قالت وزيرة المالية الإندونيسية، الدكتورة سري مولياني، إنّ انعقاد الاجتماع السنوي للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية على أرض مصر، شيء رائع، متابعة: «أفخر برؤية ومشاهدة النمو الذي يشهده البنك في عامه الثامن، والدول الأعضاء التي نمت بشكل كبير، ولدينا المحفظة الخاصة، في ظل مواجهة الأزمات والجوائح التي مررنا بها، إضافة إلى أزمة الغذاء».

وأضافت وزيرة المالية الإندونيسية، على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الآسيوي للاستثمار فى البنية التحتية: «أقدر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ودعمه المستمر لجميع الدول الأعضاء، كما نلاحظ أنّ الموقف الاقتصادي الدولي يخلق تحدٍ كبير أمام العديد من الدول، والتشتت الجيو سياسي الذي يحدث في أنحاء العالم كافة، ويؤثر على النمو الاقتصادي، كما يساعد على زيادة الهشاشة والضعف لأغلب الدول، خاصة الدول الأعضاء في البنك الآسيوي».

وتابعت مولياني، أنّ النمو الذي حدث هذا العام منخفض، ووصلت إلى نحو 2.9%، والعديد من الدول النامية التي تشمل الدول الناشئة، تحتاج إلى العديد من الموارد الأساسية لمعالجة التعافي من آثار ما بعد الجائحة، وتنفيذ التزاماتها بشأن التغير المناخي».

وأوضحت الوزيرة الإندرونيسية، أنّ هناك مزيد من الدعم والموارد المالية من قبل الدول المتقدمة والبنود متعددة الأطراف والقطاع الخاص، وبالتالي أدعو الدول المقدمة والمصارف الائتمانية متعددة الأطراف، بما فيها البنك الآسيوي، للوفاء بالتزاماتها من خلال تقديم المزيد من الالتزامات للدول الأعضاء التي تواجه أزمات اقتصادية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إندونيسيا السيسي وزير المالية الرئيس السيسي البنك الأسيوي البنک الآسیوی

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا والدرس الذي على العرب تعلمه قبل فوات الأوان

ليست السياسة إلا ترجمة لموازين القوى، ومن لا يملك القوة لا يملك القدرة على فرض موقف أو الحفاظ على تحالف؛ وليس هناك درس أشد وضوحا لهذا المبدأ من المشهد الذي جرى في البيت الأبيض بين الرئيس الأوكراني زيلينسكي والأمريكي ترامب.. كانت وعود أمريكا ودعمها يتهاوى ويتكشف المشهد عن حقيقة طالما أنكرها البعض ممن راهن على الحماية الخارجية وهي أن المصالح هي القانون الأوحد في العلاقات الدولية خاصة في زمن تآكلت فيه القيم والمبادئ وعادت إلى المشهد بشكل واضح حقبة البقاء للأقوى.

ما حدث للرئيس الأوكراني هو استعراض أمام العالم لما يمكن أن يفعله الأقوى بالضعيف أو الذي يبدو ضعيفا، حتى لو بدا وكأنه حليف استراتيجي، ما دام لا يملك ورقة تفاوضية، يُمكن المساومة عليها. بدا وكأن زيلينسكي لم يكن رئيس دولة، بل متهم في قفص ترامب، مطالبا بإثبات ولائه وتقديم التنازلات المطلوبة.

لكن هذا المشهد رغم مرارته ورغم أنه النموذج الذي لا بد أن يقرأ وفقه المستقبل يستحق أن تستخلص منه الدروس والعبر وخاصة بالنسبة للعالم العربي.

