حرب أوكرانيا في مهب عام الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
تناول المحاضر في شؤون الأمن والسياسة الخارجية في جامعة لندن أندرو باين، السيناريوهات التي ستتركها السنة الانتخابية المقبلة في الولايات المتحدة على مسار الحرب في أوكرانيا.
كانت حروب أمريكا في كوريا، وفيتنام، والعراق مليئة بالأمثلة على تقويض النفوذ الرئاسي بفعل المناخ السياسي الداخلي.
وكتب في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن البيت الأبيض كافأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مهمته الدبلوماسية الأخيرة إلى واشنطن بإعلان حزمة عسكرية جديدة توفر قدرات دفاعية جوية كبيرة، إلى جانب عدد صغير من الصواريخ طويلة المدى المعروفة، اختصاراً باسم أتاكمس.لكن معارضة الجمهوريين لطلب الإدارة الحصول على مساعدة إضافية بـ 24 مليار دولار ألقت بظلال من الشك على قدرة الرئيس الأمريكي جو بايدن على تقديم ضمانات بدعم طويل المدى لأوكرانيا. وتسلط هذه الحادثة الضوء على الإمكانات المعيقة للكونغرس في السياسة الخارجية. تهديد حقيقي
تقليدياً، يُعتقد أن الرؤساء يتمتعون بحرية نسبية في شؤون الحرب والسلام. وصحيح أن السلطة التشريعية كانت مترددة في السنوات الأخيرة ضد ممارسة مسؤولياتها الرقابية الرسمية في هذا المجال. لكن في بيئة سياسية متزايدة الاستقطاب، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، تبدو الحرب في أوكرانيا قضية مهمة في الحملة الانتخابية، وثمة الآن تهديد حقيقي بأن يستخدم المعارضون في الكونغرس سلطتهم لإحباط سياسات الإدارة. وهذا مجرد عنصر واحد من قصة أوسع بكثير.
New piece from me in @thetimes this morning on the challenge Biden faces in Congress to deliver on his assurances of long-term support for Ukraine: https://t.co/5swKoSa9h8
— Andrew Payne (@Andy_J_Payne) September 24, 2023كان المؤرخون يميلون إلى تأكيد المصلحة الوطنية والآيديولوجية وتأثير مجموعات المصالح مثل صناعات النفط، والدفاع، عند دراسة دوافع التدخل الأمريكي. من الناحية العملية، شكلت الاعتبارات السياسية المحلية منذ فترة طويلة الطريقة التي تعامل بها الرؤساء مع الحروب الخارجية. يحتوي هذا السجل الذي يمتد عقوداً على أصداء لما يحدث اليوم ويعطي أدلة على الكيفية التي يُحتمل أن تتطور بها الأمور.
السيناريو الأول بطبيعة الحال، فإن الملامح الدقيقة للنقاش ستتطور أيضاً استجابة للتطورات في ساحة المعركة. على افتراض أن الجمود الحالي سيستمر بشكل ما، فمن المرجح أن تزيد حدة الدينامية الحالية، حيث تعتمد قوة المعارضة في الكونغرس على توازن القوى بين الفصائل المتنافسة في الحزب الجمهوري. وهذه ليست المرة الأولى التي تشكل فيها هذه التيارات السياسية مسار انخراط الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية.خلال الحرب الكورية، بدأ الإجماع المبكر بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي على دعم المساعدة العسكرية في الانهيار بمرور الوقت، كما يشهد المراقبون الآن للصراع في أوكرانيا. ثم ساهمت المعركة بين الفصائل التدخلية والانعزالية داخل الحزب الجمهوري في اتخاذ الرئيس هاري ترومان قراراً بتصعيد الحرب في كوريا خوفاً من الظهور بمظهر الضعيف في الرد على العدوان المدعوم من الكرملين. قبضة قوية
اليوم، خلافاً لما حدث في خمسينات القرن الماضي، فإن الذين يشككون في التزامات أمريكا الخارجية هم الذين يشكلون التيار الصاعد. وفي الوقت الحالي، يبدو بايدن واثقاً أن القادة الجمهوريين في الكونغرس سيؤيدون الطلب المعلق للحصول على مساعدات إضافية لأوكرانيا. لكن مع تعرض رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي لهجوم متجدد من الجناح اليميني في حزبه، ليس هناك ما يضمن صمود هذا التحالف التشريعي الهش.
وتجلى ذلك بشكل أكبر في المناظرة التمهيدية الأخيرة للحزب الجمهوري والتي شكك فيها المرشحان البارزان لمنصب الرئيس، رون ديسانتيس، وفيفيك راماسوامي، في الحاجة إلى استمرار المساعدة الأمنية لأوكرانيا. وتحدى هذه المواقف آخرون على مسرح المناظرة. لكنها تعكس قوة قبضة الرئيس السابق دونالد ترامب على الحزب. حتى داخل حزب بايدن، ثمة أصوات تقدمية كثيرة لا تزال غير مرتاحة لفكرة الدعم المفتوح لأوكرانيا.
