قال جين لو تشون رئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، إن مصر واحدة من أعظم الحضارات في تاريخ البشرية، كما احتلت البنية التحتية المصرية منذ فترة طويلة مكانة خاصة في مخيلة العالم. ويظهر ذلك من خلال أعجوبة أهرامات الجيزة الخالدة إلى قناة السويس التي يتدفق من خلالها 12% من التجارة العالمية، ظلت مصر منذ فترة طويلة موطنًا للرؤى الكبرى والأحلام لغد جديد.

وأضاف، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لاجتماعات البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بشرم الشيخ اليوم، ، أن مشروع قناة السويس الجديدة، الذي تم تنفيذه في وقت قياسي بفضل الاهتمام الشديد من الرئيس السيسي، يجسد التأثير التحويلي لمشاريع البنية التحتية جيدة التخطيط والتنفيذ. إن التأثير التنموي لهذا المشروع وغيره من استثمارات البنية التحتية المصرية مثل العاصمة الإدارية الجديدة واضح للغاية.
وأشار إلى أن العالم يواجه حاليآ ما بعد الجائحة سلسلة من التحديات الاقتصادية. ويجري تخفيض توقعات النمو، ويصل التضخم وأسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ عقود. وفي أعقاب وباء كوفيد-19، أصبحت الميزانيات العامة أكثر إجهادا من أي وقت مضى ومع ذلك، فإن العالم مستمر في النمو. وتستمر فجوة تمويل البنية التحتية في الاتساع بشكل متزايد. وهناك حاجة متزايدة إلى دعم الأعضاء في مواجهتهم للكوارث الطبيعية المتكررة أكثر من أي وقت مضى، مثل المآسي الأخيرة في المغرب وليبيا. والأهم من ذلك أن الخطر الواضح والقائم المتمثل في تغير المناخ الذي يهددنا جميعا

وأشار رئيس البنك الآسيوي إلى ما قاله الرئيس الراحل محمد أنور السادات منذ نحو خمسة وأربعين عاماً، حينما في مذكراته: "لا يمكن أن يكون هناك أمل إلا في مجتمع يعمل كأسرة واحدة كبيرة، وليس العديد من الأسر المنفصلة". وهذا هو جوهر الروح المتعددة الأطراف التي شكلت تشكيل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية في عام 2016.

وقال: أنا فخور بأن أقول إن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية، بعد مرور ثماني سنوات على تشغيله، قد تم الاعتراف به باعتباره عنصراً أساسياً في البنية المالية العالمية. ويظل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية ضمن الجينات الوراثية لبنوك التنمية المتعددة الأطراف، ويتمتع بالسمات الخاصة التي يتمتع بها بنك التنمية المتعدد الأطراف الذي يتناسب مع القرن الحادي والعشرين. ويعمل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية بشكل وثيق مع المؤسسات الشقيقة لتعزيز الروابط العائلية التي تربط كافة بنوك التنمية المتعددة الأطراف معا. ونحن نساهم بنشاط في إصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف، بما في ذلك من خلال تنفيذ توصيات مراجعة CAF لمجموعة العشرين، مع إنشاء مبادرات جديدة مع الشركاء الموقرين بوتيرة فائقة السرعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اجتماعات البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وزارة المالية الرئيس عبد الفتاح السيسي البنیة التحتیة

إقرأ أيضاً:

الهوية العُمانية في الميادين الدبلوماسية

 

 

د. إسماعيل بن صالح الأغبري

لكل دولة من الدول هويتها الدبلوماسية التي تميزها عن غيرها، تحدد آليات علاقاتها مع دول العالم وترسم خطواتها الدبلوماسية في كيفية معالجة الحوادث المستجدة، ولسلطنة عُمان هويتها في ميادين مختلفة ومنها الميدان الدبلوماسي، فالتخفيف من الاحتقانات التي قد تقع بين الدول أو بين أطراف الدولة الواحدة معلم من معالم الهوية العُمانية، ولذا فإنَّ دبلوماسيتها ذات بصمات إيجابية في حلحلة بؤر النزاع بين هذه الأطراف كما وإن هذه الهوية تتجلى في عدم تأجيج الفتن والنزاعات وذلك عن طريق إقامة علاقات طبيعية مع الدول خالية من المناكفات، بعيدة عن المزايدات، ثم  استثمار علاقاتها الإيجابية للقيام بدور تصالحي بين الدول المتباينة في الرؤى ووجهات النظر متى ما تراضت الأطراف التحاكم إليها أو الاحتكام إلى دبلوماسيتها المشهود لها بالحكمة والحنكة.

دبلوماسية سلطنة عُمان لا تفرض نفسها على بقية الدول المتباينة ولكن إن طلب منها الفرقاء تسهيلا أو تذليلا لعقبات أو تصفية لأجواء أو استضافة لحوارات داخل الأرض العُمانية أو خارجها في حرمها الدبلوماسي فإنها تقوم بذلك خدمة للسلم الإقليمي والدولي معًا.

إيمان الدبلوماسية العُمانية بأنَّ أي اضطراب في علاقات الدول الإقليمية والعالمية سيؤثر سلباً على الاستقرار السياسي العالمي تماماً كاهتزاز طرف الحبل فإنَّ ذلك ينذر باهتزاز أول الحبل ووسطه وآخره.

الدبلوماسية العُمانية تنحاز لرجل إطفاء الحرائق المشتعلة أو الموشكة على الاشتعال، وتتجنب الاصطفاف مع أي فريق يصعد من خطاباته أو يعكر صفو الاستقرار السياسي والدبلوماسي بين الدول.

