السيد بدير.. الذي لا يعرفه أحد!!!
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
ذاك العملاق المتعدد المواهب، الذي أثرى حياتنا الفنية بإبداعاته في مختلف حقول التعبير، والذي لعب دورا مهما وخطيرا في إنشاء مسارح التلفزيون في الستينيات، وهو بلا شك ولا منازع الأب الروحي للعديد من النجوم في جميع المجالات الفنية في تلك الفترة الخصبة من تاريخ مصر، فكانت مسارح التلفزيون تحت إمرته معملا لتفريخ المواهب والنجوم التي انطلقت نحو سماء النجومية، وملأت الدنيا فنا وإبداعا.
تألق الوجه الجديد آنذاك فؤاد المهندس في مسرحية السكرتير الفني، وكذلك تألق عبد المنعم مدبولي لا كنجم فقط وإنما كمخرج مسرح كوميدي لا يشق له غبار، كذلك محمد عوض، ومن منا ينسى جملته الشهيرة "أنا عاطف الأشموني مؤلف الجنة البائسة"، ومن منا ينسى أداءه المبهر في مسرحية "نمرة 2 يكسب"، ومن ينسى أمين الهنيدي، ومن ينسى الجميلة شويكار التي كوّنت ثنائيا مع فؤاد المهندس ليرسما لنا البسمة والبهجة.
ولعل هؤلاء نجوم على المسرح، ولكن هناك نجوما في الكواليس، ككتاب سيناريو ومؤلفي مسرح، كالبديع بهجت قمر ومعه سمير خفاجى الذي أصبح بعد ذلك له فرقته الخاصة باسم الفنانين المتحدين، وأصبحت من أكبر فرق القطاع الخاص في مصر. وكذلك قدمت لنا جلال الشرقاوي لأول مرة مخرجا لمسرحية "الأحياء المجاورة" للقمتين سناء جميل وحمدي غيث، أيضا ساهم مسرح التلفزيون بقيادة سيد بدير بتقديم براعم الفن، كعادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدني وصلاح قابيل وغيرهم.
لم يقف السيد بدير، بل ولم يستغرقه الجانب الإداري؛ فقد ساهم في الحركة الفنية بإبداعاته ممثلا وكاتبا ومخرجا للإذاعة والسينما والمسرح.
وقد كان ناجحا متميزا ومالكا لزمام الصنعة والحرفية بشكل يثير الإعجاب والدهشة معا، وبرغم تواري ذاك العملاق بعد ذلك عن العمل الفني إلا أن ضربات القدر كانت له بالمرصاد.
فقد كان للسيد بدير ولدان: فقدَ الأول وهو سمير السيد بدير في حرب 73، وفقدَ الثاني العالم العبقري سعيد السيد بدير، الذي راح ضحية لعملية مؤامراتية مخابراتية.
ولا شك أن ضربات القدر هذه قد أقعدت مبدعنا الكبير، ولكن أبدا لم تفتّ في عضده، وبرغم كل التحديات والمنغصات والمحبطات التي واجهته إلا أنه عاد ليقدم مسرحيته الأخيرة "عائلة سعيدة جدا" وأخرجها وهو على كرسيه المتحرك، في تحد صارخ لعامل الزمن والمرض والحزن، وبعد أن تأكد السيد بدير أنه قدم عملا صنع البسمة للمصريين، رحل صانع البهجة صاحب السيرة العطرة والذي أبدا لن ننساه فهو كالطود الشامخ في ذاكرتنا الفنية.
السيد بدير اسم لامع ومعروف، ولكن لا يعرفه أحد!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفنية مصر المسرح مصر الفن المسرح التمثيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة رياضة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
فاطمة عادل تحيي الليلة الـ13 لبرنامج "هل هلالك 9".. غدًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنطلق فعاليات الليلة الثالثة عشرة للنسخة التاسعة من برنامج "هل هلالك"، الذى يقيمه قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، فى الثامنة مساء غد الأربعاء، على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة فى رمضان تحت شعار "من المدفع للسحور احتفالات الثقافة نور".
تحيي الفنانة فاطمة عادل، حفل الليلة الثالثة عشرة من النسخة التاسعة لبرنامج هل هلالك، وتقدم مجموعة متنوعة من أشهر أغانى التراث الشعبى الأصيل، وذلك بمصاحبة فرقتها الموسيقية.
وتحظى النسخة التاسعة لبرنامج "هل هلالك" برؤية فنية جديدة تعيد إحياء تراثنا الفني الذى تتميز به هويتنا المصرية، من خلال إضافة منصتين فنيتين جديدتين للبرنامج، وهما منصة "غناوي زمان" للفنان عبدالرحمن عبدالله والفنانة أمنية النجار، أما المنصة الثانية فتحمل اسم "مزيكا" يقدمها عازف الكمان الفنان عمرو درويش.
وترسيخا لهويتنا، وكالمعتاد كل عام تبدأ فعاليات اليوم بمشاركة من البيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، حيث يعرض مسرح القاهرة للعرائس برئاسة الدكتور أسامة محمد علي، رائعة الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوى، عرض العرائس الشهير أوبريت "الليلة الكبيرة" لمدة ٢٠ ليلة عرض متتالية.
وانطلاقا من الاهتمام بالطفل وتنمية مهاراته الفنية، يتضمن برنامج هل هلالك يوميا "ركن الطفل"، الذى يشمل ورش رسم وأشغال فنية تحت إشراف الفنانة سها كحيل، وذلك طوال فترة إقامة البرنامج .
يشار إلى أن وزارة الثقافة تهدي فعاليات النسخة التاسعة لبرنامج هل هلالك مجانا للجمهور، ويفتح القطاع أبواب مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون للجمهور فى الثامنة مساء طوال فترة إقامة البرنامج، والتى تستمر حتى يوم ٢٦ مارس الجاري.