سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بعد 50 سنة على حرب "يوم الغفران" حرب أكتوبر، بنشر الأسماء الحركية لأحد حكام العرب الذين ساعدوا تل أبيب قبل اندلاع المعركة.

إقرأ المزيد إسرائيل.. نشر وثائق خطيرة عن حرب أكتوبر ورسائل مشبوهة لحاكم عربي

وظهرت الأسماء الحركية في مفكرة ديوان رئيس الحكومة، حيث نشرت الوثائق على موقع أرشيف الدولة، ضمن نشر نحو 3,500 ملف.

وكشفت الوثائق أنه في 25 سبتمبر 1973، أي قبل أيام قليلة من اندلاع حرب "يوم الغفران" حرب أكتوبر، جرى اللقاء الشهير بين الحاكم العربي ورئيسة الحكومة الإسرائيلية غولدا مئير، في منشأة تابعة لجهاز "الموساد" قرب تل أبيب.

وعقد ذاك اللقاء في أعقاب طلب عاجل من الحاكم العربي الذي أراد أن يقدم لإسرائيل معلومات استخبارية محدثة حول نوايا سوريا لشن حرب من أجل استعادة هضبة الجولان التي كانت إسرائيل قد احتلتها في حرب الأيام الستة (حرب 1967).

ووفق الوثائق التي نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية فإن موضوع تنظيم هذا اللقاء كان قد كشف النقاب عنه قبل عشرات السنين، ثم جرى الكشف لاحقا عن نص الحديث الذي جرى خلاله.

والآن، بمرور 50 سنة على الحرب، أضاف أرشيف الدولة وثيقة أخرى إلى المجموعة ونشر ما كتب عن هذا اللقاء في يوميات ديوان رئيس الحكومة، والتي أدار التدوين فيها آنذاك إيلي مزراحي.

وفي دفتر اليوميات، يذكر الحاكم العربي بلقب "ليفت" ـ أحد الأسماء الحركية التي استخدمتها إسرائيل لتمويه هويته الحقيقية في الوثائق المتعلقة به.

وروى ليفت خلال المحادثة أنهم قد علموا، من مصدر على أعلى درجات الحساسية، أن جميع التحضيرات والتخطيطات بشأن العملية السورية قد استكملت وأن الوحدات قد احتلت مواقعها منذ يومين، وهذا يشمل سلاح الجو والصواريخ"، كما دون مزراحي في دفتر اليوميات في 25 سبتمبر 1973"، التحضيرات المذكورة كانت تجري تحت غطاء التدريبات، لكن وفقا لمعلومات تم تلقيها قبل ذلك، فمن الواضح أن الحديث يدور عن مواقع انطلاق.

وخلال المحادثة، روى ليفت أنهم قد علموا من مصدر على أعلى درجات الحساسية أن جميع التحضيرات والتخطيطات الخاصة بالعملية السورية قد استكملت وأن الوحدات قد أصبحت في مواقعها منذ يومين، وهذا يشمل سلاح الجو والصواريخ، وكان ذلك التحذير الثالث في غضون ثلاثة أشهر، ولكن هذا التحذير من الحاكم العربي لم يقنع الحكومة بضرورة الاستعداد.

وكما كتب بروفيسور أوري بار يوسف في كتابه الجديد، "انتعاش" (منشورات كنيرت)، فإن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، إيلي زعيرا، تعامل باستهتار مع أقوال الحاكم العربي وقال إن "المعلومة قصيرة وغير كاملة". ونقل قسم الأبحاث في "أمان" لصناع القرار إن المعلومات التي قدمها هذا الحاكم لا تتضمن أي جديد وليس بالإمكان اعتبارها تحذيرا من عملية.

وتنشر في المجموعة، ضمن ما ينشر، بروتوكولات المداولات الحكومية والمشاورات السياسية ـ الأمنية، إلى جانب نحو ألف صورة من الحرب ونحو 750 تسجيلا صوتيا وشريطا مصورا، سجلها وصورها صحفيون وجنود، وفيها توثيق للحرب، بالصوت والحركة.

