يصادف اليوم الذكرى الـ22 على غزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان، بهدف القضاء على تنظيم القاعدة، وحركة طالبان.

فبعد أسبوعين فقط على هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، والتي تبناها تنظيم "القاعدة"، قررت الولايات المتحدة والتي كان يرأسها جورج بوش الابن، ودول حليفة لها غزو أفغانستان، لتبدأ حقبة جديدة من الحروب دامت سنوات، سجلت فيها خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا.



أعلنت الولايات المتحدة النصر على طالبان بعد نحو 3 شهور فقط من الحرب، وعينت حامد كرزاي رئيسا جديدا للحكومة الانتقالية الموالية لها، إلا أن "القاعدة" و"طالبان" لم يستسلما بهذه السهولة، وبقيت الحرب مستمرة ولكن ليست بوتيرة واحدة، إلى حين الانسحاب الأمريكي بعد نحو عقدين.

في عام 2014، تخلت الولايات المتحدة عن دورها القيادي في أفغانستان، وبدأت عملية انسحاب تدريجي للقوات. ومع ذلك، استمرت الحرب في البلاد، وعادت طالبان إلى السلطة في آب/ أغسطس 2021.


تكاليف باهظة
أشارت تقارير الحكومة الأمريكية، إلى أن تكاليف الغزو للفترة بين عامي 2010 و2012 وهي الفترة التي شهدت أكبر وجود عسكري أمريكي بلغت 100 مليار دولار سنويا، علما أن عدد القوات الأمريكية حينها تجاوز حاجز الـ100 ألف عنصر.

وتراجعت هذه التكلفة بشكل كبير، حين بدأت القوات الأمريكية في توجيه تركيزها نحو تدريب القوات الأفغانية، بدلا من شن عمليات هجومية.

في عام 2018، بلغ الإنفاق السنوي حوالي 45 مليار دولار، وهذا حسب ما قاله مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، للكونغرس الأمريكي.

وفي عام 2019، وصل إجمالي الإنفاق العسكري إلى 778 مليار دولار بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.

وبالإضافة إلى ما سبق، فإن وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئات حكومية أخرى أنفقت 44 مليار دولار، على مشاريع إعادة الإعمار.

وهذا يصل بالتكلفة الإجمالية في الفترة ما بين 2001 إلى 2019 - بحسب بيانات رسمية - إلى 822 مليار دولار. لكن هذا لا يتضمن أي إنفاق في باكستان، التي تستخدمها الولايات المتحدة كقاعدة لعملياتها في أفغانستان.

ووفقا لدراسة أجرتها جامعة براون في عام 2019، تناولت تكاليف الحرب في أفغانستان وباكستان، فإن الولايات المتحدة أنفقت ما يقرب من 978 مليار دولار، وتتضمن هذه الدراسة المال الذي رصد للعام المالي 2020.

وتشير الدراسة إلى أنه من الصعب تقييم التكلفة الإجمالية بدقة، لأن أساليب المحاسبة تختلف من هيئة حكومية لأخرى، وتتنوع هذه الأساليب من وقت لآخر ما يعطي في النهاية تقديرات مختلفة للتكلفة الإجمالية.

كما أنفقت الولايات المتحدة نحو 88.32 مليار دولار - على بناء قوات الأمن الأفغانية، بما في ذلك الجيش الوطني الأفغاني وقوات الشرطة، وهم اللذين انهاروا سريعا أمام "طالبان" صيف العام 2021.

وقُتل أكثر من 3500 من عناصر قوات التحالف في أفغانستان، من بينهم 2300 جندي أمريكي منذ أن بدأ الغزو في 2001.


طالبان تحكم أفغانستان
بعد 20 عاما على الغزو، والإنفاق الأمريكي الهائل، عادت حركة "طالبان" إلى حكم أفغانستان مجددا وذلك صيف العام 2021.

ومنذ نحو عامين، تحاول "طالبان" كسب شرعية دولية لها، وأظهرت بوادر تغير في نهجها ومعتقداتها، بيد أنها تراجعت لاحقا عن بعض القضايا، إذ عادت لمنع المرأة من التعليم.

كما تواجه الحركة تحديات داخلية عديدة، أبرزها وجود تنظيم الدولة "ولاية خراسان"، والذي ينفذ عمليات دائمة ضد عناصر الحركة.

وتسعى طالبان خلال الفترة المقبلة إلى محاولة إحلال سلام داخلي يمكنها من كسب شرعية دولية بهدف الحصول على مقعد في الأمم المتحدة، والتخلص من العقوبات الغربية المفروضة على البلاد بسبب تواجد الحركة في الحكم.

