حضرموت((عدن الغد )) عمر الحبشي

في منظر مهيب توافدت الحشود الكبيرة من أفواج المحبين وفي ساعات السحر والفجر المنتظر الى مصلى رباط الاسعاد بالغرفة − حضرموت فجر يوم السبت 8 ربيع الاول 1445هــ من كل حدب وصوب بمدن ومناطق وادي حضرموت الميمون يشدهم الشوق لهذه الاحتفالية الكبيرة رضاءاً لله وحباً ووفاءاً للجناب المحمدي ، وبعد صلاة الفجر بدأت المراسيم لهذه المناسبة الجليلة حيث تم قراءة السيرة النبوية والشمائل المحمدية بالمولد الشهير المسمى بــ ( الفيض الرباني بمولد المصطفى العدناني ) نظم فضيلة العلاّمة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن باعباد عليه رحمة الله ومن خلاله أبياته الشجية اطرب المادحون فرحاً بمولد نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وقرئت القصائد المحمدية باصوات  الحداة الذين هاموا في ذكر سيرته وشمائله واوصافه العظيمة ، ثم جاءت بعد ذلك كلمات العلماء والدعاة بدأها الشيخ احمد بن علي باعباد استهلها بحديث الشفاعة للنبي الشفيع في يوم القيامة يوم الغضب من الله حين يقول أنا لها ويشفع لنا أمام الله ثم تحدث عن احوال اهل هذا الزمان بالمجاهرة بالمعاصي ووجه الخطاب للعلماء والدعاة بالتحذير من هذه الكبائر حتى لايغضب الجبار ويصيب الأمة بالدمار سائلا من الله الحفظ  واللطف والهداية ، ثم جاء دور كلمة الشيخ معروف بن عبدالله باعباد حفظه الله والتي نصح فيها الحاضرين لهذه المجالس مجالس الخشية والذكر  والاتعاظ بضرورة التحلي بالاخلاق وزيادة الطاعات في هذا الموسم العظيم مع التنويه الى ان الكفار همهم في هذا الكون فصل الإسلام عن قلوب المسلمين وإظهار الجفاء لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وعدم التعظيم له ولو كلفهم أغلى مايملكون ولكن ستخسى هذه الافكار الشريرة ، ولابد منا من تكبير المشهد في هذا الجناب المحمدي ، وتعجّب في حديثه فيما تنشره بعض المنابر وترك مراجع الأمة الأفذاذ الذين استحبو بل واوجبوا مثل هذه المجالس والمآنس التي تقرأ فيها السيرة المعطرة وأنه لابد علينا من البحث واستقصاء منهجه واتباعه لنحظى بالقرب من هذا الحبيب عليه الصلاة والسلام* 
*ثم كانت كلمة الحبيب ابراهيم بن علي الحبشي بدأها بالثناء بالجناب النبوي الشريف بجميل الاوصاف وصيغ الصلاة والسلام عليه ثم ذكر ان الفرح بهذا العرس النبوي هو تجسيد للمنهج الرباني وتحقيقاً لمقاصد الشريعة ووفاءاً لرسول الله واحتفاءاً بصاحب مكارم الاخلاق وتجسيداً للضيافة ، ولم ينسَ في حديثه ان يذكر هذه الاسرة العبادية المباركة واستحضر شيوخنا الافاضل العلامة الشيخ عبدالله وإبنه الفاضل شيخنا الشيخ عبدالرحمن الذي أسس مثل هذه المجالس إكراماً لرسول الله ، ومدح في ختام حديثه هذه البلدة المباركة الغرفة التي فيها المسند العظيم الذي لايوجد سند في الدنيا الا ويتصل بالحبيب الإمام الابر سيدنا عيدروس بن عمر الحبشي رضي الله عن الجميع ، ثم تلتها كلمة الداعية الحبيب محمد صالح العطاس  الذي قال انه لابد من تعظيم هذا النبي ونشر ذلك في اهلنا وأُسرنا وان هذه الاجتماعات للتحلي بهذه الاخلاق وكمال الإمتلاء بالإيمان للإقبال على الله عزوجل والعودة لبيوتنا بهمم قوية*
*وكان ختام المجلس كلمة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ذكر فيها شمائل هذا النبي الكريم وعظم منزلته منذ خلق سيدنا ادم عليه السلام وغفران ذنب الوالد بالولد بسبب هذا النبي عليه الصلاة والسلام وتوالي معجزاته بين الأنبياء وإنتقال نوره بينهم وتسلسله حتى اخرج هذا الطهر الطاهر ، وان من ضمن ماحملته السيرة النبوية مظاهر عظيمة للصحابة حتى انهم كانوا يقتتلون على ماءه وهذا فهمهم للدين والتوحيد والايمان  ، وفي مظهر اخر مما ترك ال موسى وال هارون وتحمله الملائكة في التابوت وماكان فيه من آثار لاهل قربه واصفيائه ، فهذه المحبة هي مسلك الانبياء والملائكة ولم يرد محبته وعدم الصلاة عليه انه من الدين ، ونوّه على ان مثل هذه المجالس تفرعت من القرآن والسنة وقد تشرفت مدرسة حضرموت بهذا الوعي والفهم فخدمت دين الله شرقا وغربا بصدق واخلاص بدون حزبيات ولاتعصبات ولاسب ولاشتم ولكن بخالص الهدي النبوي ، واسرار عناية الله بالنبي محمد قد ابقى هذا الشكر له في وادينا ولله الحمد  ، ودعا أن الله يحفظ سر الاتصال بالرب بالادب ولن نسمح بمزاحمة هذه المحبة بمحبة اخرين والتعاون على الهدي وحفظ الامة من مطابخ ابليس ونشره للرذائل السائدة في عصرنا الحالي*