ويتبين من دفاتر يوميات مزراحي، على سبيل المثال، أن غولدا مئير أرسلت إلى الحاكم العربي برقية يوم 5 أكتوبر 1973، قبل اندلاع الحرب بيوم واحد.

وقال بروفيسور أوري بار يوسف، كبير الباحثين في هذه الحرب، لصحيفة "هآرتس" إن هذه معلومة هامة تدل على مستوى التنسيق بين إسرائيل وهذا الحاكم العربي، وتظهر المعلومة حول هذه البرقية في دفتر اليوميات بتاريخ 6 أكتوبر في الساعة 10:05 صباحا، قبل ساعات معدودة من نشوب الحرب.

وفي الوثائق التي نشرت مؤخرا ثمة الكثير من الصفحات التي لا تزال الرقابة تحظر الكشف عنها ونشرها، لأسباب تتعلق بأمن إسرائيل، علاقاتها الخارجية أو حماية حقوق الخصوصية الفردية. بعض هذه الصفحات قد ينشر بعد 40 سنة فقط، بمرور 90 عاماً على اندلاع الحرب.

وتشير وثائق أخرى في المجموعة إلى أنه إلى جانب لقب "ليفت"، الذي استخدمته إسرائيل لوصف الحاكم العربي في الوثائق السرية، فقد ألصق له لقب آخر هو "ينوكا" (أي، الطفل الرضيع، بالآرامية) وذلك على خلفية تتويجه قبل أن يبلغ السابعة عشرة من عمره.

يظهر هذا اللقب في برقية أرسلها المدير العام لديوان رئيس الوزراء، مردخاي جزيت، إلى سفير إسرائيل في واشنطن، سمحا دينيتس، في حزيران 1973، قبل بضعة أشهر من اندلاع الحرب.

المصدر: صحيفة هاآرتس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

«واشنطن بوست» تفضح تورط «جوجل» في حرب غزة.. هل زودت إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن وثائق تؤكد أن شركة «جوجل» كانت تساعد جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على غزة، عبر تزويده بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية»، وأفادت  الوثائق الداخلية لـ«جوجل»، التي حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، أن الشركة ساعدت جيش الاحتلال بشكل مباشر، رغم احتجاجات الموظفين ضد عقد الحوسبة السحابية مع الحكومة الإسرائيلية.

تفاصيل طرد موظفي جوجل 

وطردت شركة جوجل أكثر من 50 موظفًا لديها، العام الماضي، بعد احتجاجهم على العقد المعروف باسم «نيمبوس»، بسبب مخاوف من أنه قد يؤدي إلى مساعدة تكنولوجيا جوجل للبرامج العسكرية والاستخباراتية، التي استخدمها جيش الاحتلال في حرب الإبادة على الفلسطينيين داخل غزة.

ورغم محاولة جوجل الظهور بشكل حيادي، ونفيها تورطها العسكري مع الحكومة الإسرائيلية من خلال عقد «نيمبوس»، تشير الوثائق إلى أن الشركة متورطة لأغراض تجارية خوفًا من فقدان الصفقة لصالح شركة أمازون؛ لتخرج الشركة وتقول أن ذلك العقد مع الحكومة الإسرائيلية ليس موجهًا لأعباء عمل حساسة أو عسكرية ذات صلة بالأسلحة أو الاستخبارات، كما أن سياستها الأخلاقية للذكاء الاصطناعي تلزمها بـ«عدم تطبيق التكنولوجيا التي تضر بالناس».

ماذا أظهرت الوثائق التي حصلت عليها «واشنطن بوست»؟ 

ومع بدء الحرب على غزة في7 أكتوبر 2023، صعد موظف في قسم الحوسبة السحابية في «جوجل» طلباته للحصول على مزيد من الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، حسبما تظهر الوثائق التي حصلت عليها «واشنطن بوست».

