لبنان يحذّر العالم من حمم بركان النزوح.. هل تُطلق قوارب النازحين إلى أوروبا؟
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بالتزامن مع تدفّق الآف النازحين السوريين إلى لبنان في موجة جديدة، اتخذت الحكومة اللبنانية قرارات غير مسبوقة لمواجهة معضلة النزوح، من ضمن خطّة متكاملة وإجراءات على مستوى كلّ الوزارات والمؤسسات المعنيّة والسلطات المحليّة والأجهزة الأمنيّة. شكلت القرارات الحكوميّة تطورًا لافتًا حيال مقاربة ملف النزوح السوري، الذي بات يشكّل خطرًا وجودّيًا على بلد الـ 10452 كلم مربع، عبّر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام أرفع منبر دولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، مؤكّدًا أنّ لبنان لن يبقى في عين العاصفة وحده، داعيًا المجتمع الدولي لوضع خارطة طريق لحلّ أزمة النزوح السوري، قبل أن تتفاقم تداعياتها بشكل يخرج عن نطاق السيطرة.
اقتصاد خاص بالنازحين
يزاحم النازح السوري المواطن اللبناني على لقمة عيشه، ينافسه في سوق العمل، يتجاوز دائرة الأعمال المسموحة بموجب القوانين، ويفتتح مؤسسات تجارية له في القرى والبلدات والمدن "أكثر من ذلك بات النازح يملك في لبنان اقتصادًا رديفًا موازيًا وممسوكًا من قبله، في التجارة والصناعة والزراعة ونقل البضائع عبر الحدود وعمليات التهريب، هذا الإقتصاد الخاص يؤمّن للنازح مداخيل بالدولار، والخطورة أنّ بعض اللبنانيين المستفيدين يؤمّنون تغطية للسوريين من دون أن يدركوا خطورة ذلك على واقعهم على المدى البعيد" وفق ما يشير إليه عقيقي، مصوّبًا على تقاعس المعنيين في وزارات الصناعة والإقتصاد والزراعة والعمل والسلطات المحليّة عن القيام بواجباتها، وتطبيق القوانين الواضحة في هذا الشأن، مشيرًا إلى أنّ تداعيات النزوح ستتفاقم أكثر إن لم تقم الوزارات والبلديات بدورها. هل يمكن للبنان ترحيلهم؟
الدول نفسها التي لا تنفك تُسمع لبنان نظريات غرائبيّة عن وجوب الإستمرار في استضافة النازحين، وتربط عودة هؤلاء بشروط تعجيزيّة وطوعيّة لن تتحقق، هذه الدول المدافعة عن حقوق النازحين خارج حدودها، تتخذ إجراءات صارمة تمنع بموجبها المهاجرين من عبور أراضيها، وتجيز لنفسها ما تحرّمه على لبنان، لدرجة بات اللبنانيون معها يستشعرون وجود مؤامرة دوليّة لتوطين النازحين في أرضهم. بالتوازي تدفع المنظّمات الدولية مبالغ طائلة للنازحين السوريين في لبنان، في وقت يمكن لها أن تنفق هذه الأموال لمساعدة النازحين أنفسهم في بلدهم، الذي بات يضم مساحات آمنة تتخطّى مساحة لبنان بأضعاف مضاعفة. انطلاقًا من المقاربة الدولية المناقضة لمصلحة لبنان، يرى عقيقي أن ليس هناك من حلّ سوى بتكاثف جهود اللبنانيين جميعًا، أي السلطات الرسمية والأحزاب والمجتمع المدني والسلطات المحلية، لاحتواء أزمة النزوح، قبل أن تنفجر براكينها وتصيب حممها الحارقة كلّ أجزاء الوطن وهيئاته ومؤسساته وأبنائه. في المنحى القانوني يملك لبنان نقاط قوّة، أبرزها أنّه غير موقّع على اتفاقية اللاجئين عام 1951، وفي عام 2003 وقّع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تؤكّد أنّ لبنان ليس بلد لجوء بل عبور. ورغم ما تعانيه مؤسساته من أوضاع ماليّة حرجة، لا زالت قواه الأمنيّة تمنع قوارب المهاجرين المتسلّلة بحرًا إلى الدول الأوروبيّة. لكن في حال بقي المجتمع الدولي لا سيّما الأوروبي يدفع باتجاه بقاء النازحين السوريين في لبنان، وطال أمد الفراغ في لبنان ومعه المزيد من تحلّل المؤسسات، هل تصل الأمور إلى مرحلة فقدان السيطرة على لجم قوارب المهاجرين السوريين باتجاه أوروبا؟
هنا يشير عقيقي إلى مسؤولية لبنان في مكافحة الهجرة غير الشرعية، لافتًا إلى أنّه بعد الحرب الأوكرانيّة الروسية، وما أعقبها من تدفق ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى الدول الأوروبية، تراجعت مفوضية اللاجئين في لبنان عن قبول طلبات اللجوء، ولم تعمد إلى تأمين بلدان لاستضافة النازحين. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
النزوح وقلة العلاج.. الحرب في غزة تضاعف معاناة أصحاب الأمراض المزمنة
وتتفاقم المشكلة وسط النازحين مؤخرا من شمالي القطاع حيث الواقع شديد الصعوبة معيشيا وصحيا.
25/11/2024