ما الذي يحدد سعر الذهب؟ خلال القسم الأكبر من العقد الماضي كانت الإجابة سهلة: "سعر النقود". فكلما انخفضت أسعار الفائدة، ارتفع سعر الذهب، والعكس صحيح.

ويعد الذهب هو جوهر الملاذات الأمنة للذين لا يثقون في الدولار أو العملات الورقية - لذلك بدا من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في عالم يتسم بانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية والدولار الرخيص.

ولكن عندما ترتفع أسعار الفائدة، يصبح الذهب، الذي لا يدر أي عائد، أقل جاذبية بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار.

مادة اعلانية

لكن هذا كله تغير الآن، فمع ارتفاع أسعار الفائدة المعدلة حسب التضخم هذا العام إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية، لم يتراجع الذهب إلا بالكاد. وقفزت العائدات الحقيقية - التي تقاس بسندات الخزانة المحمية من التضخم لعشر سنوات - مرة أخرى يوم الخميس إلى أعلى مستوى منذ عام 2009، في حين انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.5% فقط في نفس اليوم. وفي المرة الأخيرة التي كانت فيها أسعار الفائدة الحقيقية مرتفعة إلى هذا الحد، كان الذهب يتداول بالقرب من نصف هذا السعر.

أسواق المال الذهب الذهب يرتفع متحديا قوة الدولار وصعود عوائد سندات الخزانة الأميركية

وقد يكون تفكك العلاقة بين الذهب وأسعار الفائدة الحقيقية بمثابة نقلة نوعية للمعدن الثمين، مما يجعل المستثمرين يكافحون لحساب "قيمته العادلة" في عالم لا يبدو أن المعادلات القديمة قابلة للتطبيق فيه. كما أنه يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الديناميكية القديمة قد تعيد تأكيد نفسها.

ما الذي يجعل الأسعار مرتفعة؟

يشير المحللون إلى مزيج من عمليات الشراء الشرسة التي تقوم بها البنوك المركزية - بقيادة الصين - والمستثمرون الذين ما زالوا يراهنون على أن التباطؤ الاقتصادي الأميركي سيكون مفيداً للذهب، حتى عندما تقول قواعد اللعبة المعتادة أن الوقت قد حان للبيع.

من جانبه، قال مدير المحفظة في "بيرينبيرغ"، ماركو هوكست: "نماذجنا تشير إلى أن السعر أعلى من قيمته الحقيقية بـ 200 دولار". ومع ذلك، فإن الصندوق المتوازن متعدد الأصول التابع للشركة والذي تبلغ قيمته 340 مليون دولار والذي يساعد في إدارته، لا يزال يحتفظ بحوالي 7% من أصوله في الذهب". "من وجهة نظرنا يبدو المستقبل أكثر جاذبية للذهب".

هناك العديد من النماذج أو الحسابات المختلفة لتقييم القيمة العادلة للذهب - كثير من المحللين يصنعون نماذجهم الخاصة - ولكن في جوهرها، تعكس معظمها المبادئ الأساسية لمكان تداول السبائك مقارنة بعوائد السندات الأميركية الحقيقية والدولار. في العادة، يقوم مديرو الأموال ببيع معدن الملاذ الآمن مع ارتفاع الدولار وارتفاع الفوائد المدفوعة عن طريق الأصول الآمنة الأخرى مثل السندات والنقد.

لكنهم لم يفعلوا ذلك على النطاق المتوقع، مما أدى إلى خلق "علاوة" كبيرة عما تقوله النماذج المتبعة للشراء والبيع.

صمدت "علاوة التأمين" لأكثر من عام، حيث ساعدت موجة شراء الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية المعدن على تحمل تشديد السياسة النقدية على مستوى العالم.

الانهيار الكامل

ولكن هناك بعض الدلائل الأولية على أن الطلب السيادي بدأ في التباطؤ، مما يجعل الذهب أكثر عرضة للانكماش. سيكون الأمر الحاسم بالنسبة للتوقعات هو أن يقرر المستثمرون المؤسسيون البيع إذا اختبرت الأسعار مستويات منخفضة جديدة.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أنه بدلاً من الانهيار بالكامل، ثم -ببساطة- إعادة ضبط علاقة الذهب مع محركاته الرئيسية على قاعدة أعلى.

وقد يسمح ذلك لها بتسجيل رقم قياسي إذا انخفضت العائدات أو الدولار مرة أخرى، وفقاً لماركوس غارفي من ماكواري، الذي يتوقع ارتفاع الأسعار إلى 2100 دولار للأوقية العام المقبل مع تباطؤ الاقتصاد الأميركي.

