تتوقع دولة الاحتلال في ظل مساعيها لإنجاز اتفاق تطبيع مع السعودية أن تتبعها المزيد من الدول العربية والإسلامية، واصفة ذلك بأنه "طوفان" من التطبيع، وتقف على جدول الأعمال أكبر دولة إسلامية في العالم وهي إندونيسيا، بجانب ماليزيا التي تأوي عناصر من المقاومة، فضلا عن سلطنة عمان التي زارها رؤساء الحكومات المتعاقبين: إسحاق رابين، وشمعون بيريز، وبنيامين نتنياهو، ووصلها مؤخرا ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.



وكشف المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، أن "دولة الاحتلال تشهد نقاشات حول إمكانية حذو سلسلة من الدول الإسلامية للسعودية بتطبيع علاقاتها معها، في حال تمت الصفقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، وبعد اتفاق محتمل مع المملكة، فسيكون هناك "طوفان" من تطبيع العلاقات من العالم الإسلامي، حيث ستقرّر إندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش وعمان وعدة دول أخرى في أفريقيا تطبيع العلاقات".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "إندونيسيا هي أكبر دولة إسلامية في العالم، ورابع أكبر ديمقراطية، وفي إسرائيل تجري محادثات سرية مع مسؤولين في الدولة التي تقيم علاقات تعاون تجاري وسياحي وأمني معها، كما يعمل الأميركيون خلف الكواليس لإقناعها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدر أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين أن الإندونيسيين يخشون المظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها المعارضون للتطبيع، لذا من المنطقي أن ينتظروا السعودية".

وأشار أن "ماليزيا الدولة الإسلامية الكبيرة في آسيا، معادية تماما لإسرائيل، وتحظر دخول إسرائيليين بشكل مباشر إليها، بل إنها تعتبر مركزا لتدريب نشطاء الجناح العسكري لحركة حماس، وقد كشف الشاباك في السنوات الأخيرة عن عدد كبير من الحوادث التي تدرب فيها مقاتلو الحركة في ماليزيا، وحصلوا على تدريبات عسكرية نظامية بموافقة ضمنية من سلطاتها".


وأوضح أن "دولة إسلامية ثالثة قد تلتحق بقطار التطبيع هي بنغلاديش، لأن 90 بالمئة من سكانها الفقراء مسلمون، وهي لا تعترف بإسرائيل، رغم أنها من أوائل الدول التي اعترفت بها في 1971، حين نالت استقلالها، وبعد توقيع اتفاقيات التطبيع وردت أنباء عن وجود تعاون بينهما، لذلك لا يوجد سبب لتطبيع العلاقات، ومنذ ذلك الحين لم ترد أخبار من هناك، وقبل عامين، أشارت لتقارب آخر تجاه إسرائيل، حين غيّرت صياغة جواز سفرها، ورفعت الحظر المفروض على زيارة مواطنيها لإسرائيل".

وأكد أن "سلطنة عمان تقف على الدور لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، منذ زيارة نتنياهو لها في 2018، ولقائه بالسلطان الراحل قابوس بن سعيد، وقبله رابين في التسعينيات، وتلاه بيريس، وقبل أسبوع ونصف فقط، زارها ابن سلمان، الذي يدير محادثات التطبيع مع إسرائيل، مع أن مسقط قطعت علاقاتها بها بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، إلا انها خطت خطوة تجاهها عندما سمحت لطائراتها بالمرور في أجوائها في طريقها شرقا".

وأشار إلى أن "هناك عدة دول أفريقية تفكر باتباع باقي الدول العربية والإسلامية في قطار التطبيع، أهمها جزر القمر، عضو جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وتقع بين مدغشقر وموزمبيق، وتتكون من ثلاث جزر، تشكل كل منها دولة اتحادية، وجميع سكانها من المسلمين السنة، وقد أجرت مع إسرائيل اتصالات في السنوات الأخيرة، كما أنه في 1994 بعد توقيع اتفاق أوسلو، جرت مفاوضات لإقامة علاقات ثنائية مقابل مساعدات إسرائيلية سخية، لكن الضغوط الإيرانية واللوبي الداخلي الرافض سحبوا هذا التوجه".

