موقع 24:
2025-03-18@15:15:10 GMT

ماذا ربح الحوثيون وماذا خسروا؟

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

ماذا ربح الحوثيون وماذا خسروا؟

باتت الرسائل المتناقضة والمرتبكة التي يبعثها الحوثيون إلى الداخل والخارج إحدى سماتهم السياسية التي تعبّر عن غياب الرؤية الواضحة تجاه الحرب والسلام وحجم التدخل الإيراني في قرار الجماعة التي تموج من داخلها بتيارات متعددة الولاءات ومراكز القوى متقاطعة المصالح التي تشكلت خلال سنوات الحرب.

بعث الحوثيون مجددًا برسالة قوة في ذكرى انقلابهم التاسع من خلال استعراض عسكري احتوى على ما أرادوا تأكيده أنه قوة الردع الخاصة بهم، والتي باتت حرة وطليقة، خصوصًا مع مشاركة طائرات حربية وأخرى مروحية في الاستعراض تعود ملكيتها إلى الجيش اليمني السابق.

يبدو أنها نجت من “العاصفة” وظلت مخفية خوفًا من استهدافها حتى هذه اللحظة، التي أراد الحوثيون أن يوجّهوا فيها رسائل جديدة إلى الداخل قبل الخارج، بأنهم باتوا قوة يعترف بها العالم والإقليم، ويجب أن يخضع لها اليمنيون.
رسالة القوة الحوثية المزعومة جاءت بعد ساعات قليلة من لقاء نادر وغير مسبوق في مسار الأزمة اليمنية يستحق التأمل، لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله في الرياض وفداً حوثياً، في إشارة واضحة إلى أن هناك تفاهمات حول الملف اليمني قطعت شوطاً متقدماً لا رجعة عنه، أو بمعنى آخر، الإعلان شبه الرسمي عن انتهاء الحرب بشكلها القديم، وتحويل الرياض إلى وسيط وليس طرفًا في الحرب، باعتراف الحوثيين الضمني، كما عبَّرت عن ذلك صور اللقاء.

يشعر الحوثيون في هذه اللحظات بحالة من النشوة كشفوا عنها باستعراضهم العسكري الذي تلا اللقاء، وكذلك إعلان زعيم الجماعة عن تحولات جذرية وشيكة في شكل الدولة ومؤسساتها. يبدو أنها ستصبّ في اتجاه إحكام الحوثيين قبضتهم بشكل نهائي على إرث الدولة في صنعاء، وإسدال الستار على التحالف والشراكة الشكلية التي جمعتهم بحزب المؤتمر الشعبي العام، تحت ضغط الحرب ومقتضياتها السياسية والعسكرية. وهو الأمر الذي يظن الحوثيون أن أسبابه قد انتفت، وأنهم لم يعودوا في حاجة حتى إلى الشراكة الصورية مع أيّ مكونات سياسية أو اجتماعية في اليمن. ويودون استغلال اللحظة الراهنة لإنهاء مظاهر التحالفات الاضطرارية القديمة قبل الإعلان الوشيك عن اتفاق مرتقب سينهي الحرب القديمة، لتبدأ حربًا جديدة يظن الحوثيون أنها ستكون سهلة وسريعة.
تشير الصورة الأولى للمشهد اليمني في اللحظة الراهنة إلى أن الحوثيين قطفوا ثمار مغامراتهم السياسية والعسكرية التي يحتفلون بها اليوم بذكراها التاسعة، وأنهم خرجوا منتصرين من الحرب بعد أن استطاعوا تحييد التحالف العربي وتحويل الحرب إلى حرب داخلية خالصة، يعتقدون أنهم قادرون على حسمها في مواجهة خصومهم المحليين فيما تبقّى من شمال اليمن مأرب، وتعز، والساحل الغربي، وصولًا إلى المرحلة التالية المتمثلة في استهداف الجنوب عسكريًا بعد إنهاكه اقتصاديًا وخلخلته أمنيًا، واللعب بورق التناقضات السياسية والاجتماعية الجنوبية.