ولهذه الهوية العُمانية في الميدان الدبلوماسي نماذج كثيرة، ولا أدل على ذلك من المفاوضات الجارية حاليا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، فالبلدان ارتضيا مسقط عاصمة سلطنة عُمان موئلا ومكانا جامعاً لهما للقاء غير مباشر حسب المعلن عنه، ثم إن الطرفين يثقان بالدبلوماسية العُمانية لخبرتهما بها خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الموقع بين الطرفين عام 2015م.

مكان التفاوض بين البلدين مسقط، وهي تؤمن بضرورة تذليل العقبات وبذل ما أمكن من تسهيلات لأن المنطقة منطقة الخليج، شريان الذهب الأسود إلى قارات العالم، وشرارة واحدة ولو بالخطأ تعني تطاير ألسنة اللهب إلى كافة الدول، وتأخر تصدير قطرة منه يعني مساسا بالاقتصاد العالمي، وتعطل كثير من المصانع الإقليمية والدولية.

 مسقط تدرك أن الطرفين ليسا نكرة بين دول العالم، فأمريكا تمثل القطب العالمي الأوحد حتى الساعة، ولديها من المقدرات والقدرات في مختلف المجالات ما يجعلها قادرة على إحداث ألم شديد سياسي وعسكري واقتصادي وسط هذا العالم المترامي الأطراف.

وبالنسبة لإيران فهي أيضاً قوة لا يستهان بها عسكريا على أقل تقدير، قادرة على وضع بصماتها المؤثرة على الدول القريبة والبعيدة معاً لامتدادها الجغرافي ولها تأثيرها الثقافي على عدد من دول العالم الإسلامي أما عن قدراتها العسكرية خاصة الصاروخية فهي في تنامٍ مستمر.

أما بالنسبة للدولتين المتفاوضتين فإنَّ الولايات المتحدة الأمريكية وفي عهد الجمهوريين تحديداً لا ترغب في ميلاد قوة خارجة عن ضبط إيقاعهم، ويتصورون إمكانية وقوع ذلك من إيران إن لم يصلوا معها إلى اتفاق خاصة وأنهم يعتقدون أن إيران ذات أيدولوجية ككوريا الشمالية مع اختلاف مرجعية الأيدولوجيتين، فالمجاهرة بعداء إسرائيل وعدم الاعتراف بها دولة قائمة بناء على منطلقات شرعية مع بقاء إيران الدولة الوحيدة المتمكنة حالياً من تهديد إسرائيل عسكرياً يعزز إصرار الأمريكيين على الضغط على إيران.

الطرفان: إيران وأمريكا لا يريد أي منهما أن يظهر وكأنَّ خصمه كسر إرادته مراعاة لمنطلقات كل منهما، فالجمهوريون حصدوا الأصوات بناءً على ما رفعوه من شعارات منها: أمريكا أولا، وكذلك إعادة الهيبة لأمريكا أو لنقل ترسيخ الهيمنة الأمريكية كقوة عظمى في هذا العالم.

والإيرانيون لهم نظام حكم ذو نزعة استقلالية، يتكئون في ذلك على مواريثهم الحضارية وعلى الأيدلوجية الإسلامية الحاكمة، ومن الصعب عليهم الظهور بمظهر المغلوب على أمره أو التنازل عن مبادئ قامت عليها الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى ذلك فإنَّ الطرفين لا بد لكل منهما التزحزح عن بعض ما يرفعه لتحقيق اختراق لازم، يسفر عن نتائج إيجابية مرتقبة من العالم.

وختاماً فإنَّ الدبلوماسية العُمانية بساط أخضر واسع، يمكنها احتواء الأطراف المختلفة، وكذلك فإن الإرادة العُمانية الجادة في سبيل إطفاء فتيل الأزمات تعين على التقريب بين وجهات النظر.

قلما دخلت الدبلوماسية العُمانية في معترك الوساطات إلا وأسفر ذلك عن توصل الأطراف إلى حل جامع لهذه الأطراف، وإن لم تصل الأطراف إلى المرجو من التفاوض فلا أقل من تهدئة بينهما.

إذا تنفس الصبح في مسقط، وانبلج فجر المفاوضات، وأشرقت شمس التقاء الأطراف، وبزغ النجم المرتقب فإنَّ ذلك حصاد الدبلوماسية العُمانية المشهود لها، وبذلك تكون سلطنة عُمان قد أسدت خدمة جليلة للخليج من حيث استقراره وإمكانية تصدير نفطه، وتكون كذلك أسدت للعالم خدمة جليلة من حيث تجنيب العالم ويلات الصدام المسلح أو الحروب الاقتصادية. الدول تنتظر بفارغ الصبر صبح مسقط بشرط أن يتخلى كل طرف من المتفاوضين عن بعض ما يُؤمن به ليلتقيا في نقاط مشتركة، ليس أحد منهما أُريق ماء وجهه.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محافظ شمال سيناء: البنية التحتية جاهزة لاستقبال المستثمرين
  • تنظيم مونديال 2030 يمنح مراكش فرصة تطوير البنية التحتية
  • على هامش اجتماعات الربيع بواشنطن.. جبريل إبراهيم: الحكومة تسعى إلى تعزيز البنية التحتية للطاقة
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • مجلس إدارة مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يعقد اجتماعه السادس
  • وفد استثماري كويتي يثني على التطور الكبير المصري في البنية التحتية والمناخ الجاذب للاستثمار
  • فرنسا تنزل بثقلها لدعم مشاريع البنية التحتية بالمغرب لتنظيم مونديال 2030
  • مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يفتتح مكتب أعماله في محافظة الخرج
  • محافظ المنوفية يلتقى رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء الجديد لتطوير مشروعات البنية التحتية للقطاع
  • الهوية العُمانية في الميادين الدبلوماسية