علماء: الإنسان العاقل بدأ في استيطان سيبيريا منذ 45 ألف عام أثناء ذوبان الجليد المؤقت
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
أثبت علماء المناخ من اليابان والولايات المتحدة في أثناء عمليات التنقيب في محيط بحيرة بايكال أن المناطق الجنوبية من سيبيريا كانت مأهولة بالإنسان العاقل الأول منذ حوالي 45 ألف عام.
أفادت بذلك الخدمة الصحفية لجامعة "كانساس" الجمعة 24 سبتمبر.
وأوضح تيد جويبل، الأستاذ بجامعة "كانساس" في لورانس الأمريكية والذي نقلت الخدمة الصحفية بالجامعة عنه قوله: "أظهرت حفرياتنا بالقرب من شواطئ بحيرة بايكال وتحليل عينات حبوب اللقاح الأحفورية أنه منذ حوالي 40 -45 ألف عام ساد مناخ دافئ بشكل غير عادي في المنطقة المجاورة لبحيرة بايكال.
وحسب علماء الأنثروبولوجيا، غادر أول إنسان كروماجنون إفريقيا منذ حوالي 100-130 ألف عام، وبعد ذلك بدأت تلك القبيلة في الانتشار بجميع أنحاء آسيا وأوروبا. وإن مسألة متى وعلى أي طريق جرت هذه الهجرات تسبب الآن الكثير من الجدل، وغالبا ما تعود تلك المشكلة إلى أن جزءا كبيرا من أوروبا وسيبيريا والشرق الأقصى كان مغطى آنذاك، كما اعتقد العلماء، بالأنهار الجليدية، التي كانت تتراجع وتتقدم بشكل دوري.
واستطاع البروفيسور جوبيل وزملاؤه حل لغز مناخ العصر الذي دخل فيه البشر جنوب سيبيريا لأول مرة. وقد توصلوا إلى هذا الاكتشاف خلال عمليات التنقيب التي أجراها علماء المناخ اليابانيون والأمريكيون قبالة الشواطئ الجنوبية لبحيرة بايكال. وخلال هذه البعثة الأثرية درس العلماء تكوين وبنية رواسب الطمي الطويلة المدى التي تشكلت في قاع بحيرة بايكال والأحواض المائية المجاورة لها على مدى عشرات آلاف من السنين.
وأوضح الباحثون أن طبقات الطمي السيبيري القديم تحتوي على عدد كبير من جزيئات حبوب اللقاح النباتية التي يختلف شكلها وحجمها وخصائصها الأخرى إلى حد بعيد بالنسبة إلى مختلف أنواع النباتات. ويجعل ذلك من الممكن الكشف عن تكوين الأنواع وتحديد الظروف المناخية الدقيقة التي نمت فيها بالقرب من شواطئ حوض مائي ما.
وأشار التحليل الذي أجراه العلماء إلى أنه منذ حوالي 40-45 ألف عام كان بالقرب من الشواطئ الجنوبية لبحيرة بايكال مناخ رطب ودافئ نسبيا للعصر الجليدي. وكان مستوى هطول الأمطار مطابقا للمستوى الحالي، وكان متوسط درجات الحرارة في يوليو أقل بمقدار 3 درجات مئوية فقط عما هو عليه اليوم. كما حدث احترار مماثل في جنوب سيبيريا منذ حوالي 72-78 ألف عام، وأيضا منذ 53 ألف عام.
وكما يقول الباحثون، فإن ارتفاع درجة الحرارة منذ 40-45 ألف عام له أهمية خاصة، حيث أن بقايا إنسان أوست-إيشيم، الذي يفترض أنه كان أقدم إنسان سيبيري، والذي تم العثور على عظامه بالقرب من بلدة أوست-إيشيم عام 2008، يعود تاريخها إلى نفس العصر تقريبا. وعلى ما يبدو، ساعد "ذوبان الجليد" أسلاف هذا الإنسان على التوغل إلى جنوب سيبيريا، الذي كان آنذاك مغطى بالغابات من الصنوبر والتنوب والأرز السيبيري.
وتدل نتائج التنقيب هذه، حسب البروفيسور جوبيل وزملائه، على أن الهجرات الأولية للبشر إلى سيبيريا حدثت بسبب "ذوبان الجليد"، وليس نتيجة لتبريد المناخ في أوروبا، والذي يفترض أنه حدث منذ 38-40 ألف عام بعد الانفجارات البركانية الهائلة في إيطاليا. ويأمل العلماء أن تؤكد الدراسات اللاحقة هذه الفرضية ونتائج التنقيب التي حصلوا عليها.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا سيبيريا منذ حوالی بالقرب من ألف عام
إقرأ أيضاً:
مصر.. 16 مفقودًا بعد غرق يخت سياحي بالقرب من مرسى علم
الأمة| قالت السلطات في مصر إن جهود الإنقاذ مستمرة للعثور على 16 مفقودًا بعد غرق يخت سياحي بالقرب من مرسى علم على البحر الأحمر وسط أمواج مضطربة.
