بدت لافتة آثار ممارسات النظام المصري السياسية والاقتصادية والأمنية على أكثر من 105 ملايين مصري يعيشون في الداخل، وهو ما أكدته ثلاثة ظواهر اجتمعت متزامنة ورصدتها "عربي21"، كاشفة عما لحق بالمصريين من أضرار وعن احتمال وجود أياد تقوم بتعميق تلك الحالة لتضارب مصالحها مع السيسي، أو رغبة في الخلاص منه.

"على طريقة عهد مرسي"

الظاهرة الأولى، كشفت عنها مقاطع مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشاحنات وسيارات نقل "تريلا" محملة بالطماطم والبصل والبطاطس -وصلت أسعارها مستويات قياسية- ويتم إلقائها على الأرض.



وذلك في ظاهرة تذكر المصريين بما حدث من "الدولة العميقة" في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، (منتصف 2012- منتصف 2013) من إلقاء للبنزين والسولار وغيرها من السلع الأساسية في الصحراء.

ويثير إلقاء حمولة الشاحنات المحملة بالطماطم والبصل والبطاطس، السلع التي تواجه نقصا حادا في الأسواق المحلية وارتفاعا قياسيا بأسعارها، التساؤلات حول وجود أطراف وراء الأمر، وتوجهات لتعطيش السوق ورغبة في تفاقم الأزمات وإثارة الشعب الغاضب.
شوفو البصل بيترمي ازاي
الناس مش معاها فلوس خلاص تشتري الكيلو ب ٢٥
#الحرية_لهيثم_خليفة#وصلصوتك #حازم_صلاح_ابواسماعيل #تسريبات\سجون_السيسي ????حملة وصل صوتك???? on Twitter — ????حملة وصل صوتك???? (@Wasal_Sotak2) September 21, 2023
"سرقة منظمة.. وثورة جياع"

الظاهرة الثانية، بدت لافتة عبر مقاطع مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمصريين يقومون بالسطو على سيارات محملة بالبصل والبطاطس في طريقها إلى مدينة العبور شرق القاهرة، علنا في الشارع، وبشكل منظم.

تلك المقاطع اعتبرها بعض المتابعين مقدمة لثورة جياع في مصر، واصفين الحالة التي وصل لها المصريين بأنها "الشدة السيساوية"، محذرين من خطورتها وامتدادها لباقي أرجاء البلاد، خاصة وأنها تأتي في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة المصريين وشكواهم من الجوع والفقر والغلاء.

البدايه !! يا ترى ايه النهايه.؟#الانتخابات_مسرحيه_هزليه#لا_بديل_عن_المقاومه Sherif Osman® on Twitter — ابن البلد هشام عبدالله (@abnalbl62532021) September 21, 2023
مشهد لا تراه إلا فى دوله ستواجه إحدى المصيرين :::

إما المجاعه
وإما ثورة الجياع #الشده_السيساويه أحلام on Twitter — أحلام (@egyptiandreams2) September 21, 2023
"صرخة نسائية.. تتحدى البطش"

أما الظاهرة الثالثة، كشفت عنها مقاطع مصورة انتشرت أيضا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي لنساء مصريات غاضبات وباكيات يشتكين الفقر والحاجة، ومؤكدات أنهن لا يجدن الطعام، مطالبين نظام السيسي بقتلهن بدلا من ممارسة القتل البطيء بحقهن.

لو حابين تعملوا اباده جماعية وتموتونا دا احب على قلبنا لكن الموت بالبطئ دا مينفعش
#الحرية_لهيثم_خليفة#وصلصوتك #حازم_صلاح_ابواسماعيل #تسريبات\سجون_السيسي ????حملة وصل صوتك???? on Twitter — ????حملة وصل صوتك???? (@Wasal_Sotak2) September 21, 2023
"الناس جابت آخرها يا سيسي"
سيدة مصرية تشكو غلاء الأسعار وارتفاع معدلات الفقر شبكة رصد on Twitter — شبكة رصد (@RassdNewsN) September 21, 2023
‌ الشعب المقهور فى عهد السيسي بتاع القصور #عباسكامل #وصلصوتك#ارحل\يا_فاشل ????حملة وصل صوتك???? on Twitter — ????حملة وصل صوتك???? (@Wasal_Sotak2) September 24, 2023
المثير، أن بعض تلك المقاطع لفتيات يبدو من حديثهن وملابسهن أنهن من طبقات غير فقيرة في المجتمع، ما يشير لوصول الأزمة حتى للطبقات الأغني في مصر، ما يدعو للتساؤل حول أسباب خروج النساء الغاضب متحديات البطش الأمني والاعتقال الذي طال مئات النساء طوال 10 سنوات.

