22 عاما على غزو أمريكا لأفغانستان.. تكلفة باهظة فشلت بإنهاء طالبان
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
يصادف اليوم الذكرى الـ22 على غزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان، بهدف القضاء على تنظيم القاعدة، وحركة طالبان.
فبعد أسبوعين فقط على هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، والتي تبناها تنظيم "القاعدة"، قررت الولايات المتحدة والتي كان يرأسها جورج بوش الابن، ودول حليفة لها غزو أفغانستان، لتبدأ حقبة جديدة من الحروب دامت سنوات، سجلت فيها خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا.
أعلنت الولايات المتحدة النصر على طالبان بعد نحو 3 شهور فقط من الحرب، وعينت حامد كرزاي رئيسا جديدا للحكومة الانتقالية الموالية لها، إلا أن "القاعدة" و"طالبان" لم يستسلما بهذه السهولة، وبقيت الحرب مستمرة ولكن ليست بوتيرة واحدة، إلى حين الانسحاب الأمريكي بعد نحو عقدين.
في عام 2014، تخلت الولايات المتحدة عن دورها القيادي في أفغانستان، وبدأت عملية انسحاب تدريجي للقوات. ومع ذلك، استمرت الحرب في البلاد، وعادت طالبان إلى السلطة في آب/ أغسطس 2021.
تكاليف باهظة
أشارت تقارير الحكومة الأمريكية، إلى أن تكاليف الغزو للفترة بين عامي 2010 و2012 وهي الفترة التي شهدت أكبر وجود عسكري أمريكي بلغت 100 مليار دولار سنويا، علما أن عدد القوات الأمريكية حينها تجاوز حاجز الـ100 ألف عنصر.
وتراجعت هذه التكلفة بشكل كبير، حين بدأت القوات الأمريكية في توجيه تركيزها نحو تدريب القوات الأفغانية، بدلا من شن عمليات هجومية.
في عام 2018، بلغ الإنفاق السنوي حوالي 45 مليار دولار، وهذا حسب ما قاله مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، للكونغرس الأمريكي.
وفي عام 2019، وصل إجمالي الإنفاق العسكري إلى 778 مليار دولار بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئات حكومية أخرى أنفقت 44 مليار دولار، على مشاريع إعادة الإعمار.
وهذا يصل بالتكلفة الإجمالية في الفترة ما بين 2001 إلى 2019 - بحسب بيانات رسمية - إلى 822 مليار دولار. لكن هذا لا يتضمن أي إنفاق في باكستان، التي تستخدمها الولايات المتحدة كقاعدة لعملياتها في أفغانستان.
ووفقا لدراسة أجرتها جامعة براون في عام 2019، تناولت تكاليف الحرب في أفغانستان وباكستان، فإن الولايات المتحدة أنفقت ما يقرب من 978 مليار دولار، وتتضمن هذه الدراسة المال الذي رصد للعام المالي 2020.
وتشير الدراسة إلى أنه من الصعب تقييم التكلفة الإجمالية بدقة، لأن أساليب المحاسبة تختلف من هيئة حكومية لأخرى، وتتنوع هذه الأساليب من وقت لآخر ما يعطي في النهاية تقديرات مختلفة للتكلفة الإجمالية.
كما أنفقت الولايات المتحدة نحو 88.32 مليار دولار - على بناء قوات الأمن الأفغانية، بما في ذلك الجيش الوطني الأفغاني وقوات الشرطة، وهم اللذين انهاروا سريعا أمام "طالبان" صيف العام 2021.
وقُتل أكثر من 3500 من عناصر قوات التحالف في أفغانستان، من بينهم 2300 جندي أمريكي منذ أن بدأ الغزو في 2001.
طالبان تحكم أفغانستان
بعد 20 عاما على الغزو، والإنفاق الأمريكي الهائل، عادت حركة "طالبان" إلى حكم أفغانستان مجددا وذلك صيف العام 2021.
ومنذ نحو عامين، تحاول "طالبان" كسب شرعية دولية لها، وأظهرت بوادر تغير في نهجها ومعتقداتها، بيد أنها تراجعت لاحقا عن بعض القضايا، إذ عادت لمنع المرأة من التعليم.
كما تواجه الحركة تحديات داخلية عديدة، أبرزها وجود تنظيم الدولة "ولاية خراسان"، والذي ينفذ عمليات دائمة ضد عناصر الحركة.
وتسعى طالبان خلال الفترة المقبلة إلى محاولة إحلال سلام داخلي يمكنها من كسب شرعية دولية بهدف الحصول على مقعد في الأمم المتحدة، والتخلص من العقوبات الغربية المفروضة على البلاد بسبب تواجد الحركة في الحكم.
يشار إلى أن القطيعة الدولية لأفغانستان بسبب وجود "طالبان" في الحكم تسببت بأزمة اقتصادية كبيرة في البلاد، ودقت ناقوس الخطر لشريحة واسعة من الشعب الذي بات لا يقوى على توفير الطعام الكافي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الولايات المتحدة طالبان الولايات المتحدة افغانستان طالبان سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أفغانستان ملیار دولار فی عام
إقرأ أيضاً:
أراض اشترتها الولايات المتحدة عبر تاريخها.. ماذا عن غرينلاند؟
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا استعرضت فيه أبرز الأراضي والأقاليم التي اشترتها الولايات المتحدة عبر تاريخها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة التي يرغب رئيسها الحالي في ضم جزيرة غرينلاند الدنماركية لها تاريخ طويل في عمليات شراء الأراضي.
