صحيفة أثير:
2025-01-19@19:56:43 GMT

التعليم ودوره في الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

التعليم ودوره في الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة

أثير – د. رجب بن علي العويسي خبير الدراسات الاجتماعية والتربوية في مجلس الدولة

لمّا كانت النزاهة محطات إنجاز تستجلي من مواقف الحياة وشواهد الأيام مرتكزات القوة وأساسيات النجاح، لتتجلى فيها قيم الأمانة والصدق والإخلاص والشفافية والرقابة والمحاسبة والمساءلة وحياة الضمير، لذلك بات الحديث اليوم عن دور أعمق للتعليم في ترسيخ معايير النزاهة والرقابة في حياة الأجيال وإكسابهم مبادئها منذ نعومة أظافرهم ضرورة ترتبط ببناء الإنسان وتكوينه النفسي والاجتماعي والفسيولوجي والعاطفي والقيادي، وتصبح مقولة “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر” تلك الصورة الذهنية التي تلتصق بذهن المتعلم ووعيه وترافقه في دربه التعليمي وتتفاعل معه في ممارساته اليومية داخل المدرسة وحرم الجامعة، وتستدعيها ذاكرته المجتمعية عندما يخرج لمحيطه الخارجي، ذلك أن استدامة تأثيرها سوف يكون مدد له في حياته القادمة المهنية والأسرية والوظيفية، ويصبح حس التعليم خلال هذه الفترة نافذة حياة ممتدة تعيد إنتاج الواقع المتغير الذي يعيشه الفرد في إطار الرقابة والنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد.

وإذا كان التعليم الطريق لبناء المواطنة المنتجة وترسيخ قيمها وغاياتها كنماذج حيّة في حياة الفرد والمجتمع، وكانت المحافظة على المال العام والرقابة والمسؤولية جزء من المواطنة، فإن النزاهة بما تحويه من مبادئ الخيرية والصلاح والإصلاح وموجهات الأمانة والصدق والشفافية والالتزام تعبير دقيق عن امتلاك الفرد لحس المواطنة، وروح التغيير الذي يسري  في مواقف حياته وتصرفاته، وترفّعه عن الأنانية والفوقية والسلطوية والطمع والجشع والأثرة التي تتجافى مع مفهوم النزاهة، فيصنع من ممارساته وإخلاصه ميزة فارقة تظهر في أداء واجباته نحو وطنه، والحفاظ على موارده وثرواته، ليظهر دور التعليم في إعادة هندسة السلوك وبناء الضمير وتربية النفس وترقية الروح؛ في استنطاق القيم والأخلاق والمبادئ المعززة لقيم النزاهة، بدءا من محاسبة النفس وإصلاح الذات، ووصولا إلى حسن استخدام الموارد وصون الممتلكات العامة واستشعار الصدق والمسؤولية في أداء المهام الوظيفية.

من هنا يأتي دور التعليم في تعزيز النزاهة وترسيخ قيمها ومبادئها وأخلاقياتها وممارساتها القويمة تجاه المال العام والوظيفية العامة، انطلاقا من الميزة التنافسية التي يمنحها  التعليم لهذا المنظور الحضاري الراقي، في بناء وعي رقابي مستدام، عبر مناهجه وطرائقه وأساليب التدريس والخطط الدراسية والأنشطة والبرامج والمحتوى التعليمي ذاته، وتطبيقاتها، وفق نماذج محاكاة عملية للواقع الذي يعيشه المتعلم، وتبني أفضل الممارسات الداعمة لتعزيز  النزاهة،  وترسيخ مبادئها وتأصيل قيمها وأخلاقياتها وبناء أطرها، وإعادة فرص إنتاجها في مجتمع التعليم، وتمكين الأطر التعليمية بما تمتلكه من موجهات وفرص وبرامج ومساقات تدريسية ومناهج تعليمية وأنشطة ومساحات احتواء ومنصات التقاء في تعظيم قيمة المال العام وأخلاقيات الوظيفة في حياة الأجيال وتنشئتها على هذه المعاني النبيلة لتصبح حصون داعمة لها في حياتها القادمة، ومنطلقها في التعامل مع المواقف الحياتية وتشعباتها المختلفة، وعندها يصبح دور التعليم مساحة أمان لاستنطاق القيم واستنهاض العزائم، وترقية الفضائل، وتصحيح الانحرافات التي قد تسيء إلى المال العام وتؤدي إلى تراكمات واختلالات غير سارة ترفع من سقف الفساد.

