تحوّل تاريخي في علاقة الذهب بالدولار.. إلى أين تتجه الأسعار؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
ما الذي يحدد سعر الذهب؟ خلال القسم الأكبر من العقد الماضي كانت الإجابة سهلة: "سعر النقود". فكلما انخفضت أسعار الفائدة، ارتفع سعر الذهب، والعكس صحيح.
ويعد الذهب هو جوهر الملاذات الأمنة للذين لا يثقون في الدولار أو العملات الورقية - لذلك بدا من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في عالم يتسم بانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية والدولار الرخيص.
لكن هذا كله تغير الآن، فمع ارتفاع أسعار الفائدة المعدلة حسب التضخم هذا العام إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية، لم يتراجع الذهب إلا بالكاد. وقفزت العائدات الحقيقية - التي تقاس بسندات الخزانة المحمية من التضخم لعشر سنوات - مرة أخرى يوم الخميس إلى أعلى مستوى منذ عام 2009، في حين انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.5% فقط في نفس اليوم. وفي المرة الأخيرة التي كانت فيها أسعار الفائدة الحقيقية مرتفعة إلى هذا الحد، كان الذهب يتداول بالقرب من نصف هذا السعر.
أسواق المال الذهب الذهب يرتفع متحديا قوة الدولار وصعود عوائد سندات الخزانة الأميركيةوقد يكون تفكك العلاقة بين الذهب وأسعار الفائدة الحقيقية بمثابة نقلة نوعية للمعدن الثمين، مما يجعل المستثمرين يكافحون لحساب "قيمته العادلة" في عالم لا يبدو أن المعادلات القديمة قابلة للتطبيق فيه. كما أنه يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الديناميكية القديمة قد تعيد تأكيد نفسها.
ما الذي يجعل الأسعار مرتفعة؟يشير المحللون إلى مزيج من عمليات الشراء الشرسة التي تقوم بها البنوك المركزية - بقيادة الصين - والمستثمرون الذين ما زالوا يراهنون على أن التباطؤ الاقتصادي الأميركي سيكون مفيداً للذهب، حتى عندما تقول قواعد اللعبة المعتادة أن الوقت قد حان للبيع.
من جانبه، قال مدير المحفظة في "بيرينبيرغ"، ماركو هوكست: "نماذجنا تشير إلى أن السعر أعلى من قيمته الحقيقية بـ 200 دولار". ومع ذلك، فإن الصندوق المتوازن متعدد الأصول التابع للشركة والذي تبلغ قيمته 340 مليون دولار والذي يساعد في إدارته، لا يزال يحتفظ بحوالي 7% من أصوله في الذهب". "من وجهة نظرنا يبدو المستقبل أكثر جاذبية للذهب".
هناك العديد من النماذج أو الحسابات المختلفة لتقييم القيمة العادلة للذهب - كثير من المحللين يصنعون نماذجهم الخاصة - ولكن في جوهرها، تعكس معظمها المبادئ الأساسية لمكان تداول السبائك مقارنة بعوائد السندات الأميركية الحقيقية والدولار. في العادة، يقوم مديرو الأموال ببيع معدن الملاذ الآمن مع ارتفاع الدولار وارتفاع الفوائد المدفوعة عن طريق الأصول الآمنة الأخرى مثل السندات والنقد.
لكنهم لم يفعلوا ذلك على النطاق المتوقع، مما أدى إلى خلق "علاوة" كبيرة عما تقوله النماذج المتبعة للشراء والبيع.
صمدت "علاوة التأمين" لأكثر من عام، حيث ساعدت موجة شراء الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية المعدن على تحمل تشديد السياسة النقدية على مستوى العالم.
الانهيار الكاملولكن هناك بعض الدلائل الأولية على أن الطلب السيادي بدأ في التباطؤ، مما يجعل الذهب أكثر عرضة للانكماش. سيكون الأمر الحاسم بالنسبة للتوقعات هو أن يقرر المستثمرون المؤسسيون البيع إذا اختبرت الأسعار مستويات منخفضة جديدة.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أنه بدلاً من الانهيار بالكامل، ثم -ببساطة- إعادة ضبط علاقة الذهب مع محركاته الرئيسية على قاعدة أعلى.
وقد يسمح ذلك لها بتسجيل رقم قياسي إذا انخفضت العائدات أو الدولار مرة أخرى، وفقاً لماركوس غارفي من ماكواري، الذي يتوقع ارتفاع الأسعار إلى 2100 دولار للأوقية العام المقبل مع تباطؤ الاقتصاد الأميركي.
وقال غارفي: "لقد حدث ارتفاع في سعر الذهب الاسمي". "بمجرد أن تحصل على التدفقات المالية كريح داعمة، أعتقد أنها ستدفع بقوة إلى الأعلى".
ربما كان الاختبار الحقيقي هو الاضطرابات التي اجتاحت القطاع المالي في الولايات المتحدة في شهر مارس/آذار. وانخفضت العائدات الحقيقية والدولار مع تأرجح بنك وادي السيليكون على حافة الهاوية، مما أدى إلى تدفقات جديدة إلى الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب.
