لويز ترومان، فتاة تبلغ من العمر 22 عاما، اكتشفت "بالمصادفة" أنها يمكنها العمل وربح المال عن طريق السفر وزيارة البلدان المختلفة حول العالم، وذلك بعد أن سافرت إلى تنزانيا في عام 2019 لتسلق جبل كليمنجارو. كانت ترومان تدرس للحصول على شهادة في اللغة الإسبانية والتاريخ في إحدى جامعات لندن، وقد منحتها الدراسة عن بُعد بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجد "كوفيد-19" فرصة ذهبية "للاستثمار" في نفسها.

 

بدأت حينها في السفر حول العالم "بعد تخفيف قيود السفر"، وزارت بلدانا مثل كوستاريكا وتنزانيا وكوريا الجنوبية، ووثقت رحلاتها وأسفارها من خلال مقاطع مُصوّرة نشرتها عبر موقع التواصل الاجتماعي، تيك توك، الأمر الذي سمح لها بتطوير متابعين من نوع خاص، وهم المتابعون الذين يهتمون بمثل هذا النوع من المحتوى ويسعون لمشاهدته.

 

وجدت لويز أنه يُمكنها كسب المال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء المحتوى الخاص بتوثيق رحلات السفر للبلدان المختلفة، بل وسرعان ما أصبح هذا هو المصدر الرئيسي لدخلها. وفقا للنيوزويك، أصبحت ترومان تجني ما يصل إلى نحو 11000 دولار شهريا من السفر ومشاركة مغامراتها مع 139000 متابع لها عبر الإنترنت، باعتبارها "رحالة" رقمية أو واحدة ممن يُطلق عليهم "البدو الرقميون".

 

تقول ترومان: "أن أصبح رحالة رقمية كان أمرا غير مُخطط له تماما بالنسبة لي، لكنه لم يفاجئ أحدا ممن حولي، لأنني كنت شغوفة بالسفر منذ أن كان عمري 13 عاما، عموما، كان قرار العمل رحالة رقمية هو أفضل قرار اتخذته على الإطلاق" (1).

البدو الجدد قد يعمل البدوي الرقمي من المقاهي أو الشواطئ أو غرف الفنادق، لأن ظروف عمله لا تفرض عليه الوجود في مكان واحد مُحدد. (مصدر الصورة: شترستوك)

قديما كان البدو هم الأشخاص الذين يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عن الماء والكلأ، فيحطّون رحالهم أينما وجدوا أساسيات الطعام والشراب التي تُمكِّنهم من البقاء على قيد الحياة. الآن مع التطور التكنولوجي الهائل أصبح هناك البدو الرقميون، وهم الأشخاص الذين حاولوا الجمع بين العمل والسفر في سياق واحد يُمكِّنهم من السفر باستمرار وفي الوقت نفسه كسب الدخل.

 

أصبحت مهنة الرحالة الرقمي إحدى الوظائف الجديدة البارزة في عصر العمل عن بُعد، العمل بدويا رقميا يعني أنك غير مضطر إلى الوجود في مكان محدد للقيام بمهام عملك، فيُمكنك التنقل من مكان إلى آخر أو من بلد إلى آخر مع الحفاظ على قدرتك على القيام بمهام عملك، بل قد يقوم عملك بالأساس على التنقل والسفر إذا كُنت تعمل في صناعة المحتوى القائم على توثيق رحلات السفر والمغامرات.

 

وفقا لموقع "investopedia"، يُشير مصطلح الرحالة الرقمي (البدوي الرقمي) إلى الأفراد الذين يعملون عن بُعد باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. قد يعمل البدوي الرقمي من المقاهي أو الشواطئ أو غرف الفنادق، لأن ظروف عمله لا تفرض عليه الوجود في مكان واحد مُحدد. تسببت الأزمة الاقتصادية لعام 2020 وإجراءات الإغلاق بعد انتشار جائحة "كوفيد-19" في تضخم عدد العمال عن بُعد، الذين أصبح بعضهم بدوا رقميين لأول مرة، واختاروا العمل في دول جديدة بشرط وحيد وهو أن يتمكنوا من تحقيق الاتصال عبر الإنترنت بسهولة فيها (2).

