رصد إسرائيلي لقائمة الدول العربية والإسلامية التي تنتظر التطبيع
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
تتوقع دولة الاحتلال في ظل مساعيها لإنجاز اتفاق تطبيع مع السعودية أن تتبعها المزيد من الدول العربية والإسلامية، واصفة ذلك بأنه "طوفان" من التطبيع، وتقف على جدول الأعمال أكبر دولة إسلامية في العالم وهي إندونيسيا، بجانب ماليزيا التي تأوي عناصر من المقاومة، فضلا عن سلطنة عمان التي زارها رؤساء الحكومات المتعاقبين: إسحاق رابين، وشمعون بيريز، وبنيامين نتنياهو، ووصلها مؤخرا ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وكشف المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، أن "دولة الاحتلال تشهد نقاشات حول إمكانية حذو سلسلة من الدول الإسلامية للسعودية بتطبيع علاقاتها معها، في حال تمت الصفقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، وبعد اتفاق محتمل مع المملكة، فسيكون هناك "طوفان" من تطبيع العلاقات من العالم الإسلامي، حيث ستقرّر إندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش وعمان وعدة دول أخرى في أفريقيا تطبيع العلاقات".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "إندونيسيا هي أكبر دولة إسلامية في العالم، ورابع أكبر ديمقراطية، وفي إسرائيل تجري محادثات سرية مع مسؤولين في الدولة التي تقيم علاقات تعاون تجاري وسياحي وأمني معها، كما يعمل الأميركيون خلف الكواليس لإقناعها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدر أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين أن الإندونيسيين يخشون المظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها المعارضون للتطبيع، لذا من المنطقي أن ينتظروا السعودية".
وأشار أن "ماليزيا الدولة الإسلامية الكبيرة في آسيا، معادية تماما لإسرائيل، وتحظر دخول إسرائيليين بشكل مباشر إليها، بل إنها تعتبر مركزا لتدريب نشطاء الجناح العسكري لحركة حماس، وقد كشف الشاباك في السنوات الأخيرة عن عدد كبير من الحوادث التي تدرب فيها مقاتلو الحركة في ماليزيا، وحصلوا على تدريبات عسكرية نظامية بموافقة ضمنية من سلطاتها".
وأوضح أن "دولة إسلامية ثالثة قد تلتحق بقطار التطبيع هي بنغلاديش، لأن 90 بالمئة من سكانها الفقراء مسلمون، وهي لا تعترف بإسرائيل، رغم أنها من أوائل الدول التي اعترفت بها في 1971، حين نالت استقلالها، وبعد توقيع اتفاقيات التطبيع وردت أنباء عن وجود تعاون بينهما، لذلك لا يوجد سبب لتطبيع العلاقات، ومنذ ذلك الحين لم ترد أخبار من هناك، وقبل عامين، أشارت لتقارب آخر تجاه إسرائيل، حين غيّرت صياغة جواز سفرها، ورفعت الحظر المفروض على زيارة مواطنيها لإسرائيل".
وأكد أن "سلطنة عمان تقف على الدور لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، منذ زيارة نتنياهو لها في 2018، ولقائه بالسلطان الراحل قابوس بن سعيد، وقبله رابين في التسعينيات، وتلاه بيريس، وقبل أسبوع ونصف فقط، زارها ابن سلمان، الذي يدير محادثات التطبيع مع إسرائيل، مع أن مسقط قطعت علاقاتها بها بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، إلا انها خطت خطوة تجاهها عندما سمحت لطائراتها بالمرور في أجوائها في طريقها شرقا".
وأشار إلى أن "هناك عدة دول أفريقية تفكر باتباع باقي الدول العربية والإسلامية في قطار التطبيع، أهمها جزر القمر، عضو جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وتقع بين مدغشقر وموزمبيق، وتتكون من ثلاث جزر، تشكل كل منها دولة اتحادية، وجميع سكانها من المسلمين السنة، وقد أجرت مع إسرائيل اتصالات في السنوات الأخيرة، كما أنه في 1994 بعد توقيع اتفاق أوسلو، جرت مفاوضات لإقامة علاقات ثنائية مقابل مساعدات إسرائيلية سخية، لكن الضغوط الإيرانية واللوبي الداخلي الرافض سحبوا هذا التوجه".
وأوضح أن "موريتانيا التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل منذ 14 عاما إبان العدوان على غزة في 2009 تنتظر هي الأخرى إبرام اتفاق تطبيع، واليوم قد تقوم بذلك إذا تم التوصل بالفعل لاتفاق مع السعودية، وقبل تلك الحرب بعام، أطلق مسلحون النار على مبنى السفارة الإسرائيلية في نواكشوط".