إن التعليم عندما يصاحبه حسن التوجيه، وجودة المحتوى، وكفاءة المعلم وعمق المنهج، ويمنح الطالب فرصا أكبر للتدريبات والتطبيقات العملية ونماذج المحاكاة، فإنه الأقدر على بناء ثقافة الرقابة الوقائية وترسيخ أبجديات النزاهة في حياة الأجيال، وتعميق حضورها في بيئات التعليم ليصبح نماذج وطنية، يحمل قدسية الوطن ويحترم موارده، ويسعي لتحقيق العدالة، وينتزع من ذات أفراده حاجز الأثرة وعقلية الندرة واستغلال النفوذ والمصالح الشخصية، ويمتلك إرادة التغيير الذاتي وحس المنافسة وتقييم الذات، فتتولد لديه  فرص نجاح قادمة ناتجة عن  إخلاصه وإيمانه بمبادئ الكفاءة والإنتاجية والمنافسة والإيمان بمبدأ الشفافية والموضوعية والمصداقية والتزام نهج الصدق والأمانة.

عليه فإن تجسيد دور التعليم في الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة 2022- 2030 التي أطلقها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، وفي إطار مبدأ: الشراكة، تعاون فاعل من كافة الأطراف ذات العلاقة، يتأكد اليوم من خلال تبني سياسات تعليمية تتفاعل أنشطتها نحو تحقيق هذا المبدأ من خلال:

▪ تضمين المحتوى التعليمي في المناهج الدراسية لمفاهيم ومبادئ النزاهة من خلال دمج وتبسيط مفاهيم   الشفافية والإفصاح ومكافحة الفساد وأخلاق الوظيفة العامة والشراكة الرقابية والحس الرقابي والتكامل المؤسسي الرقابي والتعاون الدولي في مكافحة الفساد وحماية المال العام.

▪ تعزيز بناء فقه المسؤولية لدى الطلبة وترسيخ ثقافة المحافظة على الموارد والممتلكات العامة.

▪ تعزيز فرص المبادرة وإعادة إنتاج الموارد والتثمير فيها بالشكل الذي يضمن توجيهها نحو الاستدامة الاقتصادية، وتفعيل دور البحث العلمي والريادة والشركات الطلابية كنموذج للتثمير في الموارد والمحافظة على المال العام.

▪ إعادة إنتاج القدوات وصناعة النماذج في بيئات التعليم من خلال دعم النماذج الإيجابية من القيادات الطلابية وإخراجها بالشكل المطلوب داخل المجتمع التعليمي (صناعة القدوات في المدارس والجامعات).

▪ إعادة إنتاج القيادات الطلابية وإكسابها روح التغيير وقيم الأمانة والصدق والموضوعية والإخلاص

▪ تعريض الطلبة لبرامج ومواقف محاكاة للواقع تبرز فيها مساحة الأمانة والإخلاص وتجسد روح النزاهة والمحاسبة في سلوك المتعلمين.

▪ ترسيخ مفاهيم وقيم المواطنة والولاء والانتماء باعتبارها موجهات أساسية لتأصيل معايير النزاهة وتوجيه القدرات نحو الوطن والإخلاص له.

▪ تعظيم دور الخطاب الديني في ترسيخ النزاهة والرقابة في حياة الطلبة من خلال بعض النماذج والمواقف الإيمانيّة التي أبرزت صورة راقية من النزاهة في حياة الأنبياء والصالحين الذين قص القرآن الكريم سيرتهم، وأحاديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والتي أبرزت اهتمام الإسلام بمبادئ النزاهة والمحافظة على المال العام والممتلكات العامة وحسن استخدامها، واحترام المسؤوليات والأمانة فيها.

▪ تعظيم دور التشريع العماني في ترسيخ النزاهة والرقابة سواء من خلال النظام الأساسي للدولة وخطابات جلالة السلطان أو جملة القوانين التي تضبط سلوك الموظف وأخلاقيات الوظيفة.

