تساءل الصحافي والكاتب آفي ماير رئيس تحرير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن احتمال تكرار حرب أكتوبر، قائلاً: "نحن أكبر سناً، وأكثر حكمة، وأكثر تضرراً من المعارك، وأمة أفضل رسوخاً مما كنا عليه في ذلك الوقت، ولكن علينا أن نبقي غطرستنا بعيدة".
وفي مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" أكد أن الإسرائيليين الذين تجاوزوا سناً معينة، فإن ذكرى تلك الأسابيع في خريف 1973 التي بدت فيها إسرائيل على وشك الاختفاء، لا تزال حية فيهم إلى حد كبير.دوي صفارات الإنذار من الغارات الجوية، وتدفق المصلين خارج المعابد اليهودية، واندفاعهم للانضمام إلى وحداتهم في ذروة عيد الغفران، والتقارير الرهيبة من الجبهة، والمقابر الجماعية في حدائق المدينة، و الفوضى والارتباك بين الجنود الإسرائيليين والقيادة الحكومية، والخوف الملموس من الدمار الوشيك، ترك كل ذلك انطباعاً لا يمحى من وعي الأمة.
Editor's Notes: Could the Yom Kippur War happen today? https://t.co/HWq4Tv6Orb
— drdivine (@drdivine) September 24, 2023تحطم صورة إسرائيل
وبينما يختلف المؤرخون على حجم المفاجأة، والمسؤول الأساسي عن فشل إسرائيل في الاستعداد للحرب، هناك شبه إجماع على فكرة أن الحرب حطمت صورة إسرائيل بين مواطنيها والمراقبين حول العالم، باعتبارها معجزة لا تقهر قادرة على صد هجمات "جيرانها المربكين" بسهولة وبشكل متكرر، وتوسيع حدودها.
صدمات نفسية
وأشار الكاتب إلى أن الحرب تسببت في صدمات نفسية وعاطفية دائمة لعدد لا حصر له من الإسرائيليين، من جنود ومدنيين، إلى جانب خسارة المعركة، لافتاً إلى أن العديد من الذين أصيبوا بصدمات نفسية لا يزالون يعانون تلك الندوب إلى اليوم.
هل تتكرر ؟
وتابع "بينما نعيش الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر، يجب أن نتساءل إذا كان يمكن أن تحدث مرة أخرى؟، فهل تواجه إسرائيل مجدداً إخفاقات متزامنة في الاستعداد العسكري والاستخبارات والقيادة الحكومية إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على الرد بفعالية على هجوم ضخم ومنسق يعرض وجودها ذاته للخطر؟".
وأجاب أن الموقف العسكري الإسرائيلي مختلف تماماً اليوم عما كان عليه في ذلك الوقت، فالولايات المتحدة تمد إسرائيل بأحدث المعدات العسكرية، بما فيها الطائرات والدبابات وقطع المدفعية والذخيرة، إلى جانب تطوير الصناعات الدفاعية والقدرات المحلية، حتى تحولت إسرائيل إلى واحدة من القوى العسكرية الرائدة في العالم، على حد قوله.
وأشار الكاتب إلى وضع الجيش الإسرائيلي في العالم، حيث صفنته مجلة " يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" رابع أقوى جيش في العالم، خلف الولايات المتحدة، وروسيا، والصين فقط، لافتاً إلى أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية تعد من الأكثر شمولاً وتقدماً في العالم، ويعتمد عليها حلفاء إسرائيل للحصول على معلومات عن التطورات العميقة داخل البلدان البعيدة.
أسباب هزيمة أكتوبر
ووفق الكاتب، كان هناك في حرب أكتوبر ضعف في الاستعدادات، وعجز في قراءة المعلومات الاستخباراتية بشكل صحيح، في ظل قيادة مترددة تتجنب المخاطرة، وشعور سيئ ممزوج بالغطرسة والقهر، موضحاً أن كل ذلك هو الذي أنتج الظروف التي مكنت الجيوش المجاورة من توجيه مثل هذه الضربة المدمرة لإسرائيل.
وضع مقلق
أما عن الوضع الحالي في إسرائيل، فقال الكاتب إن اللحظة الحالية تجعل الجميع يتوقف عندها، ففي الصيف الماضي احتدمت الاحتجاجات على خلفية التعديلات القضائية، وأعلن الآلاف من جنود الاحتياط أنهم سيرفضون التطوع للخدمة في عمل احتجاجي غير مسبوق ضد ما يعتبرونه تآكل الديمقراطية.
ومع اتساع هذه الظاهرة، ونشر أعضاء الخدمة من مختلف فروع الجيش الرسائل، وتوقيع الالتماسات رفصاً للخدمة، بدأ كبار القادة في التعبير عن قلقهم المتزايد من تأثيرها على قدرة الجيش على تنفيذ مهمته الأساسية المتمثلة في حماية البلاد.
واختتم قائلاً: "بينما نتأمل في الصدمة العميقة التي خلفتها تلك الأسابيع المصيرية قبل نصف قرن، من الأفضل لنا أن نبقي غطرستنا بعيدة عنا، نحن أقوياء من الخارج بقدر قوتنا من الداخل، ونحن نعتمد على قادتنا لعمل ما عليهم لضمان استمرارنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني حرب أكتوبر فی العالم
إقرأ أيضاً:
العفو الدولية: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة على مرأى العالم
أكدت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية (أمنستي)، أنييس كالامار، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة إبادة جماعية بشكل علني ومباشر في قطاع غزة ، وسط صمت دولي مريب.
وفي تقرير جديد للمنظمة، أوضحت كالامار أن "أمنستي" وثّقت بالأدلة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مشيرة إلى أن نظام الفصل العنصري والاحتلال غير القانوني في الضفة الغربية قد تصاعد إلى مستويات خطيرة من العنف والدمار.
وأضافت: "العالم بأسره يشاهد، وكأنه عاجز، كيف تواصل إسرائيل قتل آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات، وارتكاب مجازر ضد عائلات كاملة، وتدمير منازل ومستشفيات ومؤسسات تعليمية".
كما لفتت الأمينة العامة إلى الهجمات المتزايدة ضد المحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد إصدارها أوامر مؤقتة في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وصدور رأي استشاري يؤكد عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية.
وشددت كالامار على أن "من الضروري أن تتحرك الحكومات فورًا لدعم العدالة الدولية، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، والعمل على حماية المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها من أي تهديد أو عقوبة".
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين محادثات غزة في القاهرة تشهد اختراقًا كبيرًا بالصور: المملكة المتحدة تعلن عن حزمة لفلسطين بقيمة 101 مليون جنيه إسترليني موعد أول أيام ذي القعدة 1446 في فلسطين الأكثر قراءة الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من محافظة الخليل صيدم: لدينا فرصة مهمة للاستفادة من التقارب الفلسطيني السوري عدوان الاحتلال على طولكرم يدخل يومه الـ86 مستوطنون يحطمون كراجا لتصليح المركبات ويستولون على محتوياته في أم صفا عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025