وصلنا لمرحلة بنفكر ازاى نجيب الاكل

#الحرية_لهيثم_خليفة#وصلصوتك #حازم_صلاح_ابواسماعيل #تسريبات\سجون_السيسي ????حملة وصل صوتك???? on Twitter — ????حملة وصل صوتك???? (@Wasal_Sotak2 ) September 21, 2023
"أنت دست على الشعب يا سيسي"

صرخة فتاة مصرية بسبب غلاء الأسعار شبكة رصد on Twitter — شبكة رصد (@RassdNewsN ) September 22, 2023
‌ احنا جالنا المرض من كتر التفكير انت بتعرف تنام ازاى #عباسكامل #وصلصوتك#ارحل\يا_فاشل ????حملة وصل صوتك???? on Twitter — ????حملة وصل صوتك???? (@Wasal_Sotak2 ) September 24, 2023
وتتزامن تلك المقاطع وتلك الظواهر مع وصول معدل التضخم السنوي في مصر إلى 39.7 بالمئة في آب/ أغسطس الماضي، في مستوى قياسي لم تصل له البلاد خلال نحو 4 عقود، فيما ارتفعت معدلات تضخم المواد الغذائية بنسبة 71.9 بالمئة، وفق جهاز التعبئة والإحصاء.

كما تأتي قبل أيام من الإعلان عن جدول إجراء الانتخابات الرئاسية التي يعول عليها السيسي، في الوصول للحكم لفترة رئاسية ثالثة حتى 2030، بينما تتزايد لهجة الرفض لدى المعارضة ولدى الكثير من المصريين، بحسب استطلاع رأي لم يتم الإعلان عن نتيجته النهائية قام به مركز "تكامل مصر"، واطلعت "عربي21"، على بعض مؤشراته.

"ليست مصادفة"

وحول دلالات اجتماع تلك الظواهر الآن، ودلالات تشابهها مع ما كان يحدث من "الدولة العميقة" بعهد الرئيس مرسي، قال الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الدكتور ممدوح المنير: "مؤكد مع اقتراب انتخابات الرئاسة هناك في أجنحة السلطة من لا يريد السيسي، ويسعى للتخلص منه".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "ليس بالضرورة أن يكون ذلك على أرضية مصلحة الوطن؛ ولكن ضمن إطار تضارب المصالح، أو تعبيرا عن مصالح خارجية أصبح السيسي يمثل عبئا عليها ، كبعض دول الخليج".

المنير، أوضح أنه "لذلك تظهر هذه المحاولات، في محاولة لرفع حالة السخط العام على السيسي، أو تحفيز الناس على الخروج ضده".

ويرى أنه "حتى نجمع أجزاء الصورة الكبيرة بشكل أفضل يمكن أن نضع هذه المشاهدات إلى جوار تسريبات السجون (من سجن بدر) وتسريب صور من القصور الرئاسية، مع ملفات الفساد وحتى إلى طائرة الذهب في زامبيا".

"انتهاءا بتصريحات إعلامية ضد السيسي، من شخصيات محسوبة عليه؛ لندرك أن هناك من يدير هذا كله، وليس من قبيل المصادفة، خصوصا أن كل هذه الأحداث في أوقات متقاربة ومتزامنة"، بحسب رؤية المنير.

"طرف غاضب حانق"
ولفت إلى أن "هناك تشابك مصالح داخل الدولة العميقة وخارجها، جعل بعضها غاضبا وحانقا على السيسي، يحاول تحريك مشهد مضاد له".

واستدرك قائلا: "لكن يبدو أنه لا يملك أوراق ضاغطة كبيرة حتى الآن، خصوصا وأن السيسي، يتحكم جيدا بمفاصل الجيش والأجهزة الأمنية، ويضع طبقات مختلفة من الحماية عليه".

وتوقع الباحث المصري، أنه "لذلك فهذا الجناح يحاول في المساحات المتاحة له، مثل (تسريبات، ومنصات إعلامية)، ويعتبر الانتخابات الرئاسية القادمة نقطة مهمة في معركته ضد السيسي".

ويعتقد أنه "لذلك ستستمر هذه المشاهدات، وتعلو وتيرتها الفترة القادمة، وندخل معركة صراع الأجنحة هذه مرة أخرى حتى انتهاء الانتخابات التي لا توجد مؤشرات حتى الآن على أننا سنرى نتيجة مختلفة عن سابقتها، وإن كنّا نتمنى ذلك".

"وليدة الصدفة أم مدبرة؟"

وفي تقديره لدلالات اجتماع تلك الظواهر الآن في مصر، قال رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام " تكامل مصر"، الباحث مصطفى خضري: "تلك الظواهر ربما كانت وليدة الصدفة وربما كانت مدبرة، فليس هناك دليل يرجح أيا منهما".