خيارات بايدن يمكن لهذه الديناميات أن توفر حوافز لبايدن ليتبع خطى رؤساء آخرين استجابوا لضغوط مماثلة بتأخير أو تخفيف الالتزامات في الحروب الخارجية. على سبيل المثال، رفض ليندون جونسون مراراً المقترحات لتصعيد التدخل الأمريكي في فيتنام إلى ما بعد انتخابات 1964. وبدل ذلك، سمح الرئيس بعمليات سرية وغيرها من الأعمال "التي يمكن التنصل منها"، ليس لأنه يعتقد أنها قد تغير مسار الحرب، ولكن لأنها قد تكون كافية لإبقاء العدو في اضطراب بطريقة تجتذب مقداراً أقل من الجدل السياسي في الداخل.بطبيعة الحال، تابع الكاتب، فإن الولايات المتحدة بعيدة بعض الشيء عن المناقشات حول إرسال قوات أمريكية مقاتلة إلى أوكرانيا. ولكن في ظل مجموعة مماثلة من الضغوط، قد يسعى بايدن إلى تأخير الطلبات في المستقبل للحصول على تمويل إضافي، أو يطلب أقل مما يعتقد أنه ضروري، أو يختار تبني أدوات سياسية بديلة لمحاولة تجنب خلاف ضار مع الكونغرس من شأنه أن يزيد تآكل رأسماله السياسي. السيناريو الثاني..النجاح الكارثي يمكن أن تتغير الأمور بسرعة في السياسة والحرب. إذا حققت أوكرانيا تقدماً كبيراً في ساحة المعركة مثلاً، فقد تتحول الرياح السياسية لصالح سياسة أمريكية أكثر هجومية، لدحر النفوذ الروسي، وتؤدي إلى نتائج متقلبة، وربما بالغة الخطورة. أقرب تشبيه لهذا السيناريو الذي يمكن تسميته بـ"النجاح الكارثي" كان في حرب الخليج، فبعدها، واجه جورج بوش الأب ضغوطاً شديدة للاستفادة من طرد القوات العراقية من الكويت بالسعي إلى إزالة صدام حسين. إذا حققت القوات الأوكرانية إنجازاً مماثلاً، فقد يصعب سياسياً على بايدن مقاومة الضغوط لتأييد التوسيع اللاحق لأهداف الصراع. ترامب والاتفاق النووي
حسب الكاتب، ليس مستبعداً أيضاً من الآن وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أن يظهر سيناريو تشارك فيه روسيا وأوكرانيا في مفاوضات لحل الصراع. في ظل ظروف مماثلة، فإن إن قدرة بايدن على المشاركة بشكل بناء في المحادثات ستتعرض للعرقلة بسبب القيود التي تفرضها سنة الانتخابات.
كانت حروب أمريكا في كوريا، وفيتنام، والعراق مليئة بالأمثلة على تقويض النفوذ الرئاسي بفعل المناخ السياسي الداخلي. مهما كان النهج الذي قد يتبناه بايدن، فمن المؤكد أنه سيستخدم سلاحاً من قبل خصومه السياسيين.
زعم ترامب أنه قادر على إبرام صفقة بين زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غضون 24 ساعة. مع اقتراب يوم الانتخابات، لا يستغرب أن يتوقف ترامب عن اعتبار الاتفاق النووي مع إيران "أسوأ اتفاق على الإطلاق".
تتبقى رؤية كيف ستشكل هذه الاعتبارات بالضبط قرارات بايدن في المستقبل حول أوكرانيا. لكن التاريخ، وفق الكاتب، يشير إلى أن السياسة في واشنطن، ستلوح إلى حد كبير باعتبارها قيداً على ما هو قادر ومستعد لتقديمه في المرة المقبلة التي يتصل فيها الرئيس زيلينسكي، به.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف تفاصيل لقائه مع بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لصحيفة "واشنطن بوست" إنه والرئيس جو بايدن "استمتعا حقا برؤية أحدهما الآخر" عندما جلسا في اجتماع تاريخي بعد الانتخابات في المكتب البيضاوي.
وناقش آخر رئيسين للولايات المتحدة انتقال السلطة في 20 يناير المقبل، حيث أخبر ترامب بايدن أمام الصحافة العالمية أنه سيكون "سلسا قدر الإمكان" بعد محاولة الجمهوري الطعن في النتائج قبل أربع سنوات والتي بلغت ذروتها في أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير 2021.
وقال ترامب لصحيفة "واشنطن بوست" عن عملية اختيار المسؤولين لولايته الثانية: "إنها تسير بسلاسة كبيرة"، مضيفا أن "فريق الانتقال الجمهوري والبيت الأبيض بقيادة بايدن يتمتعان بعلاقة جيدة للغاية".
وأضاف الرئيس المنتخب أنه وبايدن ناقشا قضيتين اختلفا بشأنهما في الماضي: "الحرب في أوكرانيا، التي وعد ترامب بإنهائها فور توليه منصبه، والحرب المستمرة في الشرق الأوسط".
وقال ترامب: "أردت أن أعرف آراءه، كما تحدثنا كثيرا عن الشرق الأوسط أيضا. أردت أن أعرف آراءه حول مكاننا الحالي وما يفكر فيه. وقد أعطاني إياها، وكان لطيفًا للغاية".
وكشف الرئيس المنتخب أيضا أنه وبايدن يتوقعان الالتقاء مرة أخرى قبيل حفل تنصيبه مباشرة، والذي قال الرئيس الديمقراطي الحالي إنه سيحضره.
وقال ترامب في نهاية كلامه للصحيفة: "المكتب البيضاوي جميل للغاية وأنا أتطلع بالتأكيد [للعودة]".
يشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول بين بايدن وترامب منذ فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 5 نوفمبر الجاري، بعد أن كان قد تولى الرئاسة الأمريكية بعد انتخابات 2016، ليصبح أول سياسي أمريكي منذ القرن الـ19 يعود إلى البيت الأبيض، بعد انقطاع دام 4 أعوام.
وبينما تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ترامب وهنأه، خاطبت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، مؤيديها وأقرت بهزيمتها أمام ترامب.
ومن المقرر أن يصوت المجمع الانتخابي ممثلا الولايات للمرشحين وفقا لإرادة الناخبين، وسيصادق الكونغرس، على نتائج التصويت في 6 يناير، وسيتم التنصيب في 20 يناير.