توفي زعيم المافيا الإيطالية ماتيو ميسينا دينارو عن عمر يناهز 61 عامًا بعد معاناة مع مرض السرطان، ولد ميسينا دينارو في 26 أبريل 1962 في إيطاليا، وكان اسمه مرتبطًا بجرائم وأعمال عنف متعددة قام بها كزعيم لجماعة كوزا نوسترا المافيا.

واشتهر ماتيو ميسينا دينارو بكونه زعيمًا للمافيا لفترة طويلة؛ إذ بقي هاربًا منذ عام 1993 وحتى اعتقاله في يناير.

وقد تم اعتباره من قبل Europol واحدًا من أكثر الجرمان بحثًا في أوروبا، مما جعل من مطاردته مهمة معقدة للغاية.

وتورط ماتيو ميسينا دينارو في عدد كبير من الجرائم، من أشهرها جريمته في عام 1992، عندما أمر باغتيال الادعاءين المضادين للمافيا جيوفاني فالكوني وباولو بورسلينو. حصل على عقوبات بالسجن مؤبد في غيابه لمشاركته في تلك الجريمة البشعة.

وفي عام 2020، تم إصدار حكم آخر بالسجن مؤبد ضده بسبب تورطه في تنفيذ تفجيرات قاتلة في مدن إيطالية متعددة مثل ميلانو وفلورنسا وروما في أواخر التسعينيات. كما تمت محاكمته وإدانته بجريمة قتل وتعذيب ابن عمه البالغ من العمر 11 عامًا، الذي شهد ضد جماعة كوزا نوسترا.

وقبل اعتقاله في يناير، كان ماتيو ميسينا دينارو يُعد واحدًا من أطول الهاربين من العدالة في تاريخ إيطاليا. كان يُعرف بلقب "ديابوليك"، وكان يُعتبر واحدًا من خلفاء برناردو بروفينزانو، الذي تم القبض عليه في عام 2006.

وتشير التقارير إلى أن الجريمة كانت جزءًا من حياته وعائلته، حيث تم اعتقال شقيقه سلفاتوري ميسينا دينارو في العام 2009، لكنه رفض الإدلاء بأي معلومات حول مكان وجود شقيقه. وفي عام 2013، تمت محاكمة أخته باتريزيا ميسينا دينارو وحكم عليها بالسجن لمدة 14 عامًا بتهمة انتمائها إلى الجماعة الإجرامية.

وتعد وفاة ماتيو ميسينا دينارو نهاية لفترة طويلة من الجريمة والهروب، وتمثل نقطة تحول في تاريخ المافيا الإيطالية. ويُعتقد أنه كان الرابط الأخير بين المافيا العدوانية والمكشوفة في التسعينيات والمافيا الهادئة والتجارية في القرن الواحد والعشرين.

وعلى الرغم من وفاته، سيظل ماتيو ميسينا دينارو واحدًا من الشخصيات البارزة في تاريخ المافيا الإيطالية وقصته ستبقى محط إعجاب واهتمام العديد من الباحثين والمحللين في المجال.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المافيا الإيطالية مرض السرطان ماتيو ميسينا دينارو المافیا الإیطالیة واحد ا من فی عام

إقرأ أيضاً:

وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 69 عاما

ودعت الساحة الفنية اللبنانية والعربية، اليوم السبت، الفنان اللبناني زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاما، بعد صراع طويل مع المرض داخل أحد مستشفيات العاصمة بيروت. وبرحيله، خسر لبنان والعالم العربي أحد أبرز أعمدة الفن النقدي الملتزم، ورائدا في المسرح والموسيقى، وكاتبا جسد هموم الناس وآمالهم بكلمة صادقة ولحن لا ينسى.

زياد، نجل أيقونة الغناء العربي فيروز، والملحن الراحل عاصي الرحباني، نشأ في بيئة فنية استثنائية، لكنه اختار طريقه الخاص، مبتعدا عن الأطر التقليدية، ليرسم لنفسه مسارا نقديا وفكريا جريئا، يتقاطع فيه الفن مع السياسة، والموسيقى مع الموقف، والكلمة مع الضمير.

نعي رسمي وشعبي واسع

فور إعلان الوفاة، سادت حالة من الصدمة في الأوساط الفنية والثقافية، وانهالت كلمات النعي من شخصيات سياسية وفنية، أبرزها ما كتبه الرئيس اللبناني جوزيف عون على منصة "إكس"، حيث قال: "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة".

أما رئيس الوزراء نواف سلام، فرثاه قائلا: "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن، ومن على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود".

كما كتب وزير الثقافة غسان سلامة: "كنا نخاف هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية، لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".

سيرة فنية متفردة

ولد زياد الرحباني عام 1956 في بيروت، في كنف عائلة عرفت بإرساء قواعد الأغنية اللبنانية الحديثة. إلا أن الشاب المتفجر بالأسئلة، سرعان ما شق لنفسه طريقا خاصا، منفصلا فنيا عن المدرسة الرحبانية التقليدية، ليؤسس نمطا جديدا في المسرح الغنائي والنقد السياسي، عكس تحولات المجتمع اللبناني وتناقضاته.

إعلان

بدأ مشواره الفني في سن الـ17، حين قدم أولى مسرحياته "سهرية" عام 1973، وتبعها بمجموعة من الأعمال المسرحية التي حملت طابعا ساخرا ونقديا لاذعا، أبرزها: "بالنسبة لبكرا شو؟"، "نزل السرور"، "فيلم أميركي طويل"، "بخصوص الكرامة والشعب العنيد"، و"لولا فسحة الأمل".

تميزت هذه الأعمال بلغتها الشعبية القريبة من الناس، ومضامينها السياسية الساخرة التي واجه بها السلطة والطائفية والفساد.

إلى جانب المسرح، كان زياد ملحنا ومؤلفا موسيقيا لامعا. لحن عددا من أشهر أغاني والدته فيروز، مثل "سألوني الناس"، "كيفك إنت"، "صباح ومسا"، "عودك رنان"، و"البوسطة"، وهي أغان لا تزال تردد حتى اليوم في الذاكرة الجمعية للشارع العربي.

كما أصدر عدة ألبومات موسيقية، أبرزها "أنا مش كافر"، "إلى عاصي"، و"مونودوز". وتميزت موسيقاه بمزج فريد بين الجاز والموسيقى الشرقية، مما جعله أحد المجددين في المشهد الموسيقي العربي.

ظل زياد الرحباني على مدى عقود من الزمن صديقا للناس، ومرآة لأحلامهم المكسورة، مدافعا عن القضايا العادلة، ومنحازا دوما للطبقات المهمشة. لم يفصل يوما بين فنه وموقفه السياسي، ورفض التصالح مع السلطة، فاختار أن يبقى صوتا حرا، حتى حين دفع ثمن ذلك من سمعته أو فرصه الفنية.

مقالات مشابهة

  • فتحي عبد الوهاب.. «ثلاثة في واحد»
  • الأمم المتحدة: واحد من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام
  • مسؤول أممي: واحد من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام
  • رفضوا العودة لقطاع غزة.. جيش الاحتلال يعاقب أربعة جنود بالسجن والإقصاء
  • شخص واحد رافق زياد الرحباني حتى النهاية.. من هو؟
  • برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيام
  • لاعب برازيلي مُهدد بالسجن 17 عاما بسبب بطاقة صفراء
  • تركيا.. رفيق أوجلان ينال حريته بعد ثلاثة عقود من الاعتقال
  • وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 69 عاما
  • وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمر يناهز الـ 69 عاما