بعد حصارها.. هكذا بدا المشهد في القدس بـ"عيد الغفران"
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
هدوء مريب وشلل تام أصاب كافة مناحي الحياة في مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة، بسبب القيود والإغلاقات المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على حرية الحركة والتنقل داخل المدينة، تزامنًا مع ما يسمى "عيد الغفران" اليهودي.
فمن يتجول في شوارع القدس الرئيسة الأكثر حيوية، وأسواق البلدة القديمة يجدها "مدينة أشباح" خالية تمامًا من المارة والمتسوقين والباعة المتجولين، إثر الإغلاق الإسرائيلي الشامل لمداخل أحيائها وبلداتها بالمكعبات الإسمنتية والسواتر الحديدية.
المدينة المقدسة بشوارعها وطرقاتها الرئيسة تحولت إلى ثكنة عسكرية، تعج بعناصر شرطة الاحتلال ووحداتها الخاصة ودورياتها الراجلة، وحواجزها، الأمر الذي أدى إلى شل حركة المقدسيين وتعطل مصالحهم ووصولهم إلى أماكن عملهم.
وتسببت الإجراءات الإسرائيلية هذه بإغلاق عشرات المحال التجارية في البلدة القديمة أبوابها، ما يُكبد أصحابها خسائر فادحة، يدفعون ثمنها كل عام، في "سبيل تهيئة الأجواء للمتطرفين اليهود كي يتطهروا من ذنوبهم في ساحة البراق غربي المسجد الأقصى".
ويعاني التجار المقدسيون أوضاعًا اقتصادية سيئة وضغوطًا شديدة، تتمثل في فرض المخالفات والضرائب الباهظة عليهم، وإغلاق محلاتهم التجارية والتضييق عليهم بشكل متواصل، لدفعهم إلى تركها والتخلي عنها.
وعند أبواب الأقصى، وخاصة باب السلسلة، لم يكن المشهد مغايرًا، بل أبعدت شرطة الاحتلال المرابطين والمرابطات عن المنطقة، وسط تعمد المستوطنين استفزازهم بكلمات "بذيئة"، والاعتداء عليهم.
محطة عدوان
الخبير في الشأن المقدسي حسن خاطر، يقول: "إن الأعياد اليهودية أصبحت كما كل عام محطة لزيادة العدوان على القدس والمسجد الأقصى، ولم تعد مجرد احتفالات دينية، بل سياسة إسرائيلية تستهدف المساس بالأقصى".
ويوضح خاطر، في حديثه لوكالة "صفا"، أن حالة من الركود الاقتصادي والشلل التام تُخيم على المدينة المقدسة في كل مناحي الحياة، بسبب فرض الحصار والإغلاق الشامل عليها، بمناسبة ما يسمى "عيد الغفران".
ويضيف أن الاقتحامات وعمليات الاعتقال والقمع والتنكيل بكل أشكالها، بما فيها إجراءات الاحتلال المشددة كلها أصبحت مظاهر طاغية على المشهد المقدسي، وكأن أعياد اليهود لا تنجح إلا إذا كانت مصحوبة بهذه العوامل الاستفزازية.
وتشكل هذه الإجراءات العنصرية- وفقَا للخبير المقدسي- إعلان حرب على القدس والأقصى، والوجود الفلسطيني العربي فيها، وحتى التجار لم يسلموا أيضًا من تلك الإجراءات.
ويشير إلى أن شرطة الاحتلال منعت الفلسطينيين من الوصول للبلدة القديمة والأقصى، جراء إغلاق مداخلها وأزقتها وعزلها بشكل كامل عن باقي الأحياء والبلدات المقدسية، بحيث لا تسمح إطلاقًا بدخول أي شخص من خارج البلدة إليها.
ويبين خاطر أن تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية تتسبب في عدم وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، وحوّل حياة المقدسيين إلى "سجن كبير"، وقيّد حركة تنقلهم.
ويتابع "بعد انتهاء الأعياد، لا تعيش القدس في سلام رُغم تراجع إجراءات الاحتلال، لأن الموضوع يحمل بعدًا سياسيًا بامتياز وليس دينيًا، بهدف إغراق المدينة المقدسة بكل مشاريع التهويد والسيطرة على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة فيها".
إحكام السيطرة
ووفقًا للخبير المقدسي، فإن استمرار الأعياد سيؤدي لتصاعد حدة العدوان الإسرائيلي على الأقصى، والإغلاق وعزل المصلين عن مسجدهم المبارك، ومواصلة سياسة القمع والإرهاب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في المدينة المحتلة.
ومن وجهة نظر خاطر، فإن ما يجري بالقدس بمثابة سياسات إسرائيلية كبيرة مُخطط لها مسبقًا منذ بداية العام الجاري، ما يثير القلق والخوف ليس فقط على أولي القبلتين، بل المدينة بأكملها، كونه يريد إحكام قبصته وسيادته عليها.
