ترأس الحكومة لولايتين و مسؤول عن عزلة الساكنة المتضررة.. شماتة حزب العدالة و التنمية بضحايا الزلزال تثير سخط المغاربة
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
أثار بلاغ حزب العدالة و التنمية الصادر أمس عقب اجتماع أمانته العامة ، جدلا واسعا، حينما تحدث عن أن سبب الزلزال المدمر الذي ضرب قرى في مناطق نائية بالحوز و تارودانت إنما بسبب الذنوب و المعاصي.
و قال الحزب الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران في بيان أمانته العامة المنعقدة أمس : “علينا أن ننتبه إلى أن من معاني الرجوع إلى الله ما يفيد بأننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا”.
و أورد البيان : “يجب أن نراجع كذلك كي نرجع الى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها”.
بعد هذا البلاغ الغريب، أعلن الوزير السابق عبد القادر أعمارة، استقالته من حزب العدالة والتنمية، وكتب على حسابه الفايسبوكي : “بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية فإني أعلن عن إستقالتي من الحزب وكل هيآته منذ هذه اللحظة.”
الكاتب الصحافي محمد كريم بوخصاص، قال أن حزب العدالة و التنمية الذي قاد الحكومة عشر سنوات مسؤول أخلاقيا وواقعيا عن عدم التوزيع المجالي للتنمية و لم يخجل من نفسه، حينما اعتبر أن الزلزال بسبب ذنوب ومعاصي المغاربة الفردية و”الذنوب والمعاصي السياسية”، متسائلا : “كيف كانت هذه العقلية تدبر شؤون المغاربة؟؟”.
واعتبر بوخصاص ، أن بيان العدالة والتنمية الذي يتشفى في المغاربة ويعتبر الزلزال المفجع “عقاب من الله” على ذنوبنا ومعاصينا الفردية، وأيضا عقاب على ما سماها “المعاصي السياسية” يحيل على واقعة حصلت قبل نحو عقدين، وكان ابن كيران نفسه حاضرا في مشهدها.
و ذكر أنه في سنة 2005، حين كان ابن كيران -هو نفس الرجل الذي يتصدر مشهد الحزب اليوم- مدير نشر جريدة “التجديد”، نشر رئيس تحريرها آنذاك حسن السرات مقالا تخت عنوان “السياحة الجنسية وزلزال تسوماني … إنذار مبكر للمغرب قبل فوات الأوان”، فسّر فيه الكاتب التسونامي الذي ضرب سواحل بجنوب شرق آسيا حينها باحتمال أن يكون عقابا من الله وفجر ذلك غضبا عارما واصطفافا إيديولوجيا حادا. الآن، يضيف بوخصاص، يعود الحزب الذي يقوده نفس الرجل (ابن كيران) ليطلق نفس التفسير، لكنه اليوم بزخم أكبر وأخطر، لأن التفسير جاء كموقف رسمي للحزب، صدر في بيان تلا اجتماع أمانته العامة، مبرهنا للجميع أن قناعات الحزب وتصوراته لم تغيرها دربة تدبير الشأن العام، ولا التطورات الفكرية التي يفترض أن تحصل داخل التنظيمات التي تقطع مسارا سياسيا يتجاوز العقدين من الزمن. و اعتبر بوخصاص ، أنه “من الصعب تقبل أن يكون الحزب الذي قاد الحكومة لعشر سنوات، وكان يدبر شؤون المغاربة في الحكومة والجماعات المحلية، بما فيها بعض الجماعات المتضررة من الزلزال، يؤمن بأن الله يعاقبنا على ذنوبنا بأن خسف الزلزال قرى كاملة لم يقم هذا الحزب بشيء اتجاهها ولم يوصل لها حقها في التنمية.” و خلص إلى أن الحزب قد يكون لم يهضم بعد زلزال الانتخابات لـ8 شتنبر 2021، لكن أن يصل إلى الاقتناع بأن الله عز وجل زلزل الأرض من تحت أقدامنا عقابا لنا، لأنه يؤمن أن “معصة سياسية” ارتكبت في حقه أزالته من السلطة، فذلك جنون، بل انتحار سياسي سيكون له ما بعده.المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: حزب العدالة
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: في بعض الأحيان يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي جوهر الصيام وفحواه، ولُبه ومغزاه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.