من ناحية أخرى، حولت البلدان التي تضررت اقتصاداتها بسبب نقص السياحة أثناء فترة الوباء تركيزها على هذه الشريحة الجديدة من الزوار. تسرد العديد من مدونات السفر الموجهة للعمال عن بُعد عشرات البلدان التي نفذت تأشيرة رقمية مناسبة للبدو الرقميين أو أعلنت أنها بصدد تطوير واحدة (3).

 

صيغ مصطلح "البدوي الرقمي" في عام 1997 في كتاب بعنوان "The Digital Nomad"، الذي تنبأ باختراع جهاز اتصال فردي قوي للغاية من شأنه أن يُمكِّن الموظفين من العمل من أي مكان في العالم، وهو ما تحقق حاليا بدرجة كبيرة، حيث يستخدم البدو الرقميون، في القرن الحادي والعشرين، مهاراتهم للعمل عبر أجهزة الحاسوب المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة.

 

بعض البدو الرقميين يعمل لحسابه الخاص، والبعض الآخر يعمل في وظائف بدوام كامل عن بُعد لشركات حول العالم. بعضهم يتقاضون رواتب، بينما يعتمد البعض الآخر على الدخل الذي يستطيعون الحصول عليه من مشاركة مقاطعهم المُصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

كتاب "The Digital Nomad". (مصدر الصورة: مواقع التواصل)

وفقا لموقع "bbc"، تُظهر بيانات الخبراء أن عدد البدو الرقميين قد تزايد خلال السنوات العديدة الماضية (4). تحققت ذروة هذا التزايد بعد انتشار جائحة "كوفيد-19″، وفقا للإحصاءات التي نشرتها "Harvard Business Review"، ارتفع عدد البدو الرقميين في الولايات المتحدة إلى 10.9 ملايين في عام 2020، وهو الرقم الذي يُشير إلى أن عدد هؤلاء الأشخاص قد ارتفع بنسبة تصل إلى 49% عن عام 2019.

 

استمر هذا الرقم في الارتفاع إلى 15.5 مليون في عام 2021. تشير التقديرات إلى أن 44% من البدو الرقميين تتراوح أعمارهم بين 26-41 عاما، و21% منهم يبلغ عمرهم نحو 32 عاما (5). أيضا، يوضح تقرير لشركة "MBO" للاستشارات ومقرها الولايات المتحدة عام 2022 أن كان هناك ما يصل إلى نحو 16.9 مليون عامل أميركي يصفون أنفسهم بأنهم من الرحالة الرقميين. هذا الرقم في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، فما بالك بالبلدان الأخرى التي قد يصعب توثيق أعداد العمالة الرقمية بها.

 

يسافر بعض هؤلاء الأشخاص لسنوات، ويتنقلون بانتظام عبر البلدان والقارات (6). وهنا، ينبغي عدم الخلط بين الرحالة الرقمي والموظف عن بُعد. عادة ما يكون العامل أو الموظف عن بُعد شخصا مرتبطا بموقع محدد لديه اتصال إنترنت آمن ومحمي مثل المنزل أو مساحة العمل المشترك. على النقيض من ذلك، قد تتطلب وظيفة الرحالة أو البدوي الرقمي التنقل والترحال من مكان إلى آخر لصناعة المحتوى وتشاركه مع الآخرين، وقد يقوم هذا الشخص بالتنقل لأنه يرغب في هذا رغم أن عمله لا يضطره للبقاء في مكان مُحدد (7).