صعوبة جذب تدفقاتعلى الرغم من تداوله بالفعل بعلاوة مرتفعة، ارتفع المعدن إلى مستوى قريب من الرقم القياسي الذي سجله خلال الوباء، لكنه انخفض في النهاية مع انحسار الأزمة وبيع المستثمرين بأسعار أعلى.
لكن هناك آخرين أكثر تشككا في تكرار ذلك، خاصة مع تراجع التهديد بأزمة مصرفية وتقديم السندات عوائد جاذبة لأول مرة منذ سنوات. وبما أن الذهب يبدو باهظ الثمن نسبيا، فقد يجد صعوبة في جذب تدفقات مؤثرة حتى في ظل التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وقال ماركو بيرسيموني، المدير المشارك لصندوق "Pictet Multi Asset Global Opportunities" الذي تبلغ قيمته 6.2 مليار يورو: "هناك أصول أخرى مثل السندات طويلة الأجل يمكن استخدامها في المحفظة لنفس غرض الذهب، ولكنها تأتي مع حمل". خفض الصندوق مخصصاته للمعدن الثمين إلى النصف خلال الـ 12 شهراً الماضية.
وأضاف بيرسيموني: "في البيئة الحالية، لا يعد الذهب أصلاً مقنعاً للغاية للتنويع".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الدولار الذهب سعر الدولار الاقتصاد العالمي سعر الذهبالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الدولار الذهب سعر الدولار الاقتصاد العالمي سعر الذهب أسعار الفائدة سعر الذهب
إقرأ أيضاً:
ارتفاع الدولار يحد من مكاسب الذهب ويدفع الأوقية للتراجع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تراجع سعر الذهب العالمي بشكل محدود خلال تداولات اليوم الأربعاء بعد أن سجل أعلى مستوى في أسبوع، وذلك في ظل عودة الدولار الأمريكي إلى الارتفاع مجددا الأمر الذي يحد من مكاسب الذهب ولكن يبقى الدعم موجودا من الطلب على الملاذ الآمن.
وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوع عند 2641 دولارا للأونصة ليتداول حاليا عند المستوى 2624 دولارا للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2632 دولارا للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
وفشل الذهب في الحفاظ على مكاسبه ليتراجع سريعا بسبب تعافي مستويات الدولار الأمريكي اليوم بعد أن شهد 3 جلسات متتالية من الهبوط، مما أثر بالسلب على أداء الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
ويبقى الذهب يتمتع ببعض الدعم من الطلب على الملاذ الآمن منذ أن قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بخفض الحد الأقصى الذي تتحمله روسيا من تدخلات قبل الرد بشن ضربة نووية ردا على مجموعة أوسع من الهجمات التقليدية، بعد أيام من تقارير تفيد بأن واشنطن سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لشن هجوم في عمق روسيا.
وساهم هذا في عدم اليقين في الأسواق المالية وزاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن ليساعده منذ بداية الأسبوع على تعويض الخسائر الكبيرة التي سجلها الأسبوعين الماضيين وتراجعه إلى أدنى مستوى منذ شهرين، وذلك بسبب ما يسمى بـ "تداولات ترامب" التي أدت إلى ارتفاع الدولار الأمريكي لأعلى مستوى منذ عام، وزادت من الطلب على الاستثمارات الخطرة على حساب الذهب والملاذ الآمن.
وتظل الأسواق غير متأكدة بشأن ما قد ينتج عن رئاسة دونالد ترامب من قوانين وتشريعات من شأنها التأثير على الاقتصاد الأمريكي وأسعار الفائدة، وسط بعض الشكوك حول ما إذا كان البنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في ديسمبر.
وتضع الأسواق احتمال حاليا يصل إلى 60% أن البنك الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم في ديسمبر، مع احتمال آخر بنسبة 40% ببقاء أسعار الفائدة ثابتة.
زفي حال لجوء البنك الفيدرالي إلى تأجيل أو تخفيض وتيرة عمليات خفض أسعار الفائدة الأمريكية سيكون لهذا تأثير سلبي على أسعار الذهب الذي وجد الدعم بشكل كبير منذ إعلان البنك الفيدرالي عن البدء في تيسير السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة، منذ كون الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى من المتوقع أن يلقي العديد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع الضوء على مسار خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وهو ما ستتابعه الأسواق بشكل كبير خاصة مع غياب البيانات الاقتصادية الهامة عن الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
وأظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 12 نوفمبر، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 20591 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار 1713 عقدا.
ويعكس التقرير تراجع في الطلب على الاستثمار في الذهب بشكل عام بسبب تأثير نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي زادت من الطلب على الاستثمارات الخطرة على حساب الذهب، بالإضافة إلى توقعات بتقلص فرص استمرار البنك الفيدرالي الأمريكي في وتيرة خفض أسعار الفائدة.
ويأتي هذا بالتزامن مع إعلان مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب قد تراجعت خلال الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر بمقدار 23.7 طن ذهب، وهو انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.