الديبلوماسية الأوروبية تغرق في ناغورنو قرة باخ
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
في مواجهة المأساة في قره باغ، وُضع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في قفص الاتهام.
هناك حاجة إلى فرض عقوبات على نظام علييف. ليس خلال أسبوع، ولا خلال أيام قليلة، بل خلال الساعات القليلة المقبلة.
وتساءلت مجلة "لوبوان" الفرنسية كم ساعة خصصها شارل ميشال للتوسط في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان؟ وتقول ناتالي لوازو، رئيسة اللجنة الفرعية للدفاع، التي أعربت عن "حزنها"، و"غضبها"، و"خجلها" في البرلمان الأوروبي في 20 سبتمبر(أيلول): "إنه فشل مطلق...رئيس المجلس جعلها قضية شخصية مع ساعات من الاجتماعات، وبيانات صحافية متتالية، ولكن ما هي النتيجة؟".
وحذر العديد من الدبلوماسيين شارل ميشال من فضح نفسه عبثاً في هذه القضية، ولكنه لم يكن يريد سماع أي شيء. وتضيف لوازو "لم نسم المهاجم قط...سررنا لأن المسؤولين عن ناغورنو قره باخ اضطروا إلى قبول المساعدات الإنسانية دون أن يشعروا بالاشمئزاز من حاجتهم إليها، لأنهم كانوا تحت الحصار".#HautKarabakh : le naufrage de la diplomatie européenne.
Face à la tragédie qui se déroule dans l’enclave arménienne, Charles Michel, Ursula von der Leyen et Josep Borrell sont placés sur le banc des accusés au Parlement européen. Par @Eberretta https://t.co/t1umRssXFW
وترى "لوبوان" أن ميشال أصر على استخدام كلمة "نحن" لأنه لم يرد قط أن يقول إن أذربيجان هي المعتدية وناغورنو قره باخ هي الضحية في هذا الصراع. وتتساءل: "لماذا رُفضت هذه الكلمات، البسيطة جداً في مواجهة الأدلة التي قدمتها أرمينيا، رغم أنها تتكرر منذ عشرين شهراً في الحرب في أوكرانيا؟".
معيار مزدوجوتستدرك أن الجميع يعرف أسباب هذا المعيار المزدوج، مشيرة إلى أنه في 18 يوليو (تموز)2022، سافرت أورسولا فون دير لاين إلى باكو، لإبرام اتفاقية الغاز. وتشعر ألمانيا بالذعر منذ أن وضع بوتين يده على صنبور "نورد ستريم" وهدد بقطع التدفق عن الصناعة الألمانية، في أي وقت. لذلك فإن فون دير لاين تبحث عن الغاز في كل مكان.
وفي باكو، أشادت فون دير لاين بالرئيس علييف واصفة إياه بـ "شريك موثوق".
ويزود ممر الغاز الجنوبي بالفعل الاتحاد الأوروبي بثمانية مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، وتعهدت فون دير لاين بتوفير 12 مليار متر مكعب اعتباراً من 2023 و20 ملياراً في نهاية المطاف.
إلى ذلك، ستنص الاتفاقية أيضاً على أن أذربيجان ستوفر الطاقة النظيفة من الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر، وهو أمر مهم جداً للطاقة في ألمانيا.
Seule la France fait quelque chose. Où sont les autres Européens ? Haut-Karabakh : le naufrage de la diplomatie européenne https://t.co/1r2DIP2jNs #International via @LePoint
— Nathalie Loiseau (@NathalieLoiseau) September 20, 2023كذلك، ثمة شكوك قوية في أن روسيا تواصل بيع الغاز إلى أوروبا تحت ستار أذربيجان. كما أرسل 17 عضواً في البرلمان الأوروبي، بمبادرة من السلوفاكية ميريام ليكسمان، في 20 سبتمبر (أيلول)، رسالة إلى شارل ميشال، وأورسولا فون دير لاين، وجوزيب بوريل طالبوا فيها بـ "اختبار فوري" للغاز الذي يصل إلى الاتحاد الأوروبي عبر ممر الغاز الجنوبي، لمعرفة إذا كانت أذربيجان تعيد تصدير الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي. ووقع هذه الرسالة أعضاء في البرلمان الأوروبي، من عدة اتجاهات سياسية، بما في ذلك الاشتراكيين، والمجلس الأوروبي للإصلاح، تشارلي فايمرز، واثنين من علماء البيئة، رينهارد بوتيكوفر وماركيتا غريغوروفا، وثمانية أعضاء في البرلمان الأوروبي، بينهم الفرنسي فرانسوا كزافييه بيلامي، و3 أعضاء جدد بينهم ناتالي لوازو ، وبرنارد غوتا.
رهينة الحاجة إلى الغازوقال عضو البرلمان الأوروبي رافاييل غلوكسمان بحسرة: "هذه نتيجة التسوية التي توصلنا إليها مع نظام علييف"، فمن خلال التعامل مع الشخص الذي يعد للهجوم والحرب "شريكاً موثوقاً"، "فإننا نقويه ونرسل له الإشارة أنه يستطيع المضي قدماً... منذ البداية، كان عندنا انطباع بأننا رهينة هذه الحاجة التي لا يمكن إنكارها للغاز، ولكننا نسينا جميع الجوانب الأخرى لسياسة متماسكة على المستوى الأوروبي. ارتكبنا هذا الخطأ بالفعل مع فلاديمير بوتين فترة طويلة جداً، ونعيد إنتاج نفس الخطأ بالضبط".
