موقع 24:
2024-10-02@11:20:24 GMT

ماذا ربح الحوثيون وماذا خسروا؟

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

ماذا ربح الحوثيون وماذا خسروا؟

باتت الرسائل المتناقضة والمرتبكة التي يبعثها الحوثيون إلى الداخل والخارج إحدى سماتهم السياسية التي تعبّر عن غياب الرؤية الواضحة تجاه الحرب والسلام وحجم التدخل الإيراني في قرار الجماعة التي تموج من داخلها بتيارات متعددة الولاءات ومراكز القوى متقاطعة المصالح التي تشكلت خلال سنوات الحرب.

بعث الحوثيون مجددًا برسالة قوة في ذكرى انقلابهم التاسع من خلال استعراض عسكري احتوى على ما أرادوا تأكيده أنه قوة الردع الخاصة بهم، والتي باتت حرة وطليقة، خصوصًا مع مشاركة طائرات حربية وأخرى مروحية في الاستعراض تعود ملكيتها إلى الجيش اليمني السابق.

يبدو أنها نجت من “العاصفة” وظلت مخفية خوفًا من استهدافها حتى هذه اللحظة، التي أراد الحوثيون أن يوجّهوا فيها رسائل جديدة إلى الداخل قبل الخارج، بأنهم باتوا قوة يعترف بها العالم والإقليم، ويجب أن يخضع لها اليمنيون.
رسالة القوة الحوثية المزعومة جاءت بعد ساعات قليلة من لقاء نادر وغير مسبوق في مسار الأزمة اليمنية يستحق التأمل، لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله في الرياض وفداً حوثياً، في إشارة واضحة إلى أن هناك تفاهمات حول الملف اليمني قطعت شوطاً متقدماً لا رجعة عنه، أو بمعنى آخر، الإعلان شبه الرسمي عن انتهاء الحرب بشكلها القديم، وتحويل الرياض إلى وسيط وليس طرفًا في الحرب، باعتراف الحوثيين الضمني، كما عبَّرت عن ذلك صور اللقاء.

يشعر الحوثيون في هذه اللحظات بحالة من النشوة كشفوا عنها باستعراضهم العسكري الذي تلا اللقاء، وكذلك إعلان زعيم الجماعة عن تحولات جذرية وشيكة في شكل الدولة ومؤسساتها. يبدو أنها ستصبّ في اتجاه إحكام الحوثيين قبضتهم بشكل نهائي على إرث الدولة في صنعاء، وإسدال الستار على التحالف والشراكة الشكلية التي جمعتهم بحزب المؤتمر الشعبي العام، تحت ضغط الحرب ومقتضياتها السياسية والعسكرية. وهو الأمر الذي يظن الحوثيون أن أسبابه قد انتفت، وأنهم لم يعودوا في حاجة حتى إلى الشراكة الصورية مع أيّ مكونات سياسية أو اجتماعية في اليمن. ويودون استغلال اللحظة الراهنة لإنهاء مظاهر التحالفات الاضطرارية القديمة قبل الإعلان الوشيك عن اتفاق مرتقب سينهي الحرب القديمة، لتبدأ حربًا جديدة يظن الحوثيون أنها ستكون سهلة وسريعة.
تشير الصورة الأولى للمشهد اليمني في اللحظة الراهنة إلى أن الحوثيين قطفوا ثمار مغامراتهم السياسية والعسكرية التي يحتفلون بها اليوم بذكراها التاسعة، وأنهم خرجوا منتصرين من الحرب بعد أن استطاعوا تحييد التحالف العربي وتحويل الحرب إلى حرب داخلية خالصة، يعتقدون أنهم قادرون على حسمها في مواجهة خصومهم المحليين فيما تبقّى من شمال اليمن مأرب، وتعز، والساحل الغربي، وصولًا إلى المرحلة التالية المتمثلة في استهداف الجنوب عسكريًا بعد إنهاكه اقتصاديًا وخلخلته أمنيًا، واللعب بورق التناقضات السياسية والاجتماعية الجنوبية.