ضمن الحوثيون على الأقل خروج التحالف العربي من معادلة الحرب. ولكن الحقيقة هي أنهم خسروا كثيرًا من أوراق قوتهم، على الصعيدين الداخلي والخارجي. فتحول التحالف إلى "وسيط" بعد أن كان خصماً أو طرفاً مباشراً في دعم الشرعية اليمنية، سيسقط أهم الذرائع الحوثية في الداخل وسينهي ملف مظلوميتهم التي ظلوا يسوّقونها خارجيًا، كما سيضع الوضع الجديد الجماعة أمام تحديات كبيرة في مناطق سيطرتها على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والخدمي. هذه ملفات ظل الحوثيون يبرّرون ترحيلها بأنهم انشغلوا بأولويات الحرب وما كانوا يصفونه طوال الثماني السنوات الماضية بـ“العدوان الخارجي المدعوم أميركيا وغربيا”.
ستتغير معادلة الحرب والسلام في اليمن بكل تأكيد، لكن الحوثيين لن يجدوا في خصومهم المحليين الذين كانوا يتكئون على الدعم الإقليمي لقمة سائغة، بقدر ما سيجدون أنفسهم في مواجهة خصوم دون خيارات سوى النصر، أطراف باتت تتحمل كامل مسؤولياتها، وتتحرر من أيّ ضغوط إقليمية كانت تتم استجابة لضغوط دولية. لقد كان الحوثيون محظوظين طيلة السنوات الماضية بالمواقف الدولية التي اتسمت بالضبابية وخدمت الانقلاب الحوثي، وحالت في محطات كثيرة دون إلحاق الهزيمة به، كما حدث على سبيل المثال في معركة تحرير الحديدة، التي لعب المجتمع الدولي دوراً حاسماً في تعثرها من خلال ممارسة ضغوط سياسية شتى على الشرعية والتحالف العربي.
هذه ورقة ستسقط بكل تأكيد عندما يجد العالم نفسه أمام حرب يمنية يمنية قادمة، دون تدخلات إقليمية، ودون قدرة حقيقية على ممارسة ضغط من أيّ نوع على أطراف الصراع الإقليمي القديمة التي تحوّل دورها المباشر إلى مجرد وسيط، غير قادر على ردع الصواريخ، والطائرات المسيرة التي ستستخدم إذا ما نشبت الحرب القادمة من قبل الحوثيين وخصومهم على حد سواء.

ولن يكون بمقدور الحوثي توسيع رقعة حربه حينها ليبتز العالم ويهدد مصالحه كما كان يحدث من قبل. كما سيفقد الحوثي مشروعية حربه عندما يكون في مواجهة أطراف يمنية أخرى، لا يمكن بعد اليوم وصفها بـ“عملاء العدوان”.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب

شنت الولايات المتحدة مساء أمس نحو 40 غارة على اليمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. واعتبرت واشنطن أن الغارات تأتي دفاعا عن المصالح الأميركية، واستعادة لحرية الملاحة البحرية. من جانبه قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) يحيى سريع -اليوم الأحد- إنهم استهدفوا حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" بـ18 صاروخا وطائرة مسيّرة، واصفا العملية بالنوعية.

وأوضح سريع في كلمة مقتضبة أن الهجوم الحوثي جاء "ردا على العدوان الأميركي الذي استهدف عددا من المحافظات اليمنية بأكثر من 47 غارة جوية مخلفا عشرات الشهداء والجرحى".

وأكد أن الحوثيين "لن يترددوا في استهداف أي قطع بحرية في البحرين الأحمر والعربي ردا على العدوان".

وصرح مسؤول أميركي بأن الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع.