 

الصورة ليست وردية تماما يؤدي عدم العيش في مجتمع مستقر إلى فقدان القدرة على تكوين الصداقات طويلة الأمد، وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة والاكتئاب. (مصدر الصورة: شترستوك)

حرية اختيار مكان العيش والعمل وكسب الرزق هي جزء من الفوائد التي تستطيع تحقيقها إذا قررت العيش والعمل رحالة رقميا، قد تجذبك صورة العمل على جهاز الحاسوب الخاص بك وأنت مُستلقٍ على شاطئ أحد البحار. لكن بينما يبدو كونك رحالة رقميا أمرا جذابا، فإن هناك العديد من الجوانب السلبية التي سيكون عليك التعامل معها. خلال هذا النوع من العمل أنت تعتمد على مهاراتك بالكامل، فما تحصل عليه من مال هو فقط نظير ما تُقدّمه من خدمة جيدة، هذا سيفرض عليك العمل بجدٍّ أكبر مع الحرص على تطوير مهاراتك باستمرار، أنت هنا قد تعمل بجد أكثر مقابل أجر أقل مقارنة بوظيفة مكتبية تقليدية (2).

 

في عام 2011، استقالت لورين جوليف من وظيفتها التي كانت تعمل بها في متجر في المملكة المتحدة، تَمثَّل هدفها من هذه الخطوة في الانطلاق ورؤية العالم. أطلقت لورين موقعا للسفر لكي تتمكن من خلاله من تمويل مغامراتها، بدأت بالفعل في تحقيق ما يكفي من الدخل في غضون عام لتصبح واحدة من "البدو الرقميين". تقول لورين عن هذا: "أحب السفر بشدة، كان حلمي دوما أن أرى أكبر قدر ممكن من دول وبلدان العالم، لذلك بمجرد أن تمكنت من تحقيق هذا الحلم زاد تصميمي على الاستمرار وعدم التخلي عنه. مَكَّنني عملي الجديد من استكشاف بلدان جديدة، أصبحت أشعر بأنني على قيد الحياة وتعلمت الكثير عن الثقافات المختلفة وعن نفسي".

 

لكن لم تظل الصورة وردية هكذا، فبعد خمس سنوات من عمل لورين رحالة رقمية بدأت الإثارة تنحسر. تقول لورين، البالغة من العمر الآن 34 عاما، عن رحلتها، التي كانت في البداية شاعرية وشبيهة بالحلم، لكنها بدأت تتحول إلى محنة مرهقة، إن العيش والعمل أثناء التنقل المستمر كان له تداعيات سلبية غير مقصودة على صحتها العقلية والبدنية.

 

تقول: "بدأت أعاني من نوبات هلع يوميا، وكانت هذه النوبات لا تتوقف إلا بعد أن أتخيل أن يكون لدي منزل". كذلك أدى عدم العيش في مجتمع مستقر إلى فقدان القدرة على تكوين الصداقات طويلة الأمد، وهو ما أدى بدوره إلى الشعور بالوحدة والاكتئاب. من ناحية أخرى، أصبحت محاولة إدارة العمل واستكشاف أماكن جديدة والتعامل مع اتصالات الإنترنت غير الموثوقة في كثير من الأحيان أمرا شاقا للغاية. تقول لورين عن هذا: "لقد عانيت من أجل إدارة عملي بفعالية" (4).

عند التحول إلى رحالة رقمي سيصبح لديك العديد من عوامل تشتيت الانتباه، مما يؤدي إلى صعوبة التحكم في إنتاجيتك. (مصدر الصورة: شترستوك)

ما واجهته لورين ليس أمرا خاصا بها بمفردها، إنه ببساطة الوجه الآخر السلبي للعمل رحالة رقميا أو للانضمام إلى مجتمع البدو الرقميين. عندما يفكر الناس في أن يصبحوا رحالة رقميين، فقد يركزون فقط على الإيجابيات والمزايا التي سيتمكنون من تحقيقها عند العمل بهذه الطريقة. ولكن الواقع هو أن كونك رحالة رقميا هو أمر له عيوبه، وقد لا يكون مناسبا للجميع. إحدى أبرز الأزمات التي ستواجهها هي صعوبة التحكم في إنتاجيتك، فعند التحول إلى رحالة رقمي سيصبح لديك العديد من عوامل تشتيت الانتباه من الشواطئ أو الرحلات الاستكشافية الغريبة أو فرصة اكتشاف مدينة جديدة. سيجد الكثير من الناس صعوبة في البقاء منتجين أثناء العمل والسفر في الوقت نفسه.

