استضافت الأمانة العامة بالقاهرة، مؤتمر "المرأة والسلام" تحت شعار "التحديات الراهنة في الإطار العربي"، والذي نظمته "مؤسسة التضامن المصري والعربي والإفريقي"، بمشاركة الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة بجمهورية مصر العربية، والسفير محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق، ورئيس مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات ورئيس المؤتمر، وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والإفريقي المعتمد بالقاهرة وعدد من الخبراء العرب في قضايا الأمن والسلام، والذي عقد تحت رعاية جامعة الدول العربية استضاف 

 

وأكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، في كلمة ألقتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن انعقاد هذا المؤتمر يعكس حرصاً على تعزيز فرص الشراكة المسؤولة بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز قدرات النساء وتمكينهن بما يتيح لهن المشاركة الكاملة والمتكافئة والجادة في تحقيق السلام وحفظه.

 

كما استعرضت جهود جامعة الدول العربية الرامية إلى إنصاف المرأة وتعزيز حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودعم المبادرات الوطنية والإقليمية الهادفة إلى إدراج المنظور الجندري في مسار بناء السلام حيث بات تمكين المرأة وحمايتها والدفاع عن حقوقها عنصر رئيسي في معادلة بناء السلام واستدامته باعتبارها شريك فاعل ومؤثر في هذا المسار وخاصة في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة.

 

وأوضحت أنه في إطار تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن على المستوى الإقليمي العربي في ضوء قرار مجلس الامن 1325 حول المرأة والسلام والأمن والقرارات اللاحقة به، تم إعداد الإستراتيجية الإقليمية للمرأة والأمن والسلام وخطة عملها التنفيذية المعنونة "حماية المرأة العربية: الأمن والسلام" والتي تم اعتمادهما في سبتمبر 2015، كما تصدرت مسألة الوساطة النسائية أولويات جامعة الدول العربية، حيث تم تأسيس "الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام" في مارس 2021 بالتعاون مع المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالدول العربية لتكون آلية إقليمية تعمل على تحقيق أجندة المرأة والأمن والسلام وتعزز مشاركة النساء في صنع السلام الشامل وفي حل النزاعات المسلحة، وتُلبي في الوقت ذاته احتياجات جوهرية في ترسيخ السلم والأمن الدوليين.

 

ومن جهتها أكدت الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة بجمهورية مصر العربية، أن تمكين المرأة من المشاركة وتضمين احتياجاتها يؤدي إلى تسريع وتحقيق عمليات السلام وإعادة إعمار أكثر فاعلية، وأضافت أن الدراسات تشير إلى وجود ارتباط وثيق بين توقيع المرأة على اتفاقات السلام والوصول إلى سلام أكثر استمرارية، وأن إشراك المرأة في عمليات السلام يؤدي إلى زيادة احتمالية استمرار الاتفاقات السلمية لمدة 15 عاماً على الأقل، وأشارت إلى أن المجلس القومي للمرأة وبالتعاون مع وزارة الداخلية ينفذ برنامجاً تدريبياً بعنوان "المرأة والنزاعات المسلحة" حيث ركز على الأطر والآليات المختلفة المتعلقة بحماية ومشاركة المرأة أثناء وبعد النزاعات المسلحة.

 

كما أوضحت أن جمهورية مصر العربية تضع أجندة المرأة والسلم والأمن في قلب جهودها ومساعيها الدولية والإقليمية لتحقيق السلام، حيث تؤكد مصر في بياناتها المختلفة خلال النقاش السنوي المفتوح لمجلس الأمن الدولي حول المرأة والسلم والأمن على أهمية تعزيز مشاركة المرأة في المفاوضات وبناء قدراتها لتكون قادرة على المساهمة بفعالية في مفاوضات وبناء السلام.