*هذا وأختتم المجلس بالدعوات الصالحات ثم بالفاتحة*

.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الصلاة والسلام هذه المجالس هذا النبی

إقرأ أيضاً:

حقيقة قصة النبي ﷺ مع الرجل اليهودي

قالت دار الإفتاء المصرية إن قصة اليهودي الذي كان يقوم بوضع المخلفات أمام بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعندما مرض ذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لزيارته، هي قصة مشتهرة بين الناس، ولكنها لم ترد في كتب السنة أو السيرة، وإنما يوردها الناس لضرب المثل للتسامح والعفو عند المقدرة، موضحة أنه لا بأس بما كان من ذلك بشرط ألَّا ينسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

قال الإمام الصنعاني في "توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار" (2/ 82، ط. دار الكتب العلمية): [الأحاديث الواهية (فجوزوا) أي أئمة الحديث (التساهل فيه وروايته من غير بيان لضعفه إذا كان) واردًا (في غير الأحكام) وذلك كالفضائل والقصص والوعظ وسائر فنون الترغيب والترهيب] اهـ.

وأضافت الإفتاء أن ما يؤكد عدم صحة هذه القصة أنَّ وجود اليهود في جزيرة العرب كان في اليمن والشام والمدينة وما جاورهم، أما في مكة فلم يكن لهم وجود ملحوظ؛ فقد ورد في السنة ما يدل على وجود جار يهودي له صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك ما رواه الإمام مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي كِتَابِ "الْآثَارِ" فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم فَقَالَ لَنَا: قُومُوا بِنَا نَعُودُ جَارَنَا الْيَهُودِيَّ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا فُلَانُ؟ ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِ الشَّهَادَتَيْنِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ فِي الثَّالِثَةِ: يَا بُنَيَّ اشْهَدْ، فَشَهِدَ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «الْحَمْدُ لله الَّذِي أَعْتَقَ بِي نَسَمَةً مِنْ النَّارِ».

وما رواه عَبْدُ الرَّزَّاقِ في "مصنفه" قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ جَارٌ يَهُودِيٌّ لَا بَأْسَ بِخُلُقِهِ، فَمَرِضَ، فَعَادَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ؟» فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَسَكَتَ أَبُوهُ، وَسَكَتَ الْفَتَى، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ أَبُوهُ فِي الثَّالِثَةِ: قُلْ مَا قَالَ لَكَ، فَفَعَلَ، فَمَاتَ، فَأَرَادَتِ الْيَهُودُ أَنْ تَلِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم: «نَحْنُ أَوْلَى بِهِ مِنْكُمْ»، فَغَسَّلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَكَفَّنَهُ، وَحَنَّطَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: [وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو] اهـ.

وما رواه الإمام البخاري في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ». فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ».
وفي هذا الحديث لم يكن اليهودي جارًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما هو غلام يخدمه وقيل: اسمه عبد القدوس؛ قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/ 221): [كان غلام يهودي يخدم لم أقف في شيء من الطرق الموصولة على تسميته إلا أن ابن بشكوال ذكر أن صاحب العتبية حكى عن زياد شيطون أن اسم هذا الغلام عبد القدوس، قال: وهو غريب ما وجدته عند غيره] اهـ.

وأكدت الإفتاء أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرب المثل الأعلى في معاني الرحمة ونقاء المعدن وسمو الروح ونبل الطبع بعيادته لجاره اليهودي عندما مرض، إلا أنَّ هذا اليهودي لم يكن يؤذيه صلى الله عليه وآله وسلم بالمخلفات كما هو مشتهر بين الناس، وإنما يوردها الناس لضرب المثل للتسامح والعفو عند المقدرة، ولا بأس بذلك بشرط ألَّا يُنْسَبَ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

مقالات مشابهة

  • جامع الشيخ زايد الكبير يفتح أبواب متحف «نور وسلام» أمام الزوار
  • حكم استحباب البدء بالصلاة على سيدنا محمد في مهمات الأمور
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • حقيقة قصة النبي ﷺ مع الرجل اليهودي
  • بإسم الرسول الأعظم الحوثيون يغتصبون منزلا بالقوة ويضعون عليه اسم النبي
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • محمد إمام ناعيًا نبيل الحلفاوي: "رحم الله الفنان الكبير.. فنان مميز لن يتكرر"
  • أهم المعلومات حول جبل الشيخ الذي سيطر عليه الاحتلال (إنفوغراف)
  • كيفية أداء صلاة الاستخارة لقضاء الحاجة.. دار الإفتاء توضح