وأوضح أن "موريتانيا التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل منذ 14 عاما إبان العدوان على غزة في 2009 تنتظر هي الأخرى إبرام اتفاق تطبيع، واليوم قد تقوم بذلك إذا تم التوصل بالفعل لاتفاق مع السعودية، وقبل تلك الحرب بعام، أطلق مسلحون النار على مبنى السفارة الإسرائيلية في نواكشوط".

وختم بالقول إن "هناك دولة أخرى مدرجة على جدول الأعمال التطبيعي وهي جيبوتي، التي تقع في القرن الأفريقي، ولا تقيم حاليا علاقات رسمية مع إسرائيل، كما جرت محادثات مع مالي، لكنها انسحبت بسبب علاقاتها بمجموعة فاغنر، وكذلك الأمر مع النيجر، التي تراجعت الاتصالات معها بشكل غير متناسب، بسبب الانقلاب العسكري الذي شهدته في الأشهر الأخيرة".

تكرر الحديث الإسرائيلي في الآونة الأخيرة عن انضمام إندونيسيا لقطار التطبيع، رغم ما شهدته مؤخرا من أحداث رافضة لهذا التطبيع، وآخرها منع أعضاء وفد إسرائيلي من المشاركة بمؤتمر دولي للقابلات بمدينة بالي بسبب حساسية وجودهم فيها، والطلب منه مغادرة البلاد، لأن الدولة لن تكون قادرة على تحمل هذا الخطر، ولن يكون العلم الإسرائيلي جزءا من موكب الأعلام والتنظيم، ولن يتم ذكره خلال الحفل.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مسئولية العداء الإندونيسي للإسرائيليين تعود للحركة الإسلامية، مما يجعل من هذه الخطوات المعادية لإسرائيل سابقة خطيرة، بعد طردها من المشاركة في الألعاب الشاطئية في بالي، ونقل بطولة العالم في كرة القدم تحت سن 20 عاما من إندونيسيا إلى الأرجنتين، بسبب استضافة الفريق الإسرائيلي.

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الاحتلال مقاطعة ورفضا من إندونيسيا، رغم الضغوط التي تمارس عليها للتطبيع، وهو يضع تطبيع علاقاته معها على رأس جدول أعماله، سواء لكونها أكبر دولة إسلامية، أو بسبب موقعها الجيو-سياسي، أو لما تحتويه من موارد طبيعية هائلة.

كما أن 70 بالمئة من الإندونيسيين ينظرون لدولة الاحتلال بصورة سلبية، لتكون واحدة من أكثر التصورات سلبية تجاهها في آسيا، ورغم الدعوات الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع إندونيسيا، بزعم وجود العديد من فرص التعاون الثنائي، لكن الأخيرة لا تفكر في التطبيع إلا إذا تحقق الاستقلال الفلسطيني، وفي 2018 منعت حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخولها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال التطبيع ماليزيا عمان الاحتلال اندونيسيا عمان ماليزيا التطبيع صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تطبیع العلاقات الدول العربیة دولة إسلامیة مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الخيارات العربية فى غزة ولبنان!

ما بين قمم جماعية وأخرى ثنائية، وما بين نداءات بوقف النار ومفاوضات متواصلة لا تنتهى تبدو الدول العربية فى حالة تثير التساؤل بشأن قدرتها على التأثير على مجريات الحرب الدائرة على غزة ومن بعدها لبنان منذ أكثر من عام. طبعا المسألة ليست بالبساطة التى قد يتصورها البعض ولكن الكثيرين كانوا ينتظرون أن يكون للثقل العربى دوره على الأقل فى التخفيف من حجم البربرية الإسرائيلية مقابل ما اعتبرته بعض الدول العربية بربرية فلسطينية عبرت عنها وفق هذه الدول عملية طوفان الأقصى.

غير أنه فى مواجهة حالة جلد الذات بشأن ما يجب أن يتم عربيا لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وما بين الشعور بغياب ضرورة القيام بأى فعل انطلاقا من منظور البعض بأن العرب لا ناقة لهم ولا جمل فى هذه الحرب، وبين التصور الأقرب للرسمى بالعجز عن الفعل يقرر الواقع أن هناك ما يمكن القيام به ولو من منطلق أضعف الإيمان.