وكان اليخت السياحي الذي يحمل اسم “سي ستوري” على متنه 31 سائحا من جنسيات مختلفة: ألمانية، بريطانية، أميركية، بولندية، بلجيكية، سويسرية، فنلندية، صينية، سلوفاكية، إسبانية، وأيرلندية، و13 مصريا.
وقال محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي، يوم الاثنين، أن فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ 28 شخصا، ومازالت تبحث عن المفقودين الـ16، وهم 12 أجنبيا وأربعة مصريين.
كان المركب في رحلة غوص انطلقت من ميناء بورتو غالب بمرسى علم الأحد، وكان من المقرر أن يعود إلى مارينا الغردقة يوم الجمعة.
وقال حنفي إن القارب الذي يبلغ طوله 34 متراً وعرضه 9.5 متر انقلب على بعد 46 ميلاً بحرياً من سواحل مرسى علم، وكان على متنه بعض الركاب داخل كبائنهم، مما أعاق قدرتهم على النجاة.
وأشار حنفي إلى أن الفرقاطات والطائرات العسكرية تجوب المنطقة بشكل نشط بالتنسيق مع مركز الإنقاذ البحري وغرفة عمليات المحافظة لتسريع مهمة البحث والإنقاذ.
وأضاف المحافظ أنه تم إرسال نحو 10 سيارات إسعاف لتقديم الإسعافات الأولية، كما نقلت طائرات الإنقاذ بعض الناجين لتلقي الرعاية الطبية.
وفي هذه الأثناء، تم تأمين عدد آخر في الموقع، في انتظار وصول الفرقاطة فاتح.
وأضاف حنفي أن الركاب الذين تم إنقاذهم تم نقلهم إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد بمرسى علم للتقييم الطبي والرعاية، مشيرا إلى أنهم أصيبوا بجروح طفيفة، معظمها كدمات وسحجات.
وذكر بيان المحافظة أن المركب السياحي أرسل إشارة استغاثة في تمام الساعة الخامسة والنصف فجرا.
وبناءً على ذلك، قام مركز التحكم بالمحافظة بإبلاغ الجهات المختلفة، ومن بينها مركز الإنقاذ البحري، واستعانت فرق الإنقاذ بطائرة هليكوبتر ووحدة بحرية لتحديد موقع الحادث.
وتقوم الجهات المختصة بالتحقيق في الحادث لمعرفة الأسباب الدقيقة.
وبحسب حنفي، تم إجراء آخر فحص للسلامة البحرية على القارب في مارس 2024، حيث حصل على شهادة لياقة لمدة عام واحد دون أي عيوب فنية أو مشاكل تتعلق بالسلامة.
وقال المحافظ في تصريحات تلفزيونية، إنه تم التواصل مع كافة القنصليات والسفارات لاستكمال الإجراءات اللازمة سواء المتعلقة بالوثائق والسفر، بسبب فقدان كافة أوراق الهوية الشخصية ومتعلقات السائحين أثناء غرق المركب.
وأكد أن القارب لم يتسبب في أي تلوث أو تسرب نفطي.
في هذه الأثناء، أعلن الجيش المصري إرسال عدد من القطع البحرية وطائرات مركز البحث والإنقاذ للمشاركة في جهود البحث عن المفقودين والناجين.
وقال الجيش المصري في بيان إن ذلك يأتي في ظل الظروف الجوية السيئة واتساع نطاق الحادث.
كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها للقوات البحرية بتكثيف جهودها لمواصلة عمليات البحث عن بقية المفقودين والناجين.
وذكر البيان أن قاربًا سياحيًا قريبًا لعب أيضًا دورًا مهمًا في جهود الإنقاذ، مضيفًا أن الجهود تُبذل على مدار الساعة لتحديد مكان الركاب المفقودين.
وتتزامن هذه الحادثة مع حالة عدم استقرار في الأحوال الجوية في مصر، حيث توقعت هيئة الأرصاد الجوية المصرية اضطرابا في البحرين المتوسط والأحمر، ونصحت بوقف كافة الأنشطة البحرية يومي الأحد والاثنين.
ومن المتوقع أن يصل ارتفاع الموج إلى ما بين 4 و6 أمتار في البحر المتوسط، وما بين 3 و4 أمتار في البحر الأحمر.
Tags: غرق مركب سياحي في مرسى علمغرق يخت سياحيمحافظ البحر الأحمر عمرو حنفيمرسى علم