قال الباحث الأمريكي مايكل روبين، إن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو فجر أزمة دبلوماسية باتهام للحكومة الهندية بالتواطؤ في مقتل هارديب سينغ نيجار، زعيم السيخ المقيم في كندا في ضاحية فانكوفر في يونيو(حزيران) الماضي.

وقال روبين، وهو زميل بارز في معهد أمريكان انتربرايز، و سبق له العمل في وزارة الدفاع الأمريكية وتعامل مع قضايا منطقة الشرق الأوسط، وهو حاصل على الدكتوراة في التاريخ من جامعة يل، إن "الحكومة الكندية تلمح إلى معلومات استخباراتية لا تعطى تفاصيلها أو تكشفها".

تراجع شعبية ترودو

وأضاف، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية، أن إعلان ترودو الأمر يأتي على خلفية شعبيته المتراجعة واستقباله الفاتر في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الهند في وقت سابق الشهر الجاري.

وكان استطلاع للرأي نشر في يوليو (تموز) الماضي قد أظهر أن الغضب من حكومة ترودو بلغ 51% .

وعقب تصريحات ترودو، طردت كندا والهند دبلوماسيين رفيعي المستوى من سفارتيهما في البلدين، وترددت تقارير أن كندا طلبت دعم الولايات المتحدة في مشاحنتها مع الهند. وتنفي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفض طلب كندا، ولكن يبدو أنها حذرة من استعداء الهند.

وقال روبين إن "بايدن، صراحة، على حق في تجنب الدعم الفوري لترودو. أولًا، هناك مشكلة نيجار نفسه. وربما يقول الكنديون إنه ببساطة كان سباكاً وناشطاً سياسياً أيضاً. والحقيقة أكثر تعقيداً".

جماعة انفصالية

و نيجار عاش في الهند 20عاماً، انضم خلالها إلى قوة نمور خاليستان، وهى جماعة انفصالية متمردة في البنجاب، وهى ولاية هندية تبلغ مساحتها ضعف مساحة ولاية مساتشوستس، وعدد سكانها مماثل لعدد سكان فلوريدا.

وتسعى خاليستان إلى إقامة دولة منفصلة للسيخ، وهو هدف يسعى المتشددون غالباً لفرضه بالعنف نظراً لأن غالبية السيخ يرفضون مثل هذه القومية الدينية.

وفي 1997، ترددت تقارير عن هرب نيجار إلى كندا بجواز سفر مزور باسم رافي شارما.وقبضت عليه الشرطة في مطار تورنتو، ولكنه رد على ذلك بطلب اللجوء على أساس زعمه التعرض لمضايقات من الشرطة في الهند.

وفي نهاية المطاف، رفضت المحاكم طلبه للجوء، ولكنه سعى بعد ذلك للحصول على المواطنة بعد زواجه بكندية.

ورفضت سلطات الهجرة في البداية هذا أيضاً للاشتباه في أن الزواج غير حقيقي. ولكن بناء على استئناف، منحته الحكومة الكندية المواطنة، وجواز سفر.

وفي 2015، تردد أن وكالة المخابرات الباكستانية استعانت بنيجار لمساعدتها في إنشاء معسكر تدريب للمسلحين من حركة خاليستان قرب منطقة ميشن في كولومبيا البريطانية في كندا.

واتهمت الهند نيجار بالتورط في عدد من الأعمال الإرهابية، بينها التخطيط لتفجير دار سينما لودهيانا في 2007، وقتل السياسي البارز من السيخ رولدا سينغ في 2009، والتأمر لقتل الزعيم الديني الهندوسي كامالديب شارما في جالاندهار، والتورط في تفجير معبد في باتيالا في  2010، وفي عدد من الاغتيالات.

حقيقة الأمر

وذكر روبين أنه في حقيقة الأمر ، وفرت كندا عن قصد المأوى لمشبوه بتلطخ يده بالدماء . والهند على حق في شعورها بالقلق والانزعاج من تسامح كندا مع تطرف السيخ.

ولاتؤوي كندا جماعة قوة نمر لحركة خالستان فحسب، ولكنها تستضيف أيضا منظمة السيخ العالمية، وجماعة السيخ من أجل العدالة، ومجموعة بابار خالسا الدولية، وكلها مجموعات يقول المسؤولون الهنود إنها تشجع على العنف أو لها صلات بقوى أجنبية أو متورطة في الأمرين.

وعموماً، ستكون كندا محقة في شعورها بالغضب إذا قررت جماعة متطرفة في مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية أن الوسيلة المناسبة للسعى لإقامة دولة قومية في كيبيك، هى اغتيال سياسيين، وتفجير دور السينما. وإذا استقر مثل هؤلاء الإرهابيين في الهند ، لكانت لغة كندا في الخطاب مختلفة تماماً.

وربما يكون ذلك أمراً افتراضياً، ولكن التناقضات في نهج ترودو مع العنف بينما يكون المرء في موقع السلطة ومسؤولًا عما يحدث، حقيقية. فأنظر إلى وفاة كريمة بالوش، الناشطة الباكستانية في الدفاع عن حقوق الإنسان التي عثر عليها مقتولة في تورنتو.

وتولت الشرطة الكندية القضية. وحتى بعد إشارات إلى ضلوع الحكومة الباكستانية في الحادث ، لزم ترودو الصمت.