وفي قراءته للمشهد أضاف لـ"عربي21": "لكن حالة الاقتصاد المصري المنهارة؛ ربما تنسب تلك الظواهر لرد الفعل، حيث أن أكثر من ثلاثة أرباع المجتمع تحت خط الفقر -أقل من ٧٠ دولار للفرد شهريا- وليس هناك أفق لحل قريب، مع انتشار حالة من اليأس بين قطاعات المجتمع وعلى رأسها فئة الشباب".

الخبير المصري في قياس الرأي العام والتحليل المعلوماتي، يرى أنه "وبرغم ذلك لا يمكن الجزم بعدم استغلال أجهزة الدولة العميقة -التي تعادي السيسي- لتلك الظواهر عن طريق دعمها بالتغطية الإعلامية المكثفة".

وعن مدى تشابهها مع ما كان يحدث من الدولة العميقة في عهد الرئيس مرسي، قال إن "هناك فرق كبير، ففي عهد الدكتور مرسي، كانت جميع أجهزة الدولة العميقة تقف ضده، وبشكل فج وواضح وعنيف".

وأوضح أن الأمر وصل "إلى درجة فتح المجال أمام بعض المظاهرات المصطنعة والمدعومة من تلك الأجهزة لاقتحام قصر الرئاسة، ولم يتوقف الأمر عند تلك الأجهزة، بل كان تحالفا بين الدولة العميقة ودول إقليمية وغربية هدف إلى الإطاحة بأول تجربة ديمقراطية مصرية في العصر الحديث".

"صراع مصالح.. وتيار معارض"

خضري، يعتقد أن "ما يحدث الآن من صراع بين السيسي، وبعض الأفرع داخل الأجهزة السياسية؛ ما هو إلا صراع مصالح تغيب عنه أي قيمة للمواطن المصري الذي يحكمونه".

وأكد أنه "لا نستطيع التعميم، فهناك بعض القوى السيادية التي ترى في السيسي، عميلا لدولة عدوة، وبالتالي فهو عدو للدولة المصرية، وتحاول تلك القوى دعم التيارات المعارضة للسيسي من خلال التسريبات الخاصة التي تفضح السيسي وأبناؤه وحاشيته".

ويعتقد أنه "لو حدث تحالف بين تلك القوى السيادية المضادة للسيسي، وبين التيارات المعارضة التي تملك قوة حقيقية في الشارع وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين؛ فلربما لن يستطيع السيسي، أن يصمد أمامهم".

ولكن الباحث المصري، أكد أن "ذلك يصطدم بحالة من عدم الثقة بين الطرفين وهي التي تسيطر على المشهد، وبرغم ذلك يمكن أن يتخطوا هذه الحالة قريبا بضمانة إقليمية ذات مصداقية عند الطرفين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري السيسي مرسي الدولة العميقة مصر السيسي مرسي الدولة العميقة سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة العمیقة فی مصر

إقرأ أيضاً:

عائدات السياحة بالعملة الصعبة تضخ 17 مليارا في خزينة الدولة خلال غشت 

أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن عائدات السياحة بالعملة الصعبة بلغت مستوى غير مسبوق قدره 17 مليار درهم خلال شهر غشت المنصرم.

وأوضح بلاغ للوزارة، أن « هذا الأداء يمثل زيادة ملحوظة تقارب 20 في المائة مقارنة بشهر غشت 2023، وهو ما يشكل رقما قياسيا جديدا ».

وأضاف المصدر ذاته،  أن « هذا التطور اللافت استمر طوال السنة، حيث وصلت العائدات الإجمالية حتى نهاية غشت 2024 إلى 76,4 مليار درهم، مسجلة نموا بنسبة 7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023 ».

 

كلمات دلالية ارتفاع السياحة العملة الصعبة عائدات

مقالات مشابهة

  • ليلى عبد اللطيف تثير الجدل مرة أخرى.. ظهور شخصية سياسية بعد الإعلان عن اغتيالها(فيديو)
  • والدة ليون داجاكو تثير الجدل بمظهرها الشبابي
  • حسن نصر الله سيعود.. ليلى عبد اللطيف وتوقعات جديدة تثير الجدل
  • عائدات السياحة بالعملة الصعبة تضخ 17 مليارا في خزينة الدولة خلال غشت 
  • الدولة العميقة تريد أن تحلب قرارات بايدن لآخر قطرة لتعيش إسرائيل والعرب يا ( حليلهم ) العلوم والتكنولوجيا ملكوها غيرهم !!..
  • "لازم تبقى عربجي".. شيرين عرفة تثير الجدل بهذا التصريح|هل له معنى خفي؟
  • حزن ودعاء وتأجيل حفلات.. ردود أفعال المطربين اللبنانيين على الغارات الإسرائيلية
  • بوسي تثير الجدل بعد ظهورها بملابس قصيرة (صور)
  • قصف عنيف على عدة موجات يستهدف العاصمة السورية دمشق
  • صباح محمود شحاتة تثير الجدل بعد خبر وفاتها| ما القصة؟