 

هذا أمر بالغ الخطورة، لأنه يُعرِّض دخلك المادي للخطر، فبصفتك من البدو الرقميين، فأنت غالبا ما تعتمد على نفسك بالكامل لتوليد العمل وكسب الدخل، وبالتالي فإن نقص الإنتاجية ليس خيارا متاحا لك. أمر آخر فيما يتعلق بالجانب المادي، وهو نظرا لأن البدو الرقميين يتنقلون دائما، فمن المحتمل أن يتعاملوا مع عملات مختلفة ومستويات معيشية مختلفة، مما يجعل من الصعب إدارة الأمور المالية بفاعلية أو وضع ميزانية مُحددة والالتزام بها.

 

كذلك فإن التنقل والعمل في أماكن مختلفة، قد لا تعرف أي شيء عن طبيعتها أو طبيعة عاداتها أو طبيعة القوانين التي تحكمها، هو جانب سلبي آخر لوظيفتك رحالة رقميا سيكون عليك أن تتعامل معه. سيكون من السهل خرق بعض القوانين المحلية إذا كُنت غير مُلِم بهذه القوانين أو إذا كُنت فقط قد أسأت فهمها. قد تعتقد أنك تعمل بدون توجيه ضرر لأحد من جهاز الحاسوب المحمول الخاص بك، ولكن في بعض البلدان قد يُمثل قيامك بهذا انتهاكا لقوانين الهجرة والضرائب. بعض الدول قد تمنحك تأشيرة رحالة رقمية أو تأشيرة عمل عن بُعد، مما يعني تقديم طلبات التأشيرة وتلبية متطلبات محددة أولا.

 

للقيام بعملك رحالة رقميا تحتاج إلى مرافق أساسية، منها الكهرباء لشحن أجهزتك، وشبكات الإنترنت التي يجب أن تكون جيدة، لأن الإنترنت هو أمر أساسي للقيام بعملك، وهي الخدمات التي قد لا تجدها جيدة في بعض الأماكن التي قد تواجه فيها شبكات "wifi" غير موثوقة، مما قد يُمثل عقبة عند العمل.

يمكن للبدو الرقميين محاولة التعرف على أشخاص جدد في أماكن العمل والبلدان التي يذهبون إليها، لكن كثرة السفر تجعل من الصعب عليهم تكوين علاقات عميقة. (مصدر الصورة: شترستوك) كيف تصبح أحد البدو الرقميين؟

إذا كانت لديك إحدى المهارات التي تُمكِّنك من العمل عن بُعد، وتحب السفر والتنقل باستمرار وتجد في نفسك القدرة على التعامل مع الصعوبات والسلبيات السابق ذكرها، وترغب في أن تُصبح واحدا من البدو الرقميين، فسيكون عليك أولا التفكير جيدا وبتعمق في أمر السفر، هل لديك أسرة وأشخاص مسؤولون منك؟ هل ستصطحبهم معك أم ستسافر وحدك؟ كيف ستُدير أمر مسؤولياتك الأسرية؟

 

يجب أيضا أن تُحدد أولوياتك، لفعل ذلك سيكون عليك أن تسأل نفسك سؤالا مُحددا: لماذا ترغب في السفر؟ قد يكون دافعك مثلا هو الرغبة في رؤية عدد معين من البلدان، أو تغيير المشهد والخروج من الروتين الاعتيادي للحياة، أو تعلم لغة جديدة والتعرّف على ثقافات مختلفة وأناس مختلفين أو البحث عن أفضل المواقع التي تُمكنك من تلبية احتياجاتك وتساعدك على تحقيق أهدافك.