ويبدو أيضاً أن الكنديين ينحون باللائمة على الهند في العنف في مجتمع السيخ على أرضهم. وقد تكون وفاة نيجار بسهولة انتقاماً لقتل سابق.

وفي يوليو (تموز) 2022، قتل مسلحان ريبودامان سينغ ماليك، وهو سيخي بارز، اتهم في الماضي بتفجير طائرتين لشركة الخطوط الجوية الهندية إير إنديا، ولكن تم بعد ذلك برأته محكمة في فانكوفر.

وأصبح ماليك فيما بعد رئيساً لاتحاد ائتماني كبير وعمل رئيساً لمدرستين وأدار جمعية براشار ساتنام الدينية.

واحتج نيجار على طباعة المجموعة "سري كورو غرانث ساهيب"، الكتاب المقدس الرئيسي للسيخ دون تصريح من الشخصيات السيخية الأخرى.

وقبل أيام فقط من قتل ريبودامان، قاد نيجار مجموعة من السيخ لاقتحام إحدى مدارسه واستولى على آلة الطباعة بالمدرسة، والحقيقة البسيطة هى أن الموقف معقد.

هل تمكن عملاء هنود من قتل نيجار ؟ الإجابة هي بالتأكيد، رغم أنه لايبدو أنه السيناريو المرجح .في غياب الأدلة

ويشير  عجز ترودو عن ذلك ، إلى أنه ربما لم يفكر ملياً في الأمر وأضفى الطابع السياسي على التحقيق في الأمر.

ويرى روبين أن النشطاء السيخ مؤثرون في مناطق رئيسية في الانتخابات المقبلة. وربما أراد ترودو ببساطة أن يغير النقاش السياسي الداخلي عندما اتهم الهند دون أن يدرك أنه سيتسبب في حادث دبلوماسي.

وأوضح روبين أنه في حقيقة الأمر، يفعل السياسيون الأمريكيون نفس الشئ، فقد وعد الرئيس السابق دونالد ترامب أن تدفع المكسيك ثمن الجدار الحدودي الذي كان يأمل تشييده.

وعندما كان سيناتوراً شن جو بايدن، الذي كان نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية في 2008، هجوماً شديداً ضد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ووصفه بوكيل لآخرين لتوجيه الانتقادات لبراعة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في السياسة الخارجية.

وتفاقم الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بعدما وصف مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشخص لملء الفراع، أي سد خانة. وفي كل حالة من الحالتين، فإن ما كان خطاباً موجها في الأساس للجمهور الداخلي، يستفحل ويتحول إلى حادث دولي.

واختتم روبين تقريره بالقول إن من المرجح ألا يكون انتقاد ترودو للهند مختلفاً. والعلاقة بين الهند والولايات المتحدة ببساطة مهمة بحيث لايمكن التضحية بها بسبب قلة كفاءة وغطرسة سياسي كندي، يظهر نفسه بشكل متزايد على أنه سطحي ويفتقر إلى الجدية .

The U.S.-India relationship is simply too important to sacrifice, argues Michael Rubin. https://t.co/1oNaNUTo1H

— National Interest (@TheNatlInterest) September 25, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني كندا الهند بايدن فی الهند

إقرأ أيضاً:

كندا تدرس فرض ضرائب على صادرات اليورانيوم والنفط رداً على ترمب

الاقتصاد نيوز - متابعة

تدرس كندا إمكانية فرض ضرائب على صادراتها من سلع رئيسية مثل اليورانيوم والنفط والبوتاس إلى الولايات المتحدة، وذلك في حال قام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب، بتنفيذ تهديده بفرض رسوم جمركية شاملة.

وذكر مسؤولون مطلعون على المناقشات داخل حكومة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن فرض ضرائب التصدير سيكون الخيار الأخير لكندا. وأوضحوا أن فرض رسوم انتقامية على السلع المصنعة في الولايات المتحدة وفرض قيود على تصدير بعض المنتجات الكندية سيكون الخيار الأكثر احتمالاً.

ومع ذلك، أفاد المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، بأن فرض ضرائب على الصادرات، الذي سيؤدي إلى زيادة التكاليف على المستهلكين والمزارعين والشركات الأمريكية، لا يزال خياراً جدياً إذا قرر ترمب بدء حرب تجارية شاملة.

كما قد تقترح حكومة ترودو توسيع صلاحياتها بشأن قيود التصدير كجزء من تحديث مقرر للوضع المالي والاقتصادي للبلاد، والذي سيتم الإعلان عنه يوم الاثنين.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الكندية: ترودو فقد السيطرة على الحكومة
  • زعيم حزب المحافظين الكندي: ترودو فقد السيطرة على حكومته
  • طريقة عمل جوزية جوز الهند
  • أزمة سياسية في ألمانيا.. شولتس يخسر تصويت الثقة وتحديد موعد الانتخابات المبكرة
  • أزمة تعديل قانون الانتخابات: غياب الإجماع السياسي يعمّق الانقسامات
  • البيسري عرض مع سفيرة كندا الأوضاع في لبنان والتطورات في سوريا
  • أكبر صفقة نفط في تاريخ روسيا والهند
  • كندا تدرس فرض ضرائب على صادرات اليورانيوم والنفط رداً على ترمب
  • سلوت يضع ليفربول فى ورطة لهذا السبب
  • أفضل وصفة لتطويل وتكثيف الشعر