فى هذا المجال يجب التمييز بين شقين هما: القدرة على الفعل، وإرادة الفعل. فغير صحيح أن الدول العربية لا تملك ما يمكن أن تقوم به للتأثير على مجريات الأوضاع فى غزة، ولكن من الصحيح أنها لا تود أن تستخدم ما تملكه على خلفية رؤية خاصة بكل دولة ما يعنى فى النهاية أن الأزمة ناتجة عن غياب إرادة الفعل وليس القدرة عليه.

والحقيقة دون تهور أو إغراق فى خيالات لا صلة لها بالواقع، فإن خيار المساندة العسكرية ربما يجب استبعاده تماما ليس لأنه الخيار الخاطئ وإنما لأنه الخيار غير المطروح على طاولة الجانب العربى.. وحين نتحدث عن الجانب العربى فإننا لا نفترض أنه كتلة واحدة وإنما دول متعددة ولكن كل دولة على حدة تكاد تكون استقرت على هذا الأمر لأسبابها الخاصة.

ربما يطفو على السطح هنا خيار آخر له وجاهته ومنطقة وهو تسليح المقاومة الفلسطينية باعتبارها تقاوم إحتلال وهى مقاومة مشروعة بمقتضى القانون الدولى، وهو أمر يجد نظيرا له فى السياسة الدولية الحالية ممثلة فى حالة مساندة الغرب لأوكرانيا بالسلاح فى مواجهة ما يراه الغرب من اعتداء روسى على سيادة أوكرانيا والعمل على احتلال أراضيها.

لكن هذا الخيار قد يدخل فى دائرة المحظورات أو يمكن اعتباره المحظور الثانى بعد المواجهة العسكرية فى ضوء تعقد المواقف من حركات المقاومة ودمغها دوليا بأنها إرهابية رغم زيف هذا الاتهام، على نحو قد يضع الدول العربية فى عداد مساندة الإرهاب فى منظور الغرب بشكل أساسى وبشكل قد يتم معه تكتيل موقف دولى مناهض يستدعى مشكلات لا ترغب الدول العربية فى الدخول فيها.

كل هذا بعيداً عن السبب الذى يلوح به البعض دون أن نجزم به أو نؤيده وإن كنا نعتبر أنه سبب قائم ألا وهو الموقف السلبى لبعض الأنظمة العربية من حركات المقاومة والتى تتخذ طابعا إسلاميا وهو أمر يبعد عن تناولنا فى هذه السطور.

يبدو فى حدود الرؤية العامة أن الخيارات تضيق بشكل قد تصبح معه ليس هناك خيارات، وهو أمر غير صحيح، حيث يبرز ما نسميه الخيارات السلمية التى لا تأخذ شكلا صداميا ويمكن أن تؤتى أكلها. وعلى ذلك قد تكون العودة بالعلاقات العربية مع إسرائيل إلى المربع صفر نقطة بداية لمجموعة من الإجراءات التى قد تجبر إسرائيل على وقف الحرب. ويشمل ذلك إحياء المقاطعة واتخاذ إجراءات نحو وقف مسيرة دمج أو إدماج إسرائيل فى المنطقة. مجرد أفكار لكن ينقصها الرغبة فى التنفيذ ليس إلا!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • عاجل.. الرعب يسود إسرائيل وزنزانة تنتظر نتنياهو وانفجارات تهز حيفا وبيروت وكوريا الشمالية تشعل الحرب
  • رسائل تهديد أميركية لأوروبا بسبب دعمها قرار الجنائية ضد إسرائيل
  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟
  • إدارة التوحش من داعش إلیٰ مليشيا آل دقلو!!
  • وزير دولة لشؤون الدفاع يبحث مع سفير إندونيسيا تعزيز التعاون
  • الخيارات العربية فى غزة ولبنان!
  • بعد أن حاولت إخفاء الحقيقة عن أبناء الشعوب العربية والإسلامية .. السعودية تكشف المستور وهذا ماظهر
  • "حزب الكتاب" المغربي يطالب بإنهاء التطبيع مع إسرائيل
  • أكاديمي إسرائيلي يهاجم أردوغان بعد دعوته لقطع العلاقات الدولية التجارية مع الاحتلال
  • سفارات سلطنة عُمان في إندونيسيا واليابان وبنجلاديش تحتفل بالعيد الوطني