وقال غارفي: "لقد حدث ارتفاع في سعر الذهب الاسمي". "بمجرد أن تحصل على التدفقات المالية كريح داعمة، أعتقد أنها ستدفع بقوة إلى الأعلى".

ربما كان الاختبار الحقيقي هو الاضطرابات التي اجتاحت القطاع المالي في الولايات المتحدة في شهر مارس/آذار. وانخفضت العائدات الحقيقية والدولار مع تأرجح بنك وادي السيليكون على حافة الهاوية، مما أدى إلى تدفقات جديدة إلى الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب.

صعوبة جذب تدفقات

على الرغم من تداوله بالفعل بعلاوة مرتفعة، ارتفع المعدن إلى مستوى قريب من الرقم القياسي الذي سجله خلال الوباء، لكنه انخفض في النهاية مع انحسار الأزمة وبيع المستثمرين بأسعار أعلى.

لكن هناك آخرين أكثر تشككا في تكرار ذلك، خاصة مع تراجع التهديد بأزمة مصرفية وتقديم السندات عوائد جاذبة لأول مرة منذ سنوات. وبما أن الذهب يبدو باهظ الثمن نسبيا، فقد يجد صعوبة في جذب تدفقات مؤثرة حتى في ظل التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة.

وقال ماركو بيرسيموني، المدير المشارك لصندوق "Pictet Multi Asset Global Opportunities" الذي تبلغ قيمته 6.2 مليار يورو: "هناك أصول أخرى مثل السندات طويلة الأجل يمكن استخدامها في المحفظة لنفس غرض الذهب، ولكنها تأتي مع حمل". خفض الصندوق مخصصاته للمعدن الثمين إلى النصف خلال الـ 12 شهراً الماضية.

وأضاف بيرسيموني: "في البيئة الحالية، لا يعد الذهب أصلاً مقنعاً للغاية للتنويع".

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الدولار الذهب سعر الدولار الاقتصاد العالمي سعر الذهب

المصدر: العربية

كلمات دلالية: الدولار الذهب سعر الدولار الاقتصاد العالمي سعر الذهب أسعار الفائدة سعر الذهب

إقرأ أيضاً:

بعد تخفيض الفائدة| الاستثمار في الذهب أم الشهادات البنكية؟.. خبير يُجيب

في عالم متغير تحكمه تحركات الأسواق وأسعار الفائدة، تبرز القرارات المصرفية كأحد العوامل الأساسية التي ترسم ملامح الاستثمار والادخار للأفراد. ومع إعلان تخفيض العائد على الشهادات الادخارية الجديدة، بدأ الكثيرون يتساءلون عن تأثير هذا القرار على مدخراتهم وخططهم المالية. في هذا السياق، يقدم لنا الدكتور عادل المسدي قراءة وافية للقرار، مدعومة بنصائح عملية تساعد على فهم التغيرات واختيار المسار الأمثل للمستقبل المالي.تفاصيل القرار.. تخفيض على الشهادات الجديدة فقط

أوضح الدكتور عادل المسدي، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال بجامعة طنطا، أن التخفيض الجديد سيُطبق على الشهادات التي ستصدر بعد تاريخ القرار، بينما ستستمر الشهادات القائمة بالعوائد القديمة حتى نهاية مدتها دون أي تغيير.

وأشار المسدي إلى أن الهدف الرئيسي من الاستمرار في طرح شهادات العائد هو الحفاظ على السيولة داخل النظام المصرفي، ومنع انجراف الأموال نحو الدولار أو الذهب، بما يساهم في دعم استقرار الاقتصاد الوطني.

خلفيات اقتصادية| التضخم يتراجع والسياسات تتغير

يرى المسدي أن خفض الفائدة يعد مؤشرًا إيجابيًا على تراجع معدلات التضخم، مما يستدعي المواطنين إعادة تقييم خططهم الادخارية والاستثمارية. فالاستثمار في شهادات الادخار يظل مناسبًا لمن يبحثون عن دخل ثابت ومنخفض المخاطر، في حين أن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا على المدى الطويل لمن يتحملون تقلبات السوق ولا يعتمدون على الدخل الشهري.

كما أشار إلى أن تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية مثل استقرار سعر الصرف وانخفاض معدلات التضخم، يجعل الإبقاء على العوائد المرتفعة أمرًا غير مبرر كما كان في الفترات السابقة.