وختم بالقول إن "هناك دولة أخرى مدرجة على جدول الأعمال التطبيعي وهي جيبوتي، التي تقع في القرن الأفريقي، ولا تقيم حاليا علاقات رسمية مع إسرائيل، كما جرت محادثات مع مالي، لكنها انسحبت بسبب علاقاتها بمجموعة فاغنر، وكذلك الأمر مع النيجر، التي تراجعت الاتصالات معها بشكل غير متناسب، بسبب الانقلاب العسكري الذي شهدته في الأشهر الأخيرة".
تكرر الحديث الإسرائيلي في الآونة الأخيرة عن انضمام إندونيسيا لقطار التطبيع، رغم ما شهدته مؤخرا من أحداث رافضة لهذا التطبيع، وآخرها منع أعضاء وفد إسرائيلي من المشاركة بمؤتمر دولي للقابلات بمدينة بالي بسبب حساسية وجودهم فيها، والطلب منه مغادرة البلاد، لأن الدولة لن تكون قادرة على تحمل هذا الخطر، ولن يكون العلم الإسرائيلي جزءا من موكب الأعلام والتنظيم، ولن يتم ذكره خلال الحفل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مسئولية العداء الإندونيسي للإسرائيليين تعود للحركة الإسلامية، مما يجعل من هذه الخطوات المعادية لإسرائيل سابقة خطيرة، بعد طردها من المشاركة في الألعاب الشاطئية في بالي، ونقل بطولة العالم في كرة القدم تحت سن 20 عاما من إندونيسيا إلى الأرجنتين، بسبب استضافة الفريق الإسرائيلي.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الاحتلال مقاطعة ورفضا من إندونيسيا، رغم الضغوط التي تمارس عليها للتطبيع، وهو يضع تطبيع علاقاته معها على رأس جدول أعماله، سواء لكونها أكبر دولة إسلامية، أو بسبب موقعها الجيو-سياسي، أو لما تحتويه من موارد طبيعية هائلة.
كما أن 70 بالمئة من الإندونيسيين ينظرون لدولة الاحتلال بصورة سلبية، لتكون واحدة من أكثر التصورات سلبية تجاهها في آسيا، ورغم الدعوات الإسرائيلية لتطبيع العلاقات مع إندونيسيا، بزعم وجود العديد من فرص التعاون الثنائي، لكن الأخيرة لا تفكر في التطبيع إلا إذا تحقق الاستقلال الفلسطيني، وفي 2018 منعت حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخولها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال التطبيع ماليزيا عمان الاحتلال اندونيسيا عمان ماليزيا التطبيع صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تطبیع العلاقات الدول العربیة دولة إسلامیة مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: الرياض وتل أبيب مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
ذكر مقال للكاتب داني زاكن نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إسرائيل والسعودية تريان في ترامب رئيسا أكثر راحة بكثير من ناحيتهما، ولهذا فهما تنتظران تسلمه مهام منصبه، وتصممان ببطء الخطوط الرئيسة الممكنة لاتفاق التطبيع، لكن في موعد ما ستضطران للحديث أيضا عن تنازلات وعن الفلسطينيين".
وقال داكن في مقاله: "نبدأ بفكرة تستند إلى معلومة: لن يكون اتفاق تطبيع مع السعودية قبل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، رغم أنه يوجد تمهيد لهذا؛ استعدادات ومحادثات ومداولات مكثفة بين رجال ترامب وكل ذوي الشأن، بما في ذلك إسرائيل، النصف الأول من الجملة اقتبسها عن دبلوماسي سعودي كبير (شخصية أنا على اتصال معها منذ اتفاقات إبراهيم)، وهو الذي توجه إلي بعد أن نشر في إسرائيل أمس عن تقدم نحو التطبيع".
وتابع، أن "الإمكانية التي نشرت بإسرائيل اليوم في آب على لسان مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى جدا، الذي شرح بأن هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات كفيلة بالذات بأن تسرع التطبيع في الفترة الانتقالية، إذ يسهل عندها على الرئيس بايدن تلقي الإذن بذلك من الكونغرس، الذي سيكون مطالبا بأن يقر مثل هذا الاتفاق، بسبب ذاك القسم من اتفاق الدفاع الأمني بين السعودية والولايات المتحدة، والجمهوريون غير متحمسين لإقرار مثل هذا الاتفاق".
غير أنه حسب مصادر مطلعة، شطبت القضية عن جدول الأعمال؛ وذلك بسبب قرار مشترك لبايدن وترامب.