وردا على تصريحات ترامب بشأن ضم جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك والتي تزيد مساحتها على مليوني كيلومتر مربع، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في 28 من كانون الثاني/ يناير الجاري إنها حصلت على دعم في هذه القضية من نظرائها الأوروبيين.
وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن: "ترامب لن يحصل على غرينلاند"، مضيفا أن الشؤون الخارجية والأمنية والقضائية والنقدية للإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، والذي يبلغ عدد سكانه 50 ألف نسمة، من اختصاص الدنمارك.
وقد أكد راسموسن في العديد من المناسبات، ومنها عندما طرح دونالد ترامب هذا الموضوع خلال ولايته الأولى، أن الاقليم ليس للبيع.
هل يمكن للولايات المتحدة الاستحواذ على الجزيرة؟
وفقا للقانون الدولي، يوجد فرضيتان ممكنتان للاستحواذ على بلد ما: إما بيع البلاد بالكامل، أو التنازل عن جزء من أراضيها. ولكن في جميع الأحوال، تقتضي العملية الحصول على موافقة الدولة المالكة للأرض.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة مارست في تاريخها عمليات شراء مشابهة لأراض في محيطها الإقليمي، وأولها كانت منذ أكثر من مئتي عام.
شراء لويزيانا (1803)
تنازلت فرنسا للولايات المتحدة في 1803 عن إقليم لويزيانا، وهو إقليم شاسع أصبح يشكل عبئًا عليها خلال الأزمة المالية التي كانت تمر بها ورأت أنه لا يعود عليها بالنفع.
مثّل الاتفاق واحدًا من أكبر الصفقات الإقليمية التي أبرمتها الولايات المتحدة، وكانت تضم آنذاك 17 ولاية فقط.
أتاحت هذه الصفقة للولايات المتحدة مضاعفة مساحتها، حيث حصلت على 2،145،000 كيلومتر مربع من الأراضي، تمتد من كندا إلى ولاية لويزيانا الحالية، مقابل حوالي 15 مليون دولار. في المقابل، ساعدت هذه الصفقة نابليون على تمويل حملاته العسكرية في أوروبا.
ضم فلوريدا (1819)
في 1819، حددت معاهدة آدامز أونيس، المعروفة باسم "معاهدة الصداقة والاستعمار والحدود بين الولايات المتحدة الأمريكية وصاحب الجلالة الكاثوليكي"، حدودًا جديدة مع المكسيك، التي كانت آنذاك مستعمرة إسبانية.
أبرم الوزير الإسباني لويس أونيس ووزير الخارجية الأمريكي جون كوينسي آدامز اتفاقًا تنازلت بموجبه إسبانيا عن فلوريدا الشرقية لصالح الولايات المتحدة دون أي مطالبات إقليمية.
لم تحصل إسبانيا على أي مقابل مالي، لكن الولايات المتحدة تعهدت بتحمل الأضرار التي سببها تمرد المواطنين الأمريكيين ضد التاج الإسباني.
حدود جديدة مع المكسيك (1848)
في سنة 1848، خسرت المكسيك الحرب ضد الولايات المتحدة، واضطرت بموجب معاهدة "غوادالوبي هيدالغو" إلى التنازل عن إقليم شاسع يمتد من نيو مكسيكو إلى كاليفورنيا مرورًا بـ يوتا، مقابل الحصول على تعويضات بسيطة.
كانت هذه الأراضي تزخر على المعادن، وهو ما أطلق فصلا جديدا مما يُعرف بـ"حمى الذهب" الأمريكية.
انتهى هذا الغزو العسكري في 1853 من خلال شراء الولايات المتحدة قطعة أرض تبلغ مساحتها 76،800 كيلومتر مربع على طول الحدود مع المكسيك مقابل 10 ملايين دولار، وتُعرف تلك المنطقة اليوم باسم غادسدن.
شراء ألاسكا (1867)
بعد حرب القرم والهزائم التي تكبدتها روسيا في مواجهة إنجلترا وفرنسا وتركيا، والتي خلقت نوعا من العجز في الدفاع عن ألاسكا، قرر القيصر بيع هذا الإقليم الشاسع الذي يمتد على 1،600،000 كيلومتر مربع، للولايات المتحدة في آذار/ مارس 1867، مقابل مبلغ قدره 7.2 مليون دولار.
في ذلك الوقت، لم يكن قرار شراء ألاسكا يكتسي أهمية كبيرة، لكن المعطيات تغيرت إثر اكتشاف رواسب الذهب بعد مرور حوالي ثلاثين عامًا.
وخلال الحرب الباردة، أصبحت ألاسكا نقطة حاسمة في استراتيجية الولايات المتحدة الدفاعية في القطب الشمالي.
20 مليون دولار مقابل الفلبين وبورتوريكو وكوبا وغوام (1898)
في 1898، انتهى النزاع الذي استمر لمدة خمس سنوات بين الإمبراطورية الإسبانية والولايات المتحدة، بتوقيع معاهدة باريس.
أكدت المعاهدة تنازل إسبانيا عن بورتو ريكو وجزيرة غوام وكوبا والفلبين لصالح الولايات المتحدة، مقابل تعويض قدره 20 مليون دولار.
توتويلا وأونو (1900)
في سنة 1900، ضمت الولايات المتحدة جزيرتي توتويلا وأونو، حيث تم بيع الجزيرتين إلى ساموا الأمريكية التي ضمتها الولايات المتحدة في السنة السابقة.
شراء جزر العذراء (1917)
في سنة 1917، استغلت الولايات المتحدة نهاية الحرب العالمية الأولى لشراء جزر العذراء في البحر الكاريبي من الدنمارك مقابل 25 مليون دولار.