ضمن الحوثيون على الأقل خروج التحالف العربي من معادلة الحرب. ولكن الحقيقة هي أنهم خسروا كثيرًا من أوراق قوتهم، على الصعيدين الداخلي والخارجي. فتحول التحالف إلى "وسيط" بعد أن كان خصماً أو طرفاً مباشراً في دعم الشرعية اليمنية، سيسقط أهم الذرائع الحوثية في الداخل وسينهي ملف مظلوميتهم التي ظلوا يسوّقونها خارجيًا، كما سيضع الوضع الجديد الجماعة أمام تحديات كبيرة في مناطق سيطرتها على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والخدمي. هذه ملفات ظل الحوثيون يبرّرون ترحيلها بأنهم انشغلوا بأولويات الحرب وما كانوا يصفونه طوال الثماني السنوات الماضية بـ“العدوان الخارجي المدعوم أميركيا وغربيا”.
ستتغير معادلة الحرب والسلام في اليمن بكل تأكيد، لكن الحوثيين لن يجدوا في خصومهم المحليين الذين كانوا يتكئون على الدعم الإقليمي لقمة سائغة، بقدر ما سيجدون أنفسهم في مواجهة خصوم دون خيارات سوى النصر، أطراف باتت تتحمل كامل مسؤولياتها، وتتحرر من أيّ ضغوط إقليمية كانت تتم استجابة لضغوط دولية. لقد كان الحوثيون محظوظين طيلة السنوات الماضية بالمواقف الدولية التي اتسمت بالضبابية وخدمت الانقلاب الحوثي، وحالت في محطات كثيرة دون إلحاق الهزيمة به، كما حدث على سبيل المثال في معركة تحرير الحديدة، التي لعب المجتمع الدولي دوراً حاسماً في تعثرها من خلال ممارسة ضغوط سياسية شتى على الشرعية والتحالف العربي.
هذه ورقة ستسقط بكل تأكيد عندما يجد العالم نفسه أمام حرب يمنية يمنية قادمة، دون تدخلات إقليمية، ودون قدرة حقيقية على ممارسة ضغط من أيّ نوع على أطراف الصراع الإقليمي القديمة التي تحوّل دورها المباشر إلى مجرد وسيط، غير قادر على ردع الصواريخ، والطائرات المسيرة التي ستستخدم إذا ما نشبت الحرب القادمة من قبل الحوثيين وخصومهم على حد سواء.

ولن يكون بمقدور الحوثي توسيع رقعة حربه حينها ليبتز العالم ويهدد مصالحه كما كان يحدث من قبل. كما سيفقد الحوثي مشروعية حربه عندما يكون في مواجهة أطراف يمنية أخرى، لا يمكن بعد اليوم وصفها بـ“عملاء العدوان”.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

ماذا سيحدث قبل الحرب البرية؟

ماذا سيحدث قبل #الحرب_البرية؟ _ #ماهر_أبوطير


لن تخوض #إسرائيل حربا برية واسعة، أي أنها لن تحتل كل #لبنان في ليلة، وقد تنفذ عملية اجتياح بري محدودة، حتى مواقع محددة، بهدف البقاء فيها، أو التفاوض حولها.

كل المسؤولين الإسرائيليين يهددون بالعملية البرية، وليس الاحتلال الكامل للبنان، والاشتراطات الثلاثة الإسرائيلية تبدو مستحيلة التنفيذ، وأبرز هذه الاشتراطات والأول فيها نزع سلاح حزب الله، وهذا لن يحدث، ولن يقدر عليه أحد في لبنان، لا الجيش ولا المؤسسات السياسية، والشرط الثاني ابتعاد قوات حزب الله إلى نهر الليطاني، والالتزام بالقرار 1701، وهو شرط لن يتحقق أيضا، لأن هناك إدراكا اليوم أن لبنان أمام مفترق طرق، والتجاوب مع الضغوطات الإسرائيلية، سيؤدي إلى نتائج خطيرة، أكثر مما نراه حاليا داخل لبنان، والشرط الثالث يتعلق بعودة مستوطني شمال فلسطين البالغ عددهم 70 ألف مستوطن، إلى مستوطناتهم، وهو أمر لا يتم ومقابله تسببت إسرائيل بتهجير مليون لبناني، من مناطق الجنوب وشرق لبنان وبيروت.

لا توجد اليوم نقطة التقاء تساعد القوى الدولية والإقليمية والمحلية على عقد صفقة وسطى، إذ بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، لا يمكن للحزب أن يتراجع بحيث يبدو مهزوما، فيما إسرائيل ذاتها لا تريد أصلا أي صفقة، وتريد الاستمرار في تنفيذ مستهدفاتها الإستراتيجية.