ويلفت النائب البرلماني الفرنسي فرانسوا كزافييه بيلامي إلى أن "اللجنة الجيوسياسية" التي وعدت بها فون دير لاين انهارت في أرمينيا، مشيراً إلى أنه "لا يمكن لأحد أن ينكر أن ما يُنتهك اليوم هو القانون الدولي الأساسي، القانون الإنساني. لا يمكن لأحد أن يتصرف كما لو أن الأساسيات ليست على المحك، عندما تدعي أذربيجان أنها تنفذ عملية لمكافحة الإرهاب، وهي في الواقع تقتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، فمن الضروري أن ننتقل من الإدانات إلى العمل. هناك حاجة إلى فرض عقوبات على نظام علييف. ليس خلال أسبوع، ولا خلال أيام قليلة، بل خلال الساعات القليلة المقبلة. علينا أن نستنكر عقد الغاز المخزي الذي يربطنا بأذربيجان. ليس في غضون أيام قليلة، وإنما الآن".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قرة باخ فی البرلمان الأوروبی فون دیر لاین
إقرأ أيضاً:
انخفاض أسهم شركات الأسلحة الأمريكية وارتفاع نظيرتها الأوروبية
تركت الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي بدأت في يناير 2025، بصمة ملحوظة بالفعل على أسواق الأسهم، وخاصة في القطاع العسكري الصناعي، حيث شهدت شركات الأسلحة الأمريكية العملاقة مثل نورثروب جرومان تراجعا كبيرا، إذ خسرت أسهم الشركة ما يقرب من 8.5% من قيمتها منذ افتتاحها.
وفي الوقت نفسه، تشهد نظيراتها الأوروبية ارتفاعًا مثيراً للإعجاب، حيث زادت شركة “بي إيه إي سيستمز” البريطانية رأسمالها بنحو 15%، وفاجأت شركة “راينميتال” الألمانية المستثمرين بإضافة نحو 50% من قيمته. وتعكس هذه الاتجاهات المتباينة سياسة البيت الأبيض الجديدة وتوقعات التغيرات العالمية في قطاع الدفاع التي يتحدث عنها المحللون في مختلف أنحاء العالم.
ويرتبط هبوط أسهم الشركات الأمريكية مثل نورثروب جرومان بتصريحات ترامب بشأن مراجعة الإنفاق العسكري الأمريكي. وحتى خلال حملته الانتخابية، وعد بخفض ميزانية الدفاع، التي تقترب في عام 2024 من تريليون دولار، من خلال توجيه الأموال إلى الاحتياجات المحلية. وقد تسببت خطته لتدقيق البنتاغون من خلال إدارة فعالية الحكومة “DOGE” التي تم إنشاؤها حديثًا بقيادة إيلون ماسك في إثارة القلق بين المستثمرين.
بدأت أسهم شركة نورثروب جرومان، وهي شركة مقاولات عسكرية أمريكية رئيسية، في الانخفاض فورًا بعد تنصيب ترامب في 20 يناير، مما يعكس حالة عدم اليقين في السوق بشأن العقود المستقبلية. ونرى وضعا مماثلا في شركات عملاقة أخرى مثل لوكهيد مارتن وجنرال ديناميكس، حيث تراوحت الخسائر بين 2% و4% في الأسابيع الأخيرة.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، الوضع مختلف، استفادت شركة بي إيه إي سيستمز البريطانية، أكبر شركة مقاولات دفاعية في أوروبا، من ارتفاع الطلبات وإعلان رئيس الوزراء كير ستارمر عن زيادة الإنفاق العسكري.
وفازت الشركة، التي تصنع كل شيء بدءا من الطائرات المقاتلة إلى الغواصات، بعقود إضافية في الوقت الذي تخطط فيه لندن لتعزيز الدعم لأوكرانيا وتعزيز أمنها. وكان الارتفاع بنسبة 15% نتيجة منطقية لهذه الخطوات، فضلاً عن التوقعات بأن أوروبا سوف تتولى دوراً أكبر في حلف شمال الأطلسي إذا قلصت الولايات المتحدة مشاركتها في التحالف.
وشهدت شركة راينميتال الألمانية قفزة أكثر إثارة للإعجاب، إذ ارتفعت أسهمها بنحو 50%. ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع زيادة ميزانية الدفاع الألمانية وعقود جديدة لتوريد المعدات والذخيرة، بما في ذلك لأوكرانيا. وأعلنت الشركة، المعروفة بدبابات ليوبارد وأنظمة المدفعية، في فبراير 2025 أنها ستطلق مصنعًا لإنتاج قذائف عيار 155 ملم في أوكرانيا، وهو ما عزز ثقة المستثمرين.
بوابة روز اليوسف
إنضم لقناة النيلين على واتساب