خبير في الموارد المائية: تونس بلد مناولة أنهكته الخيارات الاقتصادية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
قال الخبير في الموارد المائية حسين الرحيلي في تصريح إعلامي على هامش مؤتمر اقليمي حول المياه انعقد نهاية الأسبوع بالحمامات ''إن خيارات تونس الاقتصادية أنهكت البلد ماليا ومائيا"، مضيفا "تونس بلد مناولة لدول أوروبية، نفخر بارتفاع تصدير منتجات أنهكتنا ماديا وماليا، فما معنى أن تنتج تونس خضر وغلال مستنزفة للمائدة المائية لتصدرها لدول تفوق مقدراتها المالية ما لدينا على غرار إيطاليا، هذه خيارات سياسية واقتصادية فرضت على تونس كلفتنا الكثير من الماء والمال".
ودعا الرحيلي الدولة إلى القيام بإصلاحات هيكلية لحل أزمة المياه، قائلا "إن مشكل المياه لا يحلّ بغزارة التساقطات بل بمراجعة هيكلية لسياساتنا الاقتصادية والفلاحية، علينا أولا أن نفرض عدالة اجتماعية في توزيع مياه الشرب عبر الحرص على ربط مختلف الأسر التونسية بشبكة ماء صالح فعلا للاستهلاك والشرب ما يجنبنا اللجوء للمياه المعلبة، ثم علينا أن نجدّد شبكة قنوات الربط وتوزيع المياه التي فاق عمرها الـ25 سنة ما جعل الماء يصلنا ملوثا وغير صالح للاستعمال.. وفي قطاع الفلاحة يجب أن نعتمد مبدأ البصمة المائية عبر دراسة مستلزمات الإنتاج وإقرار سياسة الكمية الدنيا لإنتاج أعلى".
ولفت إلى أن الإشكال الأبرز في حل أزمة المياه هو الاختلاف بين السلطة والخبراء في تشخيص المشكل والحلول، "فالسلطة تعتبر أن أزمة نقص المياه هي أزمة ظرفية تكفي حلول مؤقتة لحلها، بينما يرى الخبراء والمختصون أن الأزمة هيكلية تقتضي مراجعة شاملة لسياسات الدولة العمومية وهي خيارات فاشلة حولتنا إلى بلد مناولة ينتج ما لا يرغب الغرب في انتاجه حفاظا على موارده المائية، تحت مسمى الاستثمار ".
وقال الرحيلي إن "تونس دخلت مرحلة الجهد المائي منذ سنة 1995 عندما أصبحت تستهلك 130% من طاقة تجدّد مواردها المائية ومع ذلك يتواصل الحديث عن أزمة المياه كأنها مشكل ظرفي ".
سهام عمار
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
الأمطار في كردستان.. هل تنقذ السدود أم ستفاقم أزمة المياه؟
بغداد اليوم - السليمانية
علق الخبير المائي والزراعي مريوان محمد مصطفى، اليوم الاثنين (20 كانون الثاني 2025)، على كميات الأمطار التي سقطت اليوم في مدن كردستان، ومدى مساهمتها في تخفيف معدلات الجفاف.
وقال مصطفى في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "نسبة الأمطار ما تزال لم تحقق 15% من معدلات الأمطار في العام الماضي، ونحتاج إلى موجات مطرية من الآن وحتى نهاية الشهر الحالي".
وأضاف، "بسبب نقص سدود التخزين، فقد فقدنا كميات كبيرة من مياه الأمطار التي سقطت العام الماضي بكثرة، وخاصة في شهري آذار ونيسان، ولكنها تسربت إلى الوديان دون فائدة".
وأشار إلى أنه "نحن أمام أزمة حقيقية، وحتى الأمطار التي هطلت اليوم ما تزال دون المستوى المطلوب، ولا تصل إلى مستوى الطموح الذي وصلت له الكميات في العام الماضي. خاصة وأن معدلات التخزين في السدود ستتناقص في الصيف المقبل إذا لم تسقط كميات كبيرة من الأمطار تؤدي إلى امتلاء السدود، وتستفاد منها الخطة الزراعية الصيفية".
ويُعتبر كل موسم مطري عنصراً حاسماً في محاولة مواجهة أزمة المياه في الإقليم، خاصة بعد تأكيد المختصين على ضرورة تحقيق معدلات أمطار جيدة لضمان توفر المياه اللازمة للإنتاج الزراعي وحماية الأمن المائي في الإقليم.