وأوضح الكاتب، أن "للإدارة الجديدة نوايا لإعادة تفعيل الخطة لترتيب الشرق الأوسط من جديد، بسبب الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر، وبعد تغيير صورة موازين القوى بفضل الإنجازات الإسرائيلية في لبنان وحيال إيران التي حققت ثورة حقيقية، فإن هذه الخطة الجديدة باتت قابلة للتحقق أكثر من أي وقت مضى".
إضافة إلى ذلك، حتى لو كان للإدارة الراحلة احتمال للدفع قدما باتفاق ثلاثي مع السعودية وإسرائيل، فإن الدولتين الشريكتين معنيتان بانتظار ترامب، الأكثر راحة بكثير من ناحيتهما.
إظهار أخبار متعلقة
وتابع: "ليس صدفة أن التقى مبعوث ترامب إلى المنطقة ستيف ويتكوف في الأيام الأخيرة في الرياض مع العراب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والرجل الذي يمكن معه عقد الصفقات".
واستدرك: "صحيح حتى الآن، على حد قول الدبلوماسي السعودي الأمر الذي أكده أيضا مصدران إسرائيلي وأمريكي، فإن المحادثات غير الرسمية تعول على الخطوط العريضة للاتفاق في مستويين. الأول، المثلث الإسرائيلي – الأمريكي – السعودي، الذي يعنى بالجانب الأمني، بما في ذلك حلف دفاع وتناول في مسألة إقامة منشأة نووية مدنية سعودية".
أما الثاني، "إقليمي، يشرك معظم دول المنطقة من الخليج حتى لبنان (بناء على طلب فرنسا)، ويكون شاملا، مثل خطة القرن، بل وأكبر بكثير "خطة كبرى".
تنمية إقليمية واسعة
ويتابع داكن، أن المشاكل في المستوى الأول هي مدى الحلف الأمني، والحاجة لإقرار مجلس الشيوخ لمثل هذا الحلف.
وأضاف، أن الورقة الإسرائيلية القومية هي المعرفة بأنه إذا ما شمل هذا الحلف إسرائيل، بما في ذلك التطبيع، فإن فرصه للمرور في مجلس الشيوخ عالية.
أما المستوى الثاني، فسيتضمن في داخله فضلا عن الخطط الاقتصادية الشاملة، تنمية إقليمية واسعة أيضا، بتمويل دول الخليج في الدولتين الضعيفتين الأردن ولبنان ولدى الفلسطينيين، وفق الكاتب.
ويرى داكن، أن هنا يكمن الخلاف الأساس، ظاهرا على الأقل. فقد عاد السعوديون وقالوا؛ إن حل المشكلة الفلسطينية وإقامة دولة لهم، هو جزء لا يتجزأ من التطبيع. بالمقابل فإنهم لا يثقون ولا بقدر قليل بالسلطة، التي هي في نظرهم فاسدة وغير ناجعة.
وتابع: ولهذا، فقد طالبوا بإصلاحات وتغييرات بعيدة المدى فيها. في لقاء كان في الرياض في كانون الثاني هذه السنة، بمشاركة مستشار الأمن القومي السعودي ومسؤولين كبار آخرين كرؤساء المخابرات الفلسطيني، المصري والأردني، أوضح للفلسطينيين بأن فقط تغييرات بعيدة المدى في قيادة السلطة وفي سلوكها، ستؤدي إلى دعمهم لمشاركتها في خطة اليوم التالي.
إظهار أخبار متعلقة
ويقول الدبلوماسي السعودي؛ إن تغيير رئيس الوزراء الفلسطيني كان جزءا من استجابة أبو مازن للمطالب، وأنه بعد انتخاب ترامب واضح أنه يوجد تقدم إضافي، والدليل، الحملة في جنين ضد الجهاد الإسلامي وحماس.
وفي إسرائيل، أو على الأقل في الائتلاف الحالي، سيجدون صعوبة في قبول التقدم إلى دولة فلسطينية، حتى لو كان مجرد ضريبة كلامية.
وختم كاتب المقال قائلا: "كما أن دور السلطة في إدارة مدنية للقطاع سيصعب على نتنياهو الحصول على الموافقة. المعنى، هو أنه عندما تتقدم الاتصالات نحو النهاية، سيتعين على نتنياهو أن يصطدم بشركائه الائتلافيين على هذه البنود، سيعرض المقابل الكبير، لكن في النهاية سيتعين عليه أن يقرر. اتفاق تاريخي وإعادة تنظيم الشرق الأوسط كله، حتى بثمن تغيير الائتلاف أو استمرار السيطرة الإسرائيلية على القطاع، وتجميد الوضع في الضفة. هذه المعضلة".