة المتهم بمحاولة قتل الكاتب سلمان رشدي في نيويورك
  • مصطفي بيومي .. الإنسان قبل الكاتب
  • إسرائيل تؤجل تشكيل لجنة تحقيق بإخفاقات 7 أكتوبر
  • محكمة حوثية تمدد حبس الكاتب الصحفي محمد المياحي
  • ناقد موسيقي: أم كلثوم ظاهرة ومعجزة لم ولن تتكرر
  • ظاهرة التكويع.. وجهة نظر نفسية
  • تزامنًا مع ذكرى وفاتها.. ناقد موسيقي: «أم كلثوم» معجزة لن تتكرر