مقالات ذات صلة كاريكاتير عماد عواد 2024/10/02

قبيل العملية البرية ستقوم إسرائيل بعمليات قصف مروعة لمناطق الجنوب بهدف انهاء اخطارها، وتدمير مخازن الصواريخ والاسلحة، حتى لا يتبقى سوى اخطار المقاتلين الفرديين، إضافة إلى تدمير كل وسائل الإمداد اللوجيستي من مناطق مختلفة من لبنان، لخنق العمليات العسكرية ضد اسرائيل، وهذا كلام نظري قد تتمكن منه إسرائيل وقد لا تتمكن منه، والهدف السطو على جنوب لبنان، مثلما سطت إسرائيل على شمال قطاع غزة، وإعادة التموضع فيهما.

الرهان على تدخل إيران، وهي ترى أهم جماعة تابعة لها تتعرض لكل هذه العمليات، يبدو رهانا غير دقيق حاليا، إذ ما تزال إيران تدير المشهد بالتدرج، عبر عمليات ضد الأميركيين في سورية، أو عمليات عسكرية تتدفق من العراق أو اليمن، وفي الوقت ذاته يتحدث رئيسها في الأمم المتحدة بلغة مرنة إيجابية بشأن العلاقة مع الأميركيين، عكس القيادة الدينية.

الأخطر هنا أن أي عمليات إمداد إيرانية بالذخيرة ستتعرض للتدمير داخل إيران ذاتها وعلينا أن نتوقع وقوع حوادث كبرى في إيران، أو قد يقع التدمير عبر الحدود العراقية الإيرانية، أو العراقية السورية، أو السورية اللبنانية، وصولا إلى ما قد يتعرض له مطار رفيق الحريري من تدمير يؤدي لإغلاقه في مرحلة ما، وما قد تتعرض له الملاحة البحرية أمام لبنان.

المنطقة تعبر التوقيت الأخطر، إذ أن جبهة غزة ما تزال مشتعلة، وإسرائيل تجاوزت ملف الأسرى، وتشعر اليوم بالنشوة والقوة، ويساعد كثيرون في عملقتها أمنياً من خلال الكلام عن قدراتها الاستخبارية، بعد الذي رأيناه من خروقات متواصلة حتى اليوم، والأخطر هنا أن إسرائيل تستفرد بلبنان، مثلما استفردت بغزة والضفة الغربية، وما قد نراه في القدس تحديدا خلال شهر تشرين الأول-اكتوبر الحالي، من مهددات للمسجد الأقصى، في توقيت حساس هو الذكرى الأولى للسابع من اكتوبر، وسط معلومات تتحدث عن فتح جبهة داخل القدس بشكل مختلف.

المشروع الإستراتيجي الإسرائيلي اختلف، ومنذ مطلع الحرب ورئيس الحكومة الإسرائيلية يتحدث عن شرق أوسط جديد، وتغيير وجه المنطقة، ونحن أمام معارك ليس لها علاقة بتدمير تنظيمات تقاوم إسرائيل، بل بخطوات التهيئة لشرق أوسط جديد، تتحكم فيه إسرائيل.

هذه ليست حرب تأديب الفلسطينيين، واللبنانيين، ولاغيرهم، هذه حرب هدفها الاستيلاء على المنطقة، وهي تتصاعد قبل الانتخابات الأميركية، فما بالنا بالفترة الأصعب التي ستليها.

الغد

مقالات مشابهة

  • ماذا سيحدث قبل الحرب البرية؟
  • مارب تدشن مارد الجمهورية...الدبابة التي مرغت انوف الحوثيين
  • حظر الحوثيين يضرب السياحة الإسرائيلية: خسائر بالمليارات وتأخر الشحن يؤثر على الأسواق
  • ما حجم الأضرار التي لحقت بـ الحوثيين جراء العدوان الإسرائيلي الاخير على الحديدة ؟
  • اغتيال نصرالله.. وماذا بعد؟
  • ماذا يحيط بنا من وباء؟!
  • ماذا بعد اغتيال نصر الله؟
  • ماذا بعد اغتيال حسن نصر الله؟
  • محلل: رد إسرائيل على الحوثيين كان متوقعًا.. وتل أبيب تريد توسيع الحرب
  • محلل: رد إسرائيل على الحوثيين كان متوقعا.. وتل أبيب تريد توسيع الحرب