وقال خطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة اليوم: لقد شرع الله تعالى الصيام ليجدِّدَ المسلم شِيَمَه التعبدية المحمودة، ويعاود انبعاثته في الخير المعهودة، فَيَتَرَقَّى في درجات الإيمان، وينعم بصفات أهل البِرِّ والإحسان، حيث لم يَقِف الشارعُ الحكيمُ عند مظاهر الصوم وصوره، بل عمد إلى سُمُو الروح ورقي النفس وحفظها وتزكية الجوارح، والصعود بها من الدرك المادي إلى آفاق السُّمُو والعلو الإيماني، لذا اختص الله عز وجل هذه العبادة دون سائر العبادات، كما في الصحيحين: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي به".
وأوضح أن هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفس وإصلاح العمل، ونبذ الخلافات والفُرقة، وتحكيم لغة العقل والحوار، والتعاون على البر والتقوى؛ بما يحمله هذا الشهر الكريم من دروسٍ عظيمة في التسابق في الخيرات والأعمال الصالحة، قال تعالى:﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾، قال الإمام ابن القيم: "وكان هديه عليه الصلاة والسلام فيه أكمل هدي، وأعظمه تحصيلًا للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه، في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخصه بالعبادات ما لا يخص غيره".
الصدقة في رمضانوخاطب الدكتور السديس الصائمين القائمين الباذلين: قائلًا ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وكان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، "وكَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" (متفق عليه)، فأكْثِروا من البذل والجود في الشَّهر المحمود، ألا فجودوا أيها الكرماء النبلاء، مما أفاض الله عليكم، وابسطوا بالنوال والعطاء الأيادي، لِتُبَدِّدُوا بذلك هموم المَدِينين، وعوَزَ المحتاجين، وخصاصة المكروبين، والإفراج عن المساجين الذين ينتظرون عطاءكم، ويتلهفون إلى بذلكم وإحسانكم: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال :" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا" ، والناس بين موفق مرحوم، وممسك محروم ، فاجعلوا أيديكم ممدودة بالخير لنفع الغير وليكن عملكم الخيري تحت مظلة مأمونة، وجهات موثوقة.
ونوه أن ِنعْمَة العِبَادة والزُّلْفَى، إخراج الزكاة المفروضة والصَّدَقة، في هذه الأيام المباركات: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾، ويَا حَبَّذَا الإكثار مِن العطاء والنَّفَقَات، والعناية بالأوقاف والوصايا والمحافظ الوقفية في الأعمال الخيرية، لِتَمَيُّزها بالاستدامة والحوكمة، والشفافية والموثوقية، والاهتمام بما يحقق المصالح العامة؛ كالمشافي ومراكز علاج الكُلَى، وشق الطرق، وجود الإسكان، وحفر الآبار، وسقي الماء، ونشر العلم الذي ينتفع به؛ في التوحيد، ودعم حلقات القرآن، وتوريث المصاحف، وكتب السُّنة والأحكام، والصدقات الجارية، مما يحقق النفع العام، ومجالات التنمية، وأن يكون التُّجَّار والموسرين ورجال الأعمال قُدوة في ذلك ، وقد يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل أحيانًا؛ للاقتداء والائتساء، مما يعظم أجره ويدوم أثره. ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾.
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى الإكثار من صالح الأعمال ورجاء القبول خلال هذه الأيام المباركة وأعقبوها شُكْر المنان الموصول؛ فبالرضا تفوزوا، وللنعمى تحوزوا فرمضان شهر النشاط والجِدِّ والعمل، شهر الانتصارات وتحقيق الإنجازات، ففي رمضان من العام الثاني الهجري انتصر المسلمون في أُولَى غزواتهم الكبرى، غزوة بدر، ثم تتابعت انتصارات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وكان كثيرٌ منها في هذا الشهر المبارك.
وحث على استدراك مافات من الأعمال الجلائل والقِيَام والاعتكاف والابْتِهال والدعاء. فلا تزال الفُرْصَة سَانِحَة، والتّجَارة رَابِحَة، لِمَنْ بَدَّدَ أيَّام رَمضان وَفرَّقَهَا، وسلك بِنفسه طرائق التّفريط فَأَوْبَقَهَا.