يجب أن يكون التعامل مع التكنولوجيا واحدة من أفضل مهارات الرحالة الرقمي، لأنها ستكون بمثابة شريان الحياة الأساسي لعمله ولكيفية تواصله مع زملائه أيضا. (مصدر الصورة: شترستوك)

تحديد أولوياتك ومعرفة سبب رغبتك في السفر سيساعدك على معرفة ما إذا كُنت ترغب في السفر فعلا بشكل حقيقي تماما أم لا، وسيكون أيضا هو المحرك والبوصلة التي ستُمكِّنك من إدارة الأمر بفاعلية. بعد الإجابة عن هذه الأسئلة وتحديدها بالتفاصيل، يُمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية وهي اختيار الوجهة المناسبة لك، ستجد هنا أن أمامك مجموعة واسعة من الاختيارات، لذا قبل الشروع في مغامرتك الرقمية بصفتك رحالة، سيتعين عليك تحديد أفضل وجهة لتلبية احتياجاتك وتفضيلاتك الشخصية الفريدة. أولا، من الأهمية بمكان التأكد من أنك اخترت مكانا يُسمح لك قانونا بالذهاب إليه، سيكون عليك هنا استشارة أحد المختصين بشأن قيود جواز السفر والتأشيرات والتأمين الصحي والضرائب وأي متطلبات قانونية أخرى قد تواجهها في المكان الذي ستذهب إليه. ستكون بحاجة مثلا إلى جواز سفر ساري المفعول، مع التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية، الذي يجب أن يكون قبل وقت طويل من موعد مغادرتك المخطط له.

 

أيضا اعتمادا على الوجهة ومدة الإقامة، قد تحتاج إلى تأشيرة خاصة. في بعض الحالات، تكون التأشيرة السياحية كافية، حيث تقدم بعض الدول الآن تأشيرات البدو الرقمية المتخصصة، وفي بعض الحالات، قد تكون تأشيرة العمل هي السبيل للذهاب. كذلك تطلب بعض الدول تغطية تأمين صحي للزوار، إما من خلال خطة دولية وإما عبر مزود محلي. تأكد من أن لديك التغطية اللازمة، حتى لا تواجه مشكلات عند وصولك. ستحتاج أيضا إلى مراجعة السياسات الضريبية للدولة التي ستذهب إليها، هنا ينبغي مثلا التأكد من تصنيفك بشكل مناسب موظفا بدوام كامل أو يعمل لحسابه الخاص أو موظفا متعاقدا، حيث يمكن أن تؤثر هذه التصنيفات على حالتك الضريبية (8).

 

فيما يتعلق بالجانب المهني، سيكون عليك الحرص على تطوير مهاراتك دائما وباستمرار، وستحتاج إلى التأكد من أن لديك المهارات اللازمة للعمل من أي مكان بنجاح، مثل القدرة على إدارة عبء العمل الخاص بك، والقدرة على الوفاء بالمواعيد النهائية، والاستمرار في العمل جيدا مع زملائك وفريق عملك، حتى وإن كانت هناك آلاف الأميال الفاصلة بينكم. في هذه الحالة، تُعَدُّ مهارات الاتصال الفائقة ذات أهمية قصوى، نظرا لأنك لن تعمل أبدا مع رئيسك أو زملائك من المكتب نفسه. كذلك يجب أن يكون التعامل مع التكنولوجيا واحدة من أفضل مهاراتك، لأنها ستكون بمنزلة شريان الحياة الأساسي لعملك ولكيفية تواصلك مع زملائك أيضا.

 

من ناحية أخرى، يتضمن نمط الحياة البدوي التزاما ثنائي الاتجاه بين العامل وصاحب العمل. بطريقة أخرى، يجب أن يكون أصحاب العمل متصالحين تماما مع فكرة العمل من أي مكان. غالبا ما يكون للعديد من الوظائف عن بُعد متطلبات تتعلق بالموقع، وقد يكون لدى بعض المنظمات التي تعمل بعقود حكومية أو معلومات حساسة سياسات ضد أخذ معدات الشركة إلى الخارج، أو غيرها من المتطلبات القانونية. لذا يجب، قبل التخطيط للسفر، التأكد من أن الوظيفة التي تعمل بها تتيح لك العمل من أي مكان (9).