▪ التعريف بدور جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة واختصاصاته في تعزيز مبادئ النزاهة والرقابة، والنماذج أو المواقف التي تعامل معها الجهاز.

▪ توظيف قانون التعليم المدرسي وقانون التعليم العالي وقانون جامعة السلطان قابوس في تعزيز المحاسبة والمساءلة سواء من حيث تطبيق الجزاءات والعقوبات، أو ترقية مبادئ الإخلاص، واحتواء القيادات والكفاءات المخلصة من أعضاء الهيئات التعليمية والأكاديميين.

▪ توجيه طلبة مؤسسات التعليم العالي من حملة الماجستير والدكتوراة أو الباحثين المستقلين نحو التأصيل العلمي والبحثي لمسار النزاهة في سلطنة عمان والعوامل والمتغيرات الداعمة لها والفرص المتحققة منها والأحكام القضائية الصادرة حول بعض القضايا في الادعاء العام والمحاكم ذات الصلة باختلاس المال العام والإساءة للوظيفة والرشوة والفساد الإداري والمحسوبية وغيرها.

▪ تبني معايير وطنية لقيم النزاهة تساعد المدارس والجامعات على ترجمتها إلى كفايات، والاسترشاد بها في عمليات تطوير المناهج التعليمية.

▪ استحداث منهج أو مساق تدريسي في النزاهة يتدرج مع الطالب في مختلف مراحل التعليم المدرسي وصولا إلى التعليم الجامعي، يتناول المحتوى الرقابي بلغة سهلة وبسيطة ونماذج عملية يستوعبها الطالب وتشكل قيمة مضافة في تعلمه، بحيث يكون للأفعال والسلوكيات المرتبطة بـ : مكافحة الفساد المالي والإداري، التي يجرمها القانون العماني، أو التي يؤكد عليها كالشفافية والمساءلة والرقابة والمحاسبة حضورا واسعا في هذه المساقات للوصول إلى تطبيقات عمليه تتكامل فيها  مكونات الدعوى الرقابية والقانونية والإجراءات المتخذة.

أخيرا يبقى على التعليم اليوم البحث عن خيارات أوسع، وتنشيط بدائل أنضج، وتبني برامج تدريبة وتأهيلية مجربة، بما يسهم في وضع الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة موضع التطبيق، وأن تعيد مؤسسات التعليم، ترتيب أوضاعها وأولوياتها التعليمية، وعبر حضور المسار الرقابي في بيئة التعليم وموارده ووقوفه، وتحقق النزاهة في القائمين على مؤسسات التعليم، في مشهد رقابي متجدد، تقدم فيها المدارس والجامعات وغيرها نماذج تطبيقية في إدارة المال العام ومكافحة الفساد وتعزيز الكفاءة الوظيفية في ميدان العمل، وإنتاج المخلصين الذي يحملون أهداف الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة وينفذون أدواتها.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الخطة الوطنیة لتعزیز النزاهة النزاهة والرقابة تعزیز النزاهة المال العام دور التعلیم النزاهة فی التعلیم فی من خلال فی حیاة

إقرأ أيضاً:

ما هي مبادرة مصر GATE نبوغ التي اطلقتها وزارتي التعليم اليوم.. تفاصيل

أطلق الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومحمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والسيد محمد جبران وزير العمل، صباح اليوم السبت، مبادرة (مصر GATE "نبوغ")، بحضور الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور هاني عياد المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، وبحضور عدد من السادة رؤساء الجامعات وقيادات الوزارة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وجامعة الطفل، والمراكز البحثية، وعدد من طلاب المدارس، وذلك بأحد الفنادق بالقاهرة الجديدة.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن الدولة المصرية تدعم كل ما يسهم في جهود الارتقاء بالعناصر البشرية لتحقيق التنمية، مشيرًا إلى وجود مراكز لدعم الطلاب المبتكرين والموهوبين والنوابغ بمختلف الجامعات المصرية؛ لتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لتنمية مواهبهم وقدراتهم، ودعم جهود تطوير العملية التعليمية؛ مما سيسهم في تأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تقديم حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع، ودعم جهود الدولة للتنمية في المستقبل، موضحًا أن البرنامج يهدف إلى اكتشاف المهارات الاستثنائية لدى الأطفال النوابغ والموهوبين بجميع أنحاء الجمهورية، ومن ثم يتم إدراجهم في برامج لصقل مواهبهم ونبوغهم من خلال برامج وآليات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تبني الإنسان وبناء قدراته إيمانًا من الوزارة بأن دعم أطفال اليوم هو دعم لشباب الغد وقادة المستقبل؛ تحقيقًا لطموحات الجمهورية الجديدة.

