هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي - هل اهتم النبي بيوم ميلاده
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي - حيث مع اقتراب المولد النبوي، يتساءل الكثير عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وهل تذكر النبي يوم ميلاده، وهل احتفل الصحابة بالمولد النبوي .
ولأن مرجعية ديننا الإسلامي ترجعنا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، يجعل البعض يتساءل هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي ؟
هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي – هل اهتم الرسول بيوم ميلادهفي الواقع، نعم، لقد اهتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بيوم ميلاده، لكن اهتمامه بيوم ميلاده كان خارجًا عن الإطار التقليدي، واختلف عن اهتمام الناس بيوم ميلادها في أمرين.
ولما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيامه ليوم الإثنين قال: " ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت /أنزل علي فيه"، وهذه علتان لصوم يوم الإثنين، وهو يوم مولد الرسول ويوم بعثته صلى الله على وسلم.
فكان صوم النبي صلى الله عليه وسلم، هو شكر لله عز وجل على نعمه، وأحد هذه النعم هو يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي نعمة كبيرة يجب علينا شكر الله عليها.
فبهذا الاختيار كان يصوم صلى الله عليه وسلم أكثر من 50 يومًا في السنة، بدلًا من يوم واحد في الاحتفال السنوي الذي نعتد به في أيامنا هذه.
كما ت فتح أبواب الجنة في أوقات عديدة ومنها، يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوم الإثنين وكذلك يوم الخميس، فيُغفر لمن لا يشرك بالله شيئًا إلا المشاحنين.
كما حصل يوم الإثنين أمجاد تاريخية، فبالإضافة إلى مولده صلى الله عليه وسلم، قال ابن عباس: "ولد النبي يوم الإثنين، واستنبئ يوم الإثنين، وخرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الإثنين، وقدم المدينة يوم الإثنين، وتوفي يوم الإثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الإثنين".
يتبين فيما سبق، أن النبي صلى الله عليه وسلم اهتم بيوم مولده، لكن هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي ؟، اختلف العلماء في تحديد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بالتاريخ السنوي، لعدم وجود دليل قطعي ثابت راسخ في ذلك، ولكن ذهب جمهور العلماء إلى أنه في الـ 12 ربيع أول، وهذا يدل أن ليس هناك عبادة مشروعة مخصوصة في هذا التاريخ، وإلا لكان النبي صلى الله عليه وسلم تذكره وقاله للناس وأشار عليهم في ذلك، وكان الصحابة من بعده تعاهدوا على ذلك، سواء بالصيام أو أذكار معينه وغيره، لكن هذا أيضًا لم يثبت عن الصحابة، فالعبادة أسبوعية وليست سنوية.
هل احتفل الصحابة بالمولد النبوي ؟وفي إجابة على سؤال هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي ، ذهب معظم العلماء بالقول إن الصحابة لم يحتفلوا بالمولد النبوي، ولم يرد في الكتب والسير عن تخصيص الاحتفال بالمولد النبوي في يوم من الأيام أو فعل احتفالي مخصص، بينما ذهب البعض للقول بوجود ما يدل على احتفال الصحابة بالمولد النبوي، وذكر في سنة النبي، مع إقراره.
قد يهمك: أفكار الاحتفال بالمولد النبوي للأطفال في المدارس ورياض الأطفال
من جهتها، أقرت دار الإفتاء المصرية بأن الصحابة احتفلوا بالمولد النبوي الشريف.
وقد قدمت دار الإفتاء المصرية تبريرها بإثبات الإجابة على سؤال هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي ، عن طريق استشهادها بما ورد عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه، عندما قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج في بعض مغازيه، ولما انصرف جاءت جارية سوداء.
وقالت الجارية سوداء للرسول: إني نذرت إن ردك الله سالمًا أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنتب نذرت فاضربي وإلا فلا.. رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
حيث تستشهد دار الإفتاء، بأنه إذا كان الضرب بالدف إعلانًا للفرح بقدوم النبي من الغزو أمرًا مشروعًا أقره النبي وأمر بالوفاء بنذره، فالاحتفال بـ #المولد_النبوي والفرح به أدعى..