 

سيكون عليك أيضا تقييم نفقاتك ومحاولة وضع ميزانيتك، ضع في اعتبارك ما إذا كان لا يزال لديك إيجار أو قرض عقاري يجب أن تستمر في دفعه في بلدك الأصلي أثناء السفر. حدد أيضا كم ستكون ميزانيتك للفنادق والنزل أو تكلفة إيجار شقة صغيرة أو أستوديو، ماذا عن الطعام والمواصلات والإنترنت؟ هنا يجب أن تعرف أن كونك رحالة رقميا سيضيف نفقات إلى ميزانيتك، وسيكون عليك التفكير جيدا فيما إذا كانت الأموال التي تجلبها كل شهر كافية أم لا.

 

يجب كذلك التأكد من توافر احتياجاتك المهنية الأساسية في المكان الذي ستذهب إليه، مثل: الاتصال الموثوق به بالإنترنت، ووجود منطقة هادئة مناسبة للعمل، وغرف هادئة لإجراء الاجتماعات الخاصة ومناقشة خطط العمل السرية. كذلك إذا كنت تستخدم أي برامج أو معدات متخصصة، فتحقق من قسم تكنولوجيا المعلومات لديك للتأكد من أن هذه الأشياء ستعمل في الخارج، يجب أيضا التفكير في إحضار نسخ احتياطية من الأجهزة أو أجهزة الشحن، حتى تستطيع التعامل بفاعلية في حال ما إذا تعرض أحدها للضياع أو أصابه عطل ما.

————————————————————————-

المصادر:

1- How a 22-Year-Old ‘Digital Nomad’ Makes $11K a Month Traveling the World

2- Digital Nomad

3- Everyone wants to be a digital nomad. Here’s how to do it ethically.

4- The workers quitting digital nomadism

5- How “Digital Nomad” Visas Can Boost Local Economies

6- Digital Nomads

7- What Is a Digital Nomad?

8- How to Become a Digital Nomad

9- How to Become a Digital Nomad

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی یجب أن یکون التعامل مع القدرة على من أی مکان التأکد من العدید من فی السفر إلى آخر فی مکان من خلال التی ت فی بعض ما إذا فی عام

إقرأ أيضاً:

فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة

يمانيون/ الحديدة زار فريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، اليوم، مواقع الآليات والمعدات التشغيلية بميناء الحديدة، التي استهدفها العدوان الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، بعدد من الغارات.

واطلع الفريق الأممي ومعه وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد الوشلي، وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي الذي أدى إلى خروج البعض منها عن الخدمة والغرق في البحر.

واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح حول هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي للميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع للرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاث دوريات ميدانية.

وأكد وزير النقل والأشغال أن القوانين والتشريعات الدولية المتصلة بهذا الجانب تجرم بشكل واضح استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.

وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيلها، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للبعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.

كما أكد الوزير قحيم، أن الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم قيامها بدورها تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس، لم يراعِ أي معاهدة أو قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الآيباد الأكثر تضرراً.. قائمة الأجهزة التي ستخسر دعم آبل مع التحديث المقبل
  • القبض على متهم بالإساءة لسيدة على مواقع التواصل بالقاهرة
  • "توقفوا عن توظيف البشر".. حملة إعلانية تشعل مواقع التواصل
  • التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية
  • دليلك للنجاح في الفريلانس والتحرر من قيود الوظيفة التقليدية.. «اتعب قليل واكسب كتير»
  • ضبط 6 شركات سياحة دون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين
  • الأمن يداهم 6 شركات سياحة غير مرخصة
  • السيسي للمصريين: (15 سنة وهنبقى في حتة تانية)
  • السيسي مُخاطبًا المصريين: 15 سنة وهنبقى في حتة تانية
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة