إقبال متوسط على محلات حلوى المولد بالإسكندرية

مع قرب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، و الذي يعتبر من أهم المناسبات التي يبدأ محلات الحلويات في عرض الحلويات و عرائس المولد بجميع أشكالها و أحجامها ومن جه أخري يبدأ عدد كبير من المصريين رحلة البحث عن الشوادر الخاصة ببيع «حلاوة المولد»، التي تختلف أسعارها وأصنافها وفقا للخامات المستخدمة في التصنيع وعدد المكونات بكل علبة والأوزان، فيما شهدت أسعار «حلاوة المولد» هذا العام ارتفاعا بسبب الأزمات الاقتصادية مع ارتفاع أسعار جميع المواد الخام المستخدمة في تصنيع الحلوى بسبب ارتفاع أسعار المواد التموينية.

أجرت بوابة «الأسبوع» جولة داخل محلات الحلويات لرصد اسعار حلاوة المولد والاستعدادات الكاملة والتحذيرات الهامة للمواطنين.

يقول أحمد شريف، صاحب إحدى الشوادر بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية، إن هذا العام يشهد قلة عدد الشوادر في الشوارع بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة حلاوة المولد ووصول سعر كيلو السكر من 15 إلى 20 جنيه، بالإضافة إلي ارتفاع أسعار المكسرات بسبب رسوم الجمارك على استيرادها لافتا أن الإقبال قل بنسبة كبيرة عن كل عام بسبب زيادة الأسعار حيث أن الزيادة تخطت الـ50%، وتراوحت الأسعار هناك بين 80 و 90 جنيه للكيلو المشكل، وسعر القطعة من عروسة الحلاوة وصلت من 12 إلى 25 جنيه، والتي كانت تبلغ 7 جنيه العام الماضي، لافتا إلى أنه لا يوجد إقبال على عروسة المولد والتي وصل الكبيرة منها إلى 180 جنيه.

أكد محمد فراج، صاحب أحدي محلات الحلوى بمنطقة المنشية، أن هناك تزايد في أسعار حلوى المولد مقارنة بالعام الماضي لافتا إن أسباب تراجع المستهلكين نتيجة ارتفاع مصاريف المدارس التي تتزامن مع المولد النبوي موضحا أن أسعار علب حلوى المولد كالتالي: علبة 1 كيلو تبدأ من 90 جنيهًا، علبة 2 كيلو تبدأ من 120 جنيهًا، علبة 3 تبدأ من 130 كيلو جنيهًا، بينما توجد علب أخرى يصل سعرها إلى 150 جنيهًا.

قالت سعاد علي ربة منزل، إن «العروسة، والحصان الحلاوة يمثلان بهجة للأطفال في ذكرى مولد النبي الشريف كل عام، ولا يمكن الاستغناء عنهما رغم ارتفاع أسعارهما في الأسواق هذا العام مقارنة بالموسم الماضي».. مضيفة: «كل عام بنشتري حلاوة المولد النبوي للاحتفال مع الأهل والأحباب بهذه المناسبة الشريفة رغم ارتفاع الأسعار، ودي عادة مينفعش تغيرها لأنها بتفرَّح كل العيلة».

ويقول يوسف محمد أحد المترددين على محلات بيع حلوى المولد، إنه يقبل على شراء الحصان والعروسة كل عام لأبنائه، باعتباره تقليدا سنويا لا غنى عنه، قائلا: «رغم ارتفاع الأسعار العام الحالي مقارنة بالعام الماضي إلا أننا لا يمكن أن نحتفل بتلك الذكرى العطرة دون شراء الحلوى والعروسة والحصان للأطفال لأنها تمثل البهجة». وشاركه الرأي حمدي إبراهيم، موظف بإحدى الشركات.. معتبرا أن الاحتفال يستلزم شراء الحلوى كل عام رغم ارتفاع سعرها.

وأضاف إبراهيم علي، صاحب أحد محلات بيع الحلويات: تراجع الإقبال على شراء الحلوى مردود إلى ارتفاع الأسعار عن العام الماضي، بسبب الحالة الاقتصادية التي تضرب العالم و ارتفاع سعر بعض أنواع المكسرات المستوردة.

وأكد الحاج عبد الله، صاحب محل بيع حلوى المولد النبوي، أن الأسعار تختلف باختلاف الصنف والنوع ما بين الحمصية والسمسمية والملبن والنوجا والعروسة والحصان. كما أن الزيادة في السعر تختلف في النوع الواحد حسب الجودة، فيبدأ سعر الحلوى الفولية من 26 جنيها، ويبدأ سعر الحلوى السمسمية من 25 جنيها، والحمصية من 27 جنيها. واللديدة يبدأ سعرها من 30 جنيها، هذا بخلاف تباين سعر كل محل عن الآخر بسبب التغليف وجودة المنتج.

و قال محمود بيومي، أحد المترددين على محلات حلوى المولد، إن أسعار هذا العام مرتفعة عن العام الماضي بنسبة بسيطة، ويوجد أنواع جديدة وأشكال مختلفة عن حلوى المولد التقليدية بالأخص الحلوى السورية لافتا أن الحصان والعروسة الحلاوة من أهم أنواع حلوى المولد، قائلا: "لازم اشتري لأبنائي علشان يفرحوا بالمولد النبوي".