وأشار وزير التعليم العالي إلى مبدأ الابتكار وريادة الأعمال باعتباره أحد أهم مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل، بما يدعم جهود الدولة لبناء "الجمهورية الجديدة"، مؤكدًا اهتمام الوزارة بربط الإستراتيجية بالصناعة لتنمية الاقتصاد الوطني، وذلك في إطار تحقيق مبادرة "تحالف وتنمية"، التي تحظى بدعم ورعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وسلط الدكتور أيمن عاشور الضوء على برنامج GEN Z الذي يعد من أكبر البرامج الداعمة للأفكار الابتكارية لدى طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، وذلك في إطار دعم ريادة الأعمال بين الطلاب، والذي يجري تنفيذه بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بدعم يصل إلى 100 مليون جنيه.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن مصر تزخر بالعديد من الموهوبين والمبتكرين والنوابغ، ومنهم الطفل المتميز يحيى عبدالناصر الذي التحق بكلية العلوم جامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل، ونجح في الحصول على نتائج مرتفعة، مؤكدًا أنه نموذج للطالب المتميز والمبدع.

وفى كلمته، أعرب محمد عبداللطيف عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية الهامة التي تشهد انطلاق مبادرة طموحة تستهدف اكتشاف ودعم ورعاية الأطفال وشباب الموهوبين، والتي تأتي اتساقًا مع رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة (مصر 2030)، وتركز على رعاية وتنمية الموهوبين والمبتكرين في مختلف المراحل العمرية؛ إيمانًا بأنهم يمثلون ثروة مصر الحقيقية، وقادتها المبدعين الذين سيقودونها إلى آفاق أرحب نحو التقدم والازدهار، مشيرًا إلى أن الاستثمار في رعاية الموهوبين والمبتكرين ليس اختيارًا، بل هو واجب وطني، فالموهبة نبتة واعدة تحتاج إلى تربة خصبة، وبيئة محفزة، حتى تثمر وتزدهر، موضحًا أنه عندما نقدم لأبنائنا من الموهوبين، والمبدعين الرعاية الكافية، والدعم اللازم، فإننا نضمن بذلك لمصر مستقبلاً واعدًا زاخرًا بالإنجازات والابتكارات.

ولفت وزير التربية والتعليم إلى أن أهمية رعاية وتنمية قدرات الموهوبين، والمبتكرين تأتي باعتبارهم قوة دافعة للاقتصاد، ولجهود التنمية المستدامة، حيث تسهم الابتكارات في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري، وتنويع مصادر الدخل، بالإضافة إلى تقديم حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع؛ وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة حياة المواطنين، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تحظى برعاية ودعم غير مسبوقة من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لدعم برامج اكتشاف الموهوبين والمبتكرين من أبنائنا الطلاب في مختلف مراحل التعليم قبل الجامعي، وفي جميع المجالات، فضلًا عن توفير بيئة تعليمية مُحفزة للإبداع والابتكار، وداعمة لروح المبادرة، والتفكير النقدي، من خلال توفير الموارد اللازمة التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم المنشودة.