 

ومن جانبه أبرز السفير/ محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق ورئيس مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات ورئيس المؤتمر، الحرص الذي يحدو مؤسسات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث العربية للتعاون مع الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، بما يتيح إنشاء بيئة شاملة وعادلة تسمح للمرأة بالمشاركة بكامل إمكانيتها للمساهمة في بناء السلام وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

وفي ختام المؤتمر استعرض الدكتور زين السادات، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التضامن المصري والعربي والإفريقي، التوصيات التي تم اعتمادها مؤكداً حرص المؤسسة على مواصلة جهودها لمتابعة تنفيذ ما خلص إليه المؤتمر من مقترحات لتمكين المرأة العربية في مجال بناء السلام وتحقيق استدامته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التحديات الراهنة السلك الدبلوماسي الشؤون الاجتماعية النزاعات المسلحة المرأة والسلام الدول العربیة بناء السلام

إقرأ أيضاً:

الوعي أمان.. الأم مسئولة عن وعي المجتمع وحماية الأسرة

ينظر المجتمع إلى المرأة باعتبارها أم وراعية ومسئولة عن صناعة الوعى، كما أنها المسئولة عن حماية الأسرة، عبر بناء الوعى الرشيد والتوجيه الصحيح للقيم والمبادئ الوطنية الصحيحة، وتعمل الدولة المصرية على تمكين المرأة فى إطار تحديث «رؤية مصر 2030»، ووفقاً للاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، التى تسعى إلى بناء مجتمع عادل يتميز بالمساواة فى الحقوق والفرص، ويحقق أعلى درجات التماسك والتكاتف والاندماج بين أبنائه وبناته.

تشتمل الاستراتيجية على أربعة محاور عمل متكاملة، تشمل التمكين السياسى وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة، والتمكين الاقتصادى، والتمكين الاجتماعى، والحماية، فضلاً عن العمل الجاد على تغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة، وتعزيز سبل حصولها على حقوقها القانونية، كما تحدد الاستراتيجية مجموعة من التدخلات المفصلية، التى من شأنها أن تُحدث النقلة النوعية المطلوبة لتحقيق الانطلاقة الكبرى، التى يصبو إليها كل مصرى ومصرية.

«الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة» خطوة لبناء مجتمع عادل يتميز بالمساواة في الحقوق والفرص 

وقالت المستشارة أمل عمار، رئيس المجلس القومى للمرأة: «هناك جهود وطنية مبذولة لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، حيث عملت مصر على تمكين المرأة من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، ومع صعود التمكين السياسى وتفعيل القيادة النسائية، تم تعزيز مشاركتها وزيادة تمثيلها فى البرلمان، حيث وصلت إلى 27% فى مجلس النواب، و14% فى مجلس الشيوخ، من خلال نظام الحصص الانتخابية والمقاعد المخصصة للمرأة، فضلاً عن تقليدها العديد من الحقائب الوزارية والمناصب القيادية فى الدولة والبنوك والمؤسسات والشركات الخاصة».

وأوضحت رئيس المجلس القومى للمرأة أنه فى إطار التمكين الاجتماعى وصلت حملة طرق التوعية إلى ملايين السيدات، وأطلقت البرنامج القومى لتنمية الأسرة، ومبادرة انطلاقة جديدة لبناء الإنسان، ومبادرة دعم صحة المرأة، التى أسفرت عن تقديم أكثر من 55 مليون خدمة صحية للمرأة، وفى إطار الاستثمار القومى للفتيات فى مصر تم إطلاق برنامج «نورا»، تحت رعاية السيدة الأولى، ويستهدف الفئة العمرية من 10 إلى 14 عاماً، من خلال تدريبهن على التعبير عن أنفسهن، والتوعية بالممارسات الضارة، مثل الزواج المبكر، وختان الإناث، والتسرب من التعليم، مشيرةً إلى أنه تم توسيع المشاركة فى البرنامج، لتشمل الأولاد.

وأشارت «أمل» إلى أنه فى مجال التمكين الاقتصادى، أطلقت مصر أول شراكة من نوعها على مستوى العالم، بين «البنك المركزى المصرى» والمجلس القومى للمرأة، من خلال برنامج «تحويشة» للادخار والإقراض بين النساء، الذى يستهدف تحقيق نمو بنسبة 252% فى معدلات الشمول المالى للمرأة، كما أطلق «بنك مصر» أول نموذج محاكاة مع البنوك، لتشجيع المرأة الريفية على استخدام الخدمات المصرفية، وفى إطار تمكين المرأة فى المشروعات الخضراء المستدامة، تم تدريب عدد كبير من النساء فى هذا المجال، للمساهمة فى الحد من الأثر البيئى وتغير المناخ، وزيادة الإنتاج المحلى.