إن الحقيقة التي باتت واضحة ولا جدال فيها أن السياسة الأمريكية، كما كشفتها هذه الواقعة، لم تعد تُدار وفق المبادئ التي روّجت لها طيلة عقود: الدفاع عن الديمقراطية، حماية الحلفاء، نصرة الشعوب المضطهدة، بل هي اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، صفقة تجارية بحتة، يُقدَّم فيها الدعم وفق معادلة حسابية واضحة: كم ستدفع؟ وماذا ستقدّم في المقابل؟

ليس هذا وليد اللحظة، لكنه بلغ حد الخروج عن الأعراف الدبلوماسية التي تحكم العلاقات الدولية، حيث جرى تسليع التحالفات علنا، دون مواربة أو تجميل. وحين ينظر العرب إلى ما جرى مع أوكرانيا، عليهم أن يتساءلوا، إذا كانت واشنطن قد تخلّت عن أوكرانيا، وهي في قلب المعركة، فكيف يمكن لدول أخرى أن تثق في التزاماتها؟ وإذا كانت المصالح الاقتصادية هي التي تحكم، فأين يقف العرب في هذه المعادلة؟

لا يبنى القرار السياسي الاستراتيجي على استشعار العاطفة أو على حسن الظن، فحين جرى توقيع اتفاقية سايكس بيكو، وحين قُسمت فلسطين، وحين سقطت بغداد، وحين تُركت ليبيا وسوريا لمصيرهما، كان الدرس ذاته يتكرر: من لا يملك قراره، لا يملك مصيره.

وأكبر خطأ تقع فيه الدول هو الاعتقاد بأن هناك «حليفا دائما»، بينما الحقيقة أن هناك فقط مصالح دائمة يتم الموازنة بين أفضلها كل حسب قيمته في لحظة الموازنة، ولذلك لا بد أن تعي الدول العربية أن المصالح الحيوية والاستراتيجية لا تُحمى بالوعود إنما بالقدرة الذاتية على فرض الإرادة.

ولذلك لا خيار أمام الدول العربية من أن يكون لديها أدوات القوة التي تتمثل بدءا في الشعور بالتكامل وحقيقة المصير المشترك ثم بالاقتصاد القوي المستقل فمن يعتمد على الآخرين في رزقه، لا يستطيع الاعتراض على شروطهم، وببناء تكنولوجيا متطورة في كل الجوانب بما في ذلك الجوانب العسكرية حتى تستطيع هذه الدول الدفاع عن نفسها دون وصاية أو حماية من أحد وبناء تحالفات قائمة على فكرة الندية وليس التبعية لأن الدول الكبرى تحترم من يفرض احترامه، لا من يستجديه. ثم إن على العالم العربي أن يعمل جادا على بناء وعي سياسي ووعي ثقافي وإرادة جماعية تنطلق من رؤية هذه الدول باعتبارها كيانا مترابط التاريخ وتحيط به الأخطار نفسها وينتظره نفس المستقبل.

وإذا كانت السياسة لا تعترف بالفراغ الذي إن لم تملأه أنت ملأه غيرك فإن على العالم العربي أن يدرك أمام كل هذه الأخطار التي تحيط به وهذه التجارب التي تقدم له بالمجان أن مكانه في الخارطة لا يحدد فقط بموقعه الجغرافي، بل بمدى قدرته على امتلاك قراره بعيدا عن حسابات الآخرين. وهذه لحظة مفصلية لا بد أن يعي فيها الجميع الدرس.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا والدرس الذي على العرب تعلمه قبل فوات الأوان
  • البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتوقع ارتفاع معدلات النمو في مصر خلال عام 2025
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: على أوروبا أن تعيد تسليح نفسها بشكل عاجل
  • البنك المركزي يدعو لعدم الإحتفاظ بالودائع المالية لدى شركات ومؤسسات الصرافة
  • فون دير لاين: نحتاج بشكل عاجل إلى إعادة تسليح أوروبا
  • صندوق النقد الدولي يؤكد دعمه للعراق في تطوير السياسات المالية
  • وزيرة المالية تكشف تاريخاً جديداً لنفاذ احتياطات صندوق التقاعد
  • 53 دولة إسلامية بمنظمة “الإيسيسكو” توافق بالإجماع على ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
  • بالإجماع.. "الإيسيسكو" توافق على ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي
  • وزيرة الخارجية الألمانية تدعو أوروبا لتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال الاستثمار