وأكد الوزير محمد عبداللطيف أن الوزارة تعمل على بناء الشراكات الفاعلة مع القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وتبذل كافة الجهود الهادفة نحو تشجيع الموهوبين والمبتكرين على التواصل مع نظرائهم في الخارج، والمشاركة في المؤتمرات والمسابقات والفعاليات الدولية، مؤكدًا أن الوزارة نجحت في  تطوير المناهج الدراسية، وفقًا للمعايير العالمية، على النحو الذي يسمح للطالب بإطلاق كافة مواهبه وقدراته، وذلك في إطار مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري، مشيرًا إلى أن الطالب المصري قادر على إحراز مراكز الصدارة في كافة المجالات، ولعل أبرز مثال على هذا ما نجح فيه طلاب وطالبات مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) الذين حققوا المراكز الأولى بالمسابقة الدولية للعلوم والهندسة (ISEF2024)، مضيفًا أن رعاية الموهوبين والمبتكرين هي الاستثمار الأمثل للدولة المصرية، وتقع مسئوليتها على عاتق جميع المعنيين، لذا؛ فإن علينا جميعًا أن نوثّق أواصر التعاون؛ بهدف تمكين الموهوبين والمبتكرين من إطلاق إمكاناتهم الكاملة، وقدم الوزير الشكر لكافة الجهات المشاركة والداعمة لمبادرة (GATE مصر) على جهودهم الصادقة في دعم ورعاية أبنائنا من الموهوبين والمبتكرين، كما قدم الشكر لجميع القائمين على التنظيم المشرف للاحتفالية وخروجها بهذه الصورة المشرفة.

وأوضحت الدكتورة جينا الفقي أن الأكاديمية تدعم وتنفذ برنامج GATE مصر "نبوغ" من خلال توفير بيئة تعليمية ملهمة تمكن الطلاب الموهوبين من اكتشاف اهتماماتهم وتطوير مهاراتهم بشكل منهجي، وتضع في الاعتبار التباين والاختلاف بين الأطياف والأنماط الشخصية من خلال برامج تعليمية فردية مفصلة، كما أنها تعزز من روح المنافسة الإيجابية، مما يدفع الطلاب إلى تحقيق إنجازات أكاديمية وفكرية، من خلال خطط تعليم فردية تلبي احتياجاتهم، وتتسم بالشمولية حيث تغطي جميع مجالات النمو التعليمي والنفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى المهارات الحياتية ومهارات تكنولوجية؛ تماشيًا مع تطورات العصر بطرق تطبيقية ترتبط مع الواقع؛ لتقديم حلول فعالة لمشكلات المجتمع من خلال المشاركة في المشاريع، والمسابقات المحلية، والإقليمية، والدولية، مشيرة إلى أن الأكاديمية لها خبرات متراكمة في دعم الموهوبين من النوابغ منذ عام 2015 من خلال برنامج "جامعة الطفل" حيث دعمت الأكاديمية من خلاله أكثر من 18000 طالب، ويمثل برنامج "جامعة الطفل" حجر الأساس لبرنامج GATE مصر "نبوغ".

وأعرب الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان عن سعادته بالمشاركة في هذه المبادرة الهامة تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأهمية رعاية الموهوبين والنوابغ والمبتكرين، ووضع آليات لاكتشافهم، وبناء جيل من الكوادر الشابة المتميزة، مؤكدًا أن جامعة حلوان تهدف إلى تمكين الطلاب لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مشيرًا إلى أن جامعة حلوان تبنت نهجًا شاملاً يرتكز على دعم الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات، حيث تعمل الجامعة على تطوير مناهج مبتكرة تدعم التفكير الإبداعي، ودعم الابتكار والبحث العلمي، وإتاحة الفرص للطلاب على المشاركة في مسابقات محلية ودولية، مما يعزز من قدراتهم التنافسية، والتعاون مع مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأشار الدكتور هاني عياد المدير التنفيذى لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ أن المبادرة هي تكليل لجهود دعم الطلاب المبتكرين والموهوبين والنوابغ، ومن هنا كانت رؤية الوزارة بأهمية الربط بين التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي، وأن تكون مصر بوابة ومنصة لدعم النوابغ والموهوبين، لافتًا إلى وجود برامج للتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لدعم الطلاب، وتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لهم، لافتًا إلى أن الصندوق يسعى لرسم طموح الطلاب.

وأوضح الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، أن هذه المبادرة تتعاون فيها العديد من الوزارات والجهات المعنية لرعاية الموهوبين والمبتكرين والنوابغ، مشيرًا إلى أن المبادرة هي بوابة لرعاية هؤلاء الطلاب وتقديم كافة أوجه الدعم لهم، وذلك بما يتماشى مع تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن الوزارة تهدف إلى تأهيل الطلاب ليكونوا مؤهلين للالتحاق بالجامعات، وأن يكونوا مبدعين ومتميزين لدعم جهود الدولة المصرية نحو تحقيق الازدهار والتقدم.