وأكد محمد عبد المنعم، صاحب أحدي محلات الحلويات بمنطقة العصافرة أن أسعار الحلوى ارتفعت حالها حال جميع المنتجات، مؤكدا ظهور البيع بالقطع الصغيرة، قائلا: "ممكن تشتري بالقطعة أو الكيلو لافتا أن الإقبال متوسط ويزيد مع اقتراب يوم الاحتفال بالمولد النبوي، مضيفا أن الأسعار تأثرت ولكن بزيادة بسيطة، مشيرا إلى أن عروسة المولد يبدأ سعرها من 10 جنيهات والحصان بـ 15 جنيها، وكيلو الحلوى المشكل السوري يبدأ سعره من 90 جنيها و حلوى المولد المصري يبدأ سعرها من 120 جنيها للكيلو، والحلوة العلف 150 جنيها، والمكسرات تبدأ من 250 جنيها، والعروسة اللعبة الصغيرة تبدأ من 100 جنيه، و 160 جنيها للكبيرة.

ومن جانبه قال أحمد محسن، عضو مجلس إدارة شعبة تجار وصناع الحلويات في الغرفة التجارية بالإسكندرية، في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع أن موسم المولد النبوي الشريف بالإسكندرية يختلف عن معظم المحافظات والإقبال على شراء حلوى المولد بيكون متوسط، بسبب تزامن مع بداية العام الدراسي، مؤكدا أن الأزمات العالمية تسببت في زيادة الأسعار من 15% إلى 20% عن العام الماضي.

ولفت محسن، لـ"الأسبوع"، إلى أن أغلب الخامات المستخدمة في صناعة حلوى المولد مستوردة مثل السمسم، والمكسرات بمختلف أنواعها، مضيفا أن ظهور حلويات المولد السوري وانتشارها بسبب انخفاض سعرها، حيث يبدأ الكيلو من 90 جنيها، وفيها أشكال وأنواع مختلفة، ورغم ذلك يقبل المواطنين على حلوى المولد المصري.

وأضاف إن حلوى المولد النبوي شهدت ارتفاعا في الأسعار بنسبة تتراوح من 5% إلى 15٪، بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد المستوردة المستخدمة في التصنيع مثل السمسم والمكسرات.. موضحا أن زيادة الأسعار يتحمل أغلبها أصحاب المصانع والتجار وبالأخص الزيادة في المكسرات المستوردة. كما أن السكر ليس عاملا أساسيا في تسعيرة الحلوى.

وحذر عضو شعبة صناعة الحلويات بالإسكندرية، المواطنين من شراء حلوى المولد النبوي من أماكن مجهولة أو السيارات المتنقلة مجهولة المصدر، حيث تبيع السيارات مجهولة المصدر كيلو الحلوى بسعر أرخص من الأسواق لجذب المواطن البسيط، وأغلبها تتبع مصانع غير مرخصة تحت بير السلم لافتا إلى أن الأجهزة الرقابية ووزارة التموين يطاردون تلك السيارات، من خلال حملات تفتيشية على الأسواق للتأكد من صلاحية وسلامة المنتجات المعروضة في الأسواق قبل بيعها للمستهلك، لعدم الإضرار بصحتهم، ويتم تحرير محاضر ضد المخالفين مضيفا أن العقوبة التي يتم فرضها على المخالفين قد تصل إلى الحبس لمدة عام وغرامة 10 آلاف جنيه، وإن كانت المخالفة تندرج تحت قانون حماية المستهلك تكون الغرامة مغلظة خاصة وإن كان هناك سلوك مخادع للمواطنين لتصل إلى ما بين 50 ألفا و 2 مليون جنيه.

وأوضح «محسن»، أن أسعار حلوى المولد النبوى الشعبية تبدأ من 45 جنيها، والمتوسطة تبدأ من 65 لـ 70 جنيها. والفاخرة تبدأ من 85 جنيها للكيلو لاختلاف نوع وشكل العلبة من صفيح أو كارتون.. مشيرا إلى أن العروسة البلاستيك أصبحت مرتبطة أيضا بموسم المولد النبوي، ومازالت العروسة والحصان يمثلان فرحة الأطفال في المولد النبوي الشريف لافتا أن مكونات العلبة المشكلة: قرص حمص- 4 نوجا- 2 فولية- 4 سمسمية- 2 ملبن سادة- 2 حمصية- 2 لديدة، حيث يبلغ سعر الكيلو من كل صنف 85 جنيه والعلبة المشكلة 2 كيلو من كل صنف تصل إلى 175 جنيه.

والجدير بالذكر أن عروسة المولد تعد من أشهر مظاهر الاحتفال والفرحة للفتيات في المولد النبوي الشريف، فكل فتاة كانت تحلم بشكل مميز لعروسة المولد، وخاصة عروسة المولد التي كانت ترتدي فستان عروس أبيض وطرحة، وكانت عروسة المولد من العادات التي يتوارثها الأبناء والأحفاد جيلًا من بعد جيل.

واستمرت هذه العادة عند الكثير من الفتيات حتى اليوم على الرغم من الثقافات الجديدة التي طرأت على المجتمع المصري، إلا أنها مازالت محتفظة برونقها ويحرص العريس على إهدائها لعروسه كل عام، وتطورت العروسة من الحلوى حتى وصلت لشكلها المتداول حاليًا، عروسة بلاستيك مزينة بأجمل الثياب والفساتين الملونة التي تعبر عن جمالها.

بدأت عروسة المولد في العصر الفاطمي واستمرت وتطورت حتى يومنا هذا، حيث إنها تُعَد من أجمل مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ولا طعم له من دونها، فهي تراث شعبي حافظ عليه المصريون رغم هذا الكم الهائل من التطور إلا أنها مازالت محتفظة برونقها في الاحتفال بذكر مولد النبي الشريف.

المصدر: الأسبوع