نصائح استثمارية.. توزيع الاستثمارات بين الشهادات والذهب

في ظل هذه التغيرات، ينصح المسدي بتوزيع الاستثمارات بين الشهادات الادخارية والذهب لتحقيق التوازن بين الأمان والعائد. فمن الحكمة، بحسب المسدي، تخصيص جزء من الأموال في الشهادات لضمان دخل ثابت، وجزء آخر في الذهب للتحوط ضد أية تقلبات اقتصادية مستقبلية.

كما حذر من الاعتماد الكلي على الذهب، خاصة في ظل التذبذب الحالي في أسعاره وعدم وضوح اتجاهات السوق، مؤكدًا أن الشهادات ما تزال خيارًا أكثر استقرارًا في الفترة الراهنة.

تفاصيل أسعار الفائدة الجديدة في البنك الأهلي المصري

بعد قرار الخفض، أصبحت أسعار الفائدة على الشهادات الادخارية الثلاثية في البنك الأهلي المصري كالتالي:

الشهادة البلاتينية بعائد ثابت: مدتها 3 سنوات، بعائد سنوي ثابت 19.5%، يصرف شهريًا.

الشهادة البلاتينية بعائد متدرج (صرف سنوي): 28% في السنة الأولى، 23% في السنة الثانية، 18% في السنة الثالثة.

الشهادة البلاتينية بعائد متدرج (صرف شهري): 24% للسنة الأولى، 20% للسنة الثانية، 16% للسنة الثالثة.

أسعار الفائدة الجديدة في بنك مصر

أما بنك مصر، فقد أعلن عن تخفيض الفائدة على شهاداته الثلاثية كالتالي:

شهادة القمة: بعائد سنوي ثابت 19.5% يصرف شهريًا.

شهادة ابن مصر (عائد متناقص شهري): 24% في السنة الأولى، 20.5% في السنة الثانية، و17% في السنة الثالثة.

شهادة ابن مصر (عائد متدرج ربع سنوي): 25% في السنة الأولى، 21% في الثانية، و17% في الثالثة.

شهادة ابن مصر (عائد متدرج سنوي): 28% في السنة الأولى، 23% في الثانية، و18% في الثالثة، مع صرف العائد سنويًا في نهاية المدة.

 

يمكن شراء الشهادات من كافة فروع البنكين، أو عبر القنوات الإلكترونية المتاحة، مثل الإنترنت البنكي، الموبايل البنكي، التطبيقات الإلكترونية، أو حتى عبر ماكينات الصراف الآلي (ATM)، مما يسهل على العملاء الحصول عليها في أي وقت ومن أي مكان.

في النهاية، يعكس قرار تخفيض الفائدة على الشهادات الجديدة واقعًا اقتصاديًا متغيرًا يفرض على الجميع مراجعة استراتيجياتهم الادخارية والاستثمارية بعين الحكمة والمرونة. وبين شهادات الادخار المستقرة والذهب كملاذ طويل الأمد، تظل الفرصة متاحة لتحقيق توازن ذكي يحمي المدخرات ويعزز من العوائد المستقبلية. وكما هو الحال دائمًا، فإن حسن التخطيط المالي يبقى مفتاح الأمان والاستقرار مهما تغيرت الظروف.

طباعة شارك أسعار الفائدة الأسواق الذهب الشهادات الدولار

مقالات مشابهة

  • خبراء يحذرون: لا تفرّطوا في الذهب.. الأسعار مرشحة للارتفاع
  • الذهب يعوض خسائره مع ترقب الفائدة
  • عاجل- انخفاض تاريخي في سعر الذهب الآن.. وعيار 21 يسجل 4750 جنيه
  • الروبل الروسي يصعد أمام الدولار إلى أعلى مستوى في أسبوعين
  • تراجع أسعار النحاس بعد بلوغ ذروتها في 4 أسابيع بفعل تهديد الرسوم الجمركية
  • يصل لـ 28%.. تفاصيل أعلى عائد متدرج سنوي من البنك الأهلي بعد خفض الفائدة
  • خبيرة اقتصاد: خفض الفائدة فرصة ذهبية.. والموجة عنيفة نحو الذهب | تفاصيل
  • بعد خفض سعر الفائدة.. ما هو أعلى عائد على شهادات البنك الأهلي؟
  • بعد تخفيض الفائدة| الاستثمار في الذهب أم الشهادات البنكية؟.. خبير يُجيب
  • اقتصادي ألماني: خفض الفائدة لن ينقذ الليرة التركية