يشار إلى أن القطيعة الدولية لأفغانستان بسبب وجود "طالبان" في الحكم تسببت بأزمة اقتصادية كبيرة في البلاد، ودقت ناقوس الخطر لشريحة واسعة من الشعب الذي بات لا يقوى على توفير الطعام الكافي.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة طالبان الولايات المتحدة افغانستان طالبان سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أفغانستان ملیار دولار فی عام

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تدعم حلفاءها بالأسلحة والصواريخ بمليارات الدولارات

تستمر الولايات المتحدة في لعب دور محوري على الساحة الدولية من خلال تقديم مساعدات عسكرية لحلفائها، ما يعكس استراتيجيتها لحماية مصالحها الخاصة وتعزيز نفوذها في مختلف المناطق، ويظهر هذا الدعم بشكل واضح في الحروب والنزاعات الجارية، حيث يتم توجيه المساعدات إلى أوكرانيا وإسرائيل ورومانيا وتايوان، بهدف تعزيز قدراتهم في مواجهة التهديدات الإقليمية والأمنية.

المساعدات الأخيرة المعلنة لأوكرانيا

تساهم الولايات المتحدة باستمرار في الدعم العسكري لأوكرانيا في الحرب المستمرة مع روسيا، حيث وافقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علي حزمة مساعدات عسكرية مستقبلية تتجاوز قيمتها 2.7 مليار دولار، والتي ستشمل الذخائر ومجموعة واسعة من الأسلحة، وأنظمة صواريخ الدفاع الجوي «الباتريوت» المتطورة، كما تم تقديم حزمة مساعدات فورية بقيمة 375 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي، تتضمن قنابل انزلاقية ومجموعة واسعة من الصواريخ والقذائف والمدفعية، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.

المساعدات المستقبلية لإسرائيل

تواصل الولايات المتحدة دعمها العسكري لإسرائيل عبر حزم مساعدات ضخمة تشمل الأسلحة والمعدات المتقدمة، ومن المقرر أن تقدم الولايات المتحدة 3.5 مليار دولار لإسرائيل، وفقًا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، كما أن واشنطن وافقت على بيع طائرات إف-15 بقيمة 19 مليار دولار ودبابات وصواريخ هاون بقيمة تتجاوز 60 مليون دولار، ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل بحلول عام 2026، كما قال مسؤولون أمريكيون في يونيو أن الولايات المتحدة أرسلت لإسرائيل أكثر من 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير تزن أطنان وآلاف صواريخ هيلفاير منذ بدء الحرب علي غزة في أكتوبر الماضي، وفقًا لموقع «أكسيوس» الأمريكي.

المساعدات إلى رومانيا

كما أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن قرض مباشر بقيمة 920 مليون دولار إلى رومانيا، بهدف تعزيز وتحديث قدراتها الدفاعية، حيث تعتبر رومانيا شريكاً في تعزيز أمن البحر الأسود وتقديم الدعم لأوكرانيا، من خلال نقل أنظمة الدفاع الجوي وتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات F-16، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، بحسب وكالة «رويترز».

المساعدات الجديدة لتايوان

في ظل التوترات المتزايدة مع الصين، أعلنت الولايات المتحدة عن أكبر حزم المساعدات الأمنية لتايوان، والتي تقدر قيمتها بـ570 مليون دولار، حيث ستوفر واشنطن لتايوان مواد دفاعية متقدمة وأسلحة مضادة للدروع وأنظمة الدفاع الجوي، وذلك بموجب «قانون العلاقات التايوانية لعام 1979»، الذي يلزم واشنطن بتزويد تايوان بالأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها، وفقًا لوكالة «رويترز».

ومن المتوقع أن تؤدي هذه المساعدات إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة والصين، خصوصًا في ظل التحركات العسكرية الصينية المتزايدة في المياه والمجال الجوي القريب من تايوان، حيث طالبت الصين الولايات المتحدة بوقف مبيعات الأسلحة إلى تايوان، معتبرة أنها جزء لا يتجزأ من الصين، في الصراع المستمر منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • السلطات الأمريكية: الخطر الإرهابي في الولايات المتحدة سيبقى عاليا في العام القادم
  • كيف أحرقت الولايات المتحدة أكثر من 3.3 مليار دولار في مواجهة صنعاء؟
  • الولايات المتحدة الأمريكية تصفع الجزائر والبوليساريو وتشيد بالملك محمد السادس
  • وزير الري يلتقي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون
  • وزير الري يلتقى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل التعاون
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستنسق الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية مع إسرائيل
  • الدفاعات اليمنية تسقط الطائرة الأمريكية رقم 15 والعدو يعترف بتكبده خسائر بنحو نصف مليار دولار
  • الولايات المتحدة تعترف بإسقاط الطائرة الأمريكية الـ11 في اليمن
  • الولايات المتحدة تدعم حلفاءها بالأسلحة والصواريخ بمليارات الدولارات
  • إسرائيل ترفع تكلفة حرب غزة لأكثر من 42 مليار دولار