وأضافت رئيس «القومى للمرأة» أن مصر أصدرت حزمة تشريعات لحماية المرأة من صور العنف الجسدى والجنسى والنفسى والاقتصادى، داخل وخارج الأسرة، وتشديد عقوبات التحرش، وإساءة معاملة المرأة، والتنمر، وحماية بيانات الضحايا، وعدم نشر محاضر الجلسات فى القضايا الجنائية دون إذن، لتشجيع الإبلاغ، كما تم إنشاء أول وحدة لحماية المرأة من العنف، تعمل على تقديم حزمة من الخدمات المتكاملة فى هذا الصدد، وأوضحت أن مكتب الشكاوى بالمجلس، وكذلك خدمة الخط الساخن، استقبلا أكثر من 207 آلاف شكوى واستفسار ونصيحة، تم التعامل معها عن طريق الفحص، والإحالة للجهات المختصة، بالإضافة إلى تقديم الدعم القانونى والاجتماعى والنفسى، بنسبة إنجاز تصل إلى 80%.

وأكدت «أمل» أنه فى ظل التطورات التكنولوجية، وانتشارها بشكل واسع فى كثير من المجالات، سواء الاجتماعية أو التعليمية وغيرهما، خاصةً «السوشيال ميديا»، هناك العديد من الأمهات اللاتى يحرصن على توعية أبنائهن من مخاطر هذه التكنولوجيا، سواء كان الأمر يتعلق بظاهرة التحرش، أو الألعاب الإلكترونية، التى أصبحت تمثل مخاطر عديدة على الأطفال، سواء على المستوى التعليمى، أو على المستوى الشخصى.

تواصلت «الوطن» مع عدد من الأمهات لاستطلاع آرائهن حول كيفية توعية أبنائهن من مخاطر التكنولوجيا، وقالت «وفاء سعيد»، لديها 3 بنات، إنها تحرص دائماً على توعية بناتها من مخاطر الابتزاز الإلكترونى، التى أصبحت منتشرة على «فيس بوك»، وفى كثير من الألعاب الإلكترونية، وأضافت: «دايماً أنصح بناتى بعدم فتح هذه الألعاب، أو أى لينك على مواقع التواصل، إلا لما أشوفه الأول وأنا اللى أفتحه بعدين»، كما أشارت إلى أنها عملت أيضاً على توعية بناتها من التعرض لظاهرة التحرش، وقالت: «لما بناتى كبروا، بقيت أفهمهم إن لو واحدة تعرضت لموقف فى الشارع تعمل إيه، علشان يحموا نفسهم من أى خطر، وهما بقى عندهم وعى، وعارفين يتصرفوا إزاى».

وقالت زينب حسن، أم لـ5 بنات، إنها تحرص دائماً على مراقبة بناتها وتوعيتهن من مخاطر السويشيال ميديا: «أراقب تصرفاتهم وأعمل على توعيتهم بمخاطر السوشيال ميديا، وإزاى يتعاملوا مع الابتزاز الإلكترونى، ومش أى حد يبعت لهم يردوا عليه، ولازم يعرفونى علشان أتعامل بطريقتى»، ووجهت عدة نصائح للأمهات، منها عدم السماح لأبنائهن بالإفراط فى استخدام السوشيال ميديا، لأنها تؤثر بشكل سلبى على الأبناء، سواء على الناحية التعليمية أو الشخصية، كما أن هناك بعض الأشخاص قد يصابون بالعزلة والاكتئاب.

مقالات مشابهة

  • الوعي أمان.. الأم مسئولة عن وعي المجتمع وحماية الأسرة
  • جامعة أسيوط تستضيف مؤتمر تكنولوجيا علاج مرض السكري
  • وزير الخارجية الأمريكي: شراكتنا مع مصر مهمة لتعزيز السلام والأمن بالمنطقة
  • افتتاح وحدة المرأة الآمنة بجامعة الفيوم.. صور
  • (144) بحثاً علمياً يناقش القضايا الراهنة في مؤتمر سيئون بمشاركة دولية واسعة
  • أمينة الفتوى بدار الإفتاء: طلب العلم للمرأة فرض بشروط
  • جامعة الفيوم تفتح وحدة المرأة الآمنة بالجامعة
  • باريس تحتضن اجتماعاً دولياً لبحث مستقبل «الذكاء الاصطناعي»
  • هل طلب العلم للمرأة فرض عين أم كفاية؟.. أمينة الفتوى تحسم الجدل
  • مصر تحتضن فرقة سحر التانجو في ليلة فنية استثنائية احتفالًا بعيد الحب