وفي تبريره للغارات التي شنتها بلاده ضد اليمن، قال الرئيس الأميركي  دونالد ترامب في منشور له على "تروث سوشيال" أنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام. وأضاف تسببت في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.

تهديد الملاحة البحرية

وذكر البيت الأبيض أن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسارات 60% تقريبا من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلا من البحر الأحمر، وأن هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية والأمن الاقتصادي الأميركي.

إعلان

ويعتبر مضيق باب المندب الذي تطلع عليه اليمن من الجنوب أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم. هذا المضيق يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ويعد مسارا حيويًا لحركة النفط والتجارة بين آسيا وأوروبا.

وفيما يلي أبرز التداعيات لإغلاق المضيق:

في إطار نصرتها لغزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذ الحوثيون عدة هجمات استهدفت سفن تجارية وناقلات نفط في البحر الأحمر، ما أدى إلى اضطراب حركة الشحن البحري. هذه الهجمات دفعت الكثير من الشركات إلى تعليق مرور سفنها عبر المضيق أو اتخاذ مسارات بحرية أطول بالتوجه نحو رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي زاد من تكاليف الشحن. مع تزايد الهجمات التي استهدفت السفن الإسرائيلية أو المتجهة نحو إسرائيل، ارتفعت تكاليف التأمين على السفن العابرة في المنطقة بشكل ملحوظ، ما زاد من الأعباء المالية على الشركات التجارية، وزاد الأمر سوءا بعدما وسع الحوثيين الحظر ليشمل السفن الأميركية والبريطانية بسبب استهداف دولهم الحوثيين بضربات جوية خلال العام الماضي. تهديد إمدادات الطاقة، باب المندب يُعد مسارًا رئيسيًا لنقل النفط من دول الخليج الغنية بالنطف إلى أوروبا وأميركا. أي اضطراب في هذه المنطقة قد يؤثر على أسعار النفط عالميًا.

أهمية باب المندب

مضيق باب المندب يُعَدّ من أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميا، حيث بلغ متوسط تدفقات النفط عبر المضيق عام 2023 حوالي 8.8 مليون برميل يوميا. وفي عام 2024 شهدت تدفقات النفط تراجعا حادا بنسبة 54% خلال الأشهر الثمانية الأولى، حيث انخفض المتوسط إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا حتى أغسطس/آب، مقارنة بـ 8.7 مليون برميل يوميا لنفس الفترة من عام 2023.

هذا الانخفاض الكبير في عام 2024 يُعزى إلى تصاعد الهجمات على السفن في المنطقة، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تجنب المرور عبر المضيق.

إعلان

يُذكر أن مضيق باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم تجارة الطاقة التي تمر عبره، بعد مضيقي ملقا وهرمز، مما يبرز أهميته الاستراتيجية في حركة النفط العالمية.

وشنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية العام 2024، مما أسفر عن غرق سفينتين والاستيلاء سفينة "غالاكسي ليدر" (تم الإعلان اليوم عن الإفراج عن طاقمها).
ودفع ذلك العديد من شركات الشحن الكبرى في العالم إلى تغيير مسار سفنها لتبحر حول جنوب قارة أفريقيا بدلا من البحر الأحمر. وهو ما أدى إلى خسارة طاقة شحن إضافية تقدر بنحو 30% على الأقل عن المعتاد.

مقالات مشابهة

  • شالوم حماس.. ماذا تخفي إسرائيل في حربها الجديدة؟
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها
  • طارق صالح يعلق على الضربات الأمريكية ضد الحوثيين.. ماذا قال؟
  • أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب
  • الحوثيون يقولون أنهم هاجموا حاملة الطائرات الأمريكية التي انطلقت منها هجمات السبت
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • ماذا يحدث في اليمن؟.. أمريكا تشن هجومًا جويًا وبحريًا على الحوثيين
  • اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
  • عاجل: رواية أمريكية حول الغارات الجوية على صنعاء قبل قليل وماذا استهدفت؟