ويحذر من خطورة الإجراءات الإسرائيلية في القدس ومسجدها المبارك، معتبرًا ما يحدث ليس عفويًا بل يتم بشكل منظم، يفرض الاحتلال خلاله أجزاء من سياساته العنصرية ضد الأقصى.
ويضيف خاطر، "هذا أمر خطير، يجب عدم التعامل معه على أنه مجرد مناسبات عابرة، بل هي مخططات منظمة هدفها التهويد، وقطع الطريق على الفلسطينيين وعلاقتهم بمقدساتهم ومدينتهم المقدسة".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: قدس الأقصى الغفران
إقرأ أيضاً:
خلال أسبوع.. توثيق عمليات قتل جماعي لعائلات في 31 مجزرة بشمال غزة
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وجرحت خلال الأيام السبعة الماضية، 1304 فلسطينيين سقط معظمهم في قصف تركز على شمال قطاع غزة، واستهدف تجمعات متفرقة، ولكن بوتيرة أوسع.
وانتهجت قوات الاحتلال مؤخرا، عمليات قتل جماعي لعائلات في (31) مجزرة استهدفت خيام النازحين والملاذات الآمنة ومساكن في بيت لاهيا وجباليا في شمال غزة ودير البلح في الوسط, وطالت مناطق أخرى عديدة شملت كذلك عيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).
أخبار متعلقة استشهاد 5 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل بمدينة غزةالعدوان على غزة.. 5 شهداء إثر قصف الاحتلال خيمة للنازحيناستشهاد 9 فلسطينيين في إطلاق نار وقصف إسرائيلي على غزة والضفةكما عمدت قوات الاحتلال إلى قصف وإحراق شاحنات المعونات الإنسانية التابعة للأنروا بعد السماح لها بالدخول إلى القطاع، في الوقت الذي كشفت فيه الأنروا أن إسرائيل شنت بالفعل (64) هجومًا على مدارس كانت قد تحولت إلى ملاجئ للنازحين.
مصادر طبية فلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في #غزة، وصل منها للمستشفيات 76 شهيدًا و158 مصابًا خلال 24 ساعة
للمزيد | https://t.co/ynj3ON0PHJ#فلسطين | #اليوم pic.twitter.com/wkpXeQHEsN— صحيفة اليوم (@alyaum) November 18, 2024منظمة التعاون الإسلاميووثّق المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، سقوط 319 شهيدًا في قطاع غزة في الفترة بين 12 - 18 نوفمبر 2024، كما سجّل إصابة 959 آخرين، ليصبح عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى كتابة هذا التقرير 44706 شهداء، و 110148 جريحًا.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية, أن أكثر من 2000 شهيد سقطوا في مجازر قوات الاحتلال في مناطق شمال غزة منذ بدء استهدافها في الأسابيع القليلة الماضية، كما جُرح في السياق نفسه أكثر من 6000 آخرين.
وفي سياق العدوان الإسرائيلي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية: "إن إسرائيل اقترفت جرائم حرب عبر ممارستها المباشرة لعمليات تطهير عرقي وتهجير قسري للفلسطينيين".
ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع #غزة منذ فجر اليوم الجمعة إلى 37 شهيدًا وعشرات الجرحى
للمزيد | https://t.co/PLZ7wgRBLg#فلسطين | #يوم_الجمعة | #اليوم pic.twitter.com/a0npTFKMqv— صحيفة اليوم (@alyaum) November 15, 2024اقتحام المسجد الأقصىوعلى صعيد الانتهاكات في القدس المحتلة، سمحت قوات الاحتلال للمتطرفين الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى المبارك من خلال باب المغاربة لأداء طقوسهم التلمودية، فيما شهد الأقصى اقتحامات المتطرفين معظم أيام الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تقييد دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد، كما صادرت قوات الاحتلال مقهى شعبيًا في القدس لصالح المستوطنين.
وفيما يتعلق باستهداف المنازل، هدمت قوات الاحتلال (8) منازل، أربعة منها في مدينة القدس المحتلة، والبقية في مدن الضفة الغربية، كما هدمت مسجدًا ومضافة وخمسة بيوت متنقلة في التجمع البدوي قرب جبع - القدس، وصادرت بيتًا متنقلًا في محافظة طوباس، وهدمت بركة لتجميع المياه للأغراض الزراعية في بيت أمر في الخليل وكشكا تجاريا في بيت لحم، وعمدت إلى احتلال منزل في الجلبون في جنين.
وفي السياق نفسه، أمرت قوات الاحتلال بمصادرة 546.42 دونمًا من أراضي بلدات وقرى سلفيت لتوسيع شارع استيطاني, كما أعلنت عن مخطط لمصادرة 8.750 دونما من أراضي بلدة كفر الديك، بهدف توسيع مستعمرة "بدوئيل".