وأكدت أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الفرح الذى يرتقى به كل إنسان، مشيرة إلى أن الله تعالى يخفف عذاب أبي لهب لفرحه بمولد النبي، ويجعله يشرب من نقرة من كفه كل يوم اثنين في النار، وذلك لأنه أعتق مولاته ثوبية لما بشرته بميلاد سيد الخلق.
وبعد الإجابة على سؤال هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي ، تجدر الإشارة إلى أنه في أيامنا هذه، يحتفل المسلمون في كل بقاع الأرض بالمولد النبوي، بالعديد من الطرق، فيكون يوم الـ12 ربيع أول من كل سنة، يوم عطلة في بلاد المسلمين، ويحفل فيه المسلمون بإقامة حفلات المديح النبوي، وإعداد الحلوى وتوزيعها، وإقامة الفقرات الدينية وغيرها من الاحتفالات التي تنبئ بفرحتهم في ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي نهاية المقال ، نكون قد أجبنا في وكالة سوا الإخبارية عن أسئلة: هل احتفل النبي والصحابة بالمولد النبوي ، هل اهتم النبي بيوم ميلاده؟.
المصدر : وكالة سوا-وكالاتالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الرسول صلى الله علیه وسلم الاحتفال بالمولد النبوی النبی صلى الله علیه وسلم بیوم میلاده یوم الإثنین یوم میلاده
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن تعظيم النبي محمد ليس اختراعًا بشريًا، ولا بدعة أحدثها الناس، بل هو تعظيم أمر الله به، بل إن الله تعالى هو الذي عظّم نبيه قبل أن يأمرنا بتوقيره، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكلمة "على" تفيد التمكن والتمكين، مما يؤكد أن مكانة النبي من الله تعالى مكانةٌ عظيمةٌ رفيعة.
وأضاف علي جمعة، في تصريح له، أن حقيقة تعظيم النبي تتمثل أولًا وأساسًا في تعظيم ما جاء به من أوامر ونواهٍ، مؤكدًا أن الإسلام ربط المحبة بالطاعة، حيث قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾، مشددًا على أن تعظيم النبي لا يكون بالكلمات فقط، بل بالاتباع الكامل والاقتداء الصادق.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يفيض بآيات تعزز هذا المعنى، ومنها قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وأمره جل وعلا: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾، وأيضًا قوله: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾.
وأوضح أن النبي كان قمةً في التواضع رغم علو مقامه، حتى إنه قال: "لا تفضلوني على يونس بن متى" [رواه البخاري]، مع أن الله هو الذي فضله وجعله خاتم النبيين، وأمرنا باتباعه واتباع سنته، مؤكدًا أن هذا التواضع من النبي لا ينفي أن الله رفعه واصطفاه، فقال له: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾، وقال: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾، وأعطاه الكوثر، واختاره إمامًا للأنبياء يوم الإسراء والمعراج.
وتابع: "نحن لا نعظم النبي من أنفسنا بل الله هو الذي أمرنا بذلك، وهو الذي رفع مقامه، وجعله رحمةً للعالمين، وأسوةً حسنةً لكل من أراد سلوك طريق الحق والنجاة".
ولفت إلى أن العرب قديمًا كانت إذا أحبت شيئًا أو خافته أكثرت من ذكر أسمائه، فكان للأسد نحو سبعمئة اسم، وللخمر نحو تسعين اسمًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أكثر من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ليعرّف عباده بنفسه، وليبني في قلوبهم عقيدةً راسخةً قائمةً على الجلال والجمال والكمال.
وأكد أن تعظيم النبي تعظيمٌ للرسالة، وإحياءٌ للدين، ومظهرٌ من مظاهر الإيمان الحقيقي، وأن الأمة لا تصلح ولا تستقيم إلا بتعظيم رسولها الكريم واتباعه ظاهرًا وباطنًا.