وتشير الوثائق التي تفصل المشروعات داخل قسم الحوسبة السحابية في جوجل، إلى أن وزارة الدفاع الإسرائيلية، أرادت بشكل عاجل توسيع نطاق استخدامها لخدمة جوجل المسماه «فيرتيكس»، التي يمكن للعملاء استخدامها لتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الخاصة.

وحذّر موظف في جوجل بإحدى الوثائق من أنه إذا لم توفر الشركة بسرعة المزيد من الوصول، فإن جيش الاحتلال سيلجأ بدلًا من ذلك إلى شركة أمازون، منافس جوجل السحابي التي تعمل أيضًا مع حكومة إسرائيل بموجب عقد نيمبوس.

وأظهرت وثيقة أخرى، تعود إلى منتصف نوفمبر 2023، أن الموظف يشكر زميله في العمل لمساعدته في التعامل مع طلب وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولا تشير الوثائق على وجه التحديد إلى الكيفية التي خططت بها وزارة الدفاع لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من جوجل، أو كيف قد تسهم في العمليات العسكرية.

وتُظهر وثائق أخرى يعود تاريخها إلى ربيع وصيف عام 2024، أن موظفي جوجل يطلبون وصولًا إضافيًا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أدوات اعتمد عليها جيش الاحتلال

وحتى نوفمبر 2024، وهو الوقت الذي حولت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من غزة إلى أنقاض، تظهر الوثائق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يستعين بشركة جوجل للحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفي أواخر الشهر ذاته، طلب أحد الموظفين الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي «جيميني» الخاصة بالشركة لصالح جيش الاحتلال، الذي أراد تطوير مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص به لمعالجة المستندات والصوت، وفقًا للوثائق.

وسبق أن كشفت «واشنطن بوست» قبل أسابيع، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى أداة ذكاء اصطناعي متقدمة تعرف باسم منظومة «هبسورا» Habsora، يمكنها أن تولد بسرعة مئات الأهداف الإضافية، ووفقًا للصحيفة، يُعد ذلك مثالًا لكيفية مساهمة برنامج استمر 10 سنوات لوضع أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في محور العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية في الحرب على غزة.

ولجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أداة الذكاء الاصطناعي «جوسبل»، وهو برنامج للتعلم الآلي يعتمد على مئات الخوارزميات التنبؤية، ما يتيح للجنود البحث بسرعة في قاعدة بيانات ضخمة تُعرف داخل الجيش باسم «المخزون».

ومن خلال فحص كميات هائلة من البيانات المستخلصة من اتصالات يجري اعتراضها ولقطات أقمار اصطناعية، ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، تنتج الخوارزميات إحداثيات تتعلق بالأنفاق والصواريخ والأهداف العسكرية الأخرى.

 

مقالات مشابهة

  • الكشف عن تورط “غوغل” بدعم إسرائيل!
  • خبير: 7 أكتوبر 2023 نقطة تحول وصراعات جديدة في إسرائيل
  • كيف ساعدت جوجل إسرائيل في حربها على غزة؟.. فيديو
  • خبير شؤون إسرائيلية: السابع من أكتوبر خطوة للتغيير في دولة الاحتلال
  • «واشنطن بوست»: جوجل زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حرب غزة
  • «واشنطن بوست» تفضح تورط «جوجل» في حرب غزة.. هل زودت إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟
  • غوغل ساعدت الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة.. وثائق تكشف
  • صحيفة أمريكية تكشف: هذا ما ساعد إسرائيل تكنولوجياً في حربها على غزة
  • وزير خارجية إسرائيل يُهاجم حزب "العظمة اليهودية" لخروجه من الائتلاف الحاكم
  • لوحة تفاعلية تُساعد المكفوفين على حضور المباريات لأول مرة في الملاعب السعودية