اتخذت الحرب في أوكرانيا منعطفات غير متوقعة، تتحدى التوقعات السابقة، ولم يسفر الهجوم المضاد الذي بدأ في يونيو الماضي، على أمل استعادة الأراضي وتعزيز موقف أوكرانيا في المفاوضات، إلا عن نتائج ضئيلة.

وبحسب مجلة إيكونومست البريطانية، بالرغم من الجهود والنجاحات المحلية، لم تسترد أوكرانيا سوى جزءا صغيرا من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في يونيو، ولا يزال خط المواجهة ثابتاً إلى حد كبير، كما أن فرص تحقيق اختراق كبير غير مؤكدة.

حرب استنزاف للغرب

وتابع التقرير أنه يبدو أن التفاوض على وقف إطلاق النار عديم الجدوى، لأن روسيا لا تبدي أي اهتمام بالمحادثات، وتنتظر التراجع الغربي واحتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب، كما أن أي وقف لإطلاق النار لن يخدم إلا كفترة توقف لإعادة التسلح، وتدرك أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، أن هذه ستكون حرب استنزاف طويلة الأمد، ويعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالحاجة إلى الاستعداد لحرب طويلة، لكن أوكرانيا ومؤيدوها ما زالوا يركزون على استراتيجية الهجوم المضاد، وهي أن التحول في الاستراتيجية العسكرية أمر ضروري، مع التركيز على الحفاظ على الموارد وتنفيذ تكتيكات وتقنيات جديدة.

ويتعين على أوكرانيا أن تعزز قدرتها على الصمود، خاصة في مجال الدفاع الجوي، للحماية من الهجمات الجوية المتواصلة على البنية التحتية، وتمثل الإصلاحات الاقتصادية أهمية بالغة أيضا، حيث تتحول من الاعتماد على المساعدات إلى جذب الاستثمار، وقد انكمش الاقتصاد بشكل كبير، وانخفض الاستثمار الخاص، وينبغي للإصلاحات الاقتصادية أن تعالج الفساد، وتسهل ممارسة الأعمال التجارية، وتشجع الاستثمار في قطاعات مثل الزراعة وإنتاج الأسلحةن وذلك بحسب المجلة.

زيادة الدعم العسكري

وقالت المجلة، إن الطريق الذي تسلكه أوكرانيا نحو عضوية حلف شمال الأطلنطي والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، من الممكن أن يوفر فرص أمنية واقتصادية طويلة الأمد، وتحتاج أوروبا إلى زيادة دعمها، عسكرياً ومالياً، لأنها قد تحتاج إلى الاضطلاع بدور أكبر إذا خفضت الولايات المتحدة مساعداتها، فالتوصل إلى نتيجة ناجحة من شأنه أن يؤدي إلى أن تصبح أوكرانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، مع امتلاك إمكانات عسكرية واقتصادية كبيرة.

ورغم استمرار الآمال في تحقيق نصر سريع، فإن التخطيط لنضال طويل الأمد أمر ضروري، ويتعين على أوكرانيا أن تكون مستعدة للبقاء والازدهار وسط الصراع المستمر، ويجب على حلفائها الغربيين أن يستمروا في تقديم الدعم والمساعدة في هذا المسعى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا زيلينسكي حرب استنزاف الناتو

إقرأ أيضاً:

يوم استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.. ماذا حدث؟

في التاسع من مارس عام 1969، استيقظ المصريون على خبر استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، أثناء تواجده في الخطوط الأمامية للجبهة خلال حرب الاستنزاف.

 لم يكن مجرد قائد عسكري يدير المعارك من المكاتب، بل كان رجلًا اختار أن يكون بين جنوده في أخطر المواقع.

في ذلك اليوم، قرر عبد المنعم رياض زيارة الخطوط الأمامية على الجبهة في منطقة الإسماعيلية، لمتابعة نتائج قصف المدفعية المصرية ضد المواقع الإسرائيلية في شرق قناة السويس. 

كانت تلك العملية جزءًا من استراتيجية الاستنزاف التي تبناها الجيش المصري بعد نكسة 1967، بهدف إنهاك العدو الإسرائيلي وإعادة الثقة للقوات المسلحة.

وصل رياض إلى أحد المواقع المتقدمة، وهو الموقع رقم 6 على خط المواجهة، حيث كان الجنود المصريون يتحصنون في نقاط دفاعية قريبة من القناة، لم يكن يعلم أن القوات الإسرائيلية كانت قد رصدت تحركاته، وبمجرد أن بدأ في تفقد الموقع وتبادل الحديث مع الجنود، تعرض المكان لقصف مدفعي عنيف من الجانب الإسرائيلي.

وأسفر القصف عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وكان الفريق عبد المنعم رياض من بين المصابين بإصابات بالغة، نظرًا لوجوده في موقع مكشوف أثناء الهجوم، حاول الجنود نقله إلى موقع آمن، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه، ليصبح بذلك أحد القادة العسكريين القلائل الذين استشهدوا في الميدان أثناء القتال.

وشكل استشهاد عبد المنعم رياض صدمة كبرى للجيش المصري والشعب، حيث كان يعتبر من أبرز القادة الذين ساهموا في إعادة بناء القوات المسلحة بعد نكسة 1967، فور انتشار خبر استشهاده، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر الحداد الرسمي، وألقى خطابًا أكد فيه أن دماء رياض لن تذهب هدرًا، وأن الجيش سيواصل القتال حتى تحرير الأرض.

لم يكن استشهاد الفريق عبد المنعم رياض مجرد خسارة عسكرية، بل كان نقطة تحول في حرب الاستنزاف، حيث ازداد إصرار الجيش المصري على الثأر له، وتم تنفيذ عمليات هجومية عديدة ضد القوات الإسرائيلية ردًا على استهدافه. 

مقالات مشابهة

  • حدث في 8 ساعات| 15% زيادة على الإيجارات القديمة لهذه الفئة.. والإسكان تُعلن عن شقق جديدة
  • خطة النواب: السيطرة على التضخم تتطلب زيادة الإنتاج وتحفيز الاستثمار
  • يوم استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.. ماذا حدث؟
  • ضربة قوية جديدة.. ترامب يحرم أوكرانيا من معدات الحرب الإلكترونية
  • رئيس الوزراء: اهتمام كبير بميكنة كل إجراءات تأسيس الشركات وترخيصها
  • بنك الاستثمار الأوروبي تعلن عن مبادرات جديدة لدعم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اقتصاديًا
  • حادثة إنتحار جديدة... أطلق النار على رأسه داخل محله
  • رئيس الرعاية الصحية: استحداث مشروعات جديدة وإعادة الاستثمار الجيد للأصول
  • روسيا تشن هجوم صاروخي كبير على أوكرانيا بعد قطع الولايات المتحدة المساعدات العسكرية
  • بلومبرج: روسيا مستعدة لمناقشة وقف إطلاق النار مع أوكرانيا