ما هو برنامج مصر GATE "نبوغ" ؟

وأشارت الدكتورة سهى الزلباني منسقة البرنامج إلى أن برنامج مصر GATE "نبوغ" يعتبر برنامجًا شاملا، ومتعدد المستويات، ويهدف إلى إعداد وتجهيز الأطفال والشباب الموهوبين (من الصف الثاني إلى الثاني عشر) تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومن خلال التعاون مع جهات ووزرات متعددة، ويربط البرنامج طلاب المدارس الموهوبين بالجامعات والمعاهد المصرية في مرحلة مبكرة، وكذلك يعمل البرنامج على تجهيزهم وتزويدهم بالمهارات العلمية والإبداعية للدراسة والبحث العلمي بالجامعات والمعاهد المصرية.

وأضافت أن البرنامج يهدف إلى إتاحة فرص تعليمية للطلاب ذوي القدرات العالية في عدة مجالات، ويخدم البرنامج الطلاب من سن 8 إلى 18 سنة لتحديد الأطفال ذوي القدرات العالية والأداء الاستثنائي في مختلف المجالات؛ لدعم إمكانياتهم وتقديم الخدمات لهم في المدارس وخارجها، كما يمتد البرنامج لدعم الطلاب الجامعيين وإعدادهم لسوق العمل، كما تدعم هذه البرامج تنمية مواهب الطلاب المصريين، وفتح أبواب الاستعداد للمنافسات الوطنية والإقليمية والدولية والنمو الاقتصادي العالمي؛ بهدف بناء قادة المستقبل.

وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي : أن البرنامج يتيح للطلاب فرص دعم وتنمية المواهب المتنوعة عبر إثراء البيئة التعليمية من خلال أنشطة متنوعة، والتحضير للمنافسات والمسابقات العالمية، وتعزيز مشاركة الطلاب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، ودعم تطوير التعليم، وتحسين فرص التعليم للموهوبين التأكد من تقييم الطلاب الموهوبين والمبتكرين بشكل واضح ومعروف للجميع القائمين على العملية التعليمية، والتأكد من أن المدرسة تُلبي احتياجات جميع الطلاب الموهوبين داخل وخارج المنهج الدراسي، والتأكد من أن الموهبة تُترجم إلى إنجازات من شأنها ضمان النجاح الشخصي للطالب الموهوب ورفع مستوى تطلعات جميع الطلاب وليس الموهوب فحسب، وكذلك رفع وعي المعلمين والمنسقين وأولياء الأمور وكل القائمين على العملية التعليمية ببرامج اكتشاف ودعم الموهوبين والمتفوقين دراسيًا، وتهيئة فرص العمل والريادة والمشروعات للشباب الموهوبين والمبتكرين.

واستمع الحضور إلى عرض قدمه عدد من طلاب المدارس المُشاركين في المبادرة وتحدثوا عن البرنامج وأهدافه، وعرضوا طموحاتهم في المستقبل، ووجهوا الشكر لجميع القائمين على تنفيذ البرنامج.

مقالات مشابهة

  • العقيبي يناقش الصعوبات التي تعيق عمل التعليم الخاص
  • مجلس النواب يناقش الصعوبات التي تعيق «عمل التعليم الخاص»
  • توصيات مؤتمر التقييم العقاري ودوره في حماية الاقتصاد المصري
  • جمعية حماية المال العام تحذر من خطورة توجه تضارب المصالح والفساد والإثراء غير المشروع
  • ما هي مبادرة مصر GATE نبوغ التي اطلقتها وزارتي التعليم اليوم.. تفاصيل
  • المصري الديمقراطي الاجتماعي ينظم ورشة تدريبية لتعزيز مهارات الخطاب العام
  • مصر لمن يبنيها.. خطوات الدولة لتعزيز الوحدة الوطنية والتنمية المجتمعية
  • محافظة البحر الأحمر تبدأ خطوات جادة لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للسكان
  • حكومة الوحدة الوطنية الليبية: قرار مجلس الأمن خطوة تاريخية لتعزيز السيادة المالية